من الصفر إلى القلب المخلص

  يتشرّف العديد من النّاس يومياً بزيارة ضريح الإمام الرّضا عليه السلام ، والإستفادة القصوى من الأجواء المعنويّة والرّوحيّة الموجودة في ذلك المكان المقدّس ، والإستلهام من ألطافه وعظمته.

  ونرى أنّ البعض من هؤلاء الزّائرين قد هيّأ نفسه مسبقاً ، وقدم العدّة والمقدّمات الضّروريّة واللاّزمة لهذا الأمر ، فأتى إلى الحضرة المباركة والنّورانيّة وقلبه حاضر ومستعدّ ، وأمّا البعض الآخر فنجده لم يصل إلى هذه الدّرجة والمنزلة من الخلوص والصّفاء القلبي ، ولكنّه تأثّر في نفس الوقت بعظمة وقدسيّة المكان الملكوتي ، فيبدأ مشواره الجديد ويشرع من العدد صفر ، ويستمرّ في هذا المنهج حتّى يبلغ مرحلة القلب المخلص ، وهذا من المستحيل وقوعه وحدوثه إلاّ من بعد ما يبديه الإمام الرؤوف عليه السلام من عناية وتوجّه لذلك الشّخص.

  ويستطيع الإنسان من دون أدنى شكّ تخطي الحواجز والعقبات والوصول إلى المراتب العليا والرّفيعة من الكمالات المعنويّة ؛ وذلك من خلال خلوص القلب‏وإخراج الأنداد منه ، وجعله حريماً خالصاً للَّه سبحانه وتعالى ، وقطع العلقة بالآخرين ، ليرتفع بالتّالي إلى أعلى مقامات ومنازل أهل العرفان وأفضلها وهو ما يطلق عليه إسم الرّضا.

  وعند حدوث مثل هذه الحالة فسوف يكون الشّخص مستعدّاً للقبول بالالام والعلاج والوصل والهجران والرّضا بما يرضاه له الخالق المصوّر ، فيضاف إلى قضيّة التّسليم قبال الإرادة والمشيئة الإلهيّة الرّضا بتقدير البارئ عزّ وجلّ وبحكمه.

  فذا جرحاً وذا برءاً رجاه وذا هجرٌ وذا وصل سلاه

  ولي في كلّ قد ما مرّ ميلٌ اذا نال الحبيب به رضاه