الآثار العجيبة لمحبة الله تعالى

هناك رواية مهمة وردت عن مولانا الإمام الصادق علیه السلام تشير الى الآثار العجيبة التي تتركها المحبة الشديدة لله تعالى فقال:

"حب الله إذا أضاء على سرّ عبد أخلاه عن كلّ شاغل..."[1]

ولهذا لايمكن بحال من الأحوال مقارنة زيارة عامة الناس مع زيارات الأفراد الذين ملئت قلوبهم وتشبعت بمحبة البارئ جلا وعلا وأهل البيت علیهم السلام، وجعلها في مصاف وخانة واحدة.

شخصيات من أمثال العلامة الاميني والذي طهر قلبه من كل الشوائب والأدران وأبعد وجوده من كل الأمور التي تشغله بالغير؛ ولهذا السبب فقد كانت تتنزل على هؤلاء العظماء في الزيارات ألطاف وعنايات لايمكن دركها وهضمها من قبل عامة الناس.

ونشير في هذا السياق الى نذر من الزائرين ممن تكون لهم حالة من النقاؤة والصفاء والبناء الروحي وترسخت عندهم روح التقوى، فهؤلاء حينما يصلون إلى مزارات أهل البيت علیهم السلام ومقاماتهم الشريفة، تتجسد فيهم حالة تنم وتتجلى عن كون وجودهم الجسدي والروحي حاضراً في آن واحد في هذه الأماكن المقدسة، وهذا المرحلة تأتي بعد أن أفرغ البارئ عز وجل وجودهم الباطني من الأفكار السطحية والهامشية، والتي تحظ من منزلتهم، على عكس بعض الزائرين إذ من الممكن ان يتواجد جسدهم في الزيارات التي يقومون بها الى المزارات والأضرحة المقدسة ولكن أفكارهم هي خارجه عن تلك البقع التي قدسها البارئ عز وجل وجعلها روضة من رياض الجنة.

واحدة من العلل في ذلك هي قلة المعرفة بالنسبة لوجود أهل البيت علیهم السلام والموضوع المهم الأخر هو إننا لانكترث ونصب جل إهتمامنا حين الزيارة بعظمة وقيمة المزارات والأضرحة التي نتشرف بزيارتها؛ ولهذا السبب، وبدلاً من أن تنجذب قلوبنا وأفكارنا إلى تلك الأماكن المقدسة، سوف تتركز على أشياء وقضايا أخرى وتذهب حواسنا الى قضايا بعيدة، فكلما تعمقت وارتفعت نسبة معرفتنا بتلك المزارات الطاهرة لأهل البيت علیهم السلام كلما إنجذبت قلوبنا وخشعت حين التشرف أكثر فأكثر، فتزاد بذلك عرى التعلق بهم. فنتمكن القيام بالزيارة حينئذ على الوجه المطلوب، وذلك من خلال فكر صافي وروح نقية وإهتمام كبير.

ولهذا فإنه حري بنا وبعد الحديث حول الآثار التي تترتب على معرفة أهل البيت علیهم السلام بيان عظمة تلك الأماكن المقدسة كذلك.

---

[1] بحار الأنوار: 70 / 23.