النّقص الموجود في الإختراعات الحالية
نستنتج من البحث والدّراسة عن الآثار الرّوحيّة نقطة أساسيّة ومهمّة وهي : أنّ كلّ الّذي تمّ تقديمه إلى الإنسانيّة من صناعات حديثة وتكنولوجيّاً متطوّرة كان هو من الإختراعات الّتي جعلت روح الإنسان مطيّة لجسمه ومحتاجه إليه ، ولم نشاهد مطلقاً أيّ مظهر من مظاهر القدرات الرّوحيّة والّتي يكون فيها الجسم تابع إلى الرّوح.
وتعتبر هذه الحالة منقصة وعيباً لايمكن التّغطية عليه بالنّسبة إلى عمليّة التّكنولوجيا الحديثة ، ومع الأسف فإنّ العلماء لم يقدّموا أيّ مشروع أو دراسة لرفع هذه النّقيصة.
ويجب العناية إلى قضيّة وهي : أنّ التّكنولوجيا الحديثة في عصر الغيبة شهدت عيوب ونواقص كثيرة ، والدّليل على ذلك : أنّنا لم نجر أيّ مقارنة بين الوسائل والآلات والوسائل السّريعة في زماننا الحاضر مع الوسائل القديمة مثل العربة ، نحن نقول : إنّ اللَّه سبحانه وتعالى أودع في وجود الإنسان قدرات هائلة وكبيرة باعتباره عزّ وجلّ أطلق على نفسه صفة «أحسن الخالقين» ، فيقول جلّ شأنه: «تَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقين»(21).
ونظراً لهذه العظمة الموجودة في الإنسان فقد نراه وظف بُعداً من وجوده وترك البُعد الآخر ، أليس هذا نقص وعيب؟
ومن هنا ينبغي على الإنسان ترك الفكرة القائلة أنّ الروح تابعة للجسم دائماً ؛ بل عليه أن يتعلّم كيف جعل الجسم مطيّة مطيعة للرّوح ، وبهذه الطريقة يتخلّص من أعباء قيد المادّيّة ومن حدود الزّمن ، ولكنّنا نرى أنّ جميع الصّناعات الحديثة والإختراعات الموجودة في عصر الغيبة إبتلّت بالقيود المادّيّة.
ولهذا السّبب نقول : إنّ التّكنولوجيا في عصر الغيبة لها بُعد واحد فقط ، ولاتحمل أيّة علامة من علامات التّكامل الّتي يجب أن تتوفّر فيها.
ونأكّد بضرس قاطع إنّ جميع أبعاد الوجود ستصل في عصر الظّهور المتألّق إلى حالة الكمال والتّكامل، وتحصل على القدرات العظيمة الّتي تكمن ماوراء المادّة ، وعلى أثرها لايتحقق التّطوّر الواسع والكبير في مجال التّكنولوجيا والصّناعات المادّيّة فقط ؛ وإنّما يتمّ الإستفادة من قدرات هي أعلى وأكمل.
وننقل إليكم رواية كي نؤكّد صحّة كلامنا فقد اعتدنا الإستدلال بالرّوايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ، وهذه الرّواية واضحة الظّهور والمضمون على وجود التّطوّر الواسع والعجيب في عصر الظّهور.
يقول ابن مسكان : سمعت الإمام الصّادق عليه السلام يقول : إنّ المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الّذي في المغرب ، وكذا الّذي في المغرب يرى أخاه الّذي في المشرق .(22)
21) سورة المؤمنون ، الآية 14 .
22) بحار الأنوار : 391/52 .
بازديد امروز : 54959
بازديد ديروز : 106693
بازديد کل : 136538784
|