(183)
دعاء الإمام السجّاد عليه السلام في المسجد الحرام
المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
قال أبو نعيم : قام فدخل الطواف فقمنا لقيامه وعاد من غد في ذلك الوقت فقمنا لاستقباله كفعلنا فيما مضى(92) ، فجلس متوسّطاً ونظر يميناً وشمالاً فقال :
كان عليّ بن الحسين سيّد العابدين عليه السلام يقول في سجوده في هذا الموضع وأشار بيده إلى الحجر نحو(93) الميزاب - :
عُبَيْدُكَ بِفِنائِ، [فَقيرُكَ بِفِنائِكَ]، مِسْكينُكَ بِبابِكَ ، أَسْأَلُكَ ما لايَقْدِرُ عَلَيْهِ سِواكَ .
ثمّ نظر يميناً وشمالاً ونظر إلى محمّد بن القاسم العلويّ فقال :
يا محمّد بن القاسم ؛ أنت على خير إن شاء اللَّه .
وقام فدخل الطواف فما بقي أحد منّا إلّا وقد تعلّم ما ذكر من الدّعاء وأنسينا أن نتذاكر أمره إلاّ في آخر يوم .
فقال لنا المحموديّ : يا قوم أتعرفون هذا ؟ قلنا : لا ، قال : هذا واللَّه صاحب الزّمان صلوات اللَّه عليه ، فقلنا : وكيف ذاك يا أبا عليّ ؟
فذكر أنّه مكث يدعو ربّه عزّوجلّ ويسأله أن يريه صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه سبع سنين قال : فبينا أنا يوماً في عشيّة عرفة فإذا بهذا الرجل بعينه ، فدعا بدعاء وعيته فسألته ممّن هو ؟
فقال : من الناس . فقلت : من أيّ الناس من عربها أو مواليها ؟
فقال : من عربها . فقلت : من أيّ عربها ؟
فقال : من أشرفها وأشمخها(94) . فقلت : ومن هم ؟
فقال : بنوهاشم . فقلت : من أيّ بني هاشم ؟
فقال : من أعلاها ذروة وأسناها رفعة . فقلت : وممّن هم ؟
فقال : ممّن فلق الهام ، وأطعم الطعام ، وصلّى باللّيل والنّاس نيام .
فقلت : إنّه علويّ فأحببته على العلويّة .
ثمّ افتقدته من بين يديّ ، فلم أدر كيف مضى في السّماء أم في الأرض ، فسألت القوم الّذي كانوا حوله أتعرفون هذا العلويّ ؟
فقالوا : نعم يحجّ معنا كلّ سنة ماشياً .
فقلت : سبحان اللَّه واللَّه ما أرى به أثر مشي .
ثمّ انصرفت إلى المزدلفة كئيباً حزيناً على فراقه وبتّ في ليلتي تلك فإذا أنا برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم(95) فقال : يا محمّد ، رأيت طلبتك ؟
فقلت : ومن ذاك يا سيّدي ؟
فقال : الّذي رأيته في عشيّتك فهو صاحب زمانكم .(96)
هذا الدعاء بتفاوت يسير : عن مولانا صاحب الزّمان عليه السلام قال :
كان عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام يقول في سجوده في هذا الموضع - وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب - :
عُبَيْدُكَ بِفِنائِكَ ، مِسْكينُكَ بِفِنائِكَ ، فَقيرُكَ بِفِنائِكَ ، سائِلُكَ بِفِنائِكَ ، يَسْأَلُكَ ما لايَقْدِرُ عَلَيْهِ غَيْرُكَ .(97)
92) لإقباله كقيامنا فيما مضى ، خ .
93) تحت ، خ .
94) من أسمحها ، خ .
95) فرأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ، خ .
96) كمال الدين : 471 .
97) الصحيفة السجّاديّة الجامعة : 536 ، وفي مستدرك الوسائل : 418/9 .
આજના મુલાકાતીઃ : 95132
ગઈકાલના મુલાકાતીઃ : 202063
સૌ મુલાકાતીની સંખ્યા : 122726149
|