الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الأوّل : جزاء من أهان إلي الصحيفة السجاديّة

الأوّل :

[جزاء من أهان إلي الصحيفة السجاديّة]

    وذكرت الصحيفة السجّاديّة عند بليغ ‏في البصرة فقال: خذوا عنّي‏ حتّى أملي عليكم، وأخذ القلم وأطرق رأسه فما رفعه حتّى مات.

   أقول: ولا غرو في ذلك فإنّ في هذه الصحيفة الشريفة دورة كاملة لاُصول الإنسانيّة دنيويّة واُخرويّة، ومسحة من العلم الإلهي، وعتبة من‏ الكلام النبوي.

   كيف لا؟ وهي قبس من نور مشكاة الرسالة، ونفحة من شميم رياض الإمامة، حتّى قال بعض‏ العارفين: إنّها تجري مجرى التنزيلات السماويّة وتسير مسير الصحف اللوحيّة والعرشيّة لما اشتملت عليه من أنوار حقائق المعرفة، وثمار حدائق الحدائق الحكمة.

   وكان أخيار العلماء وجهابذة(213) القدماء من‏ السلف الصالح يلقّبونها بزبور آل محمّد عليهم السلام‏ وإنجيل أهل البيت‏ عليهم السلام.

   وأمّا بلاغة بيانها ؛ فعندها تسجد سحرة الكلام، وتذعن بالعجز مدارة الأعلام، وتعترف‏ بأنّ النبوّة غير الكهانة، ولايستوى الحقّ والباطل ‏في المكانة، ومن حام حول(214) سمائها بغاسق(215)فكرة الواقب(216) رمي من رجوم الخلان بشهاب‏ ثاقب.

  

------------------------------------------------------------

213) الجِهباذ: النقّاد الخبير بغوامض الاُمور، جمعه: جَهابذة.

214) حام حول الشي‏ء: دار.

215) الغاسق: الليل إذا غاب الشفق واشتدّت ظلمته.

216) الوَقْبُ: النذل الدني‏ء.

 

 

    زيارة : 3516
    اليوم : 35626
    الامس : 226086
    مجموع الکل للزائرین : 147187808
    مجموع الکل للزائرین : 100952136