2) دعاء أيّام الغيبة الّذي أمر الإمام الرّضا عليه السلام بقراءته
قال السيّد الأجلّ رضيّ الدين عليّ بن طاووس في جمال الاُسبوع :
قد قدّمنا في جملة عمل اليوم واللّيلة من إهتمام أهل القدوة بالدّعاء للمهديّ صلوات اللَّه عليه فيما مضى من الأزمان ما ينبّه على أنّ الدّعاء له من مهمّات أهل الإسلام والإيمان ، حتّى روينا في تعقيب الظّهر من عمل اليوم واللّيلة دعاء الصّادق جعفر بن محمّد صلوات اللَّه عليه قد دعا به للمهديّ أرواحنا لمقدمه الفداء أبلغ من الدّعاء لنفسه عليه السلام .
وقد ذكرنا فيما رويناه في تعقيب صلاة العصر من عمل اليوم واللّيلة أيضاً فصلاً جميلاً قد دعا به الكاظم موسى بن جعفر للمهديّ أبلغ من الدّعاء لنفسه صلوات اللَّه عليهما ، وفي الإقتداء بالصّادق والكاظم عليهما السلام عذر لمن عرف محلّهما في الإسلام ، وسنذكر أيضاً أمر الرّضا عليّ بن موسى صلوات اللَّه عليهما ، وأمر غيره بالدّعاء للمهديّ صلوات اللَّه عليه ودعاء كان يدعو به صلوات اللَّه عليه .
رواه جدّي أبي جعفر الطوسي بعدّة طرق عن يونس بن عبدالرّحمن : أنّ الرّضا عليه السلام كان يأمر بالدّعاء لصاحب الأمر صلوات اللَّه عليه بهذا :
أَللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، وَلِسانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ بِإِذْنِكَ ، اَلنَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ ، وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ عَلى بَرِيَّتِكَ ، وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ ، اَلْجَحْجاحِ الْمُجاهِدِ ، اَلْعآئِذِ بِكَ عِنْدَكَ.
وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ ، وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذي لايَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَابآءَهُ ، أَئِمَّتَكَ وَدَعآئِمَ دينِكَ.
وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لاتَضيعُ ، وَفي جِوارِكَ الَّذي لايُخْفَرُ ، وَفي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذي لايُقْهَرُ ، وَامِنْهُ بِأَمانِكَ الْوَثيقِ ، اَلَّذي لايُخْذَلُ مَنْ امَنْتَهُ بِهِ ، وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الَّذي لايُرامُ مَنْ كانَ فيهِ ، وَأَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ ، وَأَرْدِفْهُ بِمَلآئِكَتِكَ ، وَوالِ مَنْ والاهُ ، وَعادِ مَنْ عاداهُ ، وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصينَةَ ، وَحُفَّهُ بِالْمَلآئِكَةِ حَفّاً . أَللَّهُمَّ وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما بَلَّغْتَ الْقآئِمينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْباعِ النَّبِيّينَ.
أَللَّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ ، وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقآئِهِ الْأَرْضَ ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ ، وَقَوِّ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَدَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَدَمِّرْ مَنْ غَشَّهُ.
وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ ، وَعُمُدَهُ وَدَعآئِمَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ الْبِدَعِ ، وَمُميتَةَ السُّنَّةِ ، وَمُقَوِّيَةَ الْباطِلِ ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارينَ ، وَأَبِرْ بِهِ الْكافِرينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ ، في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها ، وَبَرِّها وَبَحْرِها ، وَسَهْلِها وَجَبَلِها ، حَتَّى لاتَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً ، وَلاتُبْقِيَ لَهُمْ اثاراً.
أَللَّهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ ، وَأَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ ، وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ ، وَدارِسَ حِكْمَةِ النَّبِيّينَ ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ ، حَتَّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ ، وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً مَحْضاً صَحيحاً ، لا عِوَجَ فيهِ ، وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ ، وَحَتَّى تُنيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الْكُفْرِ ، وَتُوضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ.
فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَاصْطَفَيْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ ، وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى عِبادِكَ ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى غَيْبِكَ ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.
أَللَّهُمَّ فَإِنَّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ، وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ ، أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا أَتى حَوْباً ، وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً ، وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طاعَةً ، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً ، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً ، وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَريعَةً ، وَأَنَّهُ الْهادِى الْمَهْدِيُّ الطَّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ.
أَللَّهُمَّ أَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، وَوُلْدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، وَاُمَّتِهِ وَجَميعِ رَعِيَّتِهِ ، ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ ، وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمُمْلَكاتِ كُلِّها ، قَريبِها وَبَعيدِها ، وَعَزيزِها وَذَليلِها ، حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَيَغْلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ.
أَللَّهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى ، وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى ، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطى ، اَلَّتي يَرْجِعُ إِلَيْهَا الْغالي ، وَيَلْحَقُ بِهَا التَّالي ، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ ، وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ الْقَوَّامينَ بِأَمْرِهِ ، اَلصَّابِرينَ مَعَهُ ، اَلطَّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ ، حَتَّى تَحْشُرَنا يَوْمَ الْقِيامَةِ في أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ.
أَللَّهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِيآءٍ وَسُمْعَةٍ ، حَتَّى لانَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ ، وَلانَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ ، وَحَتَّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ ، وَتَجْعَلَنا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ ، وَأَعِذْنا مِنَ السَّامَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ ، وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ ، وَلاتَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا ، فَإِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ ، وَهُوَ عَلَيْنا عَسيرٌ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ، وَبَلِّغْهُمْ امالَهُمْ ، وَزِدْ في اجالِهِمْ ، وَأَعِزَّ نَصْرَهُمْ ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما أَسْنَدْتَ إِلَيْهِمْ في أَمْرِكَ لَهُمْ ، وَثَبِّتْ دَعآئِمَهُمْ ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْواناً ، وَعَلى دينِكَ أَنْصاراً.
فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَأَرْكانُ تَوْحيدِكَ، وَدَعآئِمُ دينِكَ، وَوُلاةُ أَمْرِكَ، وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَوْلِيآئُكَ وَسَلآئِلُ أَوْلِيآئِكَ ، وَصَفْوَةُ أَوْلادِ رُسُلِكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.(187)
------------------------------------------
187) جمال الاُسبوع : 307 ، و في مصباح المتهجّد : 409 ، المصباح : 726 ، و البلد الأمين : 122 بتفاوت يسير ، الصحيفة المهديّة : 233 . ورواه السيّد رحمه الله في مصباح الزائر: 457 باختلاف بسيط .
بازديد امروز : 99556
بازديد ديروز : 239638
بازديد کل : 125515582
|