إثارات اُخرى
إلى هنا نكتفي بالحديث عن حكمة زيارة الإمام الرّضا عليه السلام والّتي تعتبر بحقّ إحدى الصّفات الّتي يتحلّى ويمتاز بها أولياء اللَّه عزّ وجلّ ، ولاينالها إلاّ ذو حظّ عظيم ، ولا شكّ أنّ الحديث عنها وذكرها يسبّب حدوث الملل والإنزعاج لدى البعض من ذوي النفوس المريضة .
قد يفوت الإنسان أحياناً ثواب كثير من الأعمال الّتي جاء ذكرها في القرآن الكريم مرّات عديدة وبألفاظ مختلفة بسبب الإهمال أو الإعراض ، ويبقى بعيداً عن دائرة حكمتها والّتي أهمّها - الإرتباط الدائم مع البارئ عزّ وجلّ وأهل البيت عليهم السلام - وذلك نتيجة عدم التوجّه الكافي أو ضعف إيمانه ، وأيضاً عدم خلوص نيّته أو نتيجة ممارساته لأعمال طالحة غير صالحة .
فمثلاً نرى هؤلاء لايراعون العفّة والحجاب ، ونظراتهم تكون دائماً سهماً من سهام الشّيطان ، وأمّا الّذين يطربون لسماع الأغاني والموسيقى المبتذلة و... فيجب أن يعلموا أنّ الّذين استمعوا إلى الثّلاثين لحناً لباربد(1) ماتوا ، وانتهت حياتهم إلى الأبد ، وكذلك فإنّ أولئك الّذين يستمعون إلى الموسيقى والغناء ، ويأخذونها معهم بالقرب من الضّريح المبارك للإمام عليه السلام ، سيأتي ذلك اليوم يحملون فيه إلى قبورهم ويحاسبون حينها حساباً عسيراً ، وحينئذ لايكون أيّ أثر لخسرو ولا لبرويز(2) ، وعليهم أن يعطوا إجابة في لحدهم وحفرتهم المظلمة والموحشة عن تلك الثّلاثين لحناً أو الغناء أو المطرب الفلاني .
أليس جديراً بالإنسان وهو يقطع تلك المسافات الطّويلة ، ويأتي من مختلف أنحاء إيران أو العالم لزيارة الإمام الرّضا عليه السلام أن يدرك عظمة وجلالة وجماليّة الضّريح الطّاهر له عليه السلام وعدم قيامه ببعض الأعمال المخالفة والمنافية والّتي من شأنها أن تجعل قلبه يميل نحو بعض الاُمور التّافهة ؟!
ومع الأسف الشّديد فقد نرى أنّ الفرقة الوهّابيّة المنحرفة تعمل بكلّ جدّيّة لأجل القضاء على أهميّة وعظمة زيارة أولياء اللَّه الصّالحين عليهم السلام أو التقليل من أهمّيّتها .
فهم من جهة يحثّون النّاس على القيام بسفر المعصية واللّهو واللّعب ، ومن جهة اُخرى يصرفون الملايين من الأموال في سبيل إضعاف مقام أهل البيت عليهم السلام في أعين الاُمّة ، وإخفاء فضائلهم ومنزلتهم العظيمة . وهم بهذه الفعلة الشّنيعة يكونون بالفعل شرّ خلف لشرّ سلف ، وهم البقيّة الباقية من بني اُميّة وبني العبّاس ، وهم أبواق إعلاميّة رخيصة وشيطانيّة لمعاوية وعمرو بن العاص .
ومهما عمل وسعى هؤلاء الأوغاد على طمس معالم وإخفاء نور أهل البيت عليهم السلام ومحو ذكرهم من قلوب النّاس ، فإنّ اللَّه عزّ وجلّ لهم بالمرصاد ، فيزيد يوماً بعد آخر من عظمتهم وجلالهم .
1) ثلاثون لحناً لباربد : هو عدد من الأغاني كان يغنّيها باربد ذلك المطرب المعروف في الدّورة السّاسانيّة إلى خسرو برويز .
2) أحد الملوك الإيرانيّين الّذي عرف بالفسق والفجور . (المترجم)
بازديد امروز : 8155
بازديد ديروز : 106200
بازديد کل : 135498278
|