Imam sadIiq: IF I Percieve his time I will serve him in all of my life days
تطهير النفس

تطهير النفس

من الواضح أنّ الإنسان إذا أراد تطهير فكره وعقيدته وهمّته وإرادته ‏والقدرات النفسية الاُخرى فما عليه سوى المثابرة والسعي والجدّية والابتعاد عن الإهمال والضعف والعشوائية في الحركة والمنهج؛ باعتبار أنّ إصلاح ‏النفس وتحرير قدراتها الوسيعة المكنونة يحتاج بذل أقصى القدرات‏ والتضحيات والتنازلات والعمل بروحيّة عظيمة منفتحة بعيدة عن الترسبات ‏الذاتية وتنشيط حالة لتكثيف العمل والفعالية في النفس.

قال الإمام أميرالمؤمنين علي ‏عليه السلام:

لاتَتْرُكِ الاِجْتِهادَ في اِصْلاحِ نَفْسِكَ، فَإِنَّهُ لايُعينُكَ إِلاّ الْجِدُّ.(7)

ونقول: وللأسف البالغ فإنّ الإنسان يتغافل ويغض بصره عن هذه المسألة على الرغم من أهميتها ومدى ضرورتها بالنسبة لمراحل سيره في هذه الدنيا، فليكن أولياء اللَّه هم المثل الأعلى الذي يجب الإقتداء به، أنظر كيف استطاع ‏هؤلاء معرفة أنفسهم؟ وكيف وصلوا إلى المقامات والمراتب العليا لها؟ وكيف ‏وصلوا إلى مرتبة شرافة النفس وقدسيّتها؟

وهنا يقفز سئوال كيف يمكن للإنسان العادي أن يخطو خطاهم والسير على‏ نهجهم والوصول إلى ما وصلوا إليه؟

في مقام الإجابة نقول: إنّ الإمام أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام إجابة على هذا السئوال في حديث له حين قال :

عَوِّدْ نَفْسَكَ فِعْلَ الْمَكارِمِ وَتَحَمُّلَ أَعْباءِ الْمَغارِمِ، تَشْرُفَ نَفْسَكَ.(8)

بالطبع فقد طبق عظماؤنا وشخصياتنا الفذة والنخب التي نبقى نفتخر بهاذلك المعنى بكلّ حذافيره، فوصلوا إلى مقام شرافة النفس والتي هي عبارة عن‏ تطهيرها ومعرفتها المعرفة الحقيقية.

ولا شكّ فإنّ هذا المقصد عام ومتسع ويستطيع كل واحد منّا عبره دورته ‏الحياتية تحقيق ذلك الموروث القيم، وذلك بعد تطبيق معايير تتولد من رحم‏ القيام بالأعمال الصالحة وتحمل الصعاب في هذا المسير الشاق، فتكون هذه‏ العملية برمتها منطوية على مجموعة متكاملة من الإخلاص والصفاء والإنقطاع‏ عن الشواغل المادية .


7) شرح غرر الحكم: 315/6.

8) شرح غرر الحكم: 319/4.

 

 

 

 

 

    Visit : 2842
    Today’s viewers : 17440
    Yesterday’s viewers : 196828
    Total viewers : 155322706
    Total viewers : 111104368