الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
عجز العلم الحديث عن استئصال جذور الأمراض

عجز العلم الحديث عن استئصال جذور الأمراض

  أوضحت المؤشرات الكثيرة ، أنّ الدّول العظيمة الّتي تدعي كلّ هذا التّطوّر والتّقدم في مجالات العلم والمعرفة ، ظلت عاجزة عن اجتثاث جذور الأمراض واستئصالها ؛ بل وحتّى عاجزة عن مواجهتها والحيلولة دون انتشارها.

  إضافة إلى المعاصي الّتي ذكرناها فإنّ هناك الكثير من العوامل المساعدة الّتي تسوق الإنسانيّة إلى الإبتلاء بالالاف من الأمراض المختلفة والمتنوّعة ، من قبيل قلّة الإمكانيّات العلميّة ، وضعف الإرادة ، والفقر الإقتصادي ، وعدم توفّر الوسائل الصّحّية ، وتلوث البيئة (6) ، والنّقص الحادّ في الأدوية وضعف العلاج على المستوى العالمي .(7)

  ويعاني اليوم ملايين الأشخاص من الآلام والأوجاع بسبب مختلف الأمراض ، ولم تستطيع الدّول المتطوّرة علميّاً وحضاريّاً - حسب إدّعائها - إكتشاف الفايروس الأصلي المسبّب لها والقضاء عليه .

  أليس من المفروض أنّ «المريض يطلب العلاج» ؟ فلماذا ظلّ العلم رغم تطورّه ، لم يقدّم شيئاً لمعالجتها مع كلّ هذا التهويل الإعلامي؟ أليس أنّ لكلّ داء دواء بل أكثر من دواء ، كما قال الشّاعر الإيراني المعروف سنائي ما مضمونه :

 قد علمنا الأدواء من غير حدّ                   كلّ داء منها حوي ألف داء

  فلماذا لايتمكنون هؤلاء الّذين يدّعون أنّهم قادة العالم وسادته من إيجاد علاج واحد من ألف - وليس الآلاف ! - لكيلا يكونوا مصداقاً لقول الشّاعر الإيراني المعروف صائب ، حين قال ما مضمونه :

    يا فاتحاً للنّاس دكّانه                          ولیس فیه حاجة تشتری

  إنّ هذه النّتائج الحاصلة جاءت كلّها نتيجة إلافرازات النّاجمة عن عصر الغيبة المظلم ، وابتعاد العالم عن الحكومة العادلة للإمام بقيّة اللَّه الأعظم عجّل اللَّه تعالى فرجه ، الشّاهدة على الخليقة ، والمطّلعة على كلّ ذرّة في عالم الموجودات .

  ومهما يكن من أمر ، فإذا حكم خليفة اللَّه في الأرض ، ستمحى بكلّ تأكيد كلّ آثار الجهل والعجز ، وذلك إنطلاقاً من كون عصر الظّهور هو عصر إحياء كلّ العوامل الإيجابيّة والقيّمة ، وإزالة العوامل المحبطة والسّلبيّة عن كلّ مناحي الحياة .

  نعم ؛ علينا أن نفهم أنّ حالة الضّعف والجهل ستفقد مصداقيتها وتولّي إلى الأبد في ذلك العصر ، الّذي يكون الدستور الإلهي هو الحاكم الأوّل والأخير فيه ، وستنتهي كلّ العوامل الهدامة والمحرّمة وتزول عن جادة الإنسانيّة ، ولكن في عصر الغيبة فإنّ الوضع مختلف ؛ حيث مزج الحقّ مع الباطل ، وأصبح من الصعوبة بمكان فرز ، وتشخيص العوامل الإيجابيّة عن السّلبيّة .

  وبهذا الدّليل سيبقى معرفة العامل الأساسي الكامن وراء الكثير من الأمراض مجهولاً وغامضاً .(8)

  ونبيّن هنا نموذجاً واحداً : لم تعرف أو تشخّص حالات الضعف الجنسي لدى الرّجال الحاصل بفعل الأمواج الّتي يتركها النّقّال .

  «يقول العلماء البلغاريّون : يؤثر حمل النقّال القويّ على الرّجال تأثيراً كبيراً . ويقول الباحثون في جامعة «زكد» البلغاريّة أيضاً : تتمكّن الأمواج الصّادرة من النّقّال هذا من تقليل الحيامن في الرّجال إلى الثّلث .

  وقدّمت نتائج هذا التّحقيق الّذي جرى على أكثر من 300 رجلاً إلى مؤتمر معرفة الجنين والولادة الإنساني في أوروبا .

  وهذا التّحقيق هو الأوّل من نوعه الّذي يجرى حول كيفيّة تأثير الأمواج الكترو مغناطيسيّة على حيامن الرّجال ، واستطاع من الخروج بنتيجة مفادها : أنّ الرجال الّذين يستعملون النّقّال طوال اليوم معرضون إلى إمكانيّة انخفاض حيامنهم إلى الثّلث بالنّسبة إلى نظرائهم الّذين لايستعملونه . بالإضافة إلى هذا الأمر فإنّ حركة الحيامن الباقية ستصبح غير عاديّة ممّا يؤدّي على التّأثير على المبيض وعلميّة التّخصيب .

  وهذه النّتائج توضح أنّ النّقّال القويّ يؤثر بشكل سلبي على حيامن الرّجال وعمليّة الإنجاب عندهم .

  وأظهر البرفسور «هانس ايورس» الرئيس السابق لجمعيّة الولادة في أوروبا : أنّ هناك الكثير من العوامل الأخرى الموجودة في هذا البحث قادرة على وضع بصماتها الواضحة على الرّجال ، ولكنّها لم تأخذ نصيبها من البحث والدّراسة إلى الآن ، لهذا يجب البحث وبشكل أكثر دقّة في التّأثيرات الجانبيّة للنّقّال على حيامن الرّجال .»(9)

  وأيضاً هناك تقارير تكشف أنّ الصّناعات الحاليّة هي عامل مهمّ أخر للكثير من الأمراض المختلفة:

  1 - أحد هذه التقارير يقول : إنّ هناك تخوّفات من الإشعاعات الكترومغناطيسيّة الّتي يرسلها الجوال ، حيث تصيب سلامة الإنسان وصحّته في الصميم ، خصوصاً وأنّ هناك رأي قائل : إنّ هذه الأشّعة بإمكانها التّأثير على خلايا الجسم والدماغ ، وأيضاً على كلّ النّظام الدّفاعي للجسم فتعرّضه إلى الإصابة بأمراض خطيرة وفتاكة مثل السّرطان أو الآلزايمر .

  وتشير التحقيقات الأخيرة الّتي أجريت في المختبرات الأوروبيّة أنّ الأمواج والإشعّاعات الراديويّة الصّادرة من الهواتف المحمولة تدخل وباستمرار إلى DNA الإنسان والحيوان ، وبالتّالي توجد تغيّرات في تلك الخلايا .

  ومن الممكن أن تكون هذه التغيّرات هي العلّة الإحتماليّة لمرض السّرطان ، ولكن هذه التحقيقات ظلّت تراوح في مكانها ، ولم تؤكّد بشكل قاطع : هل أنّ هذه التغيّرات الحاصلة في الخلايا لها علاقة بمرض معيّن أم لا ؟

  وهناك دراسات أخرى تبيّن حصول تغيّرات بيولوجيّة مشابهة ، ولكن لم تعط الدّليل الكافي حول تأثيراتها المباشرة على الإنسان وصحّته .

  وعلى أيّ حال ، فإنّ التّجارب الّتي أجريت على الفئران أوضحت بشكل لايقبل الشكّ ، أنّ الأمواج الصّادرة من الهواتف المحمولة لها القابليّة على الإضرار بسلامتها ، ولكن لم يتّضح بعد : هل أنّ هذه النّتائج الّتي تمّ الحصول عليها تؤثر على الإنسان أم لا ؟

  وأوضحت أيضاً أحد الدّراسات الّتي أجرها علماء فنلنديّون في سنة 2002م أنّ الأمواج الكترومغناطيسيّة تؤثر على الأنسجة الدماغيّة ، ولكن عاد هؤلاء وقالوا : أنّهم بحاجة إلى المزيد من الوقت لإجراء تحقيقات وتجارب إضافيّة لإثبات : هل أنّ هذه الأمواج لها ذلك التأثير على الإنسان الحيّ أم لا ؟

  وادّعى عدد من العلماء السويديّين أنّهم عثروا في سنة 2002 م على حلقة وصل وارتباط مابين النّقّال الّذي يحتوي على نظام قديم بإسم «أنالو» وبين الأورام الموجودة في الدّماغ . وبيّنت هذه الدّراسة أنّ 30% من الأشخاص الّذين استفادوا من هذا النّظام تعرّضوا إلى هذه الأورام المتقدّمة عن غيرهم ، وكانت هذه النّتائج مثيرة للجدل ، ولكن إلى الآن لايوجد تحقيق أو دراسة مشابهة ، توضح التّأثيرات الّتي تتركها الأجهزة الحديثةGSM على سلامة وصحّة الإنسان .

  وهناك تقارير يشير أنّ الأشخاص يصابون بأوجاع في الرّأس وحالة من التّعب والإرهاق ، أو فقدان التّمركز والسّيطرة بعد الإستفادة من النّقّال .(10)

  2 - إنّ الأمواج الراديويّة الّتي تنبعث من النّقّال تصيب خلايا الجسم و DNA ، حيث أنّ التّعرّض المستمرّ ولفترات طويلة يؤدّي إلى إصابة تلك الخلايا ، ولايمكن في أيّ حال من الأحوال إعادتها إلى وضعها وعهدها السّابق .

  ويمكن مشاهدة هذه النّتائج والّتأثيرات على الجيل الثّاني حيث أنّ حصول الطّفرة في DNA يكون بسبب مرض السرطان .

  ولهذا السّبب فإنّ العلماء يؤكّدون ويوصون على عدم إستفادة الأطفال من الهواتف النّقّالة إلاّ عند الحاجة الضّروريّة ، باعتبار أنّ الطّفل يكون أكثر عرضتاً للإصابة في تلك الخلايا من الكبار .

  بالطبع فإنّ الشّركات المصنعة للهواتف النّقّالة ، تدعي أنّه لم يعرف إلى الآن أيّ تأثيرات جانبيّة تتركها هذه الأجهزة على جسم وخلايا الإنسان ، في الوقت الّذي يستفيد أكثر من 1/5 مليار شخص في العالم منها.(11)

  على أيّ حال فقد مضت سنوات كثيرة على إختراع الهواتف النّقّالة ولكن لم تعرف ما هي الآثار الّتي تتركها على نفسية وأعصاب الأشخاص ، ولكن سيأتي ذلك العصر الّذي ينهل الجميع من النّبع الرّقراق لعلوم أهل الوحي والرّسالة عليهم السلام حينما لاتبقى الاُمور مجهولة هكذا، وستكشف جميع مصادر وعلل الأمراض ، وحينما يعمل على القضاء عليها ومحوها عن هذا الكون الرّحب .

  إذن ؛ ألا يستدعي وصول هكذا عصر وزمان الّذي ملؤه الصّحّة والسّلامة والقوّة دعاءنا وابتهالنا وتضرّعنا إلى اللَّه عزّ وجلّ ؟!


6) أعلن صندوق البنك العالمي للبيئة ونقلته وكالة أنباء «إيسنا» أنّ حدود 800 ألف شخص في العالم يموتون جراء تعرّضهم للأمراض التّنفّسية وتلوث البيئة ، وأنّ 500 ألف منهم يسكنون في القارّة الأسيويّة .

  مدير التلوث البيئي في وزارة الصّحّة : يموت سنويّاً 8/2 مليون شخص في العالم نتيجة تلوّث البيئة والعيش في أماكن مغلقة .

  تقرير صادر عن منظمة الصّحّة العالميّة : أنّ 200 ألف حالة من 3 ملايين حالة وفاة تحصل بسبب الأمراض النّاشئة من تلوث البيئة في الهواء الطلق . وأنّ 90% من حالات الموت الحاصلة في الدّول النّامية نتيجة التّلوث البيئي في الأماكن المغلقة . (الإحصائيّات تكشف : 201)

7) تمّ الإعلان مؤخّراً أنّ في إيران وحدها يحدث فيها سنويّاً 55 خطأ طبّياً فادحاً ، حيث أنّ عشرة آلاف وخمس مائة منها تؤدّي إلى الموت ، و23 ألفاً منها تنجر إلى حدوث نقص في الأعضاء . (الإحصائيّات تكشف : 72)

8) أحد أساتذة جامعة مون بليه (فرنسا) : عرف إلى الآن حدود 3500 مرض يصيب الإنسان بقى الطبّ الغربي الجديد عاجزاً عن تقديم العلاج المناسب لها . (الإحصائيّات تكشف : 205)

9) مجلّة العالم : سنة 1383 العدد 492 صفحة 25 .

10) كليك رقم 31 : صفحة 8 ، الضميمة الملحقة في جريدة «جام ‏جم» ، عدد 1335 ، الصّادرة في يوم الأحد ، 13 شهر دي ، سنة 1383.

11) حكيم رقم 59 : صفحة 2 ، الضميمة الملحقة في جريدة «جام ‏جم» الإيرانيّة الصادرة في يوم الثلاثاء 15 شهر دي سنة 1383 .

 

 

 

 

    زيارة : 7925
    اليوم : 42208
    الامس : 86454
    مجموع الکل للزائرین : 131921533
    مجموع الکل للزائرین : 91465187