الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
248) دعاء الخضر عليه السلام المعروف بدعاء كميل

(248)

دعاء الخضر عليه السلام المعروف بدعاء كميل (122)

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْ‏ءٍ ، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيْ‏ءٍ ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيْ‏ءٍ ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْ‏ءٍ ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتي لايَقُومُ لَها شَيْ‏ءٌ ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شَيْ‏ءٍ ، وَبِوَجْهِكَ الْباقي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتي مَلَأَتْ(123) أَرْكانَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، وَبِعِلْمِكَ الَّذي أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي أَضاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ ، يا أَوَّلَ الْأَوَّلينَ ، وَيا آخِرَ الْآخِرينَ.

    أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ . أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ. أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ . أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ. أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ . أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطيئَةٍ أَخْطَأْتُها.

    أَللَّهُمَّ إِنّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ ، وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَني مِنْ قُرْبِكَ ، وَأَنْ تُوزِعَني شُكْرَكَ ، وَأَنْ تُلْهِمَني ذِكْرَكَ . أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ أَنْ تُسامِحَني وَتَرْحَمَني وَتَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً ، وَفي جَميعِ الْأَحْوالِ مُتَواضِعاً.

    أَللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وَعَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ . أَللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ ، وَعَلا مَكانُكَ ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ(124) ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ ، وَلايُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ .

    أَللَّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبي غافِراً ، وَلا لِقَبائِحي ساتِراً ، وَلا لِشَيْ‏ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ ، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسي ، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلي ، وَسَكَنْتُ إِلى قَديمِ ذِكْرِكَ(125) لي ، وَمَنِّكَ عَلَيَّ.

    أَللَّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ الْبَلاءِ أَقَلْتَهُ(126) ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ ثَناءٍ جَميلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ.

    أَللَّهُمَّ عَظُمَ بَلائي ، وَأَفْرَطَ بي سُوءُ حالي ، وَقَصُرَتْ(127) بي أَعْمالي ، وَقَعَدَتْ بي أَغْلالي ، وَحَبَسَني عَنْ نَفْعي بُعْدُ أَمَلي(128) ، وَخَدَعَتْنِى الدُّنْيا بِغُرُورِها ، وَنَفْسي بِجِنايَتِها(129) ، وَمِطالي(130) يا سَيِّدي ، فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لايَحْجُبَ عَنْكَ دُعائي سُوءُ عَمَلي وَفِعالي ، وَلاتَفْضَحْني بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّي ، وَلاتُعاجِلْني بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتي مِنْ سُوءِ فِعْلي وَ إِسائَتي ، وَدَوامِ تَفْريطي وَجَهالَتي ، وَكَثْرَةِ شَهَواتي وَغَفْلَتي.

    وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الْأَحْوالِ(131) رَؤُفاً ، وَعَلَيَّ في جَميعِ الْاُمُورِ عَطُوفاً ، إِلهي وَرَبّي مَنْ لي غَيْرُكَ ، أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرّي ، وَالنَّظَرَ في أَمْري.

    إِلهي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فيهِ هَوى نَفْسي ، وَلَمْ أَحْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوّي ، فَغَرَّني بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ(132) عَلى ذلِكَ الْقَضاءُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ(133) حُدُودِكَ ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ.

    فَلَكَ الْحَمْدُ(134) عَلَيَّ في جَميعِ(135) ذلِكَ ، وَلا حُجَّةَ لي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُكَ ، وَأَلْزَمَني حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يا إِلهي بَعْدَ(136) تَقْصيري وَ إِسْرافي عَلى نَفْسي ، مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً ، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كانَ مِنّي ، وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ في أَمْري غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري ، وَ إِدْخالِكَ إِيَّايَ في سَعَةِ رَحْمَتِكَ(137).

    أَللَّهُمَّ(138) فَاقْبَلْ عُذْري ، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرّي ، وَفُكَّني مِنْ شَدِّ وَثاقي ، يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَني ، وَرِقَّةَ جِلْدي ، وَدِقَّةَ عَظْمي ، يا مَنْ بَدَأَ خَلْقي وَذِكْري وَتَرْبِيَتي وَبِرّي وَتَغْذِيَتي ، هَبْني لِابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بي.

    يا إِلهي وَسَيِّدي وَرَبّي ، أَتُراكَ مُعَذِّبي بِنارِكَ(139) بَعْدَ تَوْحيدِكَ ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبي مِنْ مَعْرِفَتِكَ ، وَلَهِجَ بِهِ لِساني مِنْ ذِكْرِكَ ، وَاعْتَقَدَهُ ضَميري مِنْ حُبِّكَ ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافي وَدُعائي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ ، هَيْهاتَ ، أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ ، أَوْ تُبْعِدَ(140) مَنْ أَدْنَيْتَهُ ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ.

    وَلَيْتَ شِعْري يا سَيِّدي وَ إِلهي وَمَوْلايَ أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً ، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً ، وَبِشُكْرِكَ مادِحَةً ، وَعَلى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً ، وَعَلى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صارَتْ خاشِعَةً ، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً ، وَأَشارَتْ(141) بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً.

    ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ ، وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَريمُ يا رَبِّ ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفي عَنْ قَليلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها ، وَما يَجْري فيها مِنَ الْمَكارِهِ عَلى أَهْلِها ، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ قَليلٌ مَكْثُهُ ، يَسيرٌ بَقائُهُ ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ ، فَكَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ الْآخِرَةِ ، وَجَليلِ(142) وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها ، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ(143) مُدَّتُهُ ، وَيَدُومُ مَقامُهُ(144) ، وَلايُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ ، لِأَنَّهُ لايَكُونُ إِلّا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ ، وَهذا ما لاتَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ، يا سَيِّدي ، فَكَيْفَ لي(145) وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعيفُ الذَّليلُ الْحَقيرُ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ.

    يا إِلهي(146) وَرَبّي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ ، لِأَيِّ الْاُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو ، وَلِما مِنْها أَضِجُّ وَأَبْكي ، لِأَليمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ ، أَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَني لِلْعُقُوباتِ(147) مَعَ أَعْدائِكَ ، وَجَمَعْتَ بَيْني وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ ، وَفَرَّقْتَ بَيْني وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ ، فَهَبْني يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَرَبّي ، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ ، وَهَبْني صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ(148) النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ ، أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِى النَّارِ وَرَجائي عَفْوُكَ.

    فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدي وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً ، لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجيجَ الْآمِلينَ(149) ، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ الْمُسْتَصْرِخينَ ، وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدينَ ، وَلَاُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصَّادِقينَ ، وَيا إِلهَ الْعالَمينَ.

    أَفَتُراكَ سُبْحانَكَ يا إِلهي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ(150) فيها بِمُخالَفَتِهِ ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَريرَتِهِ وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ ، وَيُناديكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحيدِكَ ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ.

    يا مَوْلايَ ، فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ(151) ، أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ ، أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها(152) وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ ، أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ ، أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ(153) بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ ، أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُناديكَ يا رَبَّهْ(154) ، أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فيها ، هَيْهاتَ ، ما ذلِكَ الظَّنُّ بِكَ ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَلا مُشْبِهٌ(155) لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وَ إِحْسانِكَ.

    فَبِالْيَقينِ أَقْطَعُ لَوْلا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِديكَ لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً ، وَما كانَ(156) لِأَحَدٍ فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْكافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً ، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعامِ مُتَكَرِّماً ، أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لايَسْتَوُونَ.

    إِلهي وَسَيِّدي ، فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ(157) الَّتي قَدَّرْتَها ، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها ، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها ، أَنْ تَهَبَ لي في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفي هذِهِ السَّاعَةِ كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ قَبيحٍ أَسْرَرْتُهُ ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ ، اَلَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي ، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي ، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ ، وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ(158) ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ(159) ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ(160) ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ(161) ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ ، أَوْ خَطَإٍ تَسْتُرُهُ.

    يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقّي ، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتي ، يا عَليماً(162) بِضُرّي(163) وَمَسْكَنَتي ، يا خَبيراً بِفَقْري وَفاقَتي.

    يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ ، وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتي مِنَ(164) اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً ، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً ، وَأَعْمالي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً ، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالي وَأَوْرادي(165) كُلُّها وِرْداً واحِداً ، وَحالي في خِدْمَتِكَ سَرْمَداً.

    يا سَيِّدي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلي ، يا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالي ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحي ، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحي ، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ في خَشْيَتِكَ ، وَالدَّوامَ فِي الْإِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ ، حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ في مَيادينِ السَّابِقينَ ، وَاُسْرِعَ إِلَيْكَ فِى الْبارِزينَ(166) ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتاقينَ ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصينَ ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنينَ ، وَأَجْتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ.

    أَللَّهُمَّ وَمَنْ أَرادَني بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ ، وَاجْعَلْني مِنْ أَحْسَنِ عَبيدِكَ(166) نَصيباً عِنْدَكَ ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ ، فَإِنَّهُ لايُنالُ ذلِكَ إِلّا بِفَضْلِكَ ، وَجُدْ لي بِجُودِكَ ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ ، وَاحْفَظْني بِرَحْمَتِكَ ، وَاجْعَلْ لِساني بِذِكْرِكَ لَهِجاً ، وَقَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ ، وَأَقِلْني عَثْرَتي ، وَاغْفِرْ زَلَّتي ، فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ.

    فَإِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي ، وَ إِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدي ، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعائي ، وَبَلِّغْني مُنايَ ، وَلاتَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائي ، وَاكْفِني شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدائي.

    يا سَريعَ الرِّضا ، إِغْفِرْ لِمَنْ لايَمْلِكُ إِلَّا الدُّعاءَ ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشاءُ ، يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ ، وَطاعَتُهُ غِنًى(168) ، إِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ ، وَسِلاحُهُ الْبُكاءُ ، يا سابِغَ(169) النِّعَمِ(170) ، يا دافِعَ النِّقَمِ ، يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ ، يا عالِماً لايُعَلَّمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ(171) وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامينِ مِنْ آلِهِ(172) ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً.(173)


122) أقول : وأدعية الخضر و إلياس عليهما السلام - وهما من الأنبياء ومن أصحاب مولانا صاحب الزّمان صلوات اللَّه عليه - وكذا أدعية سائر أصحابه كعيسى بن مريم عليهما السلام كثيرة قد اقتصرنا بهذا الدعاء لخوف التطويل .

    دعاء كميل من أدعية الخضر ولمّا علّمه الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام كميلَ إشتهر ب-دعاء كميل . يستحبّ قرائة دعاء كميل في ليلة النصف من شعبان وفي ليالي الجُمع .

123) غلبت ، خ .

124) جُندُك ، خ .

125) برّك ، خ .

126) وَقَيْتَه ، خ .

127) وَقَصَّرَت ، خ .

128) آمالي ، خ .

129) بِخِيانَتِها ، خ .

130) بحمايتها ومطالبي ، خ .

131) في الأحوال كلّها ، خ .

132) وساعده ، خ .

133) مِن نَقْض حدودك ، خ .

134) فلك الحجَّة ، خ .

135) على جميع ، خ .

136) بعض ، خ .

137) في سعة من رحمتك ، خ .

138) إلهي ، خ .

139) بالنّار ، خ .

140) تُبَعِّدَ ، خ .

141) فأشارت ، خ .

142) وَحُلُول ، خ .

143) تُطَوِّل ، خ .

144) بقاؤه ، خ .

145) بي ، خ .

146) فَيا إلهي ، خ .

147) في العقوبات ، خ .

148) على ، خ .

149) الآلمين ، خ .

150) يُسْجن ، سُجِرَ ، يُسْجَرُ ، خ .

151) حكمك ، خ .

152) لَهْبُها ، خ .

153) يتغلغل ، خ .

154) يا ربّاه ، خ .

155) يُشبه ، خ .

156) وما كانت ، خ .

157) بقدرتك ، خ .

158) تُنْزِلُهُ ، خ .

159) تُفْضِلُهُ ، خ .

160) تَنْشُرُه ، خ .

161) تَبْسُطُهُ ، خ .

162) يا عليم ، خ .

163) بفقري ، خ .

164) في ، خ .

165) إرادتي ، خ .

166) المُبادرين ، خ .

167) عبادك ، خ .

168) غناءٌ ، خ .

169) سريع ، خ .

170) النّعماء ، خ .

171) محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، خ .

172) أهْلِهِ ، خ .

173) مصباح المتهجّد : 844 ، مصباح الزائر : 317 ، زاد المعاد : 72 ، إقبال الأعمال : 220 ، المصباح : 737 ، البلد الأمين : 265 ، هديّة الزائرين : 624 ، مفاتيح الجنان : 62 .

 

 

 

    زيارة : 8160
    اليوم : 96115
    الامس : 160547
    مجموع الکل للزائرین : 145115055
    مجموع الکل للزائرین : 99914271