امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
7) الدّعاء السّابع

 7) الدّعاء السّابع

  نقل عن كتب الأدعية أنّه يمكن أن تقف عند رأس (أحد الأئمّة الأطهار عليهم السلام) وتقول:

  أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ يا ذَا الْجُودِ الْأَبَدِيِّ ، وَالْبَقآءِ السَّرْمَدِيِّ ، اَلْمَنْعُوتِ بِصِفاتِ الْجَلالِ في أَزَلِ الْازالِ وَأَبَدِ الْابادِ ، يا مَنْ لاتَحْويهِ الْأَقْطارُ ، وَلايَمُرُّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، يا حاضِراً لَيْسَ بِمَوْجُودٍ ، يا غآئِباً لَيْسَ بِمَفْقُودٍ ، يا مَنْ لَيْسَ بِذَكَرٍ وَلا اُنْثى ، وَلا قَوْلٍ وَلا مَعْنًى ، وَيا مَنْ عَبَّرَتْ عَنْهُ الْعُقُولُ بِغَيْرِ مَعْرِفَةِ الْمَعْنى .

  يا مَنْ لَمْ يَسْبِقْ كَوْنُهُ أَوَّلاً عَلى كَوْنِهِ اخِراً ، وَلا كَوْنِهِ باطِناً عَلى كَوْنِهِ ظاهِراً ، وَجَعَلَ الْعُقُولَ في بَيْدآءِ كِبْرِيآئِهِ والِهَةً حَيارى ، يا مَنْ لَيْسَ بِقَريبٍ فَيُناجى ، وَلا بَعيدٍ فَيُنادى ، يا اَللَّهُ يا أَعْدَلَ الْأَعْدَلينَ، يا مَنْ تَقَدَّسَ عَنْ أَفْعالِ الْمَخْلُوقينَ ، وَيا باعِثَ الْأَنْبِيآءِ الْمَعْصُومينَ أَصْلًا وَفَرْعاً وَخَلْقاً وَخُلْقاً ، لِتَنْقادَ إِلَى اتِّباعِهِمْ عُقُولُ الْمَأْمُورينَ .

  يا مُسْتَخْلِفَ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ ، كَما جَرَتْ سُنَّةٌ فِي الْاُمَمِ الْماضينَ ، يا مَنْ عِلْمُهُ لايَحْتاجُ إِلى مَقالٍ ، وَقَصْدُهُ لايَحْتاجُ إِلى سُؤالٍ ، يا فاعِلًا بِغَيْرِ مُباشَرَةٍ ، وَعالِماً بِغَيْرِ مُعاشَرَةٍ ، يا مَنْ تَقَدَّسَ عَنْ قَبْلٍ وَبَعْدٍ ، لِأَنَّهُ لا قَبْلَ وَلا بَعْدَ ، يا مَنْ يَسْبِقُ فِعْلُهُ عَلَى الْمَعْقُولاتِ ، لِأَنَّهُ فاعِلٌ بِغَيْرِ مِثالٍ وَلا أَدَواتٍ .

  يا فَرْداً لَمْ تُؤْنِسْهُ الْمَخْلُوقاتُ ، يا واحِداً لَمْ تُوحِشْهُ الْعَدَماتُ ، يا مُفْنِياً لِلْمَوْجُودِ لا لِلسَّأَمِ ، وَمُوجِداً لِلْمَعْدُومِ لِإِظْهارِ الْجُودِ وَالْكَرَمِ ، وَلايَنْتَظِرُ حُضُورَ الْأَزْمِنَةِ الْمُسْتَقْبَلاتِ ، يا مَنْ جَلَّ وُجُودُهُ الْأَزَلِيُّ عَنْ حُلُولِ الْأَرَضينَ وَالسَّماواتِ ، وَعَزَّتْ عِزَّتُهُ عَنِ السُّكُونِ وَالْحَرَكاتِ .

  يا مَنْ لاتُحاذيهِ الْأَجْرامُ، وَلايَتَرَدَّدُ فِي النَّقْضِ وَالْإِبْرامِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ ، اَلَّذي عَقَدْتَ بِهِ الْغَمامَ ظُلَلاً ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً وَتَوَسُّلًا ، خَيْرِ الْبَرِيَّةِ شابّاً وَكَهْلًا ، أَظْهَرِ الْمُظْهِرينَ شيمَةً ، وَأَجْوَدِ الْمُسْتَمْطِرينَ إِحْساناً ، وَأَعْظَمِ الْخَلْقِ جُرْثُومَةً ، اَلَّذي أَوْضَحْتَ بِهِ الدَّلالاتِ ، وَأَتَمْتَ بِهِ الرِّسالاتِ.

  وَصَلِّ عَلَى الْمَعْصُومينَ مِنْ عِتْرَتِهِ ، وَالطَّيِّبينَ مِنْ اُسْرَتِهِ ، وَشَرِّفْ لَدَيْكَ مَنازِلَهُمْ ، وَعَظِّمْ عِنْدَكَ مَراتِبَهُمْ ، وَاجْعَلْ فِي الرَّفيقِ الْأَعْلى مَجالِسَهُمْ ، وَارْفَعْ إِلى دَرَجَةِ رَسُولِكَ دَرَجاتِهِمْ ، وَتَمِّمْ بِلِقآئِهِمْ سُرُورَهُ ، وَكَما أَنْجَزْتَ بِإِمامَتِهِمْ وَعْدَهُ ، فَأَقْرِرْ بِرُؤْيَتِهِمْ عَيْنَهُ ، وَعَجِّلْ لَنا فَرَجَهُمْ ، وَافْعَلْ بِنا ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

  إِلهي كَمْ مِنْ بَلآءٍ صَرَّفْتَهُ عَنّي ، وَكَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَقْرَرْتَ بِها عَيْني. إِلهي أَنْتَ الَّذي أَجَبْتَني فِي الْإِضْطِرارِ، وَلَبَّيْتَ دَعْوَتي عِنْدَ الْعِثارِ ، فَما وَجَدْتُكَ بَخيلاً حينَ طَلَبْتُكَ ، وَلا مُنْقَبِضاً حينَ أَرَدْتُكَ، بَلْ وَجَدْتُكَ لِدُعآئي سامِعاً ، وَلِصَوْتي راحِماً ، فَلا عَدِمْتُ كَريمَ الْعِناياتِ ، وَلا خَلَوْتُ مِنْ نِعَمِكَ السَّابِغاتِ.

  أَللَّهُمَّ إِنّي اُقِرُّ بِمُحَمَّدٍ وَأَوْصِيآئِهِ أَئِمَّةً وَحُجَجاً ، وَأَدِلّاءَ وَسُرُجاً ، فَادْعُني يَوْمَ حَشْري بِإِمامَتِهِمْ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ اُناسٍ بِإِمامِهِمْ»(514) ، فَهؤُلآءِ أَئِمَّتي ، فَاجْعَلْني مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ .

  أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ ، اُولِى الْأَمْرِ الَّذينَ أَمَرْتَ بِطاعَتِهِمْ ، وَاُولِى الْأَرْحامِ الَّذينَ أَمَرْتَ بِصِلَتِهِمْ ، وَأَهْلِ الذِّكْرِ الَّذينَ أَمَرْتَ بِمَسْأَلَتِهِمْ ، وَذَوِى الْقُرْبَى الَّذينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَالْمَوالِيَ الَّذينَ أَمَرْتَ بِمُوالاتِهِمْ ، وَمَعْرِفَةِ حَقِّهِمْ ، وَأَهْلِ الْبَيْتِ الَّذينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ ، وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً .

  أَللَّهُمَّ إِنّي أَشْهَدُ بِحَقايِقِ الْإيمانِ ، وَصِدْقِ الْيَقينِ أَنَّهُمْ خُلَفاؤُكَ في أَرْضِكَ ، وَحُجَجُكَ عَلى عِبادِكَ ، وَالْوَسآئِلُ إِلَيْكَ ، وَأَبْوابُ رَحْمَتِكَ ، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ ، وَاجْعَلْ حَظّي مِنْ دُعآئِكَ إِجابَتَهُ ، وَلاتَجْعَلْ حَظّي مِنْهُ تِلاوَتَهُ .

  أَللَّهُمَّ اجْعَلْ مَقامي هذا مَقامَ إِجابَةٍ وَاسْتِعْطافٍ ، وَلاتَجْعَلْهُ مَقامَ إِهانَةٍ وَاسْتِخْفافٍ ، فَقَدْ عَرَفْناكَ يا رَبِّ مُعْطِياً قَبْلَ السُّؤالِ ، فَكَيْفَ لانَرْجُوكَ عِنْدَ الضَّراعَةِ وَالْإِبْتِهالِ ، لاسِيُّما وَقَدْ وَعَدْتَنا بِالْإِجابَةِ حينَ أَمَرْتَنا بِالدُّعآءِ ، وَضَمِنْتَ لَنا بُلُوغَ الرَّجآءِ ، وَأَنْتَ أَوْفَى الضَّامِنينَ وَأَرْحَمُ الرَّاحِمينَ .

  وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اسْتَقَرَّ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ قَرارَهُ ، وَعِزِّكَ الَّذي خَضَعَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ ، إِلّا أَذِنْتَ لِصَوْتي أَنْ يَعْرُجَ إِلَيْكَ ، وَلِدُعآئي أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْكَ ، وَأَنْ تَقُضَّ بَصَرَكَ عَنْ خَطيئَتي كَما أَمَرْتَ الْمُؤْمِنينَ ، لِأَنَّكَ أَوْلى بِهِ مِنَ الْمَأْمُورينَ .

  إِلهي إِنْ أَخْلَقَتْ وَجْهي كَثْرَةُ ذُنُوبي ، وَأَسْقَطَتْ مَنْزِلَتي كَثْرَةُ عُيُوبي ، وَمَنَعَتْني مِنْكَ إِحْساناً ، وَزادَتْني عَلَيْكَ هَواناً ، فَإِنّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِأَكْرَمِ خَلْقِكَ عَلَيْكَ مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ ، إِلّا أَنْ عَفَوْتَ عَنّي يا مَوْلايَ .

  واوَيْلاهُ عَصَيْتُ مَنْ هُوَ أَشْفَقُ مِنَ الْاُمَّهاتِ وَالْابآءِ ، واوَيْلاهُ كُلَّما تُبْتُ عَرَضَتْ لي خَطَيئَةٌ اُخْرى ، واوَيْلاهُ وُقُوفي ذَليلاً فِي الْمَلَإِ ، واوَيْلاهُ إِنْ قالَ رَبّي «خُذُوهُ»(515) ، فَيا لَهُ مِنْ مَأْخُوذٍ لايُقْبَلُ فيهِ الْفِدآءُ ، وَلاتَنْفَعُهُ الرَّشى ، واوَيْلاهُ تَرَكْتَني خَطيئَتي كَالطَّيْرِ لَيْسَ لَهُ وَكْرٌ وَلا مَأْوى ، واوَيْلاهُ يُبْلى جِسْمي وَخَطيئَتي جَديدَةٌ لَيْسَ تُبْلى .

  أَللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبي لَمَّا فاتَتِ الْعَدَدَ ، وَجازَتِ الْأَمَدَ ، عَلِمْتُ أَنَّ شَفاعَةَ كُلِّ شافِعٍ تَقْصُرُ عَنْها حالَةَ إِعْراضِكَ ، لِأَنَّكَ إِذا أَرَدْتَ تَعْذيبَ الْمُعَذِّبينَ أَخْلَيْتَ ذِكْرَهُمْ مِنْ قُلُوبِ الشَّافِعينَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِكَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِكَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ .

  فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَجْهِكَ الْكَريمِ ، وَأَوْجُهِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْمُشْرِقاتِ لَدَيْكَ ، وَمَقامِهِمِ الْعَظيمِ ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ أَسْمآئِكَ وَصِفاتِكَ وَوَحْدانِيَّتِكَ الَّتي ضَلَّتْ عَنْهَا الْارآءُ ، وَتاهَتْ فيهَا الْعُقُولُ ، إِنْ كانَ ذلِكَ في مَعْلُومِكَ مِنّي إِلّا عَفَوْتَ عَنّي ، وَحَوَّلْتَ شَقايَتي إِلَى السَّعادَةِ ، فَإِنَّكَ تَمْحُو ما تَشآءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ اُمُّ الْكِتابِ .

  إِلهي عَصَيْتُكَ في بَعْضِ الْأَوْقاتِ ، وَ امَنْتُ بِكَ في كُلِّ الْأَوْقاتِ ، فَكَيْفَ يَغْلِبُ بَعْضُ عُمْري مُذْنِباً كُلَّ عُمْري مُؤْمِناً .

  إِلهي وَعِزَّتِكَ لَوْ كانَ لي صَبْراً عَلى عَذابِكَ ، أَوْ جَلَداً عَلَى احْتِمالِ عِقابِكَ ، لَما سَأَلْتُكَ الْعَفْوَ عَنّي ، وَلَصَبَرْتُ عَلَى انْتِقامِكَ مِنّي ، سَخَطاً عَلى نَفْسي كَيْفَ عَصَتْكَ ، وَمَقْتاً لَها كَيْفَ أَقْبَلْتَ عَلَيْها ، وَأَدْبَرَتْ مُعْرِضَةً عَنْكَ .

  إِلهي كَيْفَ ايَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ ، وَكَيْفَ أَرْجِعُ بِالْخَيْبَةِ عَنْكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمينَ ، أَبَيْتَ إِلّا إِعْفآءً ، وَلِسآئِلِكَ إِلّا إِعْطآءً .

  إِلهي أَمَرْتَ بِالْعَفْوِ وَأَنْتَ أَوْلى مَنْ فَعَلَهُ ، وَنَدَبْتَ إِلَى الصَّفْحِ وَأَنْتَ أَوْلى مَنْ عَجَّلَهُ ، وَمِنْكَ بَدْؤُهُ وَعَوْدُهُ ، وَأَنْتَ الَّذي يُصْلِحُ الْفاسِدينَ ، وَيَرُدُّ الشَّارِدينَ ، فَكَيْفَ تُعْرِضُ عَنِ الْمُقْبِلينَ إِلَيْكَ ، وَلَهُمْ شُهُودٌ مِنْكَ عَلَيْكَ ، سُبْحانَكَ وَحَنانَيْكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .

  أَللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ «وَأَمَّا السَّآئِلَ فَلاتَنْهَرْ»(516) ، وَأَنَا السَّآئِلُ لَكَ وَالْخآئِفُ مِنْكَ ، فَلاتَنْهَرْ لي رَبّي ، فَما أَوْلاكَ بِحُسْنِ النَّظَرِ لي ، وَبِعِتْقي إِذا مَلَكْتَ رِقّي ، وَبِالْعَفْوِ عَنّي إِذا قَدَرْتَ عَلَى الْإِنْتِقامِ مِنّي .

  رَبِّ فَمَنْ ذَا الَّذي يُسْتَعاذُ بِهِ غَيْرُكَ ، أَوْ يُتَضَرَّعُ إِلَيْهِ سِواكَ ، أَوْ يُخْضَعُ لَهُ إِلّا أَنْتَ ، يا ذَا الْحَوْلِ الشَّديدِ الَّذي لايُطاقُ ، وَالْقُوَّةِ الْعَظيمَةِ الَّتي لايَقُومُ لَها شَيْ‏ءٌ .

  رَبِّ ارْحَمْ هذِهِ النَّفْسَ الْجَزُوعَ ، وَهذَا الْبَدَنَ الْقَلُوعَ ، اَلَّذي لايَسْتَطيعُ صَوْتَ رَعْدِكَ ، فَكَيْفَ يَسْتَطيعُ صَوْتَ (سَوْطِ) غَضَبِكَ ، وَلايَقْوى عَلى حَرِّ شَمْسِكَ ، فَكَيْفَ يَصْبِرُ عَلى حَرِّ نارِكَ ، فَوَعِزَّتِكَ لَأُلِحَّنَّ عَلَيْكَ ، وَلَأَقْرَعَنَّ الْبابَ أَبَدَ الدَّهْرِ ، وَإِنْ طَرَدْتَني مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ ، وَلَأَدْعُوَنَّكَ وَإِنْ حَرَمْتَني ، إِذْ كانَ بَدْءي مِنْكَ وَعَوْدي إِلَيْكَ .

  أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ خَيْرَ غآئِبٍ يَنْتَظِرُهُ رُوحي ، وَالْقَبْرَ خَيْرَ بَيْتٍ أَسْكَنْتَهُ جَسَدي ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُلِقَّني )تُلَقِّنَني( حُجَّتي ، وَأَنْ تُرِيَني ما تَقَرُّ بِهِ عَيْني ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ الَّذي تُرْسِلُهُ إِلَيَّ شَفيقاً عَلَيَّ ، مُتَعَطِّفاً عَلى ضَعْفي ، إِذا اُرْسِلَ إِلَيَّ ، رَبِّ وَإِذا لَمْ يَكُنْ لي ذاكِرٌ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيا ، فَكُنْ أَنْتَ الذَّاكِرَ لي ، وَالْمُونِسَ لِوَحْشَتي ، وَالصَّافِحَ عَنْ جُرْمي ، وَالْمُنَوِّرَ لِقَبْري ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

  أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِأَقْرَبِ صِفاتِكَ إِلَى الْكَرَمِ، فَإِنَّكَ أَمَرْتَ الْمُوسِرَ أَنْ لايَبْخَلَ عَلَى الْمُعْسِرِ ، وَأَنْتَ أَقْدَرُ الْمُوسِرينَ ، وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمينَ ، فَلاتَمْنَعْني بِجَلالِ الْمَلَكُوتِ ، تَدارَكْني يا مَوْلايَ قَبْلَ ما أَمُوتُ ، فَإِنَّكَ كَرِهْتَ لِلْمُضيفِ أَنْ يَمْنَعَ ضَيْفَهُ الْقِرآءَ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ ، وَإِنْ لَمْ يَهْلِكِ الضَّيْفُ بِمَنْعِهِ ، وَالْمُضيفُ يَنْقُصُهُ الْبَذْلُ ، وَأَنَا ضَيْفُكَ ، وَمالي غِنًى عَنْ قِرآئِكَ ، وَمَتى مَنَعْتَني بِتُّ طاوِياً في حِماكَ ، وَوَصَلْتُ إِلَى الْهَلاكِ ، يا مَنْ لايَنْقُصُهُ الْإِحْسانُ ، وَلايَزيدُهُ الْحِرْمانُ ، يا مَطْلُوباً في كُلِّ مَكانٍ .

  إِلهي لَيْسَ تَشْبَهُ مَسْأَلَتي مَسْأَلَةَ السَّآئِلينَ ، لِأَنَّ السَّآئِلَ إِذا مُنِعَ امْتَنَعَ وَرَجَعَ ، وَأَنَا أَسْأَلُكَ وَاُلِحُّ عَلَيْكَ ، لِثِقَتي بِكَرَمِكَ وَجُودِكَ وَحَيآئِكَ عَنْ رَدِّ سآئِلٍ مُسْتَعْطٍ لِمَعْرُوفِكَ ، يَلْتَمِسُ صَدَقَتَكَ ، وَيُنيخُ بِفِنآئِكَ ، وَيَطْرُقُ بابَكَ ، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ لَوْ طَبَّقَتْ ذُنُوبي بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّمآءِ ، وَخَرَقَتِ النُّجُومَ ، وَبَلَغَتْ أَسْفَلَ الثَّرى ، وَجاوَزَتِ الْأَرَضينَ السَّابِعَةَ السُّفْلى ، وَأَوْفَتْ عَلَى الرَّمْلِ وَالْحَصى ، ما رَدَّنِيَ الْيَأْسُ عَنْ تَوَقُّعِ غُفْرانِكَ ، وَلا صَرَفَنِيَ الْقُنُوطُ عَنِ انْتِظارِ رِضْوانِكَ .

  رَبِّ ما أَحْسَنَ بَلآئُكَ عِنْدي وَفِعالُكَ بي ، رَبِّ نادَيْتُكَ مُطيعاً مُسْتَصْرِخاً فَأَغِثْني، وَسَأَلْتُكَ عآئِلاً فَأَغْنِني، وَنَأَيْتُ عَنْكَ فَكُنْتَ قَريباً مِنّي ، فَكَيْفَ لا أَشْكُوكَ يا إِلهي وَقَدْ أَطْلَقْتَ لِساني بِذِكْرِكَ رَحْمَةً لي مِنْكَ ، وَأَضَأْتَ بَصَري حُجَّةً مِنْكَ عَلَيَّ ، وَدَلَلْتَ عَقْلي عَلى تَوْبيخِ نَفْسي ، وَقَدْ أَشْرَفْتُ عَلَى الْهَلَكَةِ فَتَدارَكْتَني .

  فَمَنْ لي بَعْدَكَ يا مَوْلايَ ، فَكَيْفَ يَسْتَغْنِي الْعَبْدُ عَنْ رَبِّهِ ، وَكَيْفَ يَسْتَغْنِي الْمُذْنِبُ عَمَّنْ يَمْلِكُ عُقُوبَتَهُ ، سَيِّدي لَمْ أَزْدَدْ بِمَعْصِيَتي إِلّا فَقْراً ، وَلَمْ تَزْدَدْ عَنّي إِلّا غِنًى ، وَلَمْ تَزْدَدْ ذُنُوبي إِلّا كَثْرَةً ، وَلَمْ يَزْدَدْ عَفْوُكَ إِلّا سِعَةً ، فَارْحَمْ تَضَرُّعي إِلَيْكَ ، وَانْتِصابي بَيْنَ يَدَيْكَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ .

  أَللَّهُمَّ إِنَّ هذِهِ قُبُورُ أَوْلِيآئِكَ الَّذينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ ، وَجَعَلْتَ في أَعْناقِ عِبادِكَ بَيْعَتَهُمْ ، وَخُلَفآئِكَ الَّذينَ بِهِمْ تَأْخُذُ وَتُعْطي ، وَبِهِمْ تُثيبُ وَتُعاقِبُ ، وَقَدْ قَصَدْتُهُمْ طَمَعاً بِما أَعْدَدْتَهُ لِأَوْلِيآئِكَ ، فَاجْعَلْني مَعَهُمْ ، فَإِنّي لا اُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ .

  إِلهي أَتُحْرِقُ بِالنَّارِ وَجْهي وَكانَ لَكَ مُصَلِّياً ، إِلهي أَتُحْرِقُ بِالنَّارِ عَيْني وَكانَتْ مِنْ خَوْفِكَ باكِيَةً . إِلهي أَتُحْرِقُ بِالنَّارِ قَلْبي وَكانَ لَكَ مُحِبّاً . إِلهي أَتُحْرِقُ بِالنَّارِ جِسْمي وَكانَ لَكَ خاضِعاً .

  إِلهي أَتُحْرِقُ بِالنَّارِ لِساني وَكانَ لِلْقُرْانِ تالِياً ، وَلَكَ ذاكِراً . إِلهي أَتُحْرِقُ بِالنَّارِ أَرْكاني وَكُنْتُ لَكَ راكِعاً وَساجِداً . إِلهي رَجآئي مِنْكَ إِحْسانٌ ، وَظَنّي بِكَ غُفْرانٌ ، فَأَقِلْني عَثْرَتي فَقَدْ كانَ الَّذي كانَ . إِلهي بَقيتُ بَيْنَ خَوْفٍ وَرَجآءٍ ، فَخَوْفُكَ يُميتُني ، وَرَجآؤُكَ يُحْييني ، وَالذُّنُوبُ صِفاتي ، وَالْعَفْوُ مِنْ صِفاتِكَ .

  يا مَنْ لَهُ رِفْقٌ بِمَنْ يُعانِدُهُ ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَتَوَلّاهُ وَيَسْتَعْطِفُهُ ، يا مَنْ كُلَّما نُودِيَ أَجابَ ، أَنْتَ الَّذي قُلْتَ مَنِ الَّذي دَعاني فَلَمْ اُلَبِّهِ ، وَمَنِ الَّذي سَأَلَني فَلَمْ اُعْطِهِ ، وَمَنِ الَّذي أَقامَ بِبالي فَلَمْ اُجِبْهُ ، وَأَنْتَ الَّذي قُلْتَ أَنَا الْجَوادُ وَمِنِّي الْجُودُ ، وَأَنَا الْكَريمُ وَمِنِّي الْكَرَمُ ، وَمِنْ كَرَمي عَلَى الْعاصينَ أَنْ أَكْلَأَهُمْ في مَضاجِعِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْصُوني ، وَأَتَوَلِّيَ حِفْظَهُمْ كَأَنْ لَمْ يُذْنِبُوا .

  رَبِّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِالْمَراحِمِ وَالْمَكارِمِ الَّتي أَنْكَرْتَ بِها عَلَى الْايِسينَ مِنْ رَوْحِكَ ، فَقُلْتَ «إِنَّهُ لايَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ»(517) ، إِلّا ما رَضيتَ عَنّي .

  إِلهي لاتَغْضَبْ عَلَيَّ فَلَسْتُ أَقُومُ بِغَضَبِكَ ، وَلاتَتَبَرَّأْ مِنّي فَإِنّي مُلازِمٌ لِخِدْمَتِكَ ، فَلَسْتُ انَفُ مِنْ خَجَلِ الْمَطْرُودينَ ، وَلا أَنْقَبِضُ مِنْ رَدِّ السَّآئِلينَ ، لِعِلْمي بِنَقْضِ ما أَبْرَمْتَهُ مِنَ الشَّقآءِ إِذا أَلَحَّ السَّآئِلُ عَلَيْكَ بِأَكْرَمِ الْأَسْمآءِ .

  يا مَنْ مَهابَةُ عَدْلِهِ لاتُؤْيِسُ الْمُسْرِفينَ ، وَعُمُومُ فَضْلِهِ لايَطْمَعُ الْعابِدينَ ، يا خَيْرَ مَنْ تَذَلَّلَتْ لَهُ الْوُجُوهُ ، وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ ، يا مَنْ لَيْسَ لِخَزانَتِهِ قُفْلٌ وَلا بَوَّابٌ ، يا مَنْ حَيْثُ ما دُعِيَ أَجابَ ، يا مَلِكَ الْمُلُوكِ ، وَرَبَّ الْأَرْبابِ ، ما في عِبادِكَ أَقْسى قَلْباً مِنّي ، وَلا مَوْلى أَعْظَمَ مِنْكَ لي .

  أَدْعُوكَ دُعآءَ مُلِحٍّ لايَمُلُّ الدُّعآءَ ، وَلايَقْطَعُ الرَّجآءَ ، دُعآءَ مُلِحٍّ تَواتَرَتْ عَلَيْهِ هُمُومُهُ ، وَأَخْضَعَ لَكَ خُضُوعَ مَنْ قَهَرَتْهُ غُمُومُهُ ، فَوَحَيوةِ وَجْهِكَ الْكَريمِ ، وَعِزِّكَ الْقَديمِ ، وَجُودِكَ الْعَميمِ ، لَوْلا ما اُؤَمِّلُ مِنْ غُفْرانِكَ الَّذي شَمِلَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ لَأَلْقَيْتُ بِيَدَيَّ ، وَلَوِ اسْتَطَعْتُ الْهَرَبَ لَهَرَبْتُ ، لكِنْ لايَعْزُبُ عَنْكَ مِثْقالُ ذَرَّةٍ ، وَلا مَعْدِلَ عَنْكَ في نارٍ وَلا جَنَّةٍ ، فَهَرَبْتُ مِنْكَ إِلَيْكَ ، فَلاتُبْطِلْ طَمَعي ، وَلاتُخْفِرْ ذِمَّتي ، وَلاتُخَيِّبْ وَسيلَتي ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ .

  سُبْحانَ ذِي الْعِزِّ الشَّامِخِ ، وَالْجَلالِ الْبازِخِ ، وَالْمَجْدِ الْكامِلِ ، وَالْعَطآءِ الْفاضِلِ ، وَالْفَضْلِ السَّابِغِ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ تَفْويضاً إِلَى اللَّهِ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ ، إِسْتِعانَةً بِاللَّهِ ، وَرَدَّ الْأَمْرِ إِلَيْهِ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ ، تَمَسُّكاً بِاللَّهِ ، وَاعْتِصاماً بِحَبْلِهِ ، وَأَعَزَّ الْخَلْقِ عَلَيْهِ ، ما شآءَ اللَّهُ تَضَرُّعاً إِلَى اللَّهِ ، وَاسْتِكانَةً لَهُ ، ما شآءَ اللَّهُ تَوَجُّهاً إِلَى اللَّهِ ، وَإِقْراراً بِهِ ، وَتَوَكُّلاً عَلَيْهِ ، ما شآءَ اللَّهُ تَلَطُّفاً للَّهِِ ، وَاعْتِماداً عَلَيْهِ ، ما شآءَ اللَّهُ وَسيلَةً إِلَى اللَّهِ ، وَإِلْحاحاً عَلَيْهِ.

  أَنْتَ اللَّهُ رَبُّنَا الَّذي إِيَّاهُ نَعْبُدُ ، وَكُنْتَ قَبْلَ الْأَيَّامِ وَالْأَزْمانِ ، وَكَوَّنْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَأَحْسَنْتَ كَوْنَهُ ، فَأَنْتَ اللَّهُ الَّذي لاتَضُمُّكَ الْجِهاتُ ، وَلايَحْويكَ الْمَكانُ ، فَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، حَيٌّ قَيُّومٌ ، مَلِكٌ قُدُّوسٌ ، دآئِمٌ مُتَعالٌ ، غَيْرُ مَوْصُوفٍ وَلا مَحْدُودٌ .

  تَعَظَّمْتَ حَميداً ، وَتَجَبَّرْتَ حَليماً ، وَتَكَبَّرْتَ رَحيماً ، وَتَعالَيْتَ عَزيزاً ، وَتَعَزَّزْتَ كَريماً ، وَتَقَدَّسْتَ مَجيداً ، وَتَمَجَّدْتَ مَليكاً ، وَتَبارَكْتَ قَديراً ، وَتَوَحَّدْتَ رَبّاً قادِراً عالِماً جَليلاً حَميداً عَلِيّاً كَبيراً ، وَتَفَرَّدْتَ بِخَلْقِ الْخَلْقِ كُلِّهِ .

  فَما مِنْ بارِىٍ مُصَوِّرٍ مُتْقِنٍ غَيْرُكَ ، وَتَفَضَّلْتَ قَيُّوماً قادِراً مَحْمُوداً عالِياً قاهِراً مُحْسِناً مَعْبُوداً مَذْكُوراً مُبْدِئاً مُعيداً مُحْيِياً مُميتاً باعِثاً وارِثاً ، وَتَطَوَّلْتَ عَفُوّاً غَفُوراً وَهَّاباً تَوَّاباً رَحيماً رَئُوفاً وَدُوداً قَريباً مُجيباً سَميعاً بَصيراً حَليماً حَكيماً حَنَّاناً مَنَّاناً.

  أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي شُقَّ بِهِ الْبَحْرُ ، وَاُبْرِمَ الْأَمْرُ ، وَقُدِّرَ الرِّزْقُ ، وَاُسْبِلَ السِّتْرُ ، وَاُنْزِلَ الْقَطْرُ ، وَاُعْشِبَ الْبَرُّ ، وَاُسْجِرَ الْبَحْرُ ، وَنُوِّرَ الْبَدْرُ ، وَخُصَّ بِالذِّكْرِ مُحَمَّدُنِ الطُّهْرُ ، وَعَلِيّ‏نِ الْبَدْرُ ، وَوُلاةُ الْأَمْرِ، حُكَّامُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ.

  يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِحَقِّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، بِرَحْمَةِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، بِعَظَمَةِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِجَلالِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، بِكَمالِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، بِبَهآءِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِقُدْرَةِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، بِقُدْسِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ.

  يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِسُبْحانِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِمَلَكُوتِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِجَبَرُوتِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِفَضْلِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِعَدْلِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِكَرَمِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِقُوَّةِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ؛ يا لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بِصِدْقِ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ.

  أَسْأَلُكَ بِجَميعِ الْأَقْسامِ كُلِّها أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَفْعَلَ بي فِعْلَ عَزيزٍ تَضَرَّعَ إِلَيْهِ ذَليلٌ فَرَحِمَهُ ، وَفِعْلَ غَنِيٍّ خَشَعَ لَهُ فَقيرٌ فَنَفَعَهُ ، وَفِعْلَ جَبَّارِنِ اسْتَسْلَمَ إِلَيْهِ خآئِفٌ فَامَنَهُ . رَبِّ امِنّي مِنْ طَرْدِكَ وَاِبْعادِكَ ، وَاجْعَلْني مِنْ أَكْرَمِ عِبادِكَ.

  أَسْأَلُكَ بِأَسْمآئِكَ الَّتي إِذا سُمّيتَ بِها عَلى طَوارِقِ الْعُسْرِ عادَتْ يُسْراً ، وَإِذا وُضِعَتْ عَلَى الْجِبالِ صارَتْ هَبآءً مَنْثُوراً ، وَإِذا رُفِعَتْ إِلى أَبْوابِ السَّمآءِ تَفَتَّحَتْ بِهَا الْمَغالِقُ ، وَإِذا هَبَطَتْ إِلى ظُلُماتِ الْأَرْضِ اتَّسَعَتْ بِهَا الْمَضآئِقُ ، وَإِذا ضُرِبَتْ بِهَا الْمَوْتَى انْتَشَرَتْ مِنَ اللُّحُودِ ، وَإِذا نُودِيَتْ بِهَا الْمَعْدُوماتِ خَرَجَتْ إِلَى الْوُجُودِ ، وَإِذا ذُكِرَتْ عَلَى الْقُلُوبِ وَجِلَتْ خُشُوعاً ، وَإِذا قُرِعَتْ بِهَا الْأَسْماعُ فاضَتِ الْعُيُونُ دُمُوعاً.

  وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولِكَ ، اَلْمُؤَيَّدِ بِالْمُعْجِزاتِ ، اَلْمَنْعُوتِ بِمُحْكَمِ الْاياتِ ، وَبِأَميرِالْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ ، اَلَّذِي اخْتَرْتَهُ لِمُؤاخاتِهِ وَوَصِيَّتِهِ ، وَاصْطَفَيْتَهُ لِخِلافَتِهِ وَمُصاهَرَتِهِ ، وَبِحَقِّ ذُرِّيَّتِهِمَا الْأَطْهارِ ، حُماةِ الدّينِ وَعُرْوَتِهِ.

  وَبِحَقِّ مَوْلانا وَخَليفَتِنا صاحِبِ الزَّمانِ ، اَلْمُؤَيَّدِ بِالرُّعْبِ وَمَلآئِكَتِهِ ، وَمَنْ يَجْتَمِعُ عَلى طاعَتِهِ جَميعُ الْمَمالِكِ مِنْ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ ، وَيَتَأَلَّفُ لَهُ الْأَهْوآءُ الْمُتَفَرِّقَةُ مِنْ رَعِيَّتِهِ ، وَتَسْتَخْلِصُ بِهِ حُقُوقَ أَوْلِيآئِكَ ، وَتَنْتَقِمُ مِنْ شِرارِ أَعْدآئِكَ ، وَتَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَقِسْطاً ، وَتُوَسِّعُ الْعِبادَ بِظُهُورِهِ فَضْلًا وَإِحْساناً ، وَتُعيدُ الْحَقَّ بِمَكانِهِ عَزيزاً حَميداً ، وَتُرْجِعُ الدّينَ عَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ ، فَقَدِ اسْتَشْفَعْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ ، وَقَدَّمْتُهُمْ أَمامي وَبَيْنَ يَدَيْ حَوآئِجي إِلَيْكَ.

  وَأَنْ تُوزِعَني شُكْرَ نِعْمَتِكَ فِي التَّوْفيقِ لِمَعْرِفَتِهِمْ ، وَالْهِدايَةِ إِلى طاعَتِهِمْ ، وَتَزيدَني قُوَّةً فِي التَّمَسُّكِ بِعِصْمَتِهِمْ ، وَالْإِقْتِدآءِ بِسُنَّتِهِمْ ، وَالْكَوْنِ في زُمْرَتِهِمْ ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، سُبْحانَ اللَّهِ الدَّآئِمِ ، فَكَّاكِ الْمَغارِمِ ، رازِقِ الْبَهآئِمِ ، لَيْسَ في دَيْمُومِيَّتِهِ ابْتِدآءٌ وَلا زَوالٌ ، وَلا في أَبَدِيَّتِهِ انْتِهآءٌ وَلَا اسْتِقْبالٌ.

  أَللَّهُمَّ إِنَّ هذا مَشْهَدٌ لايَرْجُو مَنْ فاتَتْهُ فيهِ رَحْمَتَكَ أَنْ يَنالَها في غَيْرِهِ ، وَلا أَحَدٌ أَشْقى مِنِ امْرَءٍ قَصَدَهُ مُؤَمِّلاً فَابَ عَنْهُ خآئِباً.

  أَللَّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ الْإِيابِ ، وَخَيْبَةِ الْمُنْقَلَبِ ، وَالْمُناقَشَةِ عِنْدَ الْحِسابِ ، وَحاشاكَ يا رَبِّ أَنْ تُقْرِنَ طاعَةَ أَوْلِيآئِكَ بِطاعَتِكَ ، وَمَعْصِيَتَهُمْ بِمَعْصِيَتِكَ ، وَمُوالاتَهُمْ بِمُوالاتِكَ ، ثُمَّ تُؤْيِسَ زآئِرَهُمْ ، وَالْمُتَحَمِّلَ إِلى قُبُورِهِمْ مِنْ بُعْدِ الْبِلادِ ، لا وَعِزَّتِكَ لايَنْعَقِدُ عَلى ذلِكَ ضَميري ، إِذْ كانَتِ الْقُلُوبُ إِلَيْكَ بِالْجَميلِ تُشيرُ ، لاسِيَّما وَقَدْ أَمَرْتَ عِبادَكَ بِصِلَةِ السَّآئِلينَ ، وَإِجازَةِ الْوافِدينَ ، وَالْإِحْسانِ إِلَى الْمُسيئينَ.

  وَأَسْأَلُكَ بِما خَصَّصْتَ مُحَمَّداً وَ الَهُ مِنَ الْعِناياتِ ، وَأَكْرَمْتَهُمْ بِأَحْسَنِ الصِّفاتِ ، حَتَّى بَرَزُوا عَلَى الْأَقْرانِ ، فَجَعَلْتَهُمْ أَئِمَّةَ الزَّمانِ ، وَشَرْطَ الْإيمانِ ، حَيْثُ سَبَقُوا الْخَلائِقَ إِلى تَوْحيدِكَ ، فَخَلَقْتَ نُورَهُمْ مِنْ نُورِكَ ، وَحَمَيْتَ أَجْسادَهُمْ مِنْ أَرْجاسِ الْكافِرينَ لِتَمامِ قَدَرِكَ في رُؤَسآءِ الْمَخْلُوقينَ ، إِلّا ما كَتَبْتَ لِيَ الرَّحْمَةَ الَّتي كَتَبْتَها عَلى نَفْسِكَ ، وَاجْتَبَيْتَني لِنَفْسِكَ ، وَخَلَّصْتَني مِنْ تَبِعاتِ خَلْقِكَ ، وَقُلْتَ لِدُعآئي قَدْ اتَيْتُكَ يا عَبْدي ما سَأَلْتَني ، وَأَرَدْتُكَ حَيْثُ أَرَدْتَني ، بِفَضْلِكَ وَكَرَمِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، وَعِزَّتِكَ يا مَوْلايَ لَتَفْعَلَنَّ.

  سُبْحانَكَ طَوَتِ الْأَبْصارُ في صُنْعِكَ مَديدَتَها ، وَثَنَتِ الْأَلْبابُ عَنْ كُنْهِكَ أَعِنَّتَها ، فَأَنْتَ الْمُدْرِكُ غَيْرُ الْمُدْرَكِ ، وَالْمُحيطُ غَيْرُ الْمُحاطِ ، يا مَأْمَنَ الْخآئِفِ ، وَكَهْفَ اللّاهِفِ ، وَجُنَّةَ الْعآئِذِ ، وَغَوْثَ اللّائِذِ ، سُبْحانَكَ ما أَسْمَعَكَ إِذا نُوديتَ ، وَأَنْصَتَكَ إِذا نُوجيتَ ، وَأَرْحَمَكَ إِذَا اسْتُرْحِمْتَ.

  إِلهي ما طابَتِ الدُّنْيا إِلّا بِخِدْمَتِكَ ، وَما طابَ الْقَبْرُ إِلّا بِمُؤانَسَتِكَ ، وَما طابَتِ الْجَنَّةُ إِلّا بِمُخاطَبَتِكَ وَمُجاوَرَتِكَ ، فَاجْعَلْني مِنْ أَفْضَلِ عِبادِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ.

  أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ ، وَأَكْرِمْ أَوْلِيآئَكَ بِإِنْجازِ وَعْدِكَ ، وَبَلِّغْهُمْ ما يَأْمُلُونَ مِنْ نَصْرِكَ ، وَاكْفُفْ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ نَصَبَ الْخِلافَ عَلَيْكَ ، وَتَمَرَّدَ بِمَنْعَتِكَ عَلى رُكُوبِ مُخالَفَتِكَ ، وَحَقِّقْ لَنا تَقْديرَ حِكْمَتِكَ فِي الْمَخْلُوقينَ ، لِقَوْلِكَ الصَّادِقِ الْيَقينِ ، «وَكانَ حَقّاً عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ»(518).

  يا مَنْ أَسْكَنَ بُرُوقَ أَنْوارِهِ في قُلُوبِ الْأَئِمَّةِ الْهادينَ ، وَأَجالَ رُعُودَ الْمَهابَةِ في صُدُورِ خُلَصآئِهِ الْمَعْصُومينَ ، وَأَمْطَرَ سَحآئِبَ الْوَعيدِ في عُقُولِ أُمَنآئِهِ الْمُخْبِتينَ ، حَيْثُ وَصَفَهُمْ بِعِبادِهِ الصَّالِحينَ.

  أَسْأَلُكَ يا مَوْلايَ بِمُحَمَّدٍ وَأَوْصِيآئِهِ الطَّيِّبينَ ، أَنْ تُعْتِقَ رَقَبَتي ، وَتَفْسَحَ في أَجَلي ، وَتُبَلِّغَني فيهِ أَمَلي ، وَكَما أَكْمَلْتَ خَلْقي لِعِبادَتِكَ ، وَعَقْلي بِمَعْرِفَتِكَ ، فَارْضَ عَنّي ، فَإِنّي أَعْلَمُ أَنّي لا أَصْلُحُ لِلْجَنَّةِ ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنّي لا أَصْبِرُ عَلَى النَّارِ.

  أَنَا الَّذي أَحْلَلْتُ الْعُقُوبَةَ بِنَفْسي ، وَأَوْبَقْتُها بِالْمَعاصي جُهْدي ، وَعَرَّضْتُها لِلْمَهالِكِ بِكُلِّ قُوَّتي ، وَلَسْتُ بِذي قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرَ ، وَلا ذي عُذْرٍ فَأَعْتَذِرَ ، فَارْحَمِ انْكِساري وَتَضَرُّعي إِلَيْكَ يا مَوْلايَ ، يا مَنْ لايُسْتَحْيى مِنْ مَسْأَلَتِهِ ، وَلايُرْجَى الْعَفْوُ إِلّا مِنْ قِبَلِهِ ، أَشْكُوا إِلَيْكَ ما لايَخْفى عَلَيْكَ.

  وَأَسْأَلُكَ ما لايَعْظُمُ عَلَيْكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ قَسَمٍ يُوجِبُ الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُعْطِيَ مُحَمَّداً وَ الَ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ ما سَأَلَكَ لَهُمْ كُلُّ سآئِلٍ ، وَأَجْزَلَ ما رَغِبَ إِلَيْكَ فيهِ كُلُّ راغِبٍ حَتَّى تُفَضِّلَهُمْ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ ، وَزِدْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ ما أَنْتَ أَهْلُهُ مِنْ كَرَمِكَ وَطَوْلِكَ.

  أَسْأَلُكَ يا مَوْلايَ سُؤالَ الْمُتَمَسِّكِ بِحَرَمِكَ ، اَلْمُفْتَقِرِ مِنْ نَظَرِكَ ، يا مَوْلايَ إِنَّ الْعَرَبَ إِذَا اسْتُجيرَ بِأَطْنابِ بُيُوتِها أَجارَتْ ، وَأَنْتَ سَيِّدُ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، وَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِرُكْنٍ مِنْ أَرْكانِ تَوْحيدِكَ ، وَبَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ نَبِيِّكَ ، وَتُرْبَةٍ مِنْ تُرَبِ خُلَفآئِكَ ، اَلَّذينَ أَظْهَرُوا سُلْطانَكَ ، وَأَقامُوا أَحْكامَكَ ، يا مُغيثُ أَغِثْني ، فَلِهذِهِ الشِّدَّةِ رَجَوْتُكَ.

  يا مَوْلايَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتي كَتَبْتَها عَلى قُلُوبِ أَصْفِيآئِكَ بِمُحَمَّدٍ وَ الِهِ اُمَنآئِكَ ، فَعَرَفُوا ما عَرَّفْتَهُمْ ، وَفَهِمُوا ما فَهَّمْتَهُمْ ، وَعَقَلُوا ما أَوْجَبْتَ إِلَيْهِمْ مِنْ خَصآئِصِكَ وَعَزآئِمِكَ ، وَضَرَبْتَ أَمْثالَهُمْ ، وَأَنَرْتَ بُرْهانَهُمْ ، وَقَرَنْتَ بِاسْمِكَ أَسْمآئَهُمْ إِلّا خَلَّصْتَني مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَنَا فيهِ ، يا مُخَلِّصَ الشَّجَرِ مِنْ بَيْنِ رَمْلٍ وَطينٍ وَمآءٍ ، وَيا مُخَلِّصَ اللَّبَنِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ ، وَيا مُخَلِّصَ النَّارِ مِنْ بَيْنِ الْحَديدِ وَالْحَجَرِ ، وَيا مُخَلِّصَ الْوَلَدِ مِنْ بَيْنِ مَشيمَةٍ وَرَحِمٍ ، وَيا مُخَلِّصَ الرُّوحِ مِنْ بَيْنِ الْأَحْشآءِ وَالْأَمْعآءِ ، خَلِّصْنا مِنْ أَهْوالِ يَوْمِ الْقِيامَةِ.

  إِلهي إِذا لَمْ تَفْعَلْ بي ما اُريدُ فَصَيِّرْني عَلى ما تُريدُ ، سَيِّدي كَيْفَ أَفْرَحُ وَقَدْ عَصَيْتُكَ ، وَكَيْفَ أَحْزَنُ وَقَدْ عَرَفْتُكَ ، وَكَيْفَ أَدْعُوكَ وَأَنَا عاصٍ ، وَكَيْفَ لا أَدْعُوكَ وَأَنْتَ كَريمٌ.

  أَيْنَ مُغْرِقُ فِرْعَوْنَ لِمُوسى ، أَيْنَ ناصِرُ مُحَمَّدٍ يَوْمَ بَدْرٍ ، أَيْنَ ناصِرُ عَلِيٍّ يَوْمَ الْأَحْزابِ ، أَيْنَ أَجِدُكَ يا مَوْلايَ ، بَلْ أَيْنَ لا أَجِدُكَ وَأَنْتَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ ، أَنْزِلُ عَلَيْكَ إِذا نَزَلْتُ ، وَأَرْحَلُ إِلَيْكَ إِذا رَحَلْتُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ ، وَارْحَمْ صَوْتي مِنْ بَيْنِ الْمُصَوِّتينَ ، وَلاتَجْبَهْني بِالرَّدِّ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

  رَبِّ قَدْ أَجَبْتُكَ فَأَجِبْني ، وَسَأَلْتُكَ فَأَعْطِني ، وَارْضَ عَنّي فَقَدْ أَرْضَيْتَني بِحَقِّ اُمَنآئِكَ وَأَمينِكَ ، وَأَصْفِيآئِكَ وَصَفِيِّكَ مُحَمَّدِنِ الْمَحْمُودِ ، ذِي الْمَقامِ الْمَشْهُودِ ، وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ ، وَبِحَقِّ الرِّسالَةِ الَّتي أَدَّاها ، وَالْعِبادَةِ الَّتِي اجْتَهَدَ فيها ، وَالْمِحْنَةِ الَّتي صَبَرَ عَلَيْها ، وَالْمَعْرِفَةِ الَّتي دَعا إِلَيْها ، وَالدِّيانَةِ الَّتي حَضَّ عَلَيْها.

  وَبِحَقِّ أَقْوالِهِ الْحَكيمَةِ ، وَأَفْعالِهِ الْكَريمَةِ ، وَمَقاماتِهِ الْمَشْهُودَةِ ، وَساعاتِهِ الْمَعْدُودَةِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهَ وَعَلى عِتْرَتِهِ الْمَخْلُوقينَ مِنْ لَحْمَتِهِ ، اَلسَّادَةِ الْمُتَّقينَ مِنْ تَبِعَتِهِ ، وَالْقآئِمينَ مَقامَهُ في بَلاغِ رِسالَتِهِ ، وَالْمَخْصُوصينَ مِنْ قَرابَتِهِ بِأَبْنآئِهِ وَعِتْرَتِهِ ، عَلِيٍّ وَأَوْلادِهِ الْمُطَهَّرينَ بِطَهارَتِهِ ، وَأَنْ تَمْسَحَ ما بي بِيَمينِكَ الشَّافِيَةِ ، وَأَنْ تَنْظُرَ إِلَيَّ بِعَيْنِكَ الرَّاحِمَةِ ، وَأَنْ تَرْزُقَنِي الْعَفْوَ وَالْعافِيَةَ.

  رَبِّ لاتُخَيِّبْ رَجآئي ، فَإِنَّهُ مَنُوطٌ بِكَ ، وَلاتُصْفِرْ كَفّاً مَمْدُودَةً إِلَيْكَ ، وَلاتُذِلَّ نَفْساً عَزيزَةً بِمَعْرِفَتِكَ ، وَلاتَسْلُبْ عَقْلًا مُسْتَضيئاً بِنُورِ هِدايَتِكِ ، وَلاتَقْدِرْ عَيْناً فَتَحْتَها بِنِعْمَتِكَ ، وَلاتُخْرِسْ لِساناً عَوَّدْتَهُ الثَّنآءَ عَلَيْكَ ، وَكَما كُنْتَ أَوْلى بِالْفَضْلِ فَكُنْ أَوْلى بِالْإِحْسانِ؛ اَلنَّاصِيَةُ بِيَدِكَ ، وَالْوَجْهُ صانٍ لَكَ، وَالْخَيْرُ مُتَوَقَّعٌ مِنْكَ، وَالْمَصيرُ عَلى كُلِّ حالٍ إِلَيْكَ.

  أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْاُمِّيِّ مُحَمَّدٍ ، وَالْهاشِمِيِّ أَحْمَدٍ ، وَالنَّبِيِّ الْعاقِبِ ، وَالرَّسُولِ الْعَرَبِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَدَنِيِّ، اَلسِّراجِ الْمُضي‏ءِ، اَلسَّيِّدِ الْكَمِيِّ الْحَمِيِّ الْبَهِيِّ الْوَضي‏ءِ الرَّضِيِّ السَّخِيِّ التَّقِيِّ ، صاحِبِ الْوِقارِ وَالسَّكينَةِ ، اَلْمَدْفُونِ في الْمَدينَةِ ، اَلْعَبْدِ الْمُؤَيَّدِ ، وَالرَّسُولِ الْمُسَدَّدِ ، وَالْمُصْطَفَى الْأَمْجَدِ، أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ.

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى السَّيِّدِ الْمُطَهَّرِ ، وَالْإِمامِ الْمُظَفَّرِ ، وَالشُّجاعِ الْغَضَنْفَرِ ، أَبي شُبَيْرَ وَشَبَرَ ، اَلْأَنْزَعِ الْبَطينِ ، وَالْأَشْرَفِ الْمَكينِ ، وَالْعِلْمِ الْمُبينِ ، وَالنَّاصِرِ الْمُعينِ ، وَلِيِّ الدّينِ ، اَلْمَرْضِيِّ الْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ ، اَلْمَدْفُونِ بِالْغَرِيِّ ، لَيْثِ بَني غالِبٍ ، أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ.

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى السَّيِّدَةِ الْجَليلَةِ الْكَريمَةِ النَّبيلَةِ ، ذاتِ الْأَحْزانِ الطَّويلَةِ فِي الْمُدَّةِ الْقَليلَةِ ، اَلْمَدْفُونَةِ سِرّاً ، اَلْمَغْصُوبَةِ جَهْراً ، اَلْمَجْهُولَةِ قَدْراً ، اَلْمَخْفِيَّةِ قَبْراً ، اَلْإِنْسِيَّةِ الْحَوْرآءِ ، فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ.

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى السَّيِّدِ الْمُجْتَبى ، اَلْإِمامِ الْمُرْتَجى ، سِبْطِ الْمُصْطَفى ، وَلَدِ الْمُرْتَضى ، اَلشَّفيعِ ابْنِ الشَّفيعِ ، اَلْمَقْتُولِ بِالسَّمِّ النَّقيعِ ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ الْبَقيعِ ، اَلْعالِمِ بِالْفَرآئِضِ وَالسُّنَنِ ، صاحِبِ الْجُودِ وَالْمِنَنِ ، أَبي مُحَمَّدِنِ الْحَسَنِ.

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى السَّيِّدِ الزَّاهِدِ ، (وَ)الْإِمامِ الْعابِدِ ، اَلرَّاكِعِ السَّاجِدِ ، قَتيلِ الْكافِرِ الْجاحِدِ ، صاحِبِ الْمِحْنَةِ وَالْبَلآءِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ كَرْبَلآءَ، مَوْلَى الثَّقَلَيْنِ، أَبي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ.

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلى أَبِي الْأَئِمَّةِ ، وَسِراجِ الْاُمَّةِ ، وَكاشِفِ الْغُمَّةِ ، وَمُحْيِ السُّنَّةِ ، وَوَلِيِّ النِّعْمَةِ ، وَسَنِيِّ الْهِمَّةِ ، وَرَفيعِ الرُّتْبَةِ ، وَصاحِبِ النُّدْبَةِ ، اَلْمَدْفُونِ في أَرْضِ طيبَةِ ، زَيْنِ الْعابِدينَ ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ.

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلى قَمَرِ الْأَقْمارِ ، وَنُورِ الْأَنْوارِ ، وَسَيِّدِ الْأَبْرارِ ، وَقآئِدِ الْأَخْيارِ ، اَلْإِمامِ الْوَجيهِ ، اَلْمَدْفُونِ عِنْدَ جَدِّهِ وَأَبيهِ ، اَلْحِبْرِ الْمَلِيِّ عِنْدَ الْعَدُوِّ وَالْوَلِيِّ ، أَبي جَعْفَرِنِ الْباقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى الصَّادِقِ الصِّدّيقِ ، اَلْعالِمِ الْوَثيقِ ، اَلْحَليمِ الشَّفيقِ ، اَلْهادي إِلَى الطَّريقِ ، ساقي شيعَتِهِ مِنَ الرَّحيقِ ، وَمُبَلِّغِ أَعْدآئِهِ إِلَى الْحَريقِ ، صاحِبِ الشَّرَفِ البَديعِ ، وَالْفَضْلِ الْجَميعِ ، اَلَّذي شُرِّفَتْ بِجَسَدِهِ الطَّاهِرِ أَرْضُ الْبَقيعِ ، اَلْإِمامِ الْمُمَجَّدِ أَبي عَبْدِاللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ .

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى السَّيِّدِ الْكَريمِ ، وَالْإِمامِ الْحَليمِ ، اَلصَّابِرِ الْكَظيمِ ، سَمِيِّ الْكَليمِ ، قآئِدِ الْجَيْشِ ، اَلْمَدْفُونِ بِمَقابِرِ قُرَيْشٍ ، صاحِبِ الْمَحَلِّ الْأَنْوَرِ ، وَالشَّرَفِ الْأَظْهَرِ ، أَبي إِبْراهيمَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ.

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى الْإِمامِ الْمَعْصُومِ ، وَالْغَريبِ الْمَظْلُومِ ، وَالشَّهيدِ الْمَسْمُومِ ، وَالْقَتيلِ الْمَرْحُومِ (الْمَحْرُومِ) ، وَالْعَليمِ الْمَكْتُومِ، وَالْبَدْرِ بَيْنَ النُّجُومِ ، شَمْسِ الشُّمُوسِ ، وَأَنيسِ النُّفُوسِ ، اَلْمَدْفُونِ في أَرْضِ طُوسٍ ، اَلرَّضِيِّ الْمُرْتَضى ، اَلسَّيِّدِ الْمُجْتَبى ، وَالْإِمامِ الْمُرتَجى ، أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا .

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى الْإِمامِ الْعالِمِ الْعامِلِ ، وَالشُّجاعِ الْكامِلِ ، اَلْمَذْكُورِ فِي الْهِدايَةِ وَالرَّشادِ ، جَوادِ الْأَجْوَدِ ، اَلْاخِذِ مِنْ شيعَتِهِ بِالْأَعْضادِ عِنْدَ قِيامِ الْأَشْهادِ ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ بَغْدادَ ، اَلْإِمامِ الْهاشِمِيِّ ، وَالنُّورِ الْأَحْمَدِيِّ ، اَلْمُلَقَّبِ بِالتَّقِيِّ ، اَلْمُكَنَّى بِاَبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ‏نِ الْجَوادِ.

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى الْإِمامَيْنِ الْعالِمَيْنِ ، اَلْأَعْلَمَيْنِ النَّقِيَّيْنِ ، اَلسَّيِّدَيْنِ الْفاضِلَيْنِ الْحِبْرَيْنِ ، وارِثَيِ الْمَشْعَرَيْنِ ، وَأَهْلَيِ الْحَرَمَيْنِ ، كَهْفَيِ التُّقى ، وَذَخيرَتَيِ الْوَرى ، طَوْدَيِ النُّهى ، اَلْمَدْفُونَيْنِ بِسُرَّ مَنْ رَأى ، كافِيَ الْمِحَنِ ، أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَبي مُحَمَّدِنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.

  أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى الدَّعْوَةِ النَّبَوِيَّةِ ، وَالْاُصُولِ (وَالصَّوْلَةِ) الْحَيْدَرِيَّةِ ، وَالشُّهُبِ الْفاطِمِيَّةِ ، وَالصَّلاةِ الْحَسَنِيَّةِ ، وَالشُّجاعَةِ الْحُسَيْنِيَّةِ ، وَالْعِبادَةِ السَّجَّادِيَّةِ ، وَالْمَاثِرِ الْباقِرِيَّةِ ، وَالْاثارِ الْجَعْفَرِيَّةِ ، وَالْعُلُومِ الْكاظِمِيَّةِ ، وَالْحُجَجِ الرَّضَوِيَّةِ ، وَالشُّرُوحِ الْجَوادِيَّةِ ، وَالسّيرَةِ الْهادِيَّةِ ، وَالْهَيْبَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ ، اَلْقآئِمِ بِالْحَقِّ ، وَالدَّاعي إِلَى الصِّدْقِ ، كَلِمَةِ اللَّهِ ، أَمانِ اللَّهِ ، حُجَّةِ اللَّهِ ، اَلْقآئِمِ بِالْقِسْطِ اللَّهِ ، اَلذَّابِّ عَنْ حَرَمِ اللَّهِ ، اَلنَّاصِرِ لِدينِ اللَّهِ ، اَلْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، أَخِي الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ ، أَخي رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ بْنِ هاشِمٍ ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ.

  أَللَّهُمَّ بِحَقِّهِمْ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنْ تَرْحَمَ غُرْبَتي فِي الدُّنْيا ، وَصَرْعَتي عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَوَحْشَتي فِي الْقَبْرِ ، وَذُلَّ مَقامي إِذا عَرَضْتُ عَلَيْكَ.

  أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، وَحَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ ، وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ ، وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِنّي وَحْدي في كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ واصِلًا مِنْ حَمْدِكَ مِثْلَ حَمْدِ الْحامِدينَ ، وَتَوْحيدِ أَصْنافِ الْمُخْلِصينَ ، وَتَقْديسِ أَجْناسِ الْعارِفينَ ، وَثَنآءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ ، وَمِثْلَ ما أَنْتَ بِهِ عارِفٌ وَمَحْجُوبٌ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ مِنَ الْحَيَوانِ ، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ في بَرَكَةِ ما أَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ ، فَما أَيْسَرَ ما كَلَّفْتَني مِنْ حَقِّكَ ، وَأَعْظَمَ ما وَعَدْتَني عَلى شُكْرِكَ.

  إِبْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ فَضْلًا وَطَوْلًا ، وَأَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلًا ، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ أَضْعافاً وَمَزيداً ، وَأَعْطَيْتَني مِنْ رَأْفَتِكَ واسِعاً كَثيراً ، وَسَأَلْتَني مِنْهُ يَسيراً صَغيراً ، وَاصْطَفَيْتَ مُحَمَّداً بِأَعْظَمِ الشَّأْنِ ، وَأَوْجَبْتَ بِهِ وَبِعِتْرَتِهِ الْأَمانَ ، فَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لي ما لايَسَعُهُ إِلّا مَغْفِرَتُكَ ، وَلايَلْحَقُهُ إِلّا عَفْوُكَ ، فَلَيْسَ لِأَمْرِكَ مُدْفِعٌ ، وَلا عَنْ قَضآئِكَ مُمْتَنِعٌ .

  فَبِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْدآءِ ، وَمِنْكَ أَرْجُو وِلايَةَ الْأَحِبَّآءِ ، فَما أَكْثَرَ ما أَوْلَيْتَ مِنْ عَوآئِدِ إِفْضالِكَ ، وَأَعْطَيْتَ مِنْ أَلْوانِ إِرْفادِكَ ، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، تَرَدَّيْتَ الْمَجْدَ بِالْعِزِّ ، وَتَعَظَّمْتَ (تَغَطَّيْتَ) الْعِزَّ بِالْكِبْرِيآءِ ، وَتَزَيَّنْتَ الْكِبْرِيآءَ بِالنُّورِ ، وَتَغَشَّيْتَ النُّورَ بِالْبَهآءِ ، وَتَجَلَّلْتَ الْبَهآءَ بِالْمَهابَةِ.

  لَكَ الْمَنُّ الْبازِخُ ، وَالسُّلْطانُ الشَّامِخُ ، وَالْجُودُ الْواسِعُ ، إِذْ خَلَقْتَني سَميعاً بَصيراً صَحيحاً سَوِيّاً سالِماً مُعافاً ، لَمْ تَشْغَلْني في نُقْصانٍ مِنْ بَدَني ، وَلَمْ تَمْنَعْ كَرامَتَكَ إِيَّايَ ، وَفَضْلَ مَنآئِحِكَ عَلَيَّ ، إِذْ وَسَّعْتَ عَلَيَّ الدُّنْيا ، وَجَعَلْتَ لي سَمْعاً يَعْقِلُ اياتِكَ ، وَبَصَراً يَرى قُدْرَتَكَ ، وَفُؤداً يَعْرِفُ ، وَأَنَا بِفَضْلِكَ حامِدٌ لَكَ ، وَنَفْسي شاكِرَةٌ بِحَقِّكَ ، شاهِدَةٌ بِأَنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ مَيِّتٍ ، وَحَيٌّ تَرِثُ الْأَحْيآءَ ، لَمْ تَقْطَعْ خَيْرَكَ عَنّي في كُلِّ وَقْتٍ ، وَلَمْ تُنْزِلْ فِيَّ عُقُوباتِ النِّقَمِ، وَلَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ دَقائِقَ الْعِصَمِ.

  فَلَوْ لَمْ اُفَكِّرْ مِنْ إِحْسانِكَ إِلّا في عَفْوِكَ عَنّي ، وَالْإِسْتِجابَةِ لِدُعآئي حَتَّى رَفَعْتُ رَأْسي بِتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ ، وَإِلّا في تَقْديرِ حَظّي حينَ صَوَّرْتَني ، فَأَحْسَنْتَ صُورَتي في تَقْديرِ رِزْقي ، فَفي ذلِكَ ما يَشْغَلُ شُكْري عَلى جَهْدي ، فَكَيْفَ إِذا فَكَّرْتُ فِي النِّعَمِ الْعِظامِ الَّتي أَتَقَلَّبُ فيها ، وَلا أَبْلُغُ شُكْرَ شَيْ‏ءٍ مِنْها.

  فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما حَفِظَهُ عِلْمُكَ ، وَأَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ ، وَوَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ ، وَتَمِّمْ إِحْسانَكَ فيما بَقِيَ كَما أَحْسَنْتَ فيما مَضى.

  فَإِنّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ وَتَهْليلِكَ وَتَكْبيرِكَ وَتَعْظيمِكَ وَنُورِكَ وَرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَعُلُوِّ وِقارِكَ وَجَمالِكَ وَمَنِّكَ وَكَمالِكَ وجَلالِكَ وَسُلْطانِكَ وَقُدْرَتِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرينَ ، أَنْ لاتَحْرِمَني فَوآئِدَكَ ومَواهِبَكَ.

  فَإِنَّهُ لاتَعْتَريكَ لِكَثْرَةِ ما يَسَّرْتَ مِنَ الْعَطايا عَوايِقُ الْبُخْلِ ، وَلايَنْقُصُ جُودَكَ التَّقْصيرُ في شُكْرِ نِعْمَتِكَ ، وَلاتُؤَثِّرُ في جُودِكَ الْعَظيمِ نِحَلُكَ الْفآئِضَةُ الْجَليلَةُ ، وَلاتَخافُ ضَيْمَ إِمْلاقٍ ، فَوَسيلَتي إِلَيْكَ يا اَللَّهُ التَّوْحيدُ ، وَذَريعَتي أَنّي لَمْ اُشْرِكْ بِكَ شَيْئاً ، فَاغْفِرْلي ما بَيْنَهُما ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ.

  إِلهي ما في جِسْمي شَعْرَةٌ نابِتَةٌ إِلّا وَتَحْتَها نِعْمَةٌ ثابِتَةٌ . إِلهي أَنْتَ الْجَوادُ اللَّطيفُ وَأَنَا الْفَقيرُ الضَّعيفُ . إِلهي إِنَّ الْكَريمَ مِنَّا لَيَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ ، فَكَيْفَ لاتَعْفُو عَمَّنْ لَمْ يَظْلِمْكَ وَإِنَّما ظَلَمَ نَفْسَهُ ، وَأَنْتَ أَوْلَى الْأَكْرَمينَ بِالْعَفْوِ.

  أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْتَلْهِمُكَ حُسْنَ شُكْرِكَ ، وَأَسْتَوْهِبُكَ بَسْطَ لِساني فِي الْإِرْشادِ لِمادِحِكَ ، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ في تَسْديدي بِما يَكْتَسِبُ مَزيدَكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمَّا يَسْتَدْعي حُلُولَ غَيْرِكَ ، فَأَعِنّي عَلَى الدُّنْيا بِالْقَناعَةِ ، وَعَلَى الدّينِ بِالْعِصْمَةِ وَالزَّهادَةِ ، وَأَغْنِني بِالْإِفْتِقارِ إِلَيْكَ ، وَلاتُفْقِرْ لي بِالْإِسْتِغْنآءِ عَنْكَ ، إِنَّما أَمْرُكَ إِذا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، فَقُلْ بِرَحْمَتِكَ لِطاعَتِكَ أَنْ تَدْخُلَ في كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضآئي ، ثُمَّ لاتُفارِقُني حَتَّى أَلْقاكَ ، وَقُلْ بِرَحْمَتِكَ لِمَعْصِيَتِكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضآئي ، ثُمَّ لاتَقْرَبَني حَتَّى أَلْقاكَ ، وَارْزُقْني مِنَ الدُّنْيا ، وَتُزَهِّدَني فيها ، وَلاتَزْوِها عَنّي ، وَتُرَغِّبَني فيها.

  يا اَللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ ، يا مَنْ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهُ بُدٌّ وَلا لِأَحَدٍ عَنْهُ غِنًى ، يا رازِقَ الْمُقِلّينَ ، وَيا راحِمَ الْمَساكينَ ، وَيا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينِ ، يا إِلهَ الْمُؤْمِنينَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ ، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، يا أَوَّلَ الْأَوَّلينَ وَ اخِرَ الْاخِرينَ.

  أَللَّهُمَّ وَفِّقْني لِرَفْضِ الْبِدَعِ وَالرَّأْيِ الْمُخْتَرَعِ ، وَوَفِّقْني لِلَّتي هِيَ أَذْكى. اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي يَصِفُ وَلايُوصَفُ ، وَيَعْلَمُ وَلايُعْلَمُ ، أَنْتَ صاحِبي في كُلِّ شَديدَةٍ دَخَلَتْ عَلَيَّ ، وَلا اُنْكِرُ فَضْلَكَ لِأَنَّكَ مُفَرِّجُ كُلِّ بَلْوى ، وَلِكُلِّ عَظيمَةٍ تُدْعى ، وَلِكُلِّ شَديدَةٍ تُرْجى ، وَإِلَيْكَ يا مَوْلايَ الْمُشْتَكى ، أَنْتَ الْمُرْتَجى ، فَما أَكْبَرُ هَمّي إِنْ لَمْ تُفَرِّجْهُ ، وَأَذَلَّ لِساني إِنْ لَمْ تَبْسُطْهُ ، وَأَخَفَّ ميزاني إِنْ لَمْ تُثَقِّلْهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِهِ وَارْحَمْني.

  إِلهي ما تَوَهَّمْتُ نِقْمَتَكَ إِلّا وَكانَتْ نِعْمَةُ عَفْوِكَ تَقْرَعُ مَسامِعي أَنْ قَدْ غَفَرْتَ لي ، فَصَدِّقْ يا مَوْلايَ ظَنّي ، وَكَذِّبْ خَوْفي ، وَحَقِّقْ رَجآئي يا رَجآءَ الْمُؤْمِنينَ ، يا غِياثَ الْمُتَوَكِّلينَ ، يا مُجيبَ التَّوَّابينَ ، تُبْ عَلَيَّ يا اَللَّهُ ، يا رَحْمنُ يا رَحيمُ ، يا رَبُّ يا مَلِكُ ، يا مُحيطُ يا قَديرُ ، يا عَليمُ يا حَكيمُ.

  يا تَوَّابُ يا واسِعُ ، يا بَديعُ يا سَميعُ ، يا كافي يا رَؤُوفُ ، يا شاكِرُ يا إِلهُ يا واحِدُ ، يا غَفُورُ يا حَليمُ ، يا قابِضُ يا باسِطُ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا عَلِيُّ يا عالي ، يا عَظيمُ يا وَلِيُّ ، يا غَنِيُّ يا حَميدُ ، يا قآئِمُ يا وَهَّابُ.

  يا سَريعَ الْحِسابِ ، يا خَبيرُ يا رَقيبُ ، يا حَسيبُ يا شَهيدُ ، يا غَفُورُ يا مُغيثُ ، يا وَكيلُ يا فاطِرُ ، يا قاهِرُ يا قادِرُ ، يا لَطيفُ يا حَكيمُ ، يا مُحْيي يا مُميتُ ، يا نِعْمَ الْمَوْلى.

  يا نِعْمَ النَّصيرِ ، يا حَفيظُ يا قَريبُ ، يا مُجيبُ يا قَوِيُّ ، يا مَجيدُ يا وَدُودُ ، يا مُسْتَعانُ يا غالِبُ ، يا قاهِرُ يا كَبيرُ ، يا مُتَعالي يا مَنَّانُ ، يا خالِقُ يا صادِقُ ، يا وارِثُ يا غافِرُ ، يا كَريمُ يا باعِثُ ، يا حَقُّ يا مُبينُ ، يا نُورُ يا هادي ، يا فاتِحُ يا شَكُورُ ، يا غافِرَ الذَّنْبِ ، يا قابِلَ التَّوْبِ ، يا شَديدَ الْعِقابِ.

  يا ذَا الطَّوْلِ ، يا رازِقُ ، يا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينِ ، يا بَرُّ يا مَليكُ ، يا مُقْتَدِرُ يا باقي ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا أَوَّلُ يا اخِرُ، يا ظاهِرُ يا باطِنُ ، يا قُدُّوسُ يا سَلامُ ، يا مُؤْمِنُ يا مُهَيْمِنُ ، يا عَزيزُ يا جَبَّارُ ، يا مُتَكَبِّرُ يا خالِقُ ، يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ ، يا ذَا الْمَعارِجِ ، يا مُبْدِئُ يا مُعيدُ ، يا أَعْلى يا أَكْرَمُ.

  يا أَحَدُ يا صَمَدُ ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ ، وَافْعَلْ بِنا ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، يا أَللَّهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى طَيِّبِ الْمُرْسَلينَ مُحَمَّدِنِ الْمُصْطَفى، وَعَلى أَخيهِ عَلِيّ‏نِ الْمُرْتَضى ، وَعَلى ذُرِّيَّتِهِمَا الطَّاهِرينَ ، امينَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.(519)

---------------------------------------

514) سوره الإسراء ، الآية 71 .

515) سورة الدّخان ، الآية 47 وسورة الحاقّة ، الآية 30 .

516) سورة الضُحى ، الآية 10 .

517) سورة يوسف ، الآية 87 .

518) سورة الرّوم ، الآية 47 .

519) كتابٌ في الزيارات والأدعية (وهو من الكتب الخطيّة) : 40 .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 8212
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 44934
    بازديد کل : 130464785
    بازديد کل : 90469601