ઈમામ સાદિક઼ (અ.સ.) એ ફરમાવ્યુઃ અગર હું એમના જમાનામાં હોઉં તો મારી જીન્દગીનીના તમામ દિવષો એમની સેવા કરીશ.
قصيدة إبن عرندس الحلّي رحمه الله وبيان فضيلتها

قصيدة إبن عرندس الحلّي رحمه الله

وبيان فضيلتها

    الشيخ صالح بن عبدالوهاب بن العرندس الحلّي الشهير بابن العرندس ، أحد أعلام الشيعة ومن مؤلّفي علمائها في الفقه والاُصول ، وله مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت عليهم السلام تتمُّ عن تفانيه في ولائهم ومناوئته لأعدائهم ، ذكر شطراً منها شيخنا الطريحي في «المنتخب» وجملة منها مبثوثة في المجاميع والموسوعات ، وعقدله العلاّمة السماوي في «الطليعة» ترجمة اطراه فيها بالعلم والفضل والتقى والنسك والمشاركة في العلوم . وأشفع ذلك الخطيب الفاضل اليعقوبي في «البابليّات» وأثنى عليه ثناءً جميلاً ، وذكر في «الطليعة» أنّه توفّي حدود 840 بالحلّة الفيحاء ، ودفن فيها وله قبر يزار ويتبرّك به .(50)

    ومن شعر شيخنا الصّالح رائية اشتهر بين الأصحاب أنّها لم تقرأ في مجلس إلّا وحضره الإمام الحجّة المنتظر صلوات اللَّه عليه ، توجد برمّتها في منتخب شيخنا الطريحي(51). (52)

    ونذكر هاهنا مورداً من حضور الإمام عليه السلام عند قرائة الشعر : أنّ الشيخ عبدالزهراء الكعبي الكربلائي رحمه الله ، المتوفّى 1395 ، قال له : إنّ يوماً بعد الظهر دخلت صحن الإمام الحسين عليه السلام وكان في إحدى ساحات حجرات الصحن الشريف بيّاع كتب دينيّة ولي معه صحبة قديمة ، فلمّا أبصرني ناداني ، وقال لي : عندي كُتَيّب لعلّه ينفعك ، وفيه أشعارٌ هي لك ، وثمنها أن تقرأها مرّة عليَّ .

    قال الكعبي : فشرعت في قراءة الأشعار الّتي هي ضالّتي ، طال ما كنت أطلبها من زمن بعيد ، فإذا بسيّد بهيئة السادة الأعراب الّذين يسكنون خارج البلد وقف بحذائي ينصت للقراءة ويبكي ، فلمّا وصلتُ إلى قوله :

 أيُقتَلُ ظَمْآناً حُسينٌ بكربلا       وفي كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أنامِلهِ بَحْرُ

    اشتدّ بكاؤه ، واتّجه نحو ضريح الحسين عليه السلام ، يكرّر البيت ويبكي بكاء الثكلى ، وبعد ما انتهيتُ عن آخر القصيدة ولم أشعر بالسيّد أثناء القراءة ؛ لأنّها كانت غير واضحة الكتابة ، نظرت أطلب السيّد فلم أجده، وخرجت خارج الصحن فلم أره ، وكلّما حاولت فلم أظفر به، وكأنّه غاب من ساعته عن بصري، وعلمت أنّه ‏الحجّة عليه السلام.(53)

 طَوايا نِظامي فِي الزَّمانِ لَها نَشْرُ     يُعَطِّرُها مِنْ طيبِ ذِكْراكُمُ نَشْرُ

 قَصائِدُ ما خابَتْ لَهُنَّ مَقاصِدُ     بَواطِنُها حَمْدٌ ظَواهِرُها شُكْرُ

 مَطالِعُها تَحْكِي النُّجُومَ طَوالِعاً         فَاَخْلا قُها زُهْرٌ وَاَنْوارُها زَهْرُ

 عَرائِسُ تُجْلى حينَ تُجْلي قُلُوبَنا          أَكاليلُها دُرٌّ وَتيجانُها تِبْرُ

 حِسانٌ لَها حَسَّانُ بِالْفَضْلِ شاهِدٌ          عَلى وَجْهِها تِبْرٌ يُزانُ بِهَا التِّبْرُ

 اُ نَظِّمُها نَظْمَ اللَّئالي وَاَسْهَرُ الْ        لَيالي لِيَحْيى لي بِها وَبِكُمْ ذِكْرُ

 فَيا ساكِني أَرْضِ الطُّفُوفِ عَلَيْكُمُ          سَلامُ مُحِبٍّ ما لَهُ عَنْكُمُ صَبْرُ

 نَشَرْتُ دَواوينَ الثَّنا بَعْدَ طَيِّها         وَفي كُلِّ طِرْسٍ مِنْ مَديحي لَكُمْ سَطْرُ

 فَطابَقَ شِعْري فيكُمْ دَمْعَ ناظِري           فَمُبْيَضُّ ذا نَظْمٌ وَمُحْمَرُّ ذا نَثْرُ

 فَلا تُتْهِمُوني بِالسُّلُوِّ فَإِنَّما             مَواعيدُ سُلْواني وَحَقِّكُمُ الْحَشْرُ

 فَذُلّي بِكُمْ عِزٌّ وَفَقْري بِكُمْ غِنىً            وَعُسْري بِكُمْ يُسْرٌ وَكَسْري بِكُمْ جَبْرُ

 تَرِقُّ بُرُوقُ السُّحْبِ لي مِنْ ديارِكُمْ          فَيَنْهَلُّ مِنْ دَمْعي لِبارِقِها الْقَطْرُ

 فَعَيْنايَ كَالْخَنْساءِ تَجْري دُمُوعُها         وَقَلْبي شَديدٌ في مَحَبَّتِكُمْ صَخْرُ

 وَقَفْتُ عَلَى الدَّارِ الَّتي كُنْتُمْ بِها         فَمَغْناكُمُ مِنْ بَعْدِ مَعْناكُمُ فَقْرُ

 وَقَدْ دُرِسَتْ مِنْهَا الدُّرُوسُ وَطالَما         بِها دُرِّسَ الْعِلْمُ الْإِلهيُّ وَالذِّكْرُ

 وَسالَتْ عَلَيْها مِنْ دُمُوعي سَحائِبٌ          إِلى أَنْ تُرَوَّى الْبانُ بِالدَّمْعِ والسِّدْرُ

 فَراقَ فِراقُ الرُّوحِ لي بَعْدَ بُعْدِكُمْ         وَدارَ بِرَسْمِ الدَّارِ في خاطِرِى الْفِكْرُ

 وَقَدْ أَقْلَعَتْ عَنْهَا السَّحابُ وَلَمْ يُجِدْ       وَلا دَرَّ مِن بَعْدِ الْحُسَيْنِ لَها دَرُّ

 إِمامُ الْهُدى سِبْطُ النُّبُوَّةِ والِدُ الْ       أَئِمَّةِ رَبُّ النَّهْيِ مَوْلاً لَهُ الْأَمْرُ

 إِمامٌ أَبُوهُ الْمُرْتَضى عَلَمُ الهُدى          وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَالصِّنْوُ وَالصِّهْرُ

 إِمامٌ بَكَتْهُ الْإنْسُ وَالْجِنُّ والسَّما        وَوَحْشُ الْفَلا وَالطَّيْرُ وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ

 لَهُ الْقُبَّةُ الْبَيْضاءُ بِالطَّفِّ لَمْ تَزَلْ       تَطُوفُ بِها طَوْعاً مَلائِكَةٌ غُرُّ

 وَفيهِ رَسُولُ اللَّهِ قالَ وَقَوْلُهُ            صَحيحٌ صَريحٌ لَيْسَ في ذلِكُمْ نُكْرُ

 حُبي بِثَلاثٍ ما أَحاطَ بِمِثْلِها              وَلِيٌّ فَمَنْ زَيْدٌ هُناكَ وَمَنْ عَمْرُو ؟

 لَهُ تُرْبَةٌ فيهَا الشِّفاءُ وَقُبَّةٌ            يُجابُ بِهَا الدَّاعي إِذا مَسَّهُ الضُرُّ

 وَذُرِّيَّةٌ دُرِّيَّةٌ مِنْهُ تِسْعَةٌ                أَئِمَّةُ حَقٍّ لا ثَمانٍ وَلا عَشْرُ

 أَيُقْتَلُ ظَمْاناً حُسَيْنٌ بِكَرْبَلا             وَفي كُلِّ عُضْوٍ مَنْ أَنامِلِهِ بَحْرُ ؟

 وَوالِدُهُ السَّاقي عَلَى الْحَوْضِ في غَدٍ       وَفاطِمَةٌ ماءُ الْفُراتِ لَها مَهْرُ

 فَوالَهْفَ نَفْسي لِلْحُسَيْنِ وَما جَنى          عَلَيْهِ غَداةَ الطَّفِّ في حَرْبِهِ الشِّمْرُ

 رَماهُ بِجَيْشٍ كَالظَّلامِ قِسِيُّهُ الْ          أَهِلَّةُ وَالْخِرْصانُ أَنْجُمُهُ الزُّهْرُ

 لِراياتِهِمْ نَصْبٌ وَأَسْيافِهِمْ جَزْمٌ          وَلِلنَّقْعِ رَفْعٌ وَالرِّماحُ لَها جَرُّ

 تَجَمَّعَ فيها مِنْ طُغاةِ اُمَيَّةٍ            عِصابَةُ غَدْرٍ لايَقُومُ لَها عُذْرُ

 وَأَرْسَلَهَا الطَّاغي يَزيدٌ لِيَمْلِكَ الْ      عِراقَ وَما أَغْنَتْهُ شامٌ وَلامِصْرُ

 وَشَدَّ لَهُمْ أَزْراً سَليلُ زِيادِها          فَحَلَّ بِهِ مِنْ شَدِّ أَزْرِهِمُ الْوِزْرُ

 وَأَمَّرَ فيهِمْ نَجْلَ سَعْدٍ لِنَحْسِهِ           فَما طالَ فِي الرَّيِّ اللَّعينُ لَهُ عُمْرُ

 فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعانِ في أَرْضِ كَرْبَلا     تَباعَدَ فِعْلُ الْخَيْرِ وَاقْتَرَبَ الشَّرُّ

 فَحاطُوا بِهِ في عَشْرِ شَهْرِ مُحَرَّمٍ         وَبيضُ الْمَواضي فِي الْأَكُفِّ لَها شَمْرُ

 فَقامَ الْفَتى لَمَّا تَشاجَرَتِ الْقَنا       وَصالَ وَقَدْ أَوْدى بِمُهْجَتِهِ الْحَرُّ

 وَجالَ بِطَرْفٍ فِي الْمَجالِ كَأَ نَّهُ        دُجَى اللَّيْلِ في لَأْلاءِ غُرَّتِهِ الْفَجْرُ

 لَهُ أَرْبَعٌ لِلرّيحِ فيهِنَّ أَرْبَعُ          لَقَدْ زانَهُ كَرٌّ وَما شانَهُ الْفَرُّ

 فَفَرَّقَ جَمْعَ الْقَوْمِ حَتَّى كَأَ نَّهُمْ        طُيُورُ بُغاثٍ شَتَّ شَمْلَهُمُ الصَّقْرُ

 فَاَذْكَرَهُمْ لَيْلَ الْهَريرِ فَأَجْمَعَ الْ      كِلابُ عَلَى اللَّيْثِ الْهُزَبْرِ وَقَدْ هَرُّوا

 هُناكَ فَدَتْهُ الصَّالِحُونَ بِأَنْفُسٍ         يُضاعَفُ في يَوْمِ الْحِسابِ لَهَا الْأَجْرُ

 وَحادُوا عَنِ الْكُفَّارِ طَوْعاً لِنَصْرِهِ      وَجادَ لَهُ بِالنَّفْسِ مِنْ سَعْدِهِ الْحُرُّ

 وَمَدُّوا إِلَيْهِ ذُبَّلاً سَمْهَرِيَّةً            لِطوُلِ حَياةِ السِّبْطِ في مَدِّها جَزْرُ

 فَغادَرَهُ في مارِقِ الْحَرْبِ مارِقُ         بِسَهْمٍ لِنَحْرِ السِّبْطِ مِنْ وَقْعِهِ نَحْرُ

 فَمالَ عَنِ الطِّرْفِ الْجَوادِ أَخُو النَّدَى الْ    جَوادُ قَتيلاً حَوْلَهُ يَصْهَلُ الْمُهْرُ

 سِنانُ سَنانٍ خارِقٌ مِنْهُ فِي الْحَشا      وَصارِمُ شِمْرٍ فِي الْوَريدِ لَهُ شَمْرُ

 تَجُرُّ عَلَيْهِ الْعاصِفاتُ ذُيُولَها        وَمِنْ نَسْجِ أَيْدِى الصَّافِناتِ لَهُ طِمْرُ

 فَرُجَّتْ لَهُ السَّبْعُ الطِّباقُ وَزُلْزِلَتْ     رَواسي جِبالِ الْأَرْضِ وَالْتَطَمَ الْبَحْرُ

 فَيالَكَ مَقْتُولاً بَكَتْهُ السَّماءُ دَماً      فَمُغْبَرُّ وَجْهِ الْأَرْضِ بِالدَّمِ مُحْمَرُّ

 مَلابِسُهُ فِي الْحَرْبِ حُمْرٌ مِنَ الدِّما     وَهُنَّ غَداةَ الْحَشْرِ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ

 وَلَهْفي لِزَيْنِ الْعابِدينَ وَقَدْ سَرى     أَسيراً عَليلاً لايُفَكُّ لَهُ أَسْرُ

 وَآلُ رَسُولِ اللَّهِ تُسْبى نِساؤُهُمْ        وَمِنْ حَوْلِهِنَّ السِّتْرُ يُهْتَكُ وَالْخِدْرُ

 سَبايا بِأَكْوارِ الْمَطايا حَواسِراً     يُلاحِظُهُنَّ الْعَبْدُ فِي النَّاسِ وَالْحُرُّ

 وَرَمْلَةُ في ظِلِّ الْقُصُورِ مَصُونَةٌ         يُناطُ عَلى أَقْراطِهَا الدُّرُّ وَالتِّبْرُ

 فَوَيْلُ يَزيدٍ مِنْ عَذابِ جَهَنَّمٍ         إِذا أَقْبَلَتْ فِي الْحَشْرِ فاطِمَةُ الطُّهْرُ

 مَلابِسُها ثَوْبٌ مِنَ السَّمِّ أَسْوَدُ        وَآخَرُ قانٍ مِنْ دَمِ السِّبْطِ مُحْمَرُّ

 تُنادي وَأَبْصارُ الْأَنامِ شَواخِصٌ      وَفي كُلِّ قَلْبٍ مِنْ مَهابَتِها ذُعْرُ

 وَتَشْكُو إِلَى اللَّهِ الْعَلِيِّ وَصَوْتُها    عَلِيٌّ وَمَوْلانا عَلِيٌّ لَها ظَهْرُ

 فَلا يَنْطِقُ الطَّاغي يَزيدٌ بِما جَنى    وَأَنَّى لَهُ عُذْرٌ وَمِنْ شَأْنِهِ الْغَدْرُ ؟

 فَيُؤْخَذُ مِنْهُ بِالْقِصاصِ فَيُحْرَمَ النْ   عيمَ وَيُخْلى فِي الْجَحيمِ لَهُ قَصْرُ

 وَيَشْدُو لَهُ الشَّادي فَيُطْرِبُهُ الْغِنا   وَيُسْكَبُ في الْكَأْسِ النُّضارِ لَهُ خَمْرُ

 فَذاكَ الْغِنا فِي الْبَعْثِ تَصْحيفُهُ الْعَنا  وَتَصْحيفُ ذاكَ الْخَمْرِ في قَلْبِهِ الْجَمْرُ

 أَيُقْرَعُ جَهْلاً ثَغْرُ سِبْطِ مُحَمَّدٍ         وَصاحِبُ ذاكَ الثَّغْرِ يُحْمى بِهِ الثَّغْرُ

 فَلَيْسَ لِأَخْذِ الثَّارِ إِلّا خَليفَةٌ      يَكُونُ لِكَسْرِ الدّينِ مِنْ عَدْلِهِ جَبْرُ

 تَحُفُّ بِهِ الْأَمْلاكُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ       وَيَقْدَمُهُ الْإِقْبالُ وَالْعِزُّ وَالنَّصْرُ

 عَوامِلُهُ فِي الدَّارِ عينَ شَوارِعٌ       وَحاجِبُهُ عيسى وَناظِرُهُ الْخِضْرُ

 تُظَلِّلُهُ حَقّاً عِمامَةُ جَدِّهِ            إِذا ما مُلُوكُ الصِّيْدِ ظَلَّلَهَا الْجَبْرُ

 مُحيطٌ عَلى عِلْمِ النُّبُوَّةِ صَدْرُهُ       فَطُوبى لِعِلْمٍ ضَمَّهُ ذلِكَ الصَّدْرُ

 هُوَ ابْنُ الْإِمامِ الْعَسْكَرِيِّ مُحَمَّدُ التْ   تَقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ الْحَبْرُ

 سَليلُ عَلِي الْهادي وَنَجْلُ مُحَمَّدٍ الْ     جَوادِ وَمَنْ في أَرْضِ طُوسٍ لَهُ قَبْرُ

 عَلِيِّ الرِّضا وَهْوَ ابْنُ مُوسَى الَّذي قَضى  فَفاحَ عَلى بَغْدادَ مِنْ نَشْرِهِ عِطْرُ

 وَصادِقُ وَعْدٍ إِنَّهُ نَجْلُ صادِقٍ           إِمامٍ بِهِ فِي الْعِلْمِ يَفْتَخِرُ الْفَخْرُ

 وَبَهْجَةُ مَوْلانَا الْإِمامِ مُحَمَّدٍ          إِمامٍ لِعِلْمِ الْأَنْبِياءِ لَهُ بَقْرُ

 سُلالَةُ زَيْنِ الْعابِدينَ الَّذي بَكى       فَمِنْ دَمْعِهِ يُبْسُ الْأَعاشيبِ مُخْضَرُّ

 سَليلُ حُسَيْنِ الْفاطِمِيِّ وَحَيْدَرِ الْ       وَصِيِّ فَمِنْ طُهْرٍ نَمى ذلِكَ الطُّهْرُ

 لَهُ الْحَسَنُ الْمَسْمُومُ عَمٌّ فَحَبَّذَا الْ     إِمامُ الَّذي عَمَّ الْوَرى جُودُهُ الْغَمْرُ

 سَمِّيُ رَسُولِ اللَّهِ وارِثُ عِلْمِهِ          إِمامٌ عَلى آبائِهِ نَزَلَ الذِّكْرُ

 هُمُ النُّورُ نُورُ اللَّهِ جَلَّ جَلالُهُ        هُمُ التّينُ وَالزَّيْتُونُ وَالشَّفْعُ وَالْوَتْرُ

 مَهابِطُ وَحْيِ اللَّهِ خُزَّانُ عِلْمِهِ         مَيامينُ في أَبْياتِهِمْ نَزَلَ الذِّكْرُ

 وَأَسْماؤُهُمْ مَكْتُوبَةٌ فَوْقَ عَرْشِهِ         وَمَكْنُونَةٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْلَقَ الذَّرُّ

 وَلَوْلاهُمُ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ آدَماً         وَلا كانَ زَيْدٌ فِي الْأَنامِ وَلا عَمْرُو

 وَلا سُطِحَتْ أَرْضٌ وَلا رُفِعَتْ سَما          وَلا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا أَشْرَقَ الْبَدْرُ

 وَنُوحٌ بِهِمْ(54) فِي الْفُلْكِ لَمَّا دَعا نَجا  وَغيضَ بِهِ طُوفانُهُ وَقُضِي الْأَمْرُ

 وَلَوْلا هُمُ نارُ الْخَليلِ لَما غَدَتْ       سَلاماً وَبَرْداً وَانْطَفى ذلِكَ الْجَمْرُ

 وَلَوْلا هُمُ يَعْقُوبُ ما زالَ حُزْنُهُ        وَلا كانَ عَنْ أَيُّوبَ يَنْكَشِفُ الضُّرُّ

 وَلانَ لِداوُدَ الْحَديدُ بِسِرِّهِمْ           فَقَدَّرَ في سَرْدٍ يُحيرُ بِهِ الْفِكْرُ

 وَلَمَّا سُلَيْمانُ الْبِساطُ بِهِ سَرى        اُسيلَتْ لَهُ عَيْنٌ يَفيضُ لَهُ الْقِطْرُ

 وَسُخِّرَتِ الرّيحُ الرَّخاءُ بِأَمْرِهِ         فَغُدْوَتُها شَهْرٌ وَرَوْحَتُها شَهْرُ

 وَهُمْ سِرُّ مُوسى وَالْعَصا عِنْدَما عَصى     أَوامِرَهُ فِرْعَوْنُ وَالْتَقَفَ السِّحْرُ

 وَلَوْلا هُمُ ما كانَ عيسَى بْنُ مَرْيَمٍ      لِعازَرَ مِنْ طَيِّ اللُّحُودِ لَهُ نَشْرُ

 سَرى سِرُّهُمْ فِي الْكائِناتِ وَفَضْلُهُمْ      وَكُلُّ نَبِيٍّ فيهِ مِنْ سِرِّهِمْ سِرُّ

 عَلا بِهِمْ قَدْري وَفَخْري بِهِمْ غَلا        وَلَوْلا هُمُ ما كانَ فِي النَّاسِ لي ذِكْرُ

 مُصابُكُمُ يا آلَ طه مُصيبَةٌ           وَرُزْءٌ عَلَى الْإِسْلامِ أَحْدَثَهُ الْكُفْرُ

 سَأَنْدُبُكُمُ يا عُدَّتي عِنْدَ شِدَّتي       وَأَبْكيكُمُ حُزْناً إِذا أَقْبَلَ الْعَشْرُ

 وَأَبْكيكُمُ ما دُمْتُ حَيّاً فَإِنْ أَمُتْ      سَتَبْكيكُمُ بَعْدِي الْمَراثِيُ وَالشِّعْرُ

 عَرائِسُ فِكْرِ الصَّالِحِ بْنِ عَرَنْدَسٍ       قَبُولُكُمُ يا آلَ طه لَها مَهْرُ

 وَكَيْفَ يُحيطُ الْواصِفُونَ بِمَدْحِكُمْ      وَفي مَدْحِ آياتِ الْكِتابِ لَكُمْ ذِكْرُ

 وَمَوْلِدُكُمْ بَطْحاءُ مَكَّةَ وَالصَّفا       وَزَمْزَمُ وَالْبَيْتُ الْمُحَرَّمُ وَالْحِجْرُ

 جَعَلْتُكُمُ يَوْمَ الْمَعادِ وَسيلَتي        فَطُوبى لِمَنْ أَمْسى وَأَنْتُمْ لَهُ ذُخْرُ

 سَيُبْلِى الْجَديدانِ الْجَديدَ وَحُبُّكُمْ    جَديدٌ بِقَلْبي لَيْسَ يُخْلِقُهُ الدَّهْرُ

 عَلَيْكُمْ سَلامُ اللَّهِ ما لاحَ بارِقٌ      وَحَلَّتْ عُقُودُ الْمُزْنِ وَانْتَشَرَ الْقَطْرُ(55)

* * * * *

ونذكر في الختام ما رواه المحدّث النوري طاب ثراه : عن سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضّل بن عمر وداود بن كثير الرقّي وأبوبصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام فرأيناه جالساً على التراب ، وعليه مسح(56) خيبري مطوق بلا جيب مقصّر الكمين ، وهو يبكي بكاء الوالهة(57) الثكلى ذات الكبد الحرى ، قد بان الحزن [من] وجنتيه(58) ، وشاع التغيير في عارضيه ، وأملت الدموع محجريه(59) وهو يقول :

 سيّدي غيبتك نفت رقادي ، وضيّقت عليّ مهادي ، وابتزّت(60) منّي راحة فؤادي . سيّدي غيبتك وصلت مصابي بفجايع الأبد ، وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد ، فما أحسّ بدمعة ترقى من عيني ، وأنين يفتر من صدى عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلّا ما مثل لعيني من غوايل أعظمها وأقطعها وبواقي أشدّها وأنكرها ، ونوايب مخلوطة بقضائك ، ونوازل معجونة بسخطك .

    قال سدير : فاستطارت عقولنا ولهاً ، وتصدّعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل ، والحادث الغائل ، فظنّنا أنّه أشمت لمكروهة قارعة ، أو حلّت به من الدهر بائقة ، فقلنا : لا أبكي اللَّه يابن الورى عينيك ، من أيّة حادثة تستذرف دمعتك وتستمطر عبرتك ؟ وأيّة حالة حتمت عليك هذا الماتم ؟

    قال : فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه واشتدّ عنها خوفه ، فقال :

 ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم ، وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، الّذي خصّ اللَّه تقدّس إسمه محمّداً والأئمّة من بعده عليهم السلام به ، وتأمّلت فيه مولد قائمنا ، وغيبته وإبطائه وطول عمره ، وبلوى المؤمنين من بعده في ذلك الزمان ، وتولّد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته ، وارتداد أكثرهم عن دينهم ، وخلعهم ربقة الإسلام عن أعناقهم الّتي قال اللَّه تعالى : « وَكُلُّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناُه طائِرَهُ في عُنُقِهِ»(61) يعني الولاية ، فأخذني الرقّة ، واستولت عليّ الأحزان ، الخبر .

    فإذا كان هذا حال الإمام عليه السلام في حزنه على ما يرد على الشيعة في غيبته فبالحرى للمؤمن المبتلى بتلك الهلكة أن يطول حزنه ، ولا ينام في ليلته يتأسّف دائماً في غيبة إمامه ، ويتحسّر لفراقه في آناء ليله وأطراف أيّامه ، ويناجي ربّه تارة ويقول :

أَللَّهمَّ أَنْتَ كَشَّافُ الْكُرَبِ وَالْبَلْوى ، وَإِلَيْكَ اسْتَعْدي فَعِنْدَكَ الْعَدْوى ، وَأَنْتَ رَبُّ الْآخِرَةِ وَالْاُولى ، فَأَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ ، وَأَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى ، وَأَزِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسى وَالْجَوى ، وَبَرِّدْ غَليلَهُ ، يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى .

    ويخاطب إمامه اُخرى ويقول :

لَيْتَ شِعْري أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى ؟ بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرى ؟ أَبِرَضْوى أَوْ غَيْرِها أَمْ ذي طُوى ؟ عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَلاتُرى ، وَلا أَسْمَعَ لَكَ حَسيساً وَلا نَجْوى . عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحيطَ بِكَ دُونَيِ الْبَلْوى ، وَلايَنالَكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ اُجابَ دُونَكَ وَاُناغى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ دُونَهُمْ ما جَرى .

هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَالْبُكاءَ ؟ هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا ؟ هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى ؟ هَلْ إِلَيْكَ يَابْنَ أَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى ؟ هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا بَغَدِهِ فَنَحْظى ؟

مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى ؟ مَتى نَنْتَفِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى ؟ مَتى نُغاديكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ مِنْها عَيْناً ؟ مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ ؟

أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَاُمُّ الْمَلَأَ ، وَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلاً ، وَأَذَقْتَ أَعْدائَكَ هَواناً وَعِقاباً ، وَأَبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقِّ ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْكافِرينَ وَاجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظَّالِمينَ ، وَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ .

 نرى يدك إبتلت بقائمة العضب(62)       فحتام حتام انتظارك بالضرب

 أطلت النوى فاستأمنت مكرك العدى       وطالت علينا فيك ألسنة النصب (63)

 إلى م لنا في كلّ يوم شكاية                     تبحّ بها الأصوات بحاً من الندب (64)

 هلمّ فقد ضاقت بنا سبل القضا                      من الضيم والأعداء أمنة الرب

 وفيت وعهدي أن عزمك لأنّني                  ولكنّما قد يربض الليث للوثب

 احاشيك من غضّ الجفون على القذاء  وإن تملاء العينين نوماً على الغلب(65)

 متى ينجلي ليل النوى عن صبيحة            نرى الشمس فيها طالعتنا من الغرب

 وفيلقك الجرار غصّت بخيله               رحاب الفيا في الملس والأكم الهدب(66)

 عليها كماة عيدها الحرب أفزعت                   سوابغ داود على أسد غلب(67)

 فديناك أدركنا فإنّ قلوبنا                      تلظى إلى سلسال منهلك العذب(68)

 متى تشتفي منك القلوب بسطوة                    تدير على أعداك أرحية الحرب

 فقم واملإ الدنيا فدائك أهلها                    بعدل تقيل الشاة فيه مع الذئب(69)

 واعطف علينا برد عطفك سايسا           اُمور جميع الخلق بالعزل والنصب

 ودم قاضياً حقّ العليّ بعزائم        تهبّ هبوب الريح في الشرق والغرب

 ولاحت فأرضت من يواليك وانثنت      بسخط على من لايواليك منصبّ

    ويخاطب نفسه مرّة ويقول : ويحك يا نفس ؛ إن كنت قد حرمت عن النظرة إلى تلك الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة ، ومنعت عن الإقتباس من أنوار علومه الإلهيّة وحكمته المحمّديّة بمرئى من الناس ومسمع منهم ، ومحضر من الخلق ، ومشهد لهم لمصالح ، وحكم تدور عليها نظام العالم ، لكنّ أبواب الوصول إليه مفتوحة ، ومناهل الظماء لديه مترعة ، دخلها قوم لم يسلكوا غير طريقتهم ، وشرب منها زمرة لم يشربوا من غير آنيتهم ، فارجعى البصر كرّتين تريهم بين النّاس مختفين ، فلو شابهتهم في الأعمال والأقوال ، وصرت كأحدهم في الأفعال والأحوال كنت معهم عند تقسيم هذا النوال.(70)

  * * * * *

    هذا ما وفّقنا اللَّه تعالى لجمعه وتأليفه من الصلوات والدعوات والزيارات و... ببركة مولانا صاحب العصر والزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف ، وأنا العبد الفاني مرتضى ، ابن الورع العابد ذى المجد والسداد ، السيّد محمّد جواد ، المتوفَّى في يوم عاشوراء سنة 1415 هـ بعد قرائة زيارة عاشوراء في مجلس العزاء لسيّدالشهداء عليه آلاف التحيّة والثناء ، ابن العالم العابد الزاهد السيّد محمّد باقر ، ابن العالم الربّاني آية اللَّه العظمى السيّد علي السيستاني أعلى اللَّه مقامه .


50) الغدير : 13/7 .  

51) المنتخب للطريحي : 75/2 .

52) الغدير : 14/7 .  

53) المختار من كلمات الإمام المهدي ‏عليه السلام : 421/1 .

54) كذا في المنتخب للطريحي .

55) الغدير : 14/7 ، المنتخب للطريحى : 345 .

56) المسح - بالكسر -: ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشعها وقهراً للجسد .

57) الوالد ، خ .

58) الوجنة : ما ارتفع من الخدّين .  

59) المحجر - بتقديم المهملة - من العين : ما دار بها .  

60) ابتزّه : استلبه .

61) الإسراء : 13 .  

62) العضب : السيف القاطع .  

63) النوى : البعد . الوجه الّذي يذهب فيه وينويه المسافر .  

64) بح بحاً : أخذته بحة وخشونة وغلظ في صوته . والندب جمع الندبة : أثر الجرح الباقي على الجلد .

65) حاشاه : أعطاه . والغض : الطرى . والجفون جمع الجفن : غطاء العين من أعلى وأسفل . والقذى : ما يقع في العين من تبنة أو غيرها .

66) الفيلق : الجيش العظيم . وعض المنزل بالقوم : امتلا بهم وضاق عليهم . رحاب جمع الرحب : المكان الواسع . والفيافي كصحاري لفظاً ومعنى . والأكم جمع الأكمة : التل . والهدب : بمعنى الطويل من الشي‏ء .

67) الكماة جمع الكمى : الشجاع . وأفزغ الذهب وغيره : صبه . والسوابغ جمع السابغة : الدرع الواسعة . وغلب جمع أغلب : الّذي غلظ عنقه .

68) السلسال : الماء العذب البارد .والمنهل : المشرب .  

69) القيلولة : الشرب والنوم في القائلة أي نصف النهار .  

70) دار السلام : 91/4 .

 

 

 

    મુલાકાત લો : 11329
    આજના મુલાકાતીઃ : 30417
    ગઈકાલના મુલાકાતીઃ : 86454
    સૌ મુલાકાતીની સંખ્યા : 131897951
    સૌ મુલાકાતીની સંખ્યા : 91453396