الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
فضيلة دعاء الندبة

فضيلة دعاء الندبة

    قال صدر الإسلام الهمداني أعلى اللَّه مقامه في تكاليف الأنام : من جملة خواصّ دعاء الندبة أنّه إذا قرء في أيّ مكان مع حضور القلب والإخلاص التامّ والتوجّه إلى مضامينه العالية ، يوجب جلب عناية صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه إلى ذلك الموضع بل يوجب حضوره أرواحنا فداه فيه ، كما اتّفق في بعض المواضع .(34)

    قال آية اللَّه الشيخ علي أكبر النهاوندي رحمه الله في كتاب العبقريّ الحسان :

    رأيت في ما كتبه حجّة الإسلام الحاج الشيخ مهدي من كتاب ألّفه السيّد جواد وهو من أوثق أئمّة الجماعة في إصفهان ، وله مقامات عالية ، وما أظلّت الخضراء على أصدق لهجة منه ، أنّه كتب في كتابه : كانت قرية صالح آباد لي ولبعض شركائي ، فهمَّ بعض الأفراد بغصبها ، وأرسل لتصرّفها بعض الناس ، ولم تنفعنا مذاكرتنا معه .

    فكتبت عريضة إلى الإمام أرواحنا فداه ، وألقيتها في نهر ، فذهبت إلى تخت فولاد ، وقرأت دعاء الندبة مع التضرّع والبكاء ، وقلت كراراً : هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى ، فسمعت دفعة صوت رجل فرسٍ ، فرأيت عرباً فارساً فنظر إليّ وغاب ، فراح قلبي بتلك المشاهدة ، وحصل لي الاطمينان بإصلاح الأمر ، وقد صلح أمري في ليلته الآتية بأحسن وجه ، وقد رأيته صلوات اللَّه عليه كراراً في المنام وهو بهذه الأوصاف .(35)

    وقال السيّد رضا - وهو من الموثّقين من علماء إصفهان - : لكثرة القروض والفقر توسّلت إلى الأموات ، وطلبت المغفرة من اللَّه للمأتين من الأموات المؤمنين وسميّتهم بأسمائهم ، ثمّ توسّلت إلى إمام العصر صلوات اللَّه عليه ، وقرأت بعض الفقرات من دعاء الندبة مثل هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى ، فحين قرائتي أضاء نور خاصّ حجرتي ، وكان ضيائه أكثر من ضوء الشمس ، وفي يومه وصل إليّ الفرج الكلّي .(36)

    قال المحدّث النوري : حدّثنى الثقة العدل الأمين آغا محمّد المجاور لمشهد العسكريّين عليهما السلام عن اُمّه وهي من الصالحات العابدات قالت :

    كنت يوماً في السرداب الشريف مع أهل بيت المولى المذكور في يوم الجمعة وهو رحمه الله يدعو دعاء الندبة ، ونتبعه في دعائه ، وكان يبكي بكاء الواله الحزين ، ويضجّ ضجيج المستصرخين ، وكنّا نبكي ببكائه ولم يكن معنا غيرنا ، فبينا نحن في هذه الحالة وإذا بشذو مسك(37) انتشر في السرداب وملأ فضائه وهوائه ، واشتدّ نفاحه بحيث ذهبت عن جميعنا تلك الحالة ، فسكتنا كان على رؤسنا الطير ، ولم نقدر على حركة أو كلام ، فبقينا متحيّرين إلى أن مضى زمان قليل ، فذهب ما كنّا نستشمه من تلك الرائحة الطيّبة ، ورجعنا إلى ما عكفنا عليه من الدعاء ، فلمّا رجعنا إلى البيت وسئلت المولى رحمه الله عن سبب ذاك الطيب ؟ فقال : ما لك والسؤال عن هذا ؟ وأعرض عن جوابي .

    وحدّثني الأخ الصفي والعالم الوفى مصباح السالكين الآغا علي‏رضا الإصفهاني أنجح اللَّه له الأماني ، قال : سئلت المولى المعظّم المتقدّم يوماً عن لقائه الحجّةعجّل اللَّه تعالى فرجه ، وكنت أظنّ في حقّه ذلك كشيخه الأعظم العلّامة الطباطبائي رحمه الله على ما تقدّم ، فأجابني بتلك الواقعة حرفاً بحرف ، والحمدللَّه أوّلاً وآخراً .(38)


34) تكاليف الأنام في غيبة الإمام : 197 .

35) العبقريّ الحسان : 101/2 الياقوت الأحمر .  

36) العبقريّ الحسان : 198/2 الياقوت الأحمر .

37) الشذو : ريح المسك .

38) دار السلام : 224/2 .

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 7489
    اليوم : 27267
    الامس : 103128
    مجموع الکل للزائرین : 132317365
    مجموع الکل للزائرین : 91766453