الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
كيف استطاع المرحوم الملا مهدي النراقي إيجاد الإستعداد للعمل والإجتهاد في نفسه؟

   كيف استطاع المرحوم الملا مهدي النراقي إيجاد

   الإستعداد للعمل والإجتهاد في نفسه؟

نتطرّق هنا إلى قصّة حياة المرحوم الملا مهدي النراقي، والذي يعتبر واحداً من كبار علماء الشيعة.

كان الحاج الميرزا مهدي النراقي‏ رحمه الله صاحب «معراج السعادة» وكتب قيمة أخرى في أيام التحصيل والدراسة بمنتهى الفقر والعوز، لدرجة بحيث‏ لايتمكّن معها من تهيئة فانوس للمطالعة، وكان يستفيد من ضياء الفوانيس‏ الموجودة في أماكن أخرى من المدرسة، ولم يطلع عليه أحد.

ومع هذه الضائقة في المعاش كان شديد التعلق والرغبة بطلب العلم ‏والمعرفة، حتّى إنّ الرسالة التي كانت تأتيه من موطنه لايفتحها ولايقرأها خوفاً من أن يكون فيها مطلب يكون باعثاً لتشتت حواسه ويمنعه من الدرس، وكان‏ يضع الرسائل مختومة كما هي تحت البساط.

وكان أبوه - أبو ذر - قد قتل فكتبوا إليه يخبرونه بقتله، فوضع كعادته الرسالة تحت البساط أسوة ببقية الرسائل، وبعد أن يئس منه الأهل والأقارب كتبوا إلى‏ أستاذه وأخبروه بالحادثة وطلبوا منه أن يخبره بالأمر، وأن يرسله إلى قرية نراق ‏لأجل إصلاح أمر التركة والورثة. فلمّا حضر النراقي ‏رحمه الله الدرس أخذ بيده الأستاذ وكان مغتماً، فسأله النراقي: لماذا  أراك مغتماً وحزيناً؟ أجابه الأستاذ: ينبغي ‏عليك الذهاب إلى نراق، فقال النراقي: لأجل من؟ قال: إن والدك كان مريضاً،فقال النراقي: إنّ اللَّه سيحفظه ويعافيه، فابدأ بالدرس.

فصرح له الأستاذ بمقتل والده، وأمره أن يتوجه إلى نراق، فامتثل للأمر ولم‏ يبق أكثر من ثلاثة أيّام ثم عاد بعدها، وعلى هذا المنوال كان النراقي‏ رحمه الله يطلب‏ العلم بنهمٍ حتّى بلغ مكانة سامية فيه.(108)

أطلبُ العِلمَ ولاتكسَلْ فما

أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكَسَلْ

واحتفلْ للفقهِ في الدِّين ولا

تشتغلْ عنهُ بمالٍ وخَوَلْ

واهجرِ النَّومَ وحصِّلهُ فمنْ

يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بَذَلْ

لاتقلْ قد ذهبتْ أربابُهُ

كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ

في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى

وجمالُ العلمِ إصلاحُ العملْ


108) الفوائد الرضويّة: 669.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2844
    اليوم : 85853
    الامس : 164268
    مجموع الکل للزائرین : 144774499
    مجموع الکل للزائرین : 99743462