من الطبيعي القول بإن من يزور العتبات المقدسة وأضرحة أهل البيت علیهم السلام يختلف بعضهم عن الأخر من حيث الإيمان والمعرفة واليقين والأهداف. فالبعض يكون هدفه من التشرف والزيارة لأضرحة أهل البيت علیهم السلام المقدسة هو من باب قضاء حوائجه الشخصية، وعلى الرغم من أن هؤلاء يسيرون في منحي تصاعدي ودرجة تفوق اولئك الذين يسافرون إلى الأماكن المقدسة من أجل المتعة والترفيه فقط؛ بإعتبار ان هدفهم من السفر هذا هو الزيارة وليس التمتع، ولكن لم تكن تلك الزيارة لأجل القيام بالوظيفة الملاقاة على عاتقهم بالنسبة الى أهل البيت علیهم السلام ومعرفة حقهم، بل يذهبون الى الزيارة من أجل رفع حوائجهم الشخصية وفتح العقد والمشاكل التي يعانون منها في حياتهم.
ولاشك فان دعاء وتوسل مثل هكذا فئة من الناس في أضرحة ومقامات أهل البيت علیهم السلام الطاهرة، له دلالة ومعنى على إن هؤلاء لهم معرفة نسبية لما يحتويه مقام الولاية العظيم.
ويعدّ هذا الإعتقاد القلبي هو الدافع الأقوى من أجل التشرف والقيام بزيارة الأضرحة القدسية لأهل بيت العصمة والطهارة علیهم السلام، وجعلهم الوسيلة والتوسل الى الله تعالى، ولاشك فإن إعتقاد هذه المجموعة من الزوار بالقدرة الكبيرة التي يمتلكها أهل البيت علیهم السلام في حل مشاكلهم وقضاء حوائجهم هي السبب من وراء التوسل والتضرع على آمل النظر إليهم نظرة خاصة تحل بها كل عقدهم المستعصية.
ومثل هكذا أشخاص ونتيجة لوجود الإعتقاد النسبي بمقام الولاية فلن يرجعوا خالي الوفاض من الثواب المترتب على الزيارة، فتشع عليهم الأنوار المضيئة لمقام الولاية، وتضع آثارها وبصماتها على أرواحهم رغم أنهم لا يدركون هذه النعمة العظيمة.
بازديد امروز : 18622
بازديد ديروز : 58506
بازديد کل : 134015239
|