متى آمن أبو طالب عليه السلام بنبوّة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله؟

الجواب :

لقد كان ابو طالب (عليه السلام) والد مولانا امير المؤمنين علي (عليه السلام) يؤمن برسالة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) إيماناً راسخاً وأعتقد بنبوته وضحى من أجل ذلك بكل شيء يملك ولم يقتصر ايمانه بنبوة النبي (صلى الله عليه وآله ) فقط وإنما كان يؤمن قبل ولادة ولده مولى الموحدين الإمام علي (عليه السلام) بثلاثين عاماً بشخص النبي وعظمته ومقامه ومنزلته السامقة.

وقد صرح بذلك في يوم ولادة رسول الله (صلى الله عليه وآله ) الى فاطمة بنت اسد ام الإمام امير المؤمنين (عليه السلام) فقد نقل كلام من المرحوم المحدث الكليني والعلامة المجلسي واخرين رواية في كتبهم تشير الى حقيقة ذلك الموضوع فقد جاء فيها : 

قال ابو عبد الله عليه السلام :

إنّ فاطمة بنت اسد جاءت الى أبي طالب لتبشره بمولد النبي صلى الله عليه وآله فقال ابو طالب : اصبري سبتاً ابشرك بمثله الا النبوة . (1)

ولاشك فإنّ مقصوده هو ولادة امير المؤمنين علي (عليه السلام) والتي حدثت بعد ولادة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله ) بثلاثين سنة، ومن هنا فإنّنا نرى انّ ايمان ابو طالب والسيدة فاطمة بنت اسد بنبوة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله ) وإمامة الإمام علي (عليه السلام) لم يكن وليدة يوم الإعلان عن البعثة النبوية الشريفة والجهر بالرسالة بل يعود الأمر الى ثلاثين عاماً قبل الولادة الميمونة لمولانا سيد الوصيين الإمام علي (عليه السلام) .

والنقطة المهمة التي يمكن استنتاجها من الرواية المذكورة هي ايمان ابو طالب بعظمة ومقام رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وامامة امير المؤمنين (عليه السلام) قد تجلت وتحققت في يوم ولادة رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وقبل ثلاثين سنة من ولدت ابنه يعني امير المؤمنين وليس في يوم نزلت فيه النبوة والوحي على صدر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) .

-------------------------------------------------

1. اصول الکافی : 1 / 452.