الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
تهيئة النفس للعمل والإجتهاد

تهيئة النفس للعمل والإجتهاد

ينبغي أن يكون العمل مصحوباً بالرغبة الواقعيّة والحب الشديد؛ باعتبار أنّ ‏الكراهية تترك آثاراً سلبيّة، وعادة ما تكون أضرارها أكثر من نفعها.

وعلى أساس هذا فإنّ السعي والمثابرة في المشاريع الحياتية والكبيرة لهذه ‏الفئة من الناس مفيدٌ من ناحية الجانب النفسي والرغبة والإستعداد للقيام به، وأمّا الأفراد الذين لايحملون هذه الصبغة والخصلة فلابدّ لهم من السعي بعزم‏ وإرادة من أجل إيجاد هذا الإستعداد النفسي في وجودهم، لكي يحقّقوا النجاح‏ في حياتهم والوصول إلى أعلى المستويّات والإستحقاقات.

إذن على الإنسان عدم رفع اليد عن العمل والسعي الدؤوب والإجتهاد طوال ‏حياته بسبب عدم وجود الرغبة والميل للقيام به، بل يجب عليه مخالفة هواه ‏وميوله النفسيّة في هذا الخصوص، حتّى تتولّد حالة المطاوعة النفسية مع‏ العقل والوجدان، وبالتالي إيجاد الرغبة في القيام بأعمال الخير والصلاح.

إنّ الثلة التي تكون ديدنها العمل والسعي تقدّم تصوّراً يقينيّاً وشاملاً يقوم ‏على الجزم واليقين بأنّ النفس تابعة ومطيعة للعقل والوجدان، فتقوم بالأعمال ‏والمشاريع الإلهيّة والحياتية بكلّ رغبة واشتياق، تحكمه معايير الإستشراق‏ بمستقبل واعد ونتائج وثمار طيّبة.

ومن هذا المنطلق فقد راهن العظماء والعلماء الأعلام على سعيهم‏ ومثابرتهم في الوصول إلى المراتب والدرجات العليا وجعلوا أنفسهم تابعة ومطيعة للعقل، فتجاوزوا كلّ الصعاب والعقبات التي واجهتهم في مسيرة حياتهم، فتحوّلوا بذلك إلى دائرة حضارية سجلت أروع الإنجازات الروحيّة والمعنويّة والثقافيّة والإجتماعيّة.

وقد وصل كلّ من استلهم في حياته من تعاليم أهل البيت صلوات اللَّه عليهم ‏وجعلوها هداية وإرشاداً وجهاداً للنفس من خلال تحمّله أنواع المشقّات إلى‏ مستويات رفيعة من المجد والعظمة، فكانت حياتهم مليئة بالتجارب الزاخرة والناجحة التي تكون درساً وعبرة لكل من اعتبر.

فهؤلاء كالجبل الشامخ لايتأثر بالرياح العاتية فلم تثنيهم كلّ الظروف ‏والمشاكل عن العمل والسعي.

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2832
    اليوم : 149003
    الامس : 276813
    مجموع الکل للزائرین : 146962502
    مجموع الکل للزائرین : 100839428