الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
249) قنوت الإمام الحسن عليه السلام برواية مولانا حسين بن روح قدس سره

(249)

قنوت الإمام الحسن عليه السلام

برواية مولانا حسين بن روح قدس سره

 

يا مَنْ بِسُلْطانِه يَنْتَصِرُ الْمَظْلُومُ ، وَبِعَونِهِ يَعْتَصِمُ الْمَكْلُومُ ، سَبَقَتْ مَشِيَّتُكَ وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ ، وَبِما تُمْضيهِ خَبيرٌ ، يا حاضِرَ كُلِّ غَيْبٍ ، وَعالِمَ كُلِّ سِرٍّ ، وَمَلْجَأَ كُلِّ مُضْطَرٍّ ، ضَلَّتْ فيكَ الْفُهُومُ ، وَتَقَطَّعَتْ دُونَكَ الْعُلُومُ .

أَنْتَ اللَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الدَّائِمُ الدَّيمُومُ ، قَدْ تَرى ما أَنْتَ بِهِ عَليمٌ ، وَفيهِ حَكيمٌ وَعَنْهُ حَليمٌ ، وَأَنْتَ بِالتَّناصُرِ عَلى كَشْفِهِ وَالْعَونِ عَلى كَفِّهِ غَيْرُ ضائِقٍ ، وَإِلَيْكَ مَرْجَعُ كُلِّ أَمْرٍ ، كَما عَنْ مَشِيَّتِكَ مَصْدَرُهُ ، وَقَدْ أَبَنْتَ عَنْ عُقُودِ كُلِّ قَوْمٍ ، وَأَخْفَيْتَ سَرائِرَ آخَرينَ ، وَأَمْضَيْتَ ما قَضَيْتَ ، وَأَخَّرْتَ ما لا فَوتَ عَلَيْكَ فيهِ ، وَحَمَّلْتَ الْعُقُولَ ما تَحَمَّلَتْ في غَيْبِكَ ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ، وَإِنَّكَ أَنْتَ السَّميعُ الْعَليمُ الْأَحَدُ الْبَصيرُ ، وَأَنْتَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ ، وَعَلَيْكَ التَوَكُّلُ ، وَأَنْتَ وَلِيُّ مَنْ تَوَّلَيْتَ.

لَكَ الْأَمْرُ كُلُّهُ تَشْهَدُ الْإِنْفِعالَ ، وَتَعْلَمُ الْإِخْتِلالَ ، وَتَرى تَخاذُلَ أَهْلِ الْجِبالِ (الْفَسادِ) ، وَجُنُوحَهُمْ إِلى ماجَنَحُوا إِلَيْهِ مِنْ عاجِلٍ فانٍ ، وَحُطامٍ عُقْباهُ حَميمٌ آنٍ ، وَقُعُودَ مَنْ قَعَدَ ، وَارْتِدادَ مَنِ ارْتَدَّ ، وَخِلْوي مِنَ النُّصَّارِ ، وَانْفِرادي عِنَ الظُّهَّارِ ، وَبِكَ اعْتَصِمُ ، وَبِجَبْلِكَ أَسْتَمْسِكُ ، وَعَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ.

أَللَّهُمَّ فَقَدْ تَعْلَمُ أَنِّي ما ذَخَرْتُ جُهْدي ، وَلا مَنَعْتُ وُجْدي(175) حَتَّى انْفَلَّ حَدّي وَبَقيتُ وَحْدي ، فَاتَّبَعْتُ طَريقَ مَنْ تَقَدَّمَني في كَفِّ الْعادِيَةِ ، وَتَسْكينِ الطَّاغِيَةِ عَنْ دِماءِ أَهْلِ الْمُشايَعَةِ ، وَحَرَسْتُ ما حَرَسَهُ أَوْلِيائي مِنْ أَمْرِ آخِرَتي وَدُنْيايَ ، فَكُنْتُ كَكَظْمِهِمْ أَكْظِمُ ، وَبِنِظامِهِمْ أَنْتَظِمُ ، وَلِطَريقَتِهِمْ أَتَسَّنَمُ ، وَبِمَيْسَمِهِمْ أَتَّسِمُ حَتَّى يَأْتِيَ نَصْرُكَ وَأَنْتَ ناصِرُ الْحَقِّ وَعَوْنُهُ ، وَإِنْ بَعُدَ الْمَدى عَنِ الْمُرتادِ(176) وَنَأَى الْوَقْتُ عَنْ إِفْناءِ الْأَضْدادِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَامْرُجْهُمْ مَعَ النُّصَّابِ في سَرْمَدِ الْعَذابِ ، وَأَعْمِ عَنِ الرُّشْدِ أَبْصارَهُمْ ، وَسَكِّعْهُمْ في غَمَراتِ لَذَّاتِهِمْ حَتَّى تَأْخُذَهُمْ بَغْتَةً ، وَهُمْ غافِلُونَ وَسُحْرَةً ، وَهُمْ نائِمُونَ بِالْحَقِّ الَّذي تُظْهِرُهُ ، وَالْيَدِ الَّتي تَبْطِشُ بِها ، وَالْعِلْمِ الَّذي تُبْديهِ ، إِنَّكَ كَريمٌ عَليمٌ.(177)


175) الوجد مثلثة : الغنا .

176) المرتاد : المطلوب .  

177) مهج الدعوات : 66 ، البلد الأمين : 647 ، البحار : 212/85 .

 

 

 

    زيارة : 7323
    اليوم : 59783
    الامس : 103128
    مجموع الکل للزائرین : 132382394
    مجموع الکل للزائرین : 91798969