صلاة عيد الأضحى
وممّا تلقّته الأسماع ونقلته الألسن في بقاع الأصقاع : أنّ المأمون وجد في يوم عيد إنحراف مزاج أحدث عنده ثقلاً عن الخروج إلى الصّلاة بالنّاس ، فقال لأبي الحسن عليّ الرّضا عليه السلام : يا أبا الحسن ؛ قم وصلّ بالنّاس.
فخرج الرّضا عليه السلام وعليه قميص قصير أبيض ، وعمّامة بيضاء نظيفة ، وهما من قطن ، وفي يده قضيب ، فأقبل ماشياً يؤمّ المصلّى وهو يقول:
اَلسَّلامُ عَلى أَبَوَيَّ ادَمَ وَنُوحٍ ، اَلسَّلامُ عَلى أَبَوَيَّ إِبْراهيمَ وَإِسْماعيلَ ، اَلسَّلامُ عَلى أَبَوَيَّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ ، اَلسَّلامُ عَلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحينَ .
فلمّا رآه الناس ، أهرعوا إليه ، وانثالوا عليه لتقبيل يديه . فأسرع بعض الحاشية إلى الخليفة المأمون فقال : يا أميرالمؤمنين ! تدارك النّاس واخرج صلّ بهم ، إلاّ خرجت الخلافة منك الآن ، فحمله على أن خرج بنفسه وجاء مسرعاً ، والرضا عليه السلام بعد من كثرة الزّحام عليه لم يخلص إلى المصلّى ، فتقدّم المأمون وصلّى بالنّاس.(238)
نقل هذا الموضوع في كتاب إيجاج الأحزان ، وصرّح أنّ هذه الحادثة وقعت في يوم عيد الأضحى.(239)
238) بحار الأنوار : 171/49 .
239) إيجاج الأحزان : 129 .
بازديد امروز : 85023
بازديد ديروز : 194999
بازديد کل : 119544158
|