الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
تهذيب النفس يُسهّل الإستفادة من القدرات الروحية

 تهذيب النفس يُسهّل الإستفادة

من القدرات الروحية

إنّ البحث عن النفس وحالاتها هو بحث في غاية الأهمية ويحمل في طياته المتعة والجمالية، ويحتاج الغور فيه إلى‏كتاب مستقل، ولكن هنا نتطرق إليه باختصار ونقول: إنّ النفس وكما أنّها تستطيع أن تنزل بالإنسان إلى الحضيض ومستنقع‏ الرذائل فإنّها قادرة على التحليق به في عالم المعنويات والمقام الملكوتي الملائكي وتجعله صاحب حالة من النورانية «التروّح».

يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام:

مَنْ اَصْلَحَ نَفْسَهُ مَلَكَها.(136)

ويلاحظ أنّ الشخص الذي يمتلك زمام نفسه ويروضها، فإنّه قادر بالفعل على الإستفادة من قدراتها؛ باعتبار أنّ النفس‏ في حالة الإصلاح والتهذيب تكون تحت سيطرة وحاكمية القوى العقلية، ففي تلك الصورة يكمن التحكم بالأهواء النفسية الدنية، وكذلك لايمكن للهواجس النفسانية من محو الصفحات الذهنية وتلويثها بسهولة.

وفي هذه الصورة تتجه المتطلبات والرغبات النفسية لتأخذ قالباً رحمانياً، وتتناغم تدريجياً مع العقل، وعليه لن ترفع ‏يدها في مجابهة العقل، وإنّما تكون طوعاً وسنداً وعوناً لما تريده القوى العقلية.

وحينما تقع القدرات النفسية للإنسان تحت سيطرة وحاكمية القوى العقلية وتكون المدافع والمحامي عنها، فهنا تتبلور وتتشكل‏حالة «التروّح»، وفي تلك الصورة يمكن إزالة الآثار المادية عن الجسم، وفي خضم ذلك تنصقل أجمل وأروع الحالات الروحية والمعنوية وتخرج إلى النور عبر مخاضات عسيرة.


136) شرح غرر الحكم: 160/5.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2652
    اليوم : 0
    الامس : 142743
    مجموع الکل للزائرین : 137799651
    مجموع الکل للزائرین : 94754743