امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
آداب الزّيارة

  آداب الزّيارة

  نتطرّق هنا إلى بيان الآداب المذكورة والواردة في الزّيارة .

  ينقل المحدّث القمي رحمه الله فيقول : وهي عديدة نقتصر منها على اُمور :

  الأوّل : الغسل قبل الخروج لسفر الزيارة .

  الثاني : أن يتجنّب في الطريق التكلّم باللغو والخصام والجدال .

  الثالث : أن يغتسل لزيارة الأئمّة عليهم السلام وأن يدعو بالمأثور من دعواته .

  الرابع : الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر .

  الخامس : أن يلبس ثياباً طاهرة نظيفة جديدة ويحسن أن تكون بيضاء .

  السادس : أن يقصر خطاه إذا خرج إلى الروضة المقدّسة وأن يسير وعليه السكينة والوقار وأن يكون خاضعاً خاشعاً وأن يطأطئ رأسه فلايلتفت إلى الأعلى ولا إلى جوانبه .

  السابع : أن يتطيّب من الطيب فيماعدا زيارة الحسين عليه السلام .

  الثامن : أن يشغل لسانه وهو يمضي إلى الحرم المطهّر بالتكبير والتسبيح والتهليل والتمجيد ويعطّرفاه بالصلوة على محمّد وآله عليهم السلام .

  التاسع : أن يقف على باب الحرم الشريف ويستأذن ويجتهد لتحصيل الرقّة والخضوع والإنكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد المنوّر وجلاله ، وأنّه يرى مقامه ويسمع كلامه ويرد سلامه كما يشهد على ذلك كلّه عند ما يقرأ الإستئذان والتدبّر في لطفهم وحبّهم لشيعتهم وزائريهم والتأمّل في فساد حال نفسه وفي جفائه عليهم برفضه ما لايحصى من تعاليمهم وفيما صدر عنه نفسه من الأذى لهم أو لخاصّتهم وأحبابهم وهو في المآل أذى راجع إليهم‏ عليهم السلام فلو إلتفت إلى نفسه إلتفات تفكير وتدقيق لتوقّفت قدماه عن المسير وخشع قلبه ودمعت عينه وهذا هو لبّ آداب الزيارة كلّها .

  العاشر : تقبيل العتبة العالية المباركة .(471)

  قال الشيخ الشهيد رحمه الله : ولو سجد الزائر ونوى بالسجدة الشكر للَّه تعالى على بلوغه تلك البقعة كان أولى .

  الحادي عشر : أن يقدّم للدخول رجله اليمنى ويقدّم للخروج رجله اليسرى كما يصنع عند دخول المساجد والخروج منها .

  الثاني عشر : أن يقف على الضريح بحيث يمكنه الالتصاق به وتوهّم أنّ البعد أدب وهم فقد نصّ على الإتّكاء على الضريح وتقبيله .

  الثالث عشر : أن يقف للزيارة مستقبلاً القبر مستدبراً القبلة وهذا الأدب ممّا يخصّ زيارة المعصوم على الظاهر فإذا فرغ من الزيارة فليضع خدّه الأيمن على الضريح ويدعو اللَّه بتضرّع ثمّ ليضع الخدّ الأيسر ويدعو اللَّه بحقّ صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته ويبالغ في الدعاء والإلحاح ثمّ يمضي إلى جانب الرأس فيقف مستقبل القبلة فيدعو اللَّه تعالى .

  الرابع عشر : أن يزور وهو قائم على قدميه إلّا إذا كان له عذر من ضعف أو وجع في الظهر أو في الرجل أو غير ذلك من الأعذار .

  الخامس عشر : أن يكبّر إذا شاهد القبر المطهّر قبل الشروع في الزيارة .

  وفي رواية أنّ من كبر أمام الإمام عليه السلام وقال : لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ كتب له رضوان اللَّه الأكبر .

  السادس عشر : أن يزور بالزيارات المأثورة المرويّة عن سادات الإمام عليهم السلام ، ويترك الزيارات المخترعة الّتي لفّقها بعض الأغبياء من عوام النّاس إلى بعض الزّيارات فأشغل بها الجهّال .

  روى الكليني رحمه الله عن عبدالرحيم القصير قال : دخلت على الصادق عليه السلام فقلت : جعلت فداك ؛ قد اخترعت دعاءً من نفسي . فقال عليه السلام :

 دعني عن اختراعك إذا عرضتك حاجة فلُذ برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وصلّ ركعتين واهدهما إليه الخ .

  السابع عشر : أن يصلّي صلاة الزيارة وأقلّها ركعتان .

  قال الشيخ الشهيد : فإن كانت الزيارة للنبيّ ‏صلى الله عليه وآله وسلم فليصلّ الصلاة في الروضة وإن كانت لأحد الائمّة عليهم السلام فعند الرأس ولو صلّاها بمسجد المكان أي مسجد الحرم جاز .

  وقال العلّامة المجلسي رحمه الله : أنّ صلاة الزيارة وغيرها فيما أرى يفضل أن تؤتى خلف القبر أو عند الرأس الشريف .

  ( وتعتبر الصلاة أمام قبر الإمام عليه السلام هتك وعدم إحترام بالنسبة إلى مقام المقدّس له عليه السلام ، وغير جائزة ) .

  الثامن عشر : تلاوة سورة يس في الركعة الاُولى وسورة الرحمن في الثانية إن لم تكن صلاة الزيارة الّتي يصلّيها مأثورة على صفة خاصّة ، وأن يدعو بعدها بالمأثور أو بما سنح له في اُمور دينه ودنياه ، وليعمّم الدعاء ؛ فإنّه أقرب إلى الإجابة .

  التاسع عشر : قال الشهيد رحمه الله : ومن دخل المشهد والإمام يصلّي ، بدأ بالصلاة قبل الزيارة (إن كانت شرايط الإقتداء موجودة له) ... .

  العشرون : عدّ الشهيد رحمه الله من آداب الزيارة تلاوة شي‏ء من القرآن عند الضريح واهداؤه إلى المزور ، والمنتفع بذلك الزائر وفيه تعظيم للمزور .

  الحادي والعشرون : ترك اللغو وما لاينبغي من الكلام ، وترك الإشتغال بالتكلّم في اُمور الدنيا فهو مذموم قبيح في كلّ زمان ومكان ، وهو مانع للرّزق ، ومجلبة للقساوة لاسيّما في هذه البقاع الطّاهرة والقُباب السامية الّتي أخبر اللَّه تعالى بجلالها وعظمتها في سورة النّور «في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ ... »(472) .

  الثاني والعشرون: أن لايرفع صوته بما يزور به ؛ كما نبّهت عليه في كتاب هدية الزائر .

  الثالث والعشرون : أن يودّع الإمام عليه السلام بالمأثور أو بغيره إذا أراد الخروج من البلد .

  الرابع والعشرون : أن يتوب إلى اللَّه ويستغفر من ذنوبه ، وأن يجعل أعماله وأقواله بعد الزيارة خيراً منها قبلها .

  الخامس والعشرون : الإنفاق على سدنة المشهد الشريف ، وينبغي لهؤلاء أن يكونوا من أهل الخير والصلاح والدين والمروءة ، وأن يحتملوا ما يصدر من الزوّار فلايصبوا سخطهم عليهم ، ولايحتدموا عليهم ، قائمين بحوائج المحتاجين ، مرشدين للغرباء إذا ضلّوا ، وبالإجمال فالخدم ينبغي أن يكونوا خدّاماً حقّاً قائمين بما لزم من تنظيف البقعة الشريفة وحراستها والمحافظة على الزائرين وغير ذلك من الخدمات .

  السادس والعشرون : الإنفاق على المجاورين لتلك البقعة من الفقراء والمساكين المتعفّفين والإحسان إليهم لاسيّما السادة وأهل العلم المنقطعين الّذين يعيشون في غربة وضيق وهم يرفعون لواء التعظيم لشعائر اللَّه وقد اجتمعت فيهم جهات عديدة تكفي إحداها لفرض إعانتهم ورعايتهم .

  السابع والعشرون : قال الشهيد : إنّ من جملة الآداب تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة لتعظم الحرمة وليشتدّ الشوق .

  وقال أيضاً : والنساء إذا زرن فليكنّ منفردات عن الرجال ، والأولى أن يزرن ليلاً وليكنّ متنكّرات أي يبدلن الثياب النفيسة بالدانيّة الرخيصة لكي لايعرفن وليبرزن متخفّيات متستّرات ، ولو زرن بين الرجال جاز وإن كره .

  من هذه الكلمة يعرف مبلغ القبح والشناعة في ما دأبت عليه النسوة في زماننا من أن يتبرّجن للزيارة فيبرزن بنفايس الثياب فيزاحمن الأجانب من الرجال في الحرم الطاهر ، ويضاغطنهم بأبدانهنّ مقتربات من الضرائح الطاهرة أو يجلسن في قبلة المصلّين من الرجال ليقرأن الزيارة ، فيلفتن الخواطر ويصددن القائمين بالعبادة في تلك البقعة الشريفة من المصلّين والمتضرّعين والباكين عن عبادتهم ، فيكنّ بذلك من الصادات عن سبيل اللَّه إلى غير ذلك من التبعات ، وأمثال هذه الزيارات ينبغي حقّاً أن تعدّ من منكرات الشرع لا من العبادات ، وتحصى من الموبقات لا القربات .

  وقد روي عن الصادق عليه السلام أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام قال لأهل العراق :

 يا أهل العراق ؛ نبّئت أنّ نسائكم يوافين الرجال في الطريق ، أما يستحيون ؟

 وقال : لعن اللَّه من لايغار .

  الثامن والعشرون : ينبغي عند ازدحام الزائرين للسابقين إلى الضريح أن يخفّفوا زيارتهم وينصرفوا ؛ ليفوز غيرهم بالدّنوّ من الضريح الطاهر كما كانوا هم من الفائزين .(473)

  التاسع والعشرون : عند التشرّف وزيارة الأماكن المقدّسة وحرم الأئمّة الأطهار عليهم السلام فهي أفضل فرصة من حيث لحاظ المكان وحال الزّائر المعنويّة لأجل الدّعاء في تعجيل ظهور مولانا صاحب العصر والزّمان أرواحنا لمقدمه الفداء ، لذا فعلى الزّائر الإلتفات إلى هذه الوظيفة الأساسيّة له في جميع الأماكن المقدّسة .

  الثلاثون : وبما أنّ الإنسان يتمكّن في كلّ مكان من زيارة الإمام بقيّة اللَّه الأعظم صلوات اللَّه عليه ، فمن المناسب أن يذكر بعد قراءته الزيارة في حرم أحد الأئمّة الأطهار عليهم السلام وبقراءة زيارته المخصوصة يكون الزّائر قد أضفى على قلبه نوع من الصّفاء والنقاوة ، وفي نفس الوقت عمل بوظيفته .


471) يقول المؤلّف : لقد جاءت أحاديث وعبارات مهمّة جدّاً عن أهل بيت الوحي والعصمة عليهم السلام تؤكّد جميعها على ضرورة تقبيل العتبات العالية للأئمّة الأطهار عليهم السلام .

    فقد وردت في زيارة وداع الأئمّة الأطهار عليهم السلام والّتي نقلها العلّامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار : 205/102 :

    ... وا شوقاه إلى تقبيل أعتابكم ، والولوج بإذنكم لأبوابكم ، وتعفير الخدّ على أريج ترابكم ، واللياذ بعرصاتكم ، ومحالّ أبدانكم وأشخاصكم ، المحفوفة بالملائكة الكرام ، والمتحوفة من اللَّه بالرحمة والرضوان ... .

    إذن ؛ فإنّ تقبيل أعتاب الأئمّة الأطهار عليهم السلام وتعفير الخدّ بأريج تربتهم ، واللوذ بأضرحتهم المقدّسة ليس من الاُمور المحببة والمقبولة لديهم فحسب ؛ وإنّما حتّى حالة الرغبة والتّمنّي والشّوق لها عمل بحدّ ذاته يستوجب ويبعث على التّقرّب إلى اللَّه سبحانه وتعالى.

    والنّقطة المهمّة الّتي يجب أن يتمعّن بها الزّائر وهو يقبل العتبات الطّاهرة للأضرحة المنوّرة للأئمّة المعصومين عليهم السلام هي : أنّ العتبات تلك كانت وستظلّ موقع ومحلّ للأقدام المباركة والطّاهرة لمولانا الحجّة بن الحسن العسكري أرواحنا لمقدمه الفداء ، وقد منحها وعلى مدى غيبته الصغرى والكبرى قدسيّة وعظمة إضافيّة ، وسيزيد منها في حالة قدومه الميمون وزمان ظهوره المتألّق.

    بالطّبع ؛ فنحن عندما نقبّل جلد القرآن فإنّنا نقبّله من أجل قداسة وعظمة القرآن الكريم ، وهذا نفسه ينطبق حينما نقبّل العتبات المقدّسة للأئمّة الأطهار عليهم السلام ، فإنّنا نقبّلها ونعفر خدّنا عليها لا لشي‏ء سوى لجلالة وقدر ومنزلة أصحابها وحبّنا وإحترامنا لهم عليهم السلام ، وأيضاً لكونها محلاًّ لتردّد الإمام بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء ومكاناً ومحطّاً لنزول أولياء اللَّه الصّالحين وأحبّائه .

    أليس تلك العتبات المقدّسة والأماكن الطّاهرة هي مكان لزيارة الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ؟ فلماذا إذن لانقبّلها ونجلّلها ونقدّسها؟!

    يكتب المرحوم آية اللَّه السيّد أحمد المستنبط رحمه الله : إنّ واحدة من آداب الزّيارة ، هي تقبيل العتبة المطهّرة ، وذكرنا في رسالتنا أنّ هذه القبلة هي خارجة عن مصداق السجدة بل تأتي من باب المحبّة والعلاقة الشديدة مثلها مثل ذلك الإنسان الّذي ينحني ليقبّل ولده ، ففيه لايظنّ أحداً أنّ هذا العمل هو سجود أو ركوع له .

    وينقل عن المرحوم آية اللَّه العظمى الشيخ الأنصاري رحمه الله قوله في الإجابة عن سئوال حول تقبيل العتبات المقدّسة للأئمّة الأطهار عليهم السلام أنّه قال : إنّي أقبّل بشوق وإجلال عتبة أبي الفضل العبّاس عليه السلام ؛ لكون ذلك المكان محطّ لأقدام زوّاره ، فما بالك بعتبات الأئمّة الأطهار عليهم السلام . وقد شوهد أنّ بعض من أجلاّء العلماء ينحنون ويقبّلون عتبة ضريح الحرّ بن يزيد الرّياحي رضوان اللَّه عليه . الزيارة والبشارة : 13/1 .

    ومن آداب الزيارة أيضاً تقبيل الأرض المقابلة للإمام عليه السلام ، وذلك طبقاً للرّواية الواردة في الوسائل عن كتاب العيون في الباب التاسع والعشرين والمائة من أبواب العشرة من كتاب الحجّ مسنداً عن صفوان بن يحيى قال : سألني أبوقرّة صاحب الجاثليق أن أوصله إلى الرضا عليه السلام ، فاستأذنته في ذلك فقال عليه السلام : أدخله عليّ . فلمّا دخل عليه قبّل بساطه ، وقال : هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف زماننا ، وما منعه الإمام عليه السلام ، ومن المؤكّد فإنّ الإمام المعصوم عليه السلام لايسكت في قبال الأمر المنكر .

 وهناك رواية اُخرى تحمل نفس هذا المعنى ؛ حيث أنّ هناك قافلة من قم جاءت إلى الإمام المهدي أرواح العالمين له الفداء ، فأخبرهم بالعلائم ومقدار الأموال الّتي جاءوا بها ، فسجدوا يشكرون اللَّه عزّوجلّ ، وقبّلوا الأرض المقابلة للإمام عليه السلام ، وذلك من باب الإحترام والإجلال . الزيارة والبشارة : 17/1 .

472) سورة النور ، الآية 36 .

473) مفاتيح الجنان : 306 .

 

 

 

 

    بازدید : 8657
    بازديد امروز : 34796
    بازديد ديروز : 56742
    بازديد کل : 130444520
    بازديد کل : 90459463