المعرفة ترفع اليقين
إنّ الطريق في الوصول إلى قدرة أهل البيت صلوات اللَّه عليهم هو المعرفة الكاملة بالنسبة إلى مقامهم وعظمتهم، ومن هنا فلابد للإنسان أن يزيد معرفته بمقامهم المتعالي، وكسب العلم اللازم والواجب على ضرورة وجودهم وبركاتهم لنا وتوطيد العقيدة واليقين بأنّهم هم من يقضي الحوائج وإنزال الفيوضات الربانيّة.
لقد كان المرحوم المحدّث القمي من أولئك الذين كانت لهم المعرفة الحقيقية بأهل البيت عليهم السلام فيذكر واحدة من التوسّلات والتضرّعات، وذلك بعد أن يتطرق إلى قصّة طريفة عن المرحوم العلاّمة السيد عبداللَّه شبّر فيقول:
إنّ المرحوم السيد عبداللَّه شبّر هو واحد من العلماء الأعلام الأجلاء، حيث اشتهر في زمانه بالمجلسي الثاني نتيجة كثرة تأليفاته ومصنّفاته.
ذهب في يوم من الأيّام العلّامة المحقّق المرحوم الشيخ أسداللَّه - صاحب كتاب «مقابس الأنوار» - لزيارته والسؤال عنه، فلمّا شاهد عدد تأليفات السيد تعجّب كثيراً نظراً إلى تأليفاته مع ما يحمله من دقّة في هضم وفهم المواضيع العلميّة.
فسأله عن السرّ من وراء ذلك؟ فأجابه السيّد شبّر قائلاً: إنّ العلّة من حصول تلك التوفيقات في عدد التأليفات التي كتبتها يرجع إلى عناية وألطاف مولاي الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام حيث رأيت الإمام في المنام وقد أعطاني قلماً وقال لي: أكتب، ومنذ ذلك الوقت وأنا مشغول في التأليف والكتابة، ولم انقطع عنها، ولا شكّ فإنّ كلّ ما أكتب هو من بركات وآثار ذلك القلم الشريف والمبارك.
ويعلق المرحوم المحدّث القمي بعد نقله لتلك القصّة العجيبة بالقول: والموضوع هو كما ينقله السيد رحمه الله باعتبار أنّني كلّما توسّلت بأهل البيت عليهم السلام فقد حظيت بتوفيقات عظيمة واستطعت القيام بتأليف أحد الكتب، وأمّا حينما تزول عنّي حالة التوسّل فأبقى شهوراً عديدة لم أتمكّن خلالها من تأليف حتّى كُتيب صغير. إذن فإنّ جميع ما كتبته كان من بركات وألطاف أهل البيت الأطهار صلوات اللَّه عليهم أجمعين.(148)
ولهذا نقول: إنّ معرفة أهل البيت عليهم السلام كانت السبب في وصول الشيخ إلى أعلى درجات اليقين في إدراك تلك الحقيقة والتعويل عليها.
148) الفوائد الرضويّة: 250.
بازديد امروز : 34382
بازديد ديروز : 106200
بازديد کل : 135524506
|