4 - تعلّم العلوم عن طريق ماوراء الحسّ
هذه نقطة جميلة من المناسب التركيز عليها وهي : إنّ تعلّم العلم والمعرفة عن طريق السّمع والبصر والإستفادة من القوى الحسّيّة للإنسان، هما من الحواسّ الخمسة الظّاهريّة له .
ونظراً إلى قضيّة تكامل العقول في عصر الظّهور المشرق وحياة القلوب ، فسيكون الحصول على العلم والمعرفة عن طرق ماوراء الحسّ بأساليب كثيرة ومتعدّدةً .
ومن خلال الإمعان والتّفكير بما قلناه ، فإنّه من الواضح إنّ حياة القلب وتكامل العقل تفتح الباب على مصرعيها ، لأجل الحصول وكسب العلم والمعرفة .
لذا فلاينحصر العلم في ذلك الزّمان الّذي يتمتّع به عامّة النّاس بالحياة القلبية والتّكامل العقل بطريق السّمع والبصر ؛ بل إنّه وبواسطة القدرات الّتي هي ماوراء الحسّ سيتمكّن الإنسان وبسهولة زيادة علمه ومعرفته .
وما مسألة «المشاهدة الفؤاديّة» الناتجة من «الحياة القلبيّة» إلاّ نموذجاً مصغّراً من طرق تعلّم العلم والمعرفة ، وذلك بالإستفادة من القدرات الكامنة وراء الحسّ .
إنّ عصر الظّهور المشرق هو عصر العلم والبصيرة والحصول على القدرات ماوراء الحسّيّة نتيجة الحياة القلبيّة ، وبواسطة تلك العقيدة القلبيّة يتمكّن الإنسان من زيادة علمه وثقافته .
ففي ذلك العصر البهيج لاينحصر تعلّم البشريّة للعلوم والمعارف عن طريق العين والأذن ؛ بل يتجاوزهما ويصبح من الممكن تعلّمهما عن طريق القلب والبصيرة أيضاً .
ونظراً لفتح طرق حسّيّة وطرق ماورائيّة في عصر الظّهور المشرق ، سيثبت أنّ العلم والمعرفة لاتنحصر فيهما .
النقطة الأخرى المثيرة للإهتمام هي عموميّة وانتشار وفتح الباب أمام الجميع في طرق التّعلم ، من أمثال الإلقاء في القلب ، والإستفادة منها كما جاء هذا الموضوع في الرّواية .
لا شكّ في أنّ العالم في زماننا الحاضر ومع التّخصّص والمهارة الّتي يحملها في فرعه ، فإنّه عاجز وضعيف عن درك بقيّة العلوم الأخرى ؛ لأنّ طريق العلم محصور في السّمع والبصر ، وهذه هي عين المحدوديّة لتعلّم ونشر العلوم بين أوساط الناس ، وحاجز قويّ يقف حائلاً أمام العلماء .
ونظراً للطّهارة وتهذيب الرّوح الإنسانيّة والقضاء على الشّيطان وتكامل العقول ، فمن الطبيعي جدّاً تصبح طرق التعليم عموميّة ، ويمكن للجميع كسب العلم عن طرق لاتنحصر في السّمع والبصر .
اج جا مهمان : 0
ڪالھ جا مهمان : 230472
ڪل مهمان : 122419950
|