(58)
الدعاء الثالث يقرء في أيّام شهر رجب
قرئه مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه
روي عن محمّد بن عبدالرّحمان التستري أنّه قال : مررت ببني رواس ، فقال لي بعض إخواني : لو مِلت بنا إلى مسجد صعصعة ، فصلّينا فيه ، فإنّ هذا رجب ويستحبّ فيه زيارة هذه المواضع المشرّفة الّتي وطئها الموالي بأقدامهم ، وصلّوا فيها ، ومسجد صعصعة منها .
قال: فملت معه إلى المسجد ، وإذا ناقة معلّقة مرحلة قد اُنيخت بباب المسجد فدخلنا وإذا برجل عليه ثياب الحجاز ، وعِمّة كَعِمَّتِهم ، قاعد يدعو بهذا الدّعاء فحفظته أنا وصاحبي وهو :
( قال الشيخ الطوسي أعلى اللَّه مقامه : يستحبّ أن يقرء هذا الدعاء في كلّ يوم من شهر رجب : )
أَللَّهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِ السَّابِغَةِ ، وَالْآلاءِ الْوازِعَةِ ، وَالرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ ، وَالنِّعَمِ الْجَسيمَةِ ، وَالْمَواهِبِ الْعَظيمَةِ ، وَالْأَيادِي الْجَميلَةِ ، وَالْعَطايَا الْجَزيلَةِ .
يا مَنْ لايُنْعَتُ بِتَمْثيلٍ ، وَلايُمَثَّلُ بِنَظيرٍ ، وَلايُغْلَبُ بِظَهيرٍ ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ ، وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ ، وَعَلا فَارْتَفَعَ ، وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ ، وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ ، وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ ، وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ ، وَأَعْطى فَأَجْزَلَ ، وَمَنَحَ فَأَفْضَلَ .
يا مَنْ سَما فِي الْعِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ(34) الْأَبْصارِ ، وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الْأَفْكارِ ، يَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ في مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ ، وَتَفَرَّدَ بِالْآلاءِ وَالْكِبْرِياءِ ، فَلا ضِدَّ لَهُ في جَبَرُوتِ شَأْنِهِ ، يا مَنْ حَارَتْ في كِبْرِياءِ هَيْبَتِهِ(35) دَقائِقُ لَطائِفِ الْأَوْهامِ ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ إِدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِ الْأَنامِ .
يا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ ، وَوَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خيفَتِهِ ، أَسْألُكَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتي لاتَنْبَغي إِلّا لَكَ ، وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعيكَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ ، وَبِما ضَمِنْتَ الْإِجابَةَ فيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعينَ.
يا أَسْمَعَ السَّامِعينَ ، وَأَبْصَرَ النَّاظِرينَ ، وَأَسْرَعَ الْحاسِبينَ ، يا ذَاالْقُوَّةِ الْمَتينِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ ، وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ [الْأَئِمَّةِ الصَّادِقينَ] ، وَاقْسِمْ لي في شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ ، وَاحْتِمْ(36) لي في قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ(37).
وَاخْتِمْ لي بِالسَّعادَةِ فيمَنْ خَتَمْتَ ، وَأَحْيِني ما أَحْيَيْتَني مَوْفُوراً ، وَأَمِتْني مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً ، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتي مِنْ مُسائَلَةِ الْبَرْزَخِ ، وَادْرَأْ عَنّي مُنْكَراً وَنَكيراً ، وَأَرِ عَيْني مُبَشِّراً وَبَشيراً ، وَاجْعَلْ لي إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ(38) مَصيراً وَعَيْشاً قَريراً ، وَمُلْكاً كَبيراً ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثيراً.
ثمّ سجد طويلاً ، وقام وركب الراحلة وذهب .
فقال لي صاحبي : نراه الخضر عليه السلام فما بالنا لا نكلّمه كأنّما أمسك على ألسنتنا ، فخرجنا فلقينا ابن أبي رواد الرواسي فقال : من أين أقبلتما ؟ قلنا : من مسجد صعصعة ، وأخبرناه بالخبر .
فقال : هذا الراكب يأتي مسجد صعصعة في اليومين والثلاثة لايتكلّم . قلنا : من هو ؟ قال : فمن تريانه أنتما ؟ قلنا : نظنّه الخضر عليه السلام . فقال : فأنا واللَّه ما أراه إلّا مَن الخضر عليه السلام محتاجٌ إلى رؤيته ، فانصرفا راشدين .
فقال لي صاحبي : هو واللَّه صاحب الزمان أرواحنا فداه .(39)
أقول : قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس : روي هذا الدعاء عن أمير المؤمنين عليه السلام ، ولكنّه لمّا كان الدعاء يقرء في أيّام شهر رجب نقلناه في هذا الباب أي باب أدعية الشهور .
34) خواطر ، خ .
35) الوهيّته ، خ .
36) واخْتم ، خ .
37) خَتمت ، خ .
38) وجَنَّاتِك ، خ .
39) المزار للشهيد : 277 ، المصباح : 699 ، البحار : 446/100 ، البلد الأمين : 253 ، مستدرك الوسائل : 443/3 ، إقبال الأعمال : 143 بتفاوت .
بازديد امروز : 0
بازديد ديروز : 245593
بازديد کل : 131156593
|