الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
2 - دور الخشية من اللَّه تعالى في معرفة النفس

2 - دور الخشية من اللَّه تعالى في معرفة النفس

إنّ الخوف والخشية من البارئ عزّ وجلّ ومخالفة تعاليمه وأحكامه يجعل ‏الإنسان يمتلك ناصية أموره، ويستطيع الغلبة على هوى نفسه وينهاها عن‏ غيّها، وبالنتيجة معرفة نفسه معرفة حقيقيّة وتهيئة الأرضية الصالحة والمناسبة للهداية والفلاح، يقول اللَّه جلّ وعلا في كتابه العزيز:

«وأمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوى»(13).

بالطبع فإنّ العمليّات الناشئة من الخوف والخشية من معصية اللَّه سبحانه وتعالى‏ نابعة من القوى والقدرات العقلية، فكلمّا تمتّع الإنسان بقوى عقليّة أكثر وزاد من عقله التجريبي كلّما كان خوفه من مخالفة الأحكام الإلهيّة أكثر، وتكون ‏مخالفته للنفس مشبعة بالصدق والإخلاص والنقاء.

قال الإمام أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام:

قاتِلْ هَواكَ بِعَقْلِكَ.(14)

ومن هذا المنطلق فكلّما رجح عقل الإنسان واكتمل كلّما كانت قدرته على ‏مخالفة نفسه وهو ها أكثر، والمحصلة معرفة نفسه بشكل أفضل وهذه معادلة كليّة لاتقبل الشكّ والنزاع.

ويمكن الإستعانة بالتفكير السليم والرؤى الصحيحة والمعمّقة حول‏ الأعمال والبرامج والمشاريع التي ينوي الشخص القيام بها وتطبيقها على‏ الأحاديث والتعاليم التي جاء بها أهل البيت ‏عليهم السلام وذلك من أجل الإستفادة الأحسن والأمثل من القوى العقليّة وزيادة العقل التجريبي.

وبالطبع فإنّ التمرين على التفكير المستمرّ يعمل على تقوية القدرات‏ العقلية وتنمية حالة الإستعداد لديها لمعرفة النفس وبنائها بناءً صحيحاً وهادفاً، ويزيد حالة الخوف والخشية من مخالفة تعاليم البارئ عزّ وجلّ ويمنح القدرة الفعالة لمخالفة النفس.


13) النازعات: 40.

14) بحار الأنوار: 95/1، و ج: 428/71.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2778
    اليوم : 65020
    الامس : 162937
    مجموع الکل للزائرین : 141414980
    مجموع الکل للزائرین : 97576894