40) فضيلة سور المسبّحات
عن جابر قال : سمعت أباجعفر عليه السلام يقول :
من قرأ المسبّحات كلّها قبل أن ينام ، لم يمت حتّى يدرك القائم (صلوات اللَّه عليه) ، وإن مات كان في جوار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.(54)
قال الطريحي : «المسبّحات» السور الّتي أوّلها التسبيح ، وقال المولى محمّد صالح المازندراني : قيل : «المسبّحات» سورة أوّلها «سَبَّحَ» أو «يُسَبِّح» أو «سَبِّحْ» أو «سُبْحان» ، وعلى هذا الإحتمال فهي سبعة : الإسراء ، والحديد ، والحشر ، والصفّ ، والجمعة ، والتغابن ، والأعلى .
ولكن قال الكفعمي في حاشية مصباحه عند ذكر هذا الخبر : «المسبّحات» إشارة إلى خمس سور ، وعدّ غير الأولى والأخيرة ، ويظهر ذلك من الصدوق حيث ذكر الخبر في فضيلة التغابن وهي آخر المسبّحات ، وهو صريح المجلسي في الحلية ، والكاشاني في الوافي .
قال بعض الأفاضل : واعلم أنّ ظاهر مضمون الشرط عن إدراك القائم أرواحنا فداه يتحققّ بالقرائة مرّة واحدة ، وكذلك الجوار ، ولكن الظاهر بحسب المقام حيث أنّ المقصود الحثّ على قراءتها والترغيب في أخذها دأباً وعادة هوان الإدراك والجوار يتحقّقان بالتكرار والعادة ، والظاهر أنّ تركها في بعض الأحيان لايضرّ بالتكرار المستلزم للإدراك والجوار .
ثمّ الظاهر أنّ المراد بإدراك القائم أرواحنا فداه ، إدراكه مع العلم بأنّه القائم صلوات اللَّه عليه ، والسبب في ذلك إمّا لاشتمال المسبّحات على ذكر القائم أرواحنا فداه وصفاته وأحواله وإن لم نعلمها بخصوصه ، وإمّا بالخاصيّة ، وكذلك السبب في غيرها من السور والآيات المترتّب عليها ثواب وجزاء معين .(55)
أقول : ولآية الكرسي وآية شريفة «النور» وآية «رَبِّ أَدْخِلْني» وآيات اُخرى ختومات متعدّدة لها مناسبة لموضوعات الكتاب انصرفت عن نقلها .
ولابدّ أن نتوجّه أنّ أفضل الطرق للتشرّف بلقاء مولانا بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا فداه هو جلب توجّهه ورضايته الكاملة .
-----------------------------------------
54) ثواب الأعمال : 118 .
55) دارالسلام : 91/3 .
بازديد امروز : 9533
بازديد ديروز : 187140
بازديد کل : 118561809
|