ماذا يحدث لو استطاع الإنسان

السيطرة على القدرات النفسية؟

يوضح أحد العلماء الأعلام مسألة القدرات النفسية فيقول في هذا الصدد:

«إنّ النفس لو تركتها في شأنها فلن تكون خالية من الإبداع؛ لأنّها تنشئ الصور، ولهذا فهي تكون مظهراً لصفة إبداع‏ وعظمة الخالق عزّ وجلّ. أيّها العزيز أنت أيضاً تمتلك تلك الهيئة، ولكن أثرها المطلوب ضعيف؛ لأنّ وجودك ضعيف، إنّك‏ تستطيع أن تخلق بحراً من النار، والحال أنّ هذا الأمر لا حقيقة له، وهذا ناتج من الصور الخيالية، فإنّها إذا أخذت جانب‏ القوة توجب الأثر.

إنّ واحدة من معجزات الأنبياء هي قوة النفس التي امتلكوها والتي كانوا يتحكمون بها بمحض إرادتهم ومشيئتهم، وبما أنّ أنفسنا ضيقة فهي لاتمتلك قوة كبيرة، وعليه فإنّ النفوس السعيدة تقوى في دار الآخرة وتحلق، إذن فعلينا ان نعمل‏ لكي تكتمل هذه النفس في هذه الدنيا؛ لأنّه في هذه الحالة فسوف تتمتع النفس الإنسانية ونتيجة تهذيبها وتكاملها بجانب‏ من القدرات الخلاقة، فتكون قادرة على اتخاذ القرار بمحض الفكر، ومن ثم تحققه في الخارج».

نعم وهذا ما صرّح به أميرالمؤمنين عليه السلام حين قال:

مَنْ قَوِيَ عَلى نَفْسِهِ تَناهى في الْقُدْرَةِ.(137)

إنّ كلّ إنسان منّا باستطاعته ومن خلال تصميم قاطع وإرادة قوية وطلب العون من الله سبحانه وتعالى، من إيجاد تحول ‏عظيم في نفسه، ويكون صاحب شخصية جديدة بامتياز وقدرات وقوى خارقة وعظيمة.

---

137) شرح غرر الحكم: 254/5.