(56)
الدعاء المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه
يقرء في كلّ يوم من شهر رجب
قال ابن عيّاش : وممّا خرج على يد الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد من الناحية المقدّسة دعاء لكلّ يوم من رجب:
أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِمَعاني جَميعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُ أَمْرِكَ ، اَلْمَأْمُونُونَ عَلى سِرِّكَ ، اَلْمُسْتَبْشِرُونَ بِأَمْرِكَ ، اَلْواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ ، اَلْمُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ ، أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ ، وَأَرْكاناً لِتَوْحِيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتي لاتَعْطيلَ لَها في كُلِّ مَكانٍ يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها(25) إِلّا أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ ، بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها إِلَيْكَ ، أَعْضادٌ وَأَشْهادٌ وَمُناةٌ وَأَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ ، فَبِهِمْ مَلَأْتَ سَماءَكَ وَأَرْضَكَ حَتَّى ظَهَرَ أَنْ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ.
فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَبِمَواقِعِ الْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَنْ تَزيدَني إيماناً وَتَثْبيتاً ، يا باطِناً في ظُهُورِهِ وَظاهِراً في بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ ، يا مُفَرِّقاً(26) بَيْنَ النُّورِ وَالدَّيْجُورِ ، يا مَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ ، وَمَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ ، حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ ، وَشاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ ، وَمُوجِدَ(27) كُلِّ مَوْجُودٍ ، وَمُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ ، وَفاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ ، لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْجُودِ.
يا مَنْ لايُكَيَّفُ بِكَيْفٍ ، وَلايُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ ، يا مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَيْنٍ ، يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ ، وَعالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ ، صَلِّ عَلى عِبادِكَ الْمُنْتَجَبينَ ، وَبَشَرِكَ(28) الْمُحْتَجِبينَ ، وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ ، وَالْبُهْمِ(29) الصَّافّينَ الْحافّينَ.
وَبارِكْ لَنا في شَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِ الْمُكَرَّمِ ، وَما بَعْدَهُ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ ، وَأَسْبِغْ عَلَيْنا فيهِ النِّعَمَ ، وَأَجْزِلْ لَنا فيهِ الْقِسَمَ ، وَأَبْرِرْ لَنا فيهِ الْقَسَمَ ، بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ الَّذي وَضَعْتَهُ عَلَى النَّهارِ فَأَضاءَ ، وَعَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ ، وَاغْفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ مِنَّا وَما لانَعْلَمُ ، وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوبِ خَيْرَ الْعِصَمِ ، وَاكْفِنا كَوافِيَ قَدَرِكَ(30) ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ ، وَلاتَكِلْنا إِلى غَيْرِكَ ، وَلاتَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ ، وَبارِكْ لَنا فيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ أَعْمارِنا ، وَأَصْلِحْ لَنا خبيئَةَ أَسْرارِنا ، وَأَعْطِنا مِنْكَ الْأَمانَ ، وَاسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِ الْإيمانِ ، وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ ، وَما بَعْدَهُ مِنَ الْأَيَّامِ وَالْأَعْوامِ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.(31)
قال في عمدة الزائر : بيان : ولاة الأمر محمّد وأهل بيته صلوات اللَّه عليهم أجمعين ، وهم الموصوفون بهذه الصفات الجميلة ، وهم المقامات الّتي لا تعطيل لها في كلّ مكان ، لأنّهم عليهم السلام إذا دعوا اللَّه تعالى بتلك المعاني المخزونة عندهم ، أو دعا الدّاعي بهم ، أو بما دعوا به في كلّ مكان على كلّ شيء استجاب اللَّه لهم دعائهم من غير تعطيل .
لأنّ المبدء فيّاض والمحلّ قابل ، وببركتهم يفيض على الدّاعي ، بل على جميع الخلق ، وهذا هو السرّ في لزوم الصلوات عليهم والتوسّل للَّه عزّوجلّ بهم في كلّ حاجة ، لأنّ من صلّى عليهم لايردّ .(32)
25) بَيْنَهُمْ ، خ .
26) يا مُفرِّقَ ، خ .
27) خالِق ، خ .
28) وَبِسِرِّكَ ، خ .
29) الْبُهَمِ ، بِهِمِ ، بُهُمِ خ . والبهم جمع البهيمة .
30) ما في قَدْرِكَ ، خ .
31) المصباح : 701 ، مصباح المتهجّد : 803 ، البحار : 392/98 ، إقبال الأعمال : 145 .
32) عمدة الزائر : 174 .
اليوم : 0
الامس : 212361
مجموع الکل للزائرین : 122401840
|