الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
العلم والمعرفة وسيلة للارتقاء إلى الدرجات الرفيعة

   العلم والمعرفة

وسيلة للارتقاء إلى الدرجات الرفيعة

من المؤكّد أنّ كسب العلم والمعرفة لن يقوي الإنسان من الجانب العلمي والمعرفي فحسب، وإنمّا يعمل على تقوية الجانب الروحي والمعنوي له، ويوصله إلى مراتب الكمال والرقي، وقد صرح القرآن الكريم في الكثير من آياته بأنّ العلم‏ والمعرفة هي من وسائل الارتقاء بالإنسان إلى المنازل الرفيعة، وهي وسيلة إلى نيل الدرجات المعنوية المتعالية، وأنّ ‏الأشخاص الذين أوتوا العلم هم من أصحاب الدرجات والمراتب العالية.

وفي هذا الخصوص يقول:

«يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذينَ امَنُوا مِنْكُمْ والَّذينَ اُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتِ».(170)

باعتبار أنّ العلم يوجد تحولاً عظيماً في النفس، وله تأثيرات على الحالات النفسية حيث يرفدها بمزايا إيجابيّة تعلها قادرة بالمطلق على استيعاب كلّ متطلّبات الزمان والمكان وتلبية حاجاتهما.

لا شك فإنّ بلورة المواضيع العلمية في النفس والضمير اللاواعي يبعث على إيجاد التحول والتغير فيها، وهذا ناشئ من‏ تحصيل العلم، وبالنتيجة يسوقها صوب درجات الكمال ونيل الدرجات العالية، وهذا هو الفارق بين أصحاب العلم‏ والجهلة، وهي حقيقة أشار إليها القرآن الكريم حين قال:

«قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذينَ لايَعْلَمُونَ».(171)

العلم زينٌ فكن للعلم مكتسباً

وكن له طالباً ما شئت مقتبسا

بالطبع؛ فإنّ كلّ عمل يقوم به الإنسان يترك بصماته وآثاره في النفس، ويرتبط مقدار تأثيره بقيمة العمل وهذه قاعدة كلية، ولهذا نرى أنّ العلم والمعرفة له الوقع الأكبر على النفس ويجعلها تتغير 380 درجة، وبالتالي فإنّ التغير الذي يحدثه‏ يكون على مستوى رفيع وذا قيمة كبيرة.

وهذا نابع من وجود الأهمية والقيمة التي أوّلها الدين بالنسبة إلى العلم والمعرفة - بالطبع مع مراعاة الشروط والضوابط التي ذكرها أهل البيت‏ عليهم السلام لكسب العلم - لأنّ تعليم العلم فبالإضافة إلى أنّه يزيد من المستوى المعرفي لدى الإنسان، فإنّه ‏يعدّ قسماً من أقسام العبادة والتقرب إلى اللَّه تعالى.

عن الإمام الباقر عليه السلام قال:

تَذَكُّرُ الْعِلْمِ ساعَةً خَيْرٌ مِنْ قِيامِ لَيْلَةٍ.(172)

بديهي أنّ الساعة التي يقضيها الشخص في العلم والتي تكون أفضل من قيام عبادة ليلة هي الساعة التي يكون ذلك‏ التعلّم خالصاً لوجه اللَّه تعالى، وأمّا إذا كان القصد منها هو الوصول إلى الرئاسة والسمعة والمكانة فإنّ مثل هؤلاء يكون كمثل ‏الأنعام أو أضل منها:

«اُولئِكَ كَالْاَنْعامِ بَلْ هُمْ اَضَلُّ».(173)

وقال رسول الرحمة محمد المصطفى‏ صلى الله عليه وآله وسلم في فضيلة العلم والمعرفة:

قَليلٌ مِنَ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثيرِ الْعِبادَةِ.(174)


170) المجادلة: 11.

171) الزمر: 9.  

172) بحار الأنوار: 204/1.

173) الأعراف: 179.

174) بحار الأنوار: 185/1. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2748
    اليوم : 183136
    الامس : 226086
    مجموع الکل للزائرین : 147482643
    مجموع الکل للزائرین : 101099646