امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
المدخل

المدخل

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الأولين و الأخرين.

من الملاحظ فإن هناك وظائف ومسؤوليات في خضم التعاليم الدينية لها تأثيرات مباشرة في إيجاد التحولات والتغيرات في وضعية الإنسان والعمل على هزيمة الشياطين والعوذ من شرورهم، وذلك قبل سائر البرامج والمفاصل الأخرى، ويتمكن محبي وشيعة أهل البيت علیهم السلام ومن خلال القيام بتلك الوظائف والمسؤوليات الملاقاة على عاتقهم من كسر ظهر الشياطين والغلبة عليهم وقطع دابرهم، ومن هذا المنطلق وإنسجاماً مع هذه الحقيقة ينبغي لمحبي بيت الطهارة والوحي علیهم السلام التعرف عليها والتعامل معها بالشكل المطلوب الأمر الذي يؤدي الى زيادة مستوى القرب الى الله تبارك وتعالى والى آل الله.

وفي سياق التعاليم والدساتير الواردة عن لسان أهل البيت علیهم السلام فإن هناك عنوانان يدخلان في معادلات قيمية ولامندوحة من التعريج عليهما، ويلعبان دوراً مهماً وشاخصاً في التقرب الى البارئ عز وجل وأهل البيت علیهم السلام، أحدهما الزيارة والأخر إقامة الشعائر والعزاء على الإمام الحسين علیه السلام، ولا يتأتى ذلك الا بعد إستعابهما معاً والقيام بهما عن وعي ومعرفة.

ومما لاشك فيه فان زيارة سيد الشهداء علیه السلام وإقامة الشعائر الحسينية المقدسة يوجد القدرة المعنوية، وتعتبر بالمناسبة عملية توظيف بارعة للقوى لدى الزائرين والمعزين، ولها الأثر القاطع في زيادة إرادتهم، وإيجاد الشخصية المتزنة والإيجابية، وتجعلهم من تلك الثلة المقربة عند الملك المقتدر.

ويتحقق في الحقيقة ما قلناه في حالة معرفة محبي وشيعة أهل البيت علیهم السلام عن كيفية الزيارة بكل دقائقها وأسرارها، والعلم عن كيفية إقامة كبار وعظماء الشيعة العزاء والمراثي والمآتم للإمام الحسين علیه السلام، والإطلاع عن طبيعة وماهية زيارات هؤلاء الأبرار وكيف كانوا يحيطونها بهالة من القداسة والعظمة والتي جاءت بسبب إرتقائهم الى أعلى وأسمى المراتب الروحية والمعنوية.

ولعل الشيء الذي يمكن الإستفادة منه ومن خلال إعمال الدراسة والتحقيق والبحث في الروايات الشريفة والأحاديث الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة علیهم السلام وكذلك النظر في سلوكيات وأفعال وحياة بعض عظماء الشيعة هو ان الزيارات وإقامة العزاء

والشعائر الحسينية المهمة التي كان يقوم بها هؤلاء الأبرار عن معرفة ودراية، لعبت دوراً مهماً للغاية في إدخالهم مدارات من الرقي العلمي والمعنوي وبالتالي بناء المكانة الكبيرة في نفوس الجماهير.

ومن هنا نقول: إن شيعة أهل البيت علیهم السلام إذا حذو في زياراتهم وشعائرهم حذوه كبارهم وعظمائهم، والنظر إليها بنفس النظرة والتي إستقطبت الأرواح والعقول، ورعاية مافعلوه في المراسم الربانيّة فإنهم سيصلون ومن دون شك وترديد الى الحالات والمقامات التي وصل إليها هؤلاء، وسوف يستفيدون من الزيارات وإقامة الشعائر لدرجة أنهم ينعمون كما تنعم عظمائهم من نعمة القرب الإلهي، ونتيجة لذلك سوف يحظون باهتمام وعناية ولطف خاص من لدن أهل البيت^

ومن الطبعيعي فإنه كلما زاد مستوى المعرفة بالعادات والشروط والظروف التي تضمن قبول الزيارات وإقامة المراثي والعزاء لاسيما لمولانا سيد الشهداء علیه السلام كلما كان تأثير ذلك علينا كبير، وتنجز عملية التغير والتحول في داخلنا بشكل أسرع وفي وقت قياسي ملحوظ.

وكلما كانت معرفة الإنسان أكثر وأعمق في الزيارات والعزاء فإنها تسهم في خلق مناخ فكري إيجابي فعال، فتشكل جانباً مهماً للقيام بسائر الوظائف والمسؤوليات الدينية الأخرى على أفضل وجه ممكن.

ومنذ بداية بزوغ نور الإسلام والى يومنا الحاضر فقد قام الخصوم والأعداء برفع لواء العداء والضدية مع كل زيارة وعزاء، والعمل جاهدين في كل يوم على إيجاد الحجة والذريعة لمخالفتها ومنعها؛ لأنهم يعلمون علم اليقين أنه مادام هناك زيارات لبيت الوحي والرسالة علیهم السلام وإقامة مراسم العزاء والرثاء ونصب المآتم والمواكب فهذا يعني قربهم منهم، وفيه جاذبية تستقطب أرواحهم وعقولهم بل وتثير فيهم حالة تدفعهم الى مرحلة من التضحية والفداء بكل غالي ونفيس، وبالتالي إبطال المخططات الشيطانية للمخالفين والأعداء وجعلها في مهب الريح.

وبما أنّ المخالفين يحرصون بشدة وإبتغاء إبعاد الأمة عن مسارات أهل البيت علیهم السلام بشتى الطرق والأساليب الملتوية وإخماد جذوة الدين، والحيلولة دون تفكير الناس بالحكومة العالمية العادلة والمشروع الإلهي الذي به خلاص الأرض والإنسان من مأسي إمتدت لقرون طويلة، فهم بصدد التخطيط ضد مراسم إقامة الزيارة والعزاء على مظلومية أهل البيت علیهم السلام. 

***

إنّنا نتطرق في هذا الكتاب بما يسع الى بيان عظمة زيارة الإمام الحسين علیه السلام وإقامة مراسم العزاء والرثاء والبكاء عليه، وضرورة ديمومية الشعائر الحسينية، ونتناول النقاط التي أثارها المخالفون والمعاندون حول السبب والعلّة من وراء وقوفهم موقف الضد والند منهما.

وعلى الرغم من ان هذا التأليف إختص وتمحور حول زيارة سيد الشهداء علیه السلام وعظمة إقامة شعائره المقدسة، ولكننا نتحدث في بعض الاحيان عن زيارة بقية أئمة أهل البيت علیهم السلام والعزاء عليهم.

إنّنا إذا أدركنا عظمة الزيارة وأدابها وإقامة العزاء والعمل بذلك، فسوف ينصلح حالنا ونعيش مظهراً واضحاً لتجلي الوعي، وندخل في مناهل النور، فیخلق فينا روح عملية وسلوك ميداني على سبيل الإقتداء بهم، فنضع أقدامنا في موضع رجال الله جلا وعلی، وبالنتيجة نيل القرب الإلهي وعناية ولطف أهل البيت علیهم السلام، والحظوة بخدمتهم وشفاعتهم.

 

مرتضى المجتهدي السيستاني

 

    بازدید : 11
    بازديد امروز : 0
    بازديد ديروز : 199447
    بازديد کل : 166668594
    بازديد کل : 122830464