امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
1 - مصاحبة ومجالسة أصحاب الأفكار الضعيفة والهشة

1 - مصاحبة ومجالسة

أصحاب الأفكار الضعيفة والهشة 

يجب على من يريد أن تكون له شخصية مرموقة وشاخصة في المجتمع السعي لمعرفة أصدقائه ومن حوله معرفة دقيقة، وأن يأخذ بنظر الاعتبار ماضيهم وكيفية تعاملهم مع الناس، وأمّا إذا تعامل مع أفراد ضعيفي الرأي والأفكار، وعاشرمن لم تتوفر فيهم الصفات المرغوبة والمقبولة لدى الناس فهذا لن يساعده على تخطي حواجز المشاكل وإنما يزيدها كثرة ويضيف عليها مشاكل جديدة.

قال الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام:

وَاحْذَرْ صَحابَةَ مَنْ يَفيلُ رَأْيُهُ وَيُنْكَرُ عَمَلُهُ، فَاِنَّ الصَّاحِبَ مُعْتَبَرٌ بِصَاحِبِهِ.(99)

وبما أنّ حكم الناس يترتب دوماً على ظاهر الأمور إذن لابدّ للإنسان أن يرى أنّ قيمة الأصدقاء من قيمة الأشخاص،ومن هذا المنطلق عليه الاجتناب والابتعاد قدر المستطاع عن الأصدقاء من ذوي الآراء المتزلزلة والضعيفة، ومن كلّ‏ شخص تدور عليه علامات الاستفهام وصاحب سلوك مشين، حتى يصان من التأثيرات السلبية التي يتركها هؤلاء من جهة وعدم عدّه على طبقتهم من وجهة نظر المجتمع من جهة اُخرى.

ونقول بكل تأكيد بأنّ كلّ من وضع حديث الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام هذا نصب عينيه وحمله على محمل الجدّ وعمل وأخذ الدروس والعبرّ منه وجعله مشروعاً لحياته فقد حصل على مستقبل زاهر ومفعم بالنفحات الإيمانية، وإنّ كلّ من طبق إرشادات أهل‏ البيت ‏عليهم السلام في برنامجه اليومي فقد حظي بالسعادة الأبدية.

انظر إلى سيرة حياة المرحوم السيد عزيز الله الطهراني والذي كان من أخيار زمانه، كيف استطاع ومن خلال ابتعاده عن ‏أصحاب الأفكار الضيقة الوصول إلى منازل الفيض المعنوي يقول هو:

كنت في مدينة النجف الأشرف مشغولاً ومواظباً على الرياضات الروحية من قبيل الصلاة والصيام والأدعية والزيارات، ولم أغفل ولو لحظة عن مراقبة النفس، وفي أحد الأيام نزلت ضيفاً على أحد الأصدقاء في مدرسة الصدر، وذلك عندما ذهبت إلى زيارة الإمام سيد الشهداء عليه السلام في عيد الفطر، وكنت أقضي معظم الأوقات في الصحن الشريف‏ ولكن أحياناً أذهب إليها للاستراحة.

وفي أحد تلك الأيام دخلت الغرفة، وكان فيها عدد من الأصدقاء وكان الحديث يجري على الرجوع إلى النجف‏ الأشرف فسألوني عن ذهابي؟ فقلت: اذهبوا أنتم فأنا في نيتي هذه السنّة زيارة بيت الله الحرام مشياً على الأقدام، حيث ‏طلبت ذلك تحت قبة سيد الشهداء عليه السلام وأرجو أن يستجاب دعائي.

فسخر منّي الأصدقاء وكلّ من كان جالساً في تلك الغرفة وقالوا: سيدنا؛ إنّ عقلك قد اُصيب بشي‏ء من الخلل نتيجة الرياضات الروحية التي تقوم بها وإلاّ فكيف لك وأنت بهذه الحالة من الضعف والمرض ومن دون أكل وشرب السير في‏تلك الصحاري القفاري وإنّك لسوف ترجع من أول مكان وفي أول بادية تصل إليها.

وبما أنّ الجميع قد عابني على فعلتي تلك ووصفونى بضعف العقل خرجت من الحجرة غاضباً وذهبت بحالة من‏ الإنكسار وعين ملؤها الدموع إلى ضريح أبي عبد اللَّه الحسين‏ عليه السلام فزرت الزيارة المخصوصة وذهبت إلى أعلى الرأس‏ الشريف والذي كنت دوماً ألجأ إليه في حاجتي ودعائي وبعد الفراغ من الصلاة والدعاء جلست أتضرع وأتوسل وأبكي، وفجأة شعرت بيدٍ تضرب على كتفي، فرفعت رأسي فوجدت شخصاً يرتدي اللباس العربي ولكنه يتكلم باللغة الفارسية وقال لي: أترغب في زيارة بيت الله  الحرام؟ فقلت له: بكل تأكيد.

فقال: فاحضر قليلاً من الخبز اليابس الذي يكفيك لمدة اُسبوع واحد وإبريقاً وملابس الإحرام وانتظرني في الساعة الفلانية لنذهب من هذا المكان المقدس إلى الحج سويةً، فقلت: سمعاً وطاعة، فخرجت من الضريح مسرعاً واشتريت‏ دقيق القمح وأعطيته إلى بعض النساء من أقربائي لكي يخبزنه لي.

فرجع أصدقائي جميعهم إلى النجف الأشرف فوصل اليوم الموعود فأخذت الوسائل التي طلبها مني ذلك الرجل ‏الفاضل وخرجت إلى المكان التي تم الاتفاق عليه، وبينما كنت أودع الإمام الحسين عليه السلام شاهدت ذلك الرجل أيضاً يودّع ‏الإمام‏عليه السلام، فسلمت عليه وخرجنا من الصحن سويةً.

فمشينا مسافة من الطريق، حيث لم يتحفنِ بكلامه النوراني وأنا بدوري لم أشغله بكلامي حتى وصلنا إلى غدير ماء،فقال: نستريح هنا قليلاً فتناول طعامك وخط بيده المباركة خطاً على الأرض وقال: هذا خط القبلة صلّ وأنا ذاهب وسوف‏ أعود إليك عصراً.

فذهب وبقيت أنا في ذلك المكان فأكلت وتوضّأت وصلّيت حتى جاء وقت العصر فجاء ذلك الرجل الجليل الطاهر وقال: قم لنكمل الطريق، وفعلاً مشيناً لساعات عدّة حتى وصلنا إلى ماء ثانٍ، فخطّ لي خطّاً آخر وقال: هذا خط القبلة فأبق ‏الليلة هنا وسوف آتي إليك غداً صباحاً، وعلّمني عدداً من الأذكار والأوراد، حتى مضينا على هذه الحالة سبعة أيام متتاليةحيث لم أشعر بأي تعب على الرغم من قطع تلك المسافات الشاسعة.

فقال لي في صباح اليوم السابع: أغسل معي في هذا الماء وارتدِ لباس الحرام وقل معي: لبيك اللهم لبيك، فاتبعت كلّ‏فعل وقول كان يقوم به ذلك الرجل الجليل.

ومشينا بعد ذلك لساعات اُخر حتى وصلنا إلى جبل فسمعت أصواتاً فقلت له: ما هي هذه الأصوات؟ فقال: عندماتصل إلى قمة الجبل سوف تشاهد مدينة فأدخلها ثم ذهب عني وغاب، فمشيت حتى نزلت من الجبل فدخلت إلى مدينة كبيرة فسألت أي المدن هذه؟ فقيل: مكة وهذا هو البيت الحرام.

فجأة خرجت من تلك الحالة وشعرت أنني كنت في غفلة من أمري فتأسفت كثيراً على مافاتني من رفقت سيدي‏ ومولاي بقية اللَّه الأعظم عجل اللَّه تعالى فرجه الشريف ولماذا لم أشخصه في ذلك الوقت وانتفع من نوره الإلهي ولكن لاينفع الندم ‏والحسرة. (100)

عندما ننظر إلى تشرف المرحوم السيد عزيز الله الطهراني ولقائه بالإمام الحجة بن العسكري عجل اللَّه تعالى فرجه الشريف نرى‏ أنّ تلك الكرامة والنعمة العظيمة التي حظي بها وقعت في ظل استخفاف واستهزاء أصدقائه الذين كان لهم نظرة ضيقة ومحدودة بالنسبة إلى المسائل والقضايا المعنوية، ولو كان قد تأثّر بها فمن المستحيل أن يحصل على تلك النعمة والفضيلة العظيمة والشرف الذي مابعده شرف.

وبالطبع فإنّ الرياضات الروحية التي قام بها هي العامل القوي الذي وفر له الأرضية المناسبة للإبتعاد عن هؤلاء الأصدقاء وبالتالي التشرف بلقاء صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه.


99) نهج البلاغة: الرسالة رقم 69.

100) معجزات و كرامات الأئمّة الأطهار عليهم السلام: 110.

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 2794
    بازديد امروز : 132369
    بازديد ديروز : 180834
    بازديد کل : 141911110
    بازديد کل : 97825076