إنعدام الإختراعات المضّرة
لا شكّ في أنّ هناك الكثير من الإختراعات في وقتنا الحاضر تدخل ضمن الوسائل المخرّبة والمدمّرة ، وتستعمل في الحروب والمعارك والقتل الجماعي من أمثال القنبلة النّوويّة و... .
ومن الطّبيعي فإنّ هكذا إختراعات لاتحصد منها المجتمعات الإنسانيّة ولاتجني سوى الظلم والخراب وإراقة الدماء، وهذه الصفات لاتتلاءم ولاتنسجم مع الحكومة الإلهيّة العادلة للإمام صاحب العصر والزّمان أرواحنا لمقدمه الفداء .
لذا فإنّ إنهدامها هو للصّالح العامّ ، وهو خطوة في طريق نجاته وبقيّة الموجودات والكائنات الأخرى .
وهنا نقطة لابدّ من تسليط الضّوء عليها وهي : إنّ الحكومة الّتي يترأّسها الإمام الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه هي وحدها لم تنفرد بعمليّة التّلف لتلك الوسائل ، بل أنّنا شاهدنا أنّ الكثير من الملوك والحكّام الّذين تسلموا مقاليد الحكم في مختلفة بقاع عالمنا قاموا بنفس الخطوات ، إذ دفعهم الحسّ إلانساني إلى إظهار مخالفتهم الصّريحة مع مبدأ صناعة هذه الوسائل ، مع حاجاتهم الضّروريّة واللاّزمة لها .
«لوني الخامس عشر» أحد الأشخاص الّذين أبدوا ردود فعل إتّجاه تلك الوسائل المدمّرة . يحدّثنا التّاريخ أنّ هذا الملك كان من الملوك الّذين يشجعون ويحفزون العلم والعلماء ، ويثمنون الجهود المبذولة في هذا الخصوص ، وكان يوفّر جميع الإمكانيّات للعمل والتّحقيق .
ونتيجة هذه الحوافز فقد تمكّن أحد علماء الكيمياء ويدعى «دوبره» من إختراع نار قويّة وعجيبة بحيث لايقدر أحد على مواجهتها أو الهروب منها ، وحتّى الماء كان يزيد من قوّتها وقدرتها . ووضع «دوبره» إختراعه في مرحلة الإختيار والإجراء بحضور الملك في ترسانة «باريس» .
فلمّا شاهد الملك قدرتها وقوّتها على تخريب مدينة بكاملها أو قتل جيش كبير ، بدت علامات القلق والإضطراب تظهر على وجهه ، فأصدر أوامره بالحال في إعدام هذه المادّة ، وعدم وضع طريقة تحضيرها تحت إختيار أيّ شخص كان .
وأصدر «لوئي الخامس عشر» قراره هذا ، مع أنّه كان في مواجهة حامية مع بريطانيا ، وبأمس الحاجة للقضاء على القوات البحريّة لعدوّه ، لكنّه وحسب قوله : إنّني إرتأيت من المصلحة عدم إستعمال هذا السّلاح الفتّاك وسعى إلى إنعدامه ، وذلك من أجل نجاة الإنسانيّة .(29)
29) تاريخ الإنسان المجهول : 105 .
Pengunjung hari ini : 33701
Total Pengunjung : 217442
Total Pengunjung : 119212811
|