1 - الدقّة والتأمّل

لا شكّ ولا ريب فإنّ الدقة والتأمّل في الأفكار ودراسة أبعادها بكلّ جوانبها تلعب دوراً مهماً وحيوياً في تصحيح‏ مسارها وبلورتها بشكلها الحقيقي ورصد ومعالجة الرؤى المنحرفة، ففي المناجاة التي جاء بها الملك المقرب جبرائيل‏ للنبيّ الأكرم ‏صلى الله عليه وآله وسلم - لكي تستفيد منها الأمة - نقرأ فيها:

وَأَلْهَمْتَني رُشْدي بِتَفَضُّلِكَ، وَاَجْلَيْتَ بِالرَّجاء لَكَ قَلْبي وَاَزَلْتَ خُدْعَةَ عَدُوّي عَنْ لُبّي وَصَحَّحْتَ بِالتَّأْميلِ ‏فِكْري...(18)

والمستخلص مما ذكر هو إذا استطاع الإنسان تعويد فكره وتفعليه على التأمّل والنظر سوف يبقى سالماً ونقياً ومعافى‏ ويسمو  إلى مراتب عالية، وفي ذلك الحين تطفو على السطح أفضل الأفكار وأحسنها؛ لأنّ نفس عمليّة التأمّل تبعد الأفكارغير الصحيحة وتبدلها إلى أفكار صحيحة تهضم الأهداف الّتي انطلق بها وتجعلها تتصب لصالح حركته الفرديّة والإجتماعيّة.

---

18) بحار الأنوار: 163/95.