2 - الإجتناب عن الإكثار من الطعام والشراب
من الضروري بمكان اجتناب عملية الاكثار من الطعام والشراب؛ ولذلك لأجل تصحيح الأفكار والقدرة على امتلاك معايير تكون بمثابة دلالات كي لايضلّ الطريق؛ لأنّ الآكل والشرب إذا خرج عن قاعدة الاعتدال يضع بصماته المهمّة في إفساد الفكر والتفكير، فيفتقد الإنسان الإرادة وقدرة الضبط والسيطرة، فتثور عنده الشهوات المادية وتستفحل ويصبحعرضة للانغماس في الشهوات.
وفي الحقيقة والواقع فإنّ راحة البال والفكر وسكينته لها ارتباط وثيق الراحة الجسدية، فعلى ضوء هذا يمكن أن يكون الفكر في أحسن حالاته إذا لم يصب الجسم بنوع من الثقل والعياء والخمول إثر الإكثار من الطعام والشراب، وفي هذهالحالة يشعر الفكر بالراحة والسكينة وفي النتيجة يصان من طغيان الأفكار السيئة وهجوم الشيطان المارد.
يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:
مَنِ اقْتَصَرَ في اَكْلِهِ كَثُرَتْ صِحَّتُهُ وَصَلُحَتْ فِكْرَتَهُ.(19)
وتشهد عملية الإكثار من الطعام والشراب تصاعداً في الأبخرة إلى الدماغ، مما يساعد على قدرة نفوذ الشيطان والعبث بمقدرات الإنسان، ولهذا تزداد الأفكار الفاسدة ووساوس الشيطان والعكس صحيح، وعليه فإنّ الأكل والشراب القليل يصلح الفكر ويجعله يشكل نقطة فارقه في صنع إنسان سوي ومستقيم.
19) شرح غرر الحكم: 372/5.
بازديد امروز : 56690
بازديد ديروز : 198351
بازديد کل : 118807317
|