5) حرز آخر للإمام الرّضا عليه السلام
قال الفضل بن الرّبيع : لمّا اصطبح الرشيد يوماً ، ثمّ استدعى حاجبه فقال له : إمض إلى عليّ بن موسى العلوي اُخرجه من الحبس وألقه في بركة السباع ، فما زلت ألطف به وأرفق ولايزداد إلا غضباً وقال : واللَّه لئن لم تلقه إلى السباع لاُلقينّك عوضه .
قال : فمضيت إلى عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام ، فقلت له : إنّ أميرالمؤمنين ! أمرني بكذا وكذا .
قال عليه السلام:
إفعل ما اُمرت ، فإنّي مستعين باللَّه تعالى عليه .
وأقبل بهذه العوذة وهو يمشي معي إلى أن انتهى إلى البركة ، ففتحت بابها وأدخلته فيها ، وفيها أربعون سبعاً وعندي من الغم والقلق أن يكون قتل مثله على يدي ، وعدت إلى موضعي .
فلمّا انتصف اللّيل أتاني خادم فقال لي : إنّ أميرالمؤمنين ! يدعوك ، فصرت إليه فقال : لعلّي أخطأت البارحة بخطيئة أو أدّيت منكراً ، فإنّي رأيت البارحة مناماً هالني وذاك أنّي رأيت جماعة من الرّجال دخلوا عليّ وبأيديهم سائر السّلاح ، وفي وسطهم رجل كأنّه القمر ودخل إلى قلبي هيبته فقال لي : قائل هذا أميرالمؤمنين (صلوات اللَّه عليه وعلى أبنائه) ، فتقدّمت إليه لاُقبّل قدميه ، فصرفني عنه وقال :
«فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ»(323) .
ثمّ حوّل وجهه فدخل باباً فانتبهت مذعوراً لذلك .
فقلت : يا أميرالمؤمنين ! أمرتني أن اُلقي موسى للسباع .
فقال : ويلك ألقيته .
فقلت : أي واللَّه .
فقال : إمض وانظر ما حاله ، فأخذت الشمع بين يدي وطالعته فإذا هو قائم يصلّي والسباع حوله ، فعدت إليه فأخبرته ، فلم يصدّقني ونهض واطّلع إليه ، فشاهده في تلك الحال .
فقال : السّلام عليك يابن عمّ ، فلم يجبه حتّى فرغ من صلاته ، ثمّ قال :
وعليك السلام يابن عمّ ، قد كنت أرجو أن لاتسلّم عليّ في مثل هذا الموضع .
فقال : أقلني فإنّي معتذر إليك .
فقال عليه السلام له :
قد نجانا اللَّه تعالى بلطفه ، فله الحمد .
ثمّ أمر بإخراجه ، فأخرج فقال : فلا واللَّه ؛ ما تبعه سبع ، فلمّا حضر بين يدي الرشيد عانقه ، ثمّ حمله إلى مجلسه ورفعه فوق سريره وقال له : يابن عمّ ! إن أردت المقام عندنا ففي الرّحب والسعة وقد أمرنا لك ولأهلك بمال وثياب .
فقال له :
لا حاجة لي في المال ولا الثياب ؛ ولكن في قريش نفر يفرق ذلك عليهم .
وذكر له قوماً . فأمر له بصلة وكسوة ثمّ أمره أن يركب على بغال البريد إلى الموضع الّذي يحب ، فأجابه إلى ذلك وقال لي: شيّعه ، فشيّعته إلى بعض الطريق وقلت له : يا سيّدي ؛ إن رأيت أن تطوّل عليَّ بالعوذة . فقال عليه السلام:
منعنا أن ندفع عوذنا وتسبيحنا إلى كلّ أحد ولكن لك عليّ حقّ الصحبة والخدمة فاحتفظ بها .
فكتبها في دفتر ، وشددتها في منديل في كمّي ، فما دخلت إلى هارون إلّا ضحك إليّ ، وقضى حوائجي ، ولا سافرت إلّا كان حرزاً وأماناً من كلّ خوف ، ولا وقعت في شدّة إلّا دعوت بها ففرج عنّى ، ثمّ ذكرها .
يقول عليّ بن موسى بن طاووس : ربما كان هذا الحديث عن الكاظم موسى بن جعفر صلوات اللَّه عليه ؛ لأنّه كان محبوساً عند الرّشيد لكنّني ذكرت هذا كما وجدته وهو :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَأَعَزَّ جُنْدَهُ ، وَهَزَمَ الْأَحْزابَ وَحْدَهُ ، فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ .
اَلْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ ، أَمْسَيْتُ وَأَصْبَحْتُ في حِمَى اللَّهِ الَّذي لايُسْتَباحُ ، وَذِمَّتِهِ الَّتي لاتُرامُ وَلاتُخْفَرُ ، وَفِي عِزِّ اللَّهِ الَّذي لايُذَلُّ وَلايُقْهَرُ ، وَفي حِزْبِهِ الَّذي لايُغْلَبُ ، وَفي جُنْدِهِ الَّذي لايُهْزَمُ، وَحَريمِهِ الَّذي لايُسْتَباحُ .
بِاللَّهِ اسْتَجَرْتُ وَبِاللَّهِ أَصْبَحْتُ، وَبِاللَّهِ اسْتَنْجَحْتُ وَتَعَزَّزْتُ وَتَعَوَّذْتُ وَانْتَصَرْتُ وَتَقَوَّيْتُ ، وَبِعِزَّةِ اللَّهِ قَوَّيْتُ عَلى أَعْدآئي ، وَبِجَلالِ اللَّهِ وَكِبْرِيآئِهِ ظَهَرْتُ عَلَيْهِمْ ، وَقَهَرْتُهُمْ بِحَوْلِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ ، وَاسْتَعَنْتُ عَلَيْهِمْ بِاللَّهِ ، وَفَوَّضْتُ أَمْري إِلَى اللَّهِ، وَحَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ، وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لايُبْصِرُونَ .
أَتى أَمْرُ اللَّهِ ، فَلَجَتْ حُجَّةُ اللَّهِ ، غَلَبَتْ كَلِمَتُهُ عَلى أَعْدآءِ اللَّهِ الْفاسِقينَ، وَجُنُودِ إِبْليسَ أَجْمَعينَ، «لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلّا أَذًى وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لايُنْصَرُونَ × ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَما ثُقِفُوا»(324) اُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتيلاً ، «لايُقاتِلُونَكُمْ جَميعاً إِلّا في قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرآءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَديدٌ تَحْسَبُهُمْ جَميعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لايَعْقِلُونَ»(325) ، تَحَصَّنْتُ مِنْهُمْ بِالْحِصْنِ الْمَحْفُوظِ ، «فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَما اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً»(326) .
اوَيْتُ إِلى رُكْنٍ شَديدٍ ، وَالْتَجَأْتُ إِلى كَهْفٍ رَفيعٍ ، وَتَمَسَّكْتُ بِالْحَبْلِ الْمَتينِ ، وَتَدَرَّعْتُ بِدِرْعِ اللَّهِ الحَصينَةِ ، وَتَدَرَّقْتُ بِدَرَقَةِ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ ، وَتَعَوَّذْتُ بِعَوْذَةِ سُلَيْمانَ بْنِ داوُدَ ، وَتَخَتَّمْتُ بِخاتَمِهِ ، فَأَنَا حَيْثُما سَلَكْتُ امِنٌ مُطْمَئِنٌّ ، وَعَدُوّي فِي الْأَهْوالِ حَيْرانٌ ، قَدْ حُفَّ بِالْمَهانَةِ ، وَأُلْبِسَ الذُّلَّ ، وَقُمِّعَ بِالصَّغارِ .
ضَرَبْتُ عَلى نَفْسي سُرادِقَ الْحِياطَةِ ، وَلَبِسْتُ دِرْعَ الْحِفْظِ، وَعَلَّقْتُ عَلَيَّ هَيْكَلَ الْهَيْبَةِ، وَتَتَوَّجْتُ بِتاجِ الْكَرامَةِ ، وَتَقَلَّدْتُ بِسَيْفِ الْعِزِّ الَّذي لايُفَلُّ ، وَخَفَيْتُ عَنْ أَعْيُنِ الْباغينَ النَّاظِرينَ ، وَتَوارَيْتُ عَنِ الظُّنُونِ ، وَأَمِنْتُ عَلى نَفْسي ، وَسَلِمْتُ مِنْ أَعْدآئي بِجَلالِ اللَّهِ ، فَهُمْ لي خاضِعُونَ ، وَعَنّي نافِرُونَ ، «كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ × فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ»(327) ، قَصُرَتْ أَيْديهِمْ عَنْ بُلُوغي ، وَعَمِيَتْ أَبْصارُهُمْ عَنْ رُؤْيَتي ، وَخَرِسَتْ أَلْسِنَتُهُمْ عَنْ ذِكْري ، وَذَهَلَتْ عُقُولُهُمْ عَنْ مَعْرِفَتي ، وَتَخَوَّفَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَارْتَعَدَتْ فَرآئِصُهُمْ وَنُفُوسُهُمْ مِنْ مَخافَتي .
يا اَللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا هُوَ ، يا هُوَ ، يا مَنْ لا إِلهَ إِلّا هُوَ ، اُفْلُلْ جُنُودَهُمْ ، وَاكْسِرْ شَوْكَتَهُمْ ، وَنَكِّسْ رُؤُسَهُمْ ، وَأَعْمِ أَبْصارَهُمْ ، «فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لي خاضِعينَ»(328) ، وَانْهَزَمَ جَيْشُهُمْ ، وَوَلَّوْا مُدْبِرينَ ، (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ × بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ)(329) ، «وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ»(330) .
عَلَوْتُ عَلَيْهِمْ بِعُلُوِّ اللَّهِ الَّذي كانَ يَعْلُو بِهِ صاحِبُ الْحُرُوبِ ، مُنَكِّسُ الرَّاياتِ، وَمُبيدُ الْأَقْرانِ ، وَتَعَوَّذْتُ بِأَسْمآءِ اللَّهِ الْحُسْنى وَكَلِماتِهِ الْعُلْيا، وَظَهَرْتُ عَلى أَعْدآئي بِبَأْسٍ شَديدٍ وَأَمْرٍ رَشيدٍ ، وَأَذْلَلْتُهُمْ وَقَمَعْتُ رُؤُسَهُمْ ، وَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لي خاضِعينَ ، فَخابَ مَنْ ناواني ، وَهَلَكَ مَنْ عاداني ، وَأَنَا الْمُؤَيَّدُ الْمَنْصُورُ ، وَالْمُظَفَّرُ الْمُتَوَّجُ الْمَحْبُورُ ، وَقَدْ لَزِمْتُ كَلِمَةَ التَّقْوى ، وَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ، وَاعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتينِ ، فَلَنْ يَضُرَّني كَيْدُ الْكآئِدينَ وَحَسَدُ الْحاسِدينَ ، أَبَدَ الْابِدينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرينَ ، فَلَنْ يَراني أَحَدٌ وَلَنْ يَقْدِرَ عَلَيَّ أَحَدٌ ، «قُلْ إِنَّما أَدْعُو رَبّي وَلا اُشْرِكُ بِهِ أَحَداً»(331) .
أَسْأَلُكَ يا مُتَفَضِّلُ، أَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِالْأَمْنِ وَالْإيمانِ عَلى نَفْسي وَرُوحي، بِالسَّلامَةِ مِنْ أَعْدآئي، وَأَنْ تَحُولَ بَيْني وَبَيْنَ شَرِّهِمْ بِالْمَلآئِكَةِ الْغِلاظِ الشِّدادِ ، «لايَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ»(332) .
وَأَيِّدْني بِالْجُنْدِ الْكَثيفَةِ ، وَالْأَرْواحِ الْعَظيمَةِ الْمُطيعَةِ، فَيُجيبُونَهُمْ بِالْحُجَّةِ الْبالِغَةِ ، وَيَقْذِفُونَهُمْ بِالْحَجَرِ الدَّامِغِ ، وَيَضْرِبُونَهُمْ بِالسَّيْفِ الْقاطِعِ ، وَيَرْمُونَهُمْ بِالشَّهابِ الثَّاقِبِ ، وَالْحَريقِ الْمُلْتَهِبِ ، وَالشُّواظِ الْمُحْرِقِ ، «وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ × دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ»(333) ، قَذَفْتُهُمْ وَزَجَرْتُهُمْ بِفَضْلِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، بِطه وَيس وَالذَّارِياتِ وَالطَّواسينَ وَتَنْزيلِ الْقُرْانِ الْعَظيمِ وَالْحَواميمِ(334) وَبِكهيعص ، وَبِكافٍ كُفيتُ ، وَبِهآءٍ هُديتُ ، وَبِيآءٍ يُسِّرَ لي ، وَبِعَيْنٍ عَلَوْتُ ، وَبِصادٍ صَدَقْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ ، وَبِنُونِ وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ، وَبِمَواقِعِ النُّجُومِ ، وَبِالطُّورِ «وَكِتابٍ مَسْطُورٍ × في رَقٍّ مَنْشُورٍ × وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ × وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ × وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ × إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ × ما لَهُ مِنْ دافِعٍ»(335) ، فَوَلَّوْا مُدْبِرينَ عَلى أَعْقابِهِمْ ناكِصينَ ، وَفي دِيارِهِمْ خآئِفينَ ، «فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلونَ × فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَانْقَلَبُوا صاغِرينَ × وَاُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدينَ»(336) ، «فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا ، وَحاقَ بِالِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ، وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرينَ»(337) .
«اَلَّذينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ × فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظيمٍ»(338) ، «رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطينِ × وأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ»(339) .
أَللَّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما أَخافُ وَأَحْذَرُ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ ما عِنْدَكَ «فَسَيَكْفيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ»(340) ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ ، جَبْرآئيلُ عَنْ يَميني ، وَميكآئيلُ عَنْ شِمالي، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ أَمامي ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُظِلُّ عَلَيَّ ، يَمْنَعُكُمْ مِنّي وَيَمْنَعُ الشَّيْطانَ الرَّجيمَ .
يا مَنْ جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً ، اُحْجُزْ بَيْني وَبَيْنَ أَعْدآئي حَتَّى لايَصِلُوا إِلَيَّ بِسُوءٍ، سَتَرْتُ بَيْني وَبَيْنَهُمْ بِسِتْرِ اللَّهِ الَّذي يُسْتَتَرُ بِهِ مِنْ سَطَواتِ الْفَراعِنَةِ ، وَمَنْ كانَ في سِتْرِ اللَّهِ كانَ مَحْفُوظاً ، حَسْبِيَ الَّذي يَكْفي وَلايَكْفي أَحَدٌ سِواهُ ، «وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرُونَ»(341) .
أَللَّهُمَّ اضْرِبْ عَلَيَّ سُرادِقاتِ حِفْظِكَ ، اَلَّذي لايَهْتِكُهُ الرِّياحُ ، وَلاتَخْرِقُهُ الرِّماحُ ، وَاكْفِني شَرَّ ما أَخافُهُ بِرُوحِ قُدْسِكَ الَّذي مَنْ أَلْقَيْتَهُ عَلَيْهِ كانَ مَسْتُوراً عَنْ عُيُونِ النَّاظِرينَ ، وَكَبيراً في صُدُورِ الخَلآئِقِ أَجْمَعينَ . وَوَفِّقْ لي بِأَسْمآئِكَ الْحُسْنى وَبِكَلِماتِكَ الْعُلْيا صَلاحي في جَميعِ ما أُؤَمِّلُهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ ، وَاصْرِفْ عَنّي أَبْصارَ النَّاظِرينَ ، وَاصْرِفْ عَنّي شَرَّ قُلُوبِهِمْ وَشَرَّ ما يُضْمِرُونَ إِلى خَيْرِ ما لايَمْلِكُهُ غَيْرُكَ .
أَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ مَوْلايَ وَمَلاذي ، فَبِكَ أَلُوذُ وَأَنْتَ مَعاذي ، فَبِكَ أَعُوذُ يا مَنْ دانَ لَهُ رِقابُ الْجَبابِرَةِ ، وَخَضَعَتْ لَهُ عَماليقُ الْفَراعِنَةِ ، أَجِرْنِيَ اللَّهُمَّ مِنْ خِزْيِكَ ، وَكَشْفِ سِتْرِكَ ، وَنِسْيانِ ذِكْرِكَ ، وَالْإِضْرابِ عَنْ شُكْرِكَ ، أَنَا في كَنَفِكَ لَيْلي وَنَهاري وَنَوْمي وَقَراري وَانْتِباهي وَانْتِشاري ، ذِكْرُكَ شِعاري ، وَثَنآؤُكَ دِثاري .
أَللَّهُمَّ إِنَّ خَوْفي أَمْسى وَأَصْبَحَ مُسْتَجيراً بِكَ وَبِأَمانِكَ مِنْ خَوْفِكَ وَسُوءِ عَذابِكَ ، وَاضْرِبْ عَلَيَّ سُرادِقاتِ حِفْظِكَ ، وَارْزُقْني حِفْظَ عِنايَتِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، امينَ امينَ رَبَّ الْعالَمينَ .(342)
323) سورة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، الآية 22 .
324) سورة آل عمران ، الآية 111 و 112 .
325) سورة الحشر ، الآية 14 .
326) سورة الكهف ، الآية 97 .
327) سورة المدّثّر ، الآية 50 و 51 .
328) سورة الشّعراء ، الآية 4 .
329) سورة القمر ، الآية 45 و 46 .
330) سورة النّحل ، الآية 77 .
331) سورة الجنّ ، الآية 20 .
332) سورة التّحريم ، الآية 6 .
333) سورة الصّافّات ، الآية 8 و 9 .
334) الحواميم : وهو إسم يطلق على السّور القرآنية الّتي تبدأ بحم .
335) سورة الطّور ، الآية 8 - 2 .
336) سورة الأعراف ، الآية 120 - 118 .
337) سورة آل عمران ، الآية 54 .
338) سورة آل عمران ، الآية 173 و 174 .
339) سورة المؤمنون ، الآية 97 و 98 .
340) سورة البقرة ، الآية 137 .
341) سورة يس ، الآية 9 .
342) مهج الدعوات : 298 ، بحار الأنوار : 349/94 .
आज के साइट प्रयोगकर्ता : 0
कल के साइट प्रयोगकर्ता : 223623
कुल ख़ोज : 122413102
|