أجر الرسالة العالمية

يحتم الواجب على أهل العالم جميعاً أداء أجر رسالة النبي الأعظم صلّی الله علیه وآله والتفاعل الحقيقي مع ذلك؛ لإن الدين الإسلامي المبين يتضمن تعاليم شمولية وعالمية ولابد لجميع أبناء البشرية الإيمان به، وبما انّ مؤدّة ذوي القربى والمعصومين علیهم السلام هو المصداق الحقيقي البارز لأجر رسالة جدهم النبي الأكرم صلّی الله علیه وآله إذن فانّ مؤدّة ذوي القربى أمر واجب وقائم على الجن والأنس ولايمكن التغافل عن ذلك وركنه جانباً.
وبالطبع فإن الدين الإسلامي الحنيف سيكون هو الدين الذي يهيمن ويبسط سلطاته على أصقاع العالم برمته، وذلك عبر الحكومة الإلهية لمولانا بقية الله الأعظم (ارواحنا فداه)، ولن يبق دين من الأديان العالمية، وبالنتيجة سوف يؤدي جميع الناس أينما يكونون حق الرسالة واجرها، وإظهار المحبة الشديدة والمؤدّة الخالصة لأهل البيت علیهم السلام وهذه بشارة بإمتياز.
ولعل بداية قبول العالم بمؤدّة ومحبة أهل البيت علیهم السلام نابع من ناحية معرفة تلك البشرية بمواقف الإمام الحسين علیه السلام وشيوع ثقافة ومبادئ عاشوراء؛ بإعتبار إن أهل العالم قد حصل لديهم العلم الكافي والشافي عن مظلومية وشهادة هذا الإمام الهمام وأهل بيته وأصحابه المنتجبين، وذلك قبل ظهور مولانا صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالی فرجه وفي النتيجة يطرح مولانا الإمام نفسه على أنه هو المنتقم لدم جده الإمام الحسين علیه السلام ويعرف نفسه الى البشرية بذلك. وفي نهاية المطاف سيدخل العالم في مرحلة إستحقاقات جديدة، ومن خلال قهره والغلبة عليه سوف يذعن، وتدخل البشرية جمعاء الى الإسلام طوعاً، والإطلاع على حقائقه الناصعة، فتنفتح قلوبهم وأبصارهم لكلمة الحق، فحينئذ سيشع نور محبة ومؤدة أهل الوحي والرسالة علیهم السلام في قلوبهم وعقولهم.