امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
2 - اليقين يزيد قيمة الأعمال

2 - اليقين يزيد قيمة الأعمال

إنّنا إذا عملنا على تبديل الإكسير إلى فلز لا قيمة له، فإنّه ومن خلال ذلك الإكسير سوف تتضاعف قيمته ويصبح من‏ الفلزات الثمينة، ومثل اليقين كذلك؛ باعتباره المانح للأعمال قيمتها، حيث يصبح العمل البسيط عند اللَّه إذا تزامن مع ‏اليقين افضل مراتب من ذلك  العمل الكثير الذي امتزج بالشك والريبه.

قال الإمام الصادق عليه السلام:

اِنَّ الْعَمَلَ الدَّائِمَ الْقَليلَ عَلَى الْيَقينِ اَفْضَلُ عِنْدَاللَّهِ مِنَ الْعَمَلِ الْكَثيرِ عَلى غَيْرِ الْيَقينِ.(213)

ويدلّ هذا الحديث بشكل لايقبل الشك والتأويل على أنّ اليقين هو الّذي يمنح الأعمال وسلوك الإنسان الصبغة القيمية، ويمنحها المراتب العالية بشكل يكون فيه فضيلة العمل القليل والبسيط المتقارن باليقين افضل من العمل الخالي ‏منه.

وعليه فإنّ مثل اليقين كمثل مادة الإكسير التي تبدل الفلز العادي إلى فلز بقيمة الفضة والذهب؛ باعتبار أنّ اليقين نفسه له ‏القدرة على إعطاء قيمة كبيرة إلى كلّ عمل حتى وإن كان عملاً لايستحقّ الذكر.

ويجب هنا الإلتفات إلى نقطة في غاية الأهمية وهي: هناك بعض الأعمال البسيطة تراها لها قيمة عظيمة عند اللَّه عزّ وجلّ، وفي المقابل هناك من الأعمال توحي في الظاهر أنّها من الأعمال المهمّة، ولكنّها لا قيمة لها عند اللَّه، وهذه القصة التي ‏نسردها إليكم هنا دليل على صحة هذه الحقيقة:

ينقل المرحوم آية اللَّه العظمى السيد الخوئي قصة جميلة حول آثار قول «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» في حالة اليقين، وذلك عن الشيخ أحمد خادم أستاذ الفقهاء المرحوم الميرزا الشيرازي الكبير والتي يقول فيها:

كان للمرحوم الميرزا خادم اسمه الشيخ محمد؛ حيث اختار العزلة والإبتعاد عن الناس بعد وفاة الميرزا.

وفي أحد الأيام ذهب شخص إلى ذلك الشيخ عند غروب الشمس فشاهده يملأ مصباحه النفطي بالماء، ومن ثم يشعله‏ فيضي‏ء ما حوله، فلمّا شاهد الرجل ذلك المنظر تعجب كثيراً فسأله عن سبب الذي جرى.

فقال له الشيخ محمد: بعد وفاة المرحوم الميرزا انتأبني الحزن والغم لفراقه، فقطعت علاقتي بالناس، وكنت أقضي كلّ‏ أوقاتي في البيت، وكان قلبي مهموماً ولم يفارقني الحزن بتاتاً.

وفي أحد الأيام دخل عليّ شاب بهيئة أحد الطلبة العرب فتجاذبنا الحديث وحصل بيننا ألفة، فبقي عندي، فكان هذا الشاب يتحدث بكلام جميل أنساني معه الحزن والغم وظل على هذه الحالة لعدّة أيام، فشعرت وكأني لا أستطيع من‏ مفارقته.

وفي أحد تلك الأيام وبينما كان يتحدث معي تذكرت أنّه لايوجد لدي نفط لكي اشعل المصباح، وكان الوقت قريباً من ‏العصر، وإنّ العادة السارية في مدينة النجف الأشرف أنّ المحلات تغلق أبوابها قبيل الغروب.

ولهذا كنت أفكر في نفسي وأقول إذا خرجت الآن من البيت لشراء النفط سوف أحرم من حديثه، وإذا لم أشترهِ فسوف‏ أقضي الليل بالظلمة.

ونتيجة هذا الأمر أصابتني حالة من الحيرة، فلمّا شاهد علامات ذلك قال: لماذا لم تستمع إليّ وتلتفت لما أقول؟ فقلت: إنّ قلبي يصغي اليك. فقال: كلاّ إنّ قلبك في مكان آخر. قلت: في الحقيقة لايوجد لدي نفط لكي أشعل المصباح.

فقال: إنّي أتعجب منك فمع كلّ تلك الأحاديث التي سمعتها مني وفضيلة «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» حيث لم تستفيد منها لتستغني عن شراء النفط ! فقلت: لا أتذكر حديثاً قلته في هذا الشأن! فقال: هل نسيت أنّني قلت إنّ من خواص وفوائد «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» هو عندما تقصد شيئاً يتحقق لك ذلك الشي‏ء ؟

أنت املأ مصباحك من الماء بقصد النفط وقل «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» فترى ما ترى.

فقبلت كلامه فقمت وملأت المصباح بالماء وأنا كلي يقين وقلت: «بسم الرحمن الرحيم» ففي تلك اللحظة اشتعل‏ المصباح وبقيت مستمرّاً على هذه الحالة، فكلّما فرغ المصباح ملأته من الماء واقول تلك العبارة فيشتعل.

ويقول المرحوم آية اللَّه العظمى السيد الخوئي بعد نقله تلك القصة: إنّ الشي‏ء العجيب أنّ أثر هذه الجملة قد ذهب عن‏ المرحوم الشيخ محمد عندما ذاع خبر القصة وانتشر بين الناس.(214)

وكما يلاحظ القارئ العزيز فإنّ قول «بسم اللَّه» بما أنّه تقارن باليقين والإعتقاد الراسخ فإنّه حوى على مخزون عملي فيه‏ آثار خارقة للطبيعة وخارجة عن المقاييس الإنسانية.

من الواضح أنّ اُولئك الثلة التي تمتلك الإسم الأعظم تستفيد أيضاً من الأسماء المتداولة للَّه تعالى بين الناس، ولكن ما يميّز عملهم عن الآخرين هو اليقين الذي هم عليه؛ باعتبار أنّ اليقين يلعب دوراً أساسيّاً في التأثير على الإسم الذي‏ يلفظونه.


213) اصول الكافي: 57/2.  

214) أصحاب الأسرار: 54.

 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 2827
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 256014
    بازديد کل : 147628377
    بازديد کل : 101172524