الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
عودة القدرة والقوّة

 عودة القدرة والقوّة

  2 - إنّ النّقطة الّتي يمكن إستنباطها من هذه الرّواية والجديرة بتسليط الضّوء عليها هي : إنّ البشارة الواردة فيها ، لاتقتصر على مسألة إزالة الضّعف والمرض عن البشريّة جمعاء ، وإنّما تتضمّن إحلال القدرة والسّلامة بدلاً عنهما .

  لأنّ الإمام قال عليه السلام : «ومن ذي ضعف قوي» ، فلايبقى على وجه المعمورة شخص ضعيف بل سوف يتمتّع الجميع بحالة من القدرة والقوّة والإستطاعة .

  وهذه حقيقة وردت أيضاً في الرّواية الواردة عن الإمام الصّادق عليه السلام ، عن الإمام الباقر عليه السلام ، عن الإمام السّجّاد عليه السلام ، حيث صرّح الإمام عليه السلام فيها :

 إذا قام القائم أذهب اللَّه عن كلّ مؤمن العاهة ، وردّ إليه قوّته .(2)

  ونظراً للموشرات والدّلائل الثّابتة والقائلة ، إنّ عصر الظّهور هو عصر الإيمان ورجوع الإنسانيّة إلى فطرتها السّليمة ، يتّضح أنّ الجميع سيتمتّعون بالسّلامة الكاملة ، بالإضافة إلى إعادة قوّتهم وقدرتهم إلى سابق عهدها .

  أليس من المناسب ، أن يرفع الأشخاص الضّعفاء والعاجزون والمرضى ، الّذين يملؤون العالم أيديهم بالدّعاء من أجل رفع هذه المصائب والأمراض ، والتّعجيل بوصول موعد الخلاص من كلّ الويلات ؟

  أليس من حقّ الجميع معرفة الحقيقة القائلة : بأنّ عصر الظّهور هو عصر شفاء المرضى والمبتلين ؟ أو أليس من حقّ النّاس أن تعلم أنّه وبعد انقضاء ملياردات من السّنين من خلق الأرض ، وبعد مرور الألوف من السّنوات من خلق الإنسان ، لم يتحقّق الهدف النّهائي والحقيقي من وراء خلق الإنسان في هذا الكون ؟ وهل يظنّون أنّ اللَّه سبحانه وتعالى خلق هذا الكون العظيم والبديع من أجل هذا الوضع المزري والحالة المأساويّة الّتي يمرّ بها الآن ؟

  أليس وجود كلّ هؤلاء الأشخاص الضّعفاء وذوي العاهات والمعلولين والمرضى وناقصي الخلقة ، مع علم اللَّه عزّ وجلّ وقدرته العظيمة ، دليل على أنّ العالم لم يعيش إلى الآن في ظلّ الحكومة الإلهيّة العادلة ؟

  ألا يعلمون أنّ اللَّه عظم شأنه سينجي كلّ ذي همّ وغمّ ممّا هو عليه ببركة وجود أهل الوحي والرّسالة عليهم السلام ؟!

  نعم ؛ في ذلك العصر الّذي ستشع فيه الأنوار الزّاهرة والمشرقة للولاية على سطح المعمورة، سينجي ويخلص البارئ عزّ وجلّ - وبفضل تلك الأنوار المتلالئة لأهل البيت عليهم السلام - جميع البشريّة من البلايا ، بحيث لايبقى أيّ شخص يعاني فيه من أيّ شي‏ء يذكر .

  يقول الإمام الحسين عليه السلام :

... ولايبقى على وجه الأرض أعمى(3) ولا مقعد ولا مبتلى إلاّ كشف اللَّه عنه بلاؤه بنا أهل البيت عليهم السلام .(4)

  ونستفيد من هذا الكلام النوراني أنّه سترفع في ذلك العصر العظيم كلمات من قبيل المصائب والمشاكل ، وسوف لن يبقى لها مكان في قاموس البشريّة ، ويصل الحزن والغمّ إلى مراحله الأخيرة ، ويمحى كلّ مرض وبلاء ، ويعمّ السّرور والفرح كلّ شبر من الأرض ، هذا كّله نتيجة الأثر الّذي تتركه قدرة ولاية أهل البيت عليهم السلام والّتي ستحكم وبإرادة اللَّه عزّ وجلّ كلّ العالم .

  والملاحظة الّتي يمكن أن تسجل هنا هي : «أنّه ومنذ زمان بقراط الطبيب اليوناني المعروف ، فإنّ الأطبّاء وبعد البحث والدراسة قد توصّلوا إلى الآن من إكتشاف «40000» مرض يمكن أن تصيب الإنسان، وتشخيص علائمها وإيجاد العلاج اللاّزم والشّفاء منها .»(5)

  إنّ هذه الإحصائيّة الّتي أوردناها تتعلّق بعشرات السّنوات الّتي خلت ، ونظراً لزيادة المعاصي والآثام ، فإنّ هناك أمراض جديدة ظهرت إلى الوجود تأييداً لما جاء في الرّوايات والأحاديث الواردة ، حيث أنّ جميعها أكّدت أنّ المعاصي وزيادتها في المجتمع توجب حصول وظهور أمراض جديدة .


2) الغيبة المرحوم النعماني : 317 .

3) منظمة الصّحّة العالميّة : يعيش في الوقت الحاضر أكثر من 45 مليون شخص أعمى يتوزّعون في مختلف أنحاء العالم ، ويضاف إليهم سنويّاً مليون إلى مليونين شخص آخر . (الإحصائيّات تكشف : 202)

4) بحار الأنوار : 62/53 .

5) العقل المفكّر للعالم الشيعي : 387 .

 

 

 

 

    زيارة : 7804
    اليوم : 23140
    الامس : 86454
    مجموع الکل للزائرین : 131883397
    مجموع الکل للزائرین : 91446119