الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
التذكير بنقطة

   التذكير بنقطة

لعلّ السائل قد يرى نفسه لايملك المواصفات التي تؤهله لكسب التوفيقات الإلهية، ويعتقد بأنّ التوفيقات التي نالها المقرّبون من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم والشيعة الخلص هي حاجة عظيمة بعيدة المنال، ولكن مع هذا يجب عليه الدعاء بأعظم‏ الحوائج وأثمرها، إذ لابدّ له من الأخذ بنظر الإعتبار أنّه في محضر مليك مقتدر مالك السموات والأرضين وعنده خزائن‏ كلّ شي‏ء، وليس النظر إلى حاله وذلته وضعفه هو.

ويعتقد البعض أنّ الإنسان عليه أن لايطلب من اللَّه سبحانه وتعالى أكثر من ما يستحقه، ففي البداية لابدّ له من معرفة مؤهلاته وصلاحياته ومن ثم الدعاء إلى الطلب وتحقيق هدفه.

إنّ هذه العقيدة وعلى فرض صحتها فإنّها ليست قاعدة كلية؛ لأنّ هناك بعض الأوقات والأماكن تتمتع بعظمة ومنزلة كبيرة عند البارئ جلّ وعلا، حيث يمكن للإنسان أن يدعوه بأيّ حاجة كانت - حتى وإن كانت عظيمة وكبيرة - فنقرأ في زيارة وداع أميرالمؤمنين عليه السلام:

اَللَّهُمَّ وَفِّقْنا لِكُلِّ مَقامٍ مَحْمُودٍ وَأَقْلِبْني مِنْ هذَا الْحَرَمِ بِكُلِّ خَيْرٍ مَوْجُودٍ.(199)

إنّ العظمة والمكانة والوجاهة التي يحملها الحرم الطاهر لسيد الموحدين مولانا أمير المؤمنين ‏عليه السلام تسمح للزائر وتعطيه ‏الإجازة والجرأة لطلب التوفيق لكل مقام محمود وخير موجود.

لذلك ومع أنّ السائل كونه لايملك الاستحاق والجدارة لطلب بعض المقامات، ولكن عظمة بعض الأماكن والأزمنة لدى البارئ المتعال تعطي الإجازة والشجاعة الكافية لطلبها وتحقيقها.


199) بحار الأنوار: 382/100.

 

 

 

 

    زيارة : 2650
    اليوم : 0
    الامس : 98839
    مجموع الکل للزائرین : 134610180
    مجموع الکل للزائرین : 93061372