امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
نقطة حول واقعة ولاية العهد وقبول الإمام الرضا عليه السلام لها في اليوم السادس من شهر رمضان المبارك

 نقطة حول واقعة ولاية العهد وقبول الإمام الرضا عليه السلام لها

  في اليوم السادس من شهر رمضان المبارك

  يقول المرحوم المحدّث القمي : مع أنّ ظاهر سلوك المأمون في توقيره وتعظيمه للإمام الرّضا عليه السلام يوحي بإحترامه له ، فهو في الباطن يكن له العداء بأسلوب ماكر شيطاني ، وبطريقة يشوبها النّفاق ، وبحكم : «هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ» فهو العدوّ الحقيقي ؛ بل هو أشدّ الخصوم عداوة له ، فهو إذ يسلك في الظّاهر معه سلوك المحبّة والصّداقة وحلاوة اللسان ، يلدغه في الباطن كما تلدغ الأفعى ، ولايزال يجرّعه السمّ جرعة بعد جرعة .

  فلا غرور أنّه‏ عليه السلام حين فوّضت إليه ولاية العهد كانت بداية لمصائبه ولما نزل به من أذى . ففي اليوم الّذي بويع فيه بولاية العهد ، قال بعض مواليه ممّن كان يختص به : نظر إليّ الإمام الرّضا عليه السلام وقد داخلني من السّرور ما لا مزيد عليه ، وذلك لما تمّ من ظهور فضله ‏عليه السلام ، فأشار إليّ فدنوت منه ، فقال لي في اُذني سرّاً :

 لاتشغل قلبك بشي‏ء ممّا ترى من هذا الأمر ، ولاتستبشر به ؛ فإنّه لايتمّ .

  وجاء في حديث حسن بن الجهم : أنّه لمّا جمع المأمون علماء الأمصار وفقهاء الأقطار لمناظرة الإمام الرّضا عليه السلام الّذي تغلب عليهم في مناظرته لهم ، وأقرّوا جميعاً بفضله‏ عليه السلام ، ثمّ قام منصرفاً إلى منزله تبعته ، فدخلت عليه ، وقلت له : يابن رسول اللَّه ؛ الحمد للَّه الّذي وهب لك من جميل رأي المأمون ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك .

فقال عليه السلام:

يابن الجهم ؛ لايغرّنّك ما ألفيته عليه من إكرامي والإستماع منّي ؛ فإنّه سيقتلني بالسّمّ وهو ظالم لي ، أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من آبائي ، فاكتم ما دمت حيّاً .

  وإجمالاً ؛ فقد كان عليه السلام في ألم مستمرّ من سوء معاملة المأمون له دون أن يستطيع إخبار أحد بمعاناته ، حتّى تمنّى من اللَّه لنفسه الموت ، خلاصاً من حياة تكتنفها المكاره والآلام . فقد روي عن ياسر الخادم أنّه قال : كان الرّضا عليه السلام إذا رجع يوم الجمعة من الجامع ، وقد أصابه العرق والغبار ، رفع يديه وقال :

أللّهمّ إن كان فرَجي ممّا أنَا فيه الْمَوْت ، فعَجِّلْ لِيَ السَّاعَةَ.

  ولم يزل مغموماً مكروباً إلى أن قبض صلوات اللَّه عليه . ولو تأمّل المرء في طريقة سلوك المأمون معه عليه السلام ، وفي معاملته له ، لتأكّد من صحّة هذا الأمر .

  فهل يتصوّر عاقل أنّ رجلاً كالمأمون الّذي يأمر في سبيل الحصول على الملك والرئاسة بقتل أخيه محمّد الأمين بكلّ قسوة ، ويأمر أن يأتوه برأسه في صحن داره ، وأن تنصب رأسه على عمود ، ويأمر جنوده وعسكره بأن يقف كلّ منهم ويلعنه ويأخذ جائزته ؟ هل يمكن لشخص متهالك على الحكم والملك كهذا أن يستقدم الإمام الرّضا عليه السلام من المدينة إلى مرو ، ويصرّ لمدّة شهرين على قوله له : أريد خلع نفسي من الخلافة والبيعة لك ؟!

  هل يمكن لأحد أن يلحظ في هذا غير المكر والخديعة النّفاق؟! في حين كان الحكم قرّة عين المأمون وقد قيل فيه : الملك عقيم .

  وهذا ما كان أخوه الأمين يعرفه حقّ المعرفة ؛ فها هو يقول لأحمد بن سلام لمّا قبضوا عليه : أويقتلني المأمون ؟ قال أحمد : لا ؛ لن يفعل ، فما بينكما من صلة رحم لابدّ أن تعطف قلبه عليك . فقال الأمين : هيهات! الملك عقيم ، لا رحم له!

  ومع هذا فالمأمون أبداً لم يكن يرضى أن تظهر للرّضاعليه السلام منقبة أو فضيلة ، وهذا يتّضح ممّا حملته الرّوايات عن خروجه عليه السلام إلى صلاة العيد ، وعن غيرها .

  وقد جاء في ذيل حديث رجاء بن أبي الضحّاك من أنّه لمّا أخبر المأمون بما شهده من فضائل الإمام الرّضا عليه السلام وحسن عبادته ، قال له المأمون : لاتخبر أحداً بما شهدت منه ، ثمّ أردف بكلّ مكر و خبث : لئلاّ يظهر فضله إلاّ على لساني!!

  ولمّا رأى أخيراً أنّ كلّ يوم كان يحمل المزيد من أنوار علمه وكماله‏ عليه السلام ، ومن آثار رفعته وجلاله ، ممّا كان يظهر على النّاس بجلاء ، وممّا يكنونه له من محبّة في قلوبهم، إشتعلت نائرة الحسد في صدره ، وانبرى يدبر له ، ويكيده حتّى قتله بالسمّ .

  وقد روى الصّدوق رحمه الله عن أحمد بن علي أنّه قال : سألت أباصلت الهرويّ ، فقلت : كيف طابت نفس المأمون بقتل الرّضا عليه السلام مع إكرامه ومحبّته له، وما جعل له من ولاية العهد بعده ؟

  فقال : إنّ المأمون إنّما كان يكرمه ويحبّه لمعرفته بفضله، وجعل له ولاية العهد من بعده ؛ ليرى النّاس أنّه راغب في الدّنيا ، فيسقط محلّه في نفوسهم ، فلمّا لم يظهر منه في ذلك للنّاس إلاّ ما ازداد به فضلاً عندهم ، ومحلاًّ في نفوسهم جلب عليه المتكلّمين من البلدان طمعاً في أن يقطعه واحد منهم ، فيسقط محلّه عند العلماء ، وبسببهم يشتهر نقصه عند العامّة ، ولكن هذا التدبير أتى بعكس ما قصد إليه، فتغلب عليهم جميعاً وأقروا بفضله وجلاله ‏عليه السلام .(212)

  ونقل صاحب كتاب إيجاج الأحزان(213) رسالة المأمون إلى الإمام الرّضا عليه السلام حول ولاية العهد وكذلك نقله الدّعاء الوارد عن الإمام عليه السلام في هذا الخصوص .


212) تتمّة المنتهى : 279 .  

213) إيجاج الأحزان : 66 .

 

 

 

 

    بازدید : 6848
    بازديد امروز : 112636
    بازديد ديروز : 177777
    بازديد کل : 139866951
    بازديد کل : 96414359