हमारा लोगो अपनी वेबसाइट या वेबलॉग में रखने के लिए निम्न लिखित कोड कापी करें और अपनी वेबसाइट या वेबलॉग में रखें
قدرة السيطرة

قدرة السيطرة

  من الجدير بالإهتمام إنّ الّذي قلناه - يعني حصول حالة التّنمية وزيادة الثّروات لجميع الناس ، ونيل السّعادة الأبديّة ، وعدم وجود الطّغيان والتّعدّي في عصر الظّهور المشرق - كلّ هذه الأمور تطرق إليها أهل بيت الوحي والرسالة عليهم السلام من خلال أحاديثهم وخطبهم الواردة.

  وإليكم هذه الرّواية الّتي تدعم وتؤيّد قولنا هذا : يقول الإمام الباقر عليه السلام : 

 يقاتلون واللَّه حتّى يوحّد اللَّه ولايشرك به شي‏ء وحتّى يخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولاينهاها أحد ، ويخرج اللَّه من الأرض بذرها ، وينزل من السّماء قطرها ، ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهديّ ، ويوسّع اللَّه على شيعتنا ، ولولا ما يدركهم من السعادة لبغوا .(3)

لا شكّ ولا ريب في أنّ الغنى والفقر قد يكون منشأين لسعادة الإنسان ، وقد يكونان عاملين للجريمة والخيانة على حد سواء ، ومجموع ما يفهم من هذا المعنى أن الغنى والفقر يلعبان دوراً رياديّاً ومهمّاً في زيادة ومضاعفة الجناية ، وقد يكونان وسيلة لإسعاد الإنسان وإدخال البهجة والفرحة عليه .

  ونلاحظ أيضاً بصورة واضحة ، أنّ الطّمع في الحصول على الثّروة هو العلامة الفارقة لظهور هذه الحالة وهذا المنهج ، ولو تطّلعنا ونظرنا إلى ما حولنا ، لعرفنا أنّ مصدرها يكمن في عدم وجود القدرة الكافية على السيطرة في مرحلة الغيبة والظّلمة .

  وتبعاً لتجاهل الإنسان وعدم معرفته بالمقام الشامخ والسّامي للولاية وعدم عنايته وإكتراثه للمنزلة العظيمة والرّفيعة لأهل بيت الوحي والرّسالة عليهم السلام ، سيسلب منه السّعادة ، ويبعده كلّيّاً عن مقام الولاية ، والّتي هي الضّمانة والدّعامة الوحيدة للسّيطرة على القدرات .

  ولكن في عصر الظّهور ، سوف تتسلّح الإنسانيّة فيه بالحصن المنيع والرّفيع للولاية الإلهيّة من كلّ جهة ومكان ، وتحرسها وتحفظها القدرة الإلهيّة لولاية الإمام المهدي عجّل اللَّه تعالى فرجه . لذا فإنّ هذه النّعم والبركات والسّعادة المنشودة - الّتي لم نتذوّق طعمها إلى الآن - تؤدّي إلى حصول حالة من التّوازن ، فكلّما إزداد مقدار الثّروة والمال عندهم ، كلّما حافظوا على وضعيّتهم ، ولايتسبّب هذا الثّراء إلى طغيانهم وعنجهيّتهم .

  نعم ؛ ونتيجة إرخاء ظلال القدرات الموجودة في الولاية على رؤوس النّاس أجمع ، فإنها تستوعب جميع القوى والقدرات والإمكانيّات تحت غطائها وتحفظها من خلال هذه الوسيلة، فإنّها تسيطر على كلّ مجريّاتها وتكبح جماحها .

  وهذه هي عين السّعادة والسّرور الّذي صرّح به الإمام الباقر عليه السلام حين قال : «ولولا ما يدركهم من السعادة ، لبغوا» .

  نعم ؛ إنّ حصول القدرة والسيطرة للجميع ، هي من الصّفات والميّزات الّتي ينفرد بها عصر الظّهور ، فحينما تزداد فيه كلّ الإمكانيّات المتاحة من مال وثروة وقدرة وفعاليّة ونشاط وجماليّة ، و... .

  ونظراً إلى بروز الإشعاعات النورانيّة للولاية ، فإنّها تسجل حضوراً قويّاً في مهارها والتّحكّم بها ، ومماشاتها مع العقل ، وفي النّهاية الإستمرار في حياة ملؤها النّعم والسّعادة والحبور ، بحيث لم ولن ير مثلها في أيّ زمان ومكان قطّ .

  تمعّنوا في هذه الرّواية الجميلة الواردة عن الإمام الصادق عليه السلام(4) فقد قال عليه السلام :

 تواصلوا وتبارّوا وتراحموا ، فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ليأتينّ عليكم وقت لايجد أحدكم لديناره ودرهمه موضعاً ، يعني لايجد عند ظهور القائم عليه السلام موضعاً يصرفه فيه ، لإستغناء النّاس جميعاً بفضل اللَّه وفضل وليّه .

 فقلت : وأنّى يكون ذلك؟

 فقال : عند فقدكم إمامكم فلاتزالون كذلك حتّى يطلع عليكم كما تطلع الشّمس ، آيس ما تكونون ، فإيّاكم والشكّ والإرتياب ، وانفوا عن أنفسكم الشكوك ، وقد حذّرتكم فاحذروا ، أسأل اللَّه توفيقكم وإرشادكم .(5)

  في هذه الرّواية نقطة رائعة حول مسألة تطهير القلب من اليأس والشّكّ ، وهذه قضيّة بنفسها تحتاج إلى بحث مفصّل ومستقلّ .

  إنّ الجزء الّذي يهمّنا في الرّواية وموضع إستدلالنا ، هو قول الإمام الصّادق عليه السلام عن عصر الظّهور ، فيصرّح الإمام عليه السلام إنّ في ذلك العصر لايمكن العثور على شخص فقير حتّى يساعده الأغنياء من أموالهم ، وذلك لاستغناء النّاس جميعاً .


3) بحار الأنوار : 345/52 .

4) جاء جزء من هذه الرّواية في كتاب «عقد الدرر : 226» ، ونُسبت إلى الإمام الحسين عليه السلام كما أنّ غيرها من روايات الإمام الصادق عليه السلام نسبت إلى الإمام الحسين عليه السلام . مثل الرّواية المعروفة : «لو أدركته لخدمته أيام حياتي» . والسبب وراء ذلك هو إشتراك كنية الإمام الصادق عليه السلام مع كنية الإمام الحسين ‏عليه السلام والّتي هي «أبو عبداللَّه» ، وظنّ مؤلّف كتاب «عقد الدرر» أنّ المقصود من «أبي عبداللَّه» هو الإمام الحسين عليه السلام .

5) الغيبة المرحوم النعماني : 150 .

 

 

 

 

    यात्रा : 8415
    आज के साइट प्रयोगकर्ता : 100035
    कल के साइट प्रयोगकर्ता : 301789
    कुल ख़ोज : 145725237
    कुल ख़ोज : 100219981