1 - إيجاد المودّة

يجب أن تكون محبّة أهل البيت ‏عليهم السلام بشكل عميق بحيث تتجذر في جميع‏ أعماق الإنسان، تأخذ مساحة واسعة من قلبه لكي تكون وسيلة للتقرّب إليهم.

عن أمير المؤمنين علي‏ عليه السلام أنّه قال:

اَلْمَوَدَّةُ قَرابَةٌ مُسْتَفادَةٌ.(167)

يعني لابد من تزايد المحبّة ووصولها إلى مرحلة يصل معها المحبّ إلى‏ أقرب من حبل الوريد من محبّه، فإذا اقتربت من ذلك يقال عليها  «المودّة»، وعليه فإنّ المودّة هي المحبّة التي المضاعفة، وتتزايد وتؤدّي بالنتيجة إلى ‏القرب الروحي.

ولعلّ هذه المحبة بالنسبة إلى أهل البيت‏ عليهم السلام هي وظيفة ومسئوليّة ملقاة على‏ الجميع، ويجب أن تكون محبّتنا لمحمّد وآل محمّد صلوات اللَّه عليهم أجمعين بحدّ تجعل تلك المحبة وسيلة لقربنا منهم ونيل شفاعتهم، وهذا الأمر قد أوصى به ‏ربّ العالمين حين صرّح في كتابه المجيد قائلاً:

«قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى».(168)

إذن وعلى ضوء هذه الآية الشريفة فإنّ الأمّة ملزمة بمحبة أهل البيت ‏عليهم السلام‏ وإظهار المودّة لهم، والتي توجب القرب الروحي والمعنوي من هؤلاء الأطهار، ولا شكّ فإنّ هذا الموضوع هو وظيفة كلّ شخص قد أتى نصيباً من ‏الفهم.

---

167) بحار الأنوار: 165/74.

168) الشورى: 23.