امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
4 - إتّباع أهل البيت عليهم السلام

4 - إتّباع أهل البيت عليهم السلام

من المؤكّد فإنّ أهل البيت صلوات اللَّه عليهم يتوقّعون من أنصارهم وأتباعهم أكثر من غيرهم في مسألة بناء النفس والسلوك الرباني والتعامل مع الغير وفق ‏مقايس السماء وما جاء به الدين الإسلامي الحنيف.

وحسب التعاليم التي يريدها أهل البيت عليهم السلام فأنّ الشخص الذي يكون محبّاً لهم من أعماق وجوده عليه أن يجعل سلوكهم وتعاملهم مع الناس هو المثل‏ الأعلى له، والعمل على زيادة التقوى والورع والعمل الصالح.

عن مولانا أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام أنّه قال :

مَنْ أَحَبَّنا فَلْيَعْمَلْ بِعَمَلِنا وَلْيَتَجَلْبَبِ الْوَرَع.(176)

وعلى ضوء تلك المحبّة لآل اللَّه والتي تجاوزت مرحلة الظاهر وتجذرت ‏في وجود الإنسان وكيانه، فإنّها تصبح المصدر والمنشأ للتقوى والفعل الحسن‏ والعامل الأقوى والفاعل في ذلك.

إنّ المحبّة الكاملة بالنسبة إلى أهل البيت ‏عليهم السلام تتزامن دوماً مع العمل الصالح، ومن الطبيعي فإنّ الأشخاص الذين تزداد محبّتهم إلى محبوبهم فإنّهم عادة ما يتحمّلون صعوبات جمّة ويكدحون في جهد مضاعف لأجل القيام بالفعل ‏الصالح والحسن، وفي هذا الصدد يقول مولانا ثامن الحجج الإمام الرؤوف‏ الرضا عليه السلام:

لاتَدْعُوا الْعَمَلَ الصَّالِحَ وَالْعِبادَةَ اِتِّكالاً عَلى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ‏وَالتَّسْليمَ لِأَمْرِهِمْ اِتّكالاً عَلَى الْعِبادَةِ، فَإِنَّهُ لايُقْبَلُ أَحَدُهُما دُونَ‏ الآخِرِ.(177)

وإلاّ كيف يمكن للإنسان يعشق أهل البيت عليهم السلام ويُكِنّ لهم المحبة التي‏ لاتوصف بوصف أن ينشغل بأعمال وأفعال لايرضونها وترك الأفعال ‏والأعمال التي يرغبون فيها.

إنّ المحبّ الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يتبع محبوبه في كل شي‏ء، ويكون مطيعاً له في جميع الاُمور والأفعال.

ينقل عن مولانا الصادق عليه السلام بيتاً من الشعر يقول فيه:

لَوْ كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعْتَهُ

إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطيعٌ(178)

وتؤدّي مثل تلك المحبة إلى البلوغ أبلغ المقاصد وتترافق مع عملية الطاعة واتباع أهل البيت صلوات اللَّه عليهم أجمعين وهي الطاعة التي تفرحهم وتدخل السرور والغبطة في قلوبهم، ولهذا نرى أنّ أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام يقول في هذاالموضوع:

فَأَصْبَحْنا نَفْرَحُ بِحُبِّ الْمُحِبِّ لَنا.(179)

نعم؛ إنّ الذين يبغون الوصول إلى المقامات والدرجات العليا والرفيعة والأهداف العظيمة عليهم أن يدركوا حقيقية مفادها: إنّ الشخص الذي يطلب الكنز الثمين عليه أن يسعي كثيراً لتحصيله، ويبذل قصارى الجهود والتضحيات في ذلك‏ الطريق، ولهذا فلابدّ لهم تنمية الأفكار الصالحة في أذهانهم وامتلاك الحكمة وفصل‏ الخطاب والقيام بكلّ ما هو مطلوب في سبيل الوصول إلى مبتغاهم ومقصودهم، وإجتناب كلّ أفعال السوء والحرام.

قال أمير الحكمة والبيان أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب‏ عليه السلام:

مَنْ أَحَبَّ الْمَكارِمَ، اِجتَنَبَ الْمَحارِمَ.(180)

جاء في أخبار النبي داود على نبيّنا وآله وعليه السلام: إنّ اللَّه تبارك وتعالى قال:

ما لِأَوْلِيائي وَالْهَمُّ بِالدُّنْيا، إِنَّ الْهَمَّ يُذْهِبُ حَلاوَةَ مُناجاتي مِنْ‏ قُلوُبِهِمْ. يا داوُدُ؛ إِنَّ مَحَبَّتي مِنْ أَوْلِيائي أَنْ يَكوُنوُا روُحانِيّينَ ‏لايَغْتَمُّونَ.(181)

وعلى أساس ذلك فإنّ محبّي البارئ عزّ وجلّ وأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ‏عليهم عدم الإهتمام بالاُمور الدنيوية والإنشغال بها، وبالتالي قضاء حياتهم بها؛ لأنّ عبادة الدنيا والاُمور الماديّة هي أكبر وسيلة تبعد الفرد عن اللَّه جلّ وعلا وتسلب حالة التقرّب منه، وتقلل من محبّة اللَّه وأهل البيت‏ عليهم السلام ولكن الصورة تكون معكوسة بالنسبة إلى أولئك الذين يتعلّقون بالاُمور المعنويّة ويسعون ‏إلى إدراك حقائق عالم المعنى، فإنّها تجعل الإنسان محبوباً عند اللَّه تعالى وأئمّة الهدى صلوات اللَّه عليهم.


176) شرح غرر الحكم: 303/5.

177) سفينة البحار: 204/1، مادّة حبب.

178) بحار الأنوار: 24/47.

179) بحار الأنوار : 83/27 .

180) بحار الأنوار: 421/77، نقلاً عن كتاب الإرشاد للشيخ المفيد: 140.

181) بحار الأنوار: 143/82.

 

 

 

 

 

 

 

 

    بازدید : 2728
    بازديد امروز : 114153
    بازديد ديروز : 180834
    بازديد کل : 141874679
    بازديد کل : 97806861