امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
75) دعاء أيّام الغيبة

(75)

دعاء أيّام الغيبة

    دعاء أيّام الغيبة الّذي أمر بقرائته مولانا ثامن الأئمّة عليه السلام .

    قال السيّد الأجلّ رضيّ الدين عليّ بن طاووس في جمال الاُسبوع : قد قدّمنا في جملة عمل اليوم واللّيلة من إهتمام أهل القدوة بالدّعاء للمهديّ صلوات اللَّه عليه فيما مضى من الأزمان ما ينبّه على أنّ الدّعاء له من مهمّات أهل الإسلام والايمان ، حتّى روينا في تعقيب الظّهر من عمل اليوم واللّيلة دعاء الصّادق جعفر بن محمّد صلوات اللَّه عليه قد دعاء به للمهديّ عليه السلام أبلغ من الدّعاء لنفسه سلام اللَّه عليه .

    وقد ذكرنا فيما رويناه في تعقيب صلوة العصر من عمل اليوم واللّيلة أيضاً فصلاً جميلاً قد دعا به الكاظم موسى بن جعفر للمهديّ عليهم السلام أبلغ من الدّعاء لنفسه صلوات اللَّه عليهما، وفي الإقتداء بالصّادق والكاظم عليهما السلام ، عذر لمن عرف محلّهما في الإسلام وسنذكر أيضاً أمر الرّضا عليّ بن موسى صلوات اللَّه عليهما وأمر غيره بالدّعاء للمهديّ صلوات اللَّه عليه ودعاء كان يدعو به صلوات اللَّه عليه .

    ذكر الدّعاء لصاحب الأمر المرويّ عن الرضا عليهما أفضل السّلام :

    حدّثني الجماعة الّذين قدّمت ذكرهم في عدّة مواضع من هذا الكتاب بإسنادهم إلى جدّي أبي جعفر الطّوسي تلقاه اللَّه جلّ جلاله بالأمان والرّضوان يوم الحساب ، قال : أخبرنا ابن أبي الجيّد ، عن محمّد بن الحسن بن سعيد بن عبداللَّه والحميري وعليّ بن إبراهيم ، ومحمّد بن الحسن الصفّار ، كلّهم عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مولد وصالح بن السنديّ ، عن يونس بن عبدالرّحمن .

    ورواه جدّي أبي جعفر الطوسي فيما يرويه عن يونس بن عبدالرّحمن بعدّة طرق تركت ذكرها كراهيّة للإطالة في هذا المكان ، يروي عن يونس بن عبدالرّحمن : أنّ الرّضا عليه السلام كان يأمر بالدّعاء لصاحب الأمر عليه السلام بهذا :

أَللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، وَلِسانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ بِإِذْنِكَ ، اَلنَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ(14) ، وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ عَلى بَرِيَّتِكَ ، وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ(15) ، اَلْجَحْجاحِ(16) الْمُجاهِدِ ، اَلْعائِذِ بِكَ عِنْدَكَ .

وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ ، وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذي لايَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَآباءَهُ ، أَئِمَّتَكَ(17) وَدَعائِمَ دينِكَ .

وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ(18) الَّتي لاتَضيعُ، وَفي جِوارِكَ الَّذي لايُخْفَرُ(19)، وَفي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذي لايُقْهَرُ ، وَآمِنْهُ بِأَمانِكَ الْوَثيقِ ، اَلَّذي لايُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ ، وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الَّذي لايُرامُ مَنْ كانَ فيهِ ، وَأَيِّدْهُ(20) بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ ، وَأَرْدِفْهُ بِمَلائِكَتِكَ ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصينَةَ، وَحُفَّهُ بِالْمَلائِكَةِ حَفّاً .

أَللَّهُمَّ وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما بَلَّغْتَ الْقائِمينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْباعِ النَّبِيّينَ . أَللَّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ ، وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الْأَرْضَ ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ ، وَقَوِّ ناصِريهِ ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ ، وَدَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ ، وَدَمِّرْ مَنْ غَشَّهُ(21) .

    وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ(22) ، وَعُمُدَهُ وَدَعائِمَهُ ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ الْبِدَعِ ، وَمُميتَةَ السُّنَّةِ ، وَمُقَوِّيَةَ الْباطِلِ ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارينَ ، وَأَبِرْ بِهِ الْكافِرينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ ، في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها ، وَبَرِّها وَبَحْرِها ، وَسَهْلِها وَجَبَلِها ، حَتَّى لاتَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً ، وَلاتُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً .

أَللَّهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ ، وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ ، وَأَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ ، وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ ، وَدارِسَ حِكْمَةِ النَّبِيّينَ ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ ، حَتَّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ ، وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً مَحْضاً صَحيحاً ، لا عِوَجَ فيهِ ، وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ ، وَحَتَّى تُنيرَ(23) بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الْكُفْرِ ، وَتُوضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ .

فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَاصْطَفَيْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ ، وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى عِبادِكَ(24) ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى غَيْبِكَ ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ .

أَللَّهُمَّ فَإِنَّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ، وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ ، أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا أَتى حَوْباً ، وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً ، وَلَمْ يُضَيِّعْ(25) لَكَ طاعَةً ، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً ، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً ، وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَريعَةً ، وَأَنَّهُ الْهادِى الْمَهْدِيُّ(26) الطَّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ .

أَللَّهُمَّ أَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ ، وَوُلْدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، وَاُمَّتِهِ وَجَميعِ رَعِيَّتِهِ ، ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ(27) ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ ، وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمُمْلَكاتِ(28) كُلِّها ، قَريبِها وَبَعيدِها ، وَعَزيزِها وَذَليلِها ، حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ(29) عَلى كُلِّ حُكْمٍ ، وَيَغْلِبَ(30) بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ .

    أَللَّهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى ، وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى ، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطى ، اَلَّتي يَرْجِعُ إِلَيْهَا الْغالي(31) ، وَيَلْحَقُ بِهَا التَّالي ، وَقَوِّنا (32) عَلى طاعَتِهِ ، وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ الْقَوَّامينَ بِأَمْرِهِ ، اَلصَّابِرينَ مَعَهُ ، اَلطَّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ ، حَتَّى تَحْشُرَنا يَوْمَ الْقِيامَةِ في أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ .

أَللَّهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ ، حَتَّى لانَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ ، وَلانَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ ، وَحَتَّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ ، وَتَجْعَلَنا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ ، وَأَعِذْنا مِنَ السَّآمَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ ، وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ ، وَلاتَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا ، فَإِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ ، وَهُوَ عَلَيْنا عَسيرٌ(33) .

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ ، وَزِدْ في آجالِهِمْ ، وَأَعِزَّ نَصْرَهُمْ ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما أَسْنَدْتَ إِلَيْهِمْ في أَمْرِكَ(34) لَهُمْ ، وَثَبِّتْ دَعائِمَهُمْ ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْواناً ، وَعَلى دينِكَ أَنْصاراً ، فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ ، وَأَرْكانُ تَوْحيدِكَ ، وَدَعائِمُ دينِكَ ، وَوُلاةُ أَمْرِكَ ، وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ(35) ، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَوْلِيائُكَ وَسَلائِلُ أَوْلِيائِكَ ، وَصَفْوَةُ أَوْلادِ رُسُلِكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .(36)

    قال السيّد الأجلّ رضيّ الدين عليّ بن طاووس رحمه الله : قد تضمّن هذا الدّعاء قوله عليه السلام : أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ ، ولعلّ المراد بذلك أنّ الصّلوة على الأئمّة الّذين يرتّبهم في أيّامه للصّلوة بالعباد في البلاد ، والائمّة في الأحكام في تلك الأيّام ، وإنّ الصّلوة عليهم تكون بعد ذكر الصّلوة عليه صلوات اللَّه عليه ، بدليل قوله : ولاة عهده ، لأنّ ولاة العهود يكونون في الحيوة فكأنّ المراد : أللّهُمّ صلّ بعد الصّلوة عليه على ولاة عهده والأئمّة من بعده .

    وقد تقدّم في الرّواية عن مولانا الرّضا عليه السلام : وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ، ولعلّ هذه قد كانت : صلّ على ولاة عهده والأئمّة من ولده ، فقد وجدت ذلك كما ذكرناه في نسخة غير ما رويناه ، وقد روى أنّهم من أبرار العباد في حياته ، ووجدت رواية متّصلة الأسناد بأنّ للمهديّ صلوات اللَّه عليه أولاد جماعة ، ولاة في أطراف بلاد البحار ، على غاية عظيمة من صفات الأبرار .(37)


14) بِحُكْمِكَ ، خ .

15) عِبادِكَ ، خ .

16) المِحجاج : وهو السيّد الشجاع ، خ . الجحجاح : السيّد المسارع في المكارم .

17) وآباءُ أئمّتك ، خ .

18) ودائعك ، خ .

19) لايُحْقَرُ ، خ . اخفرته : أي نقضت عهده‏وغدرت به .

20) وَانْصُرْهُ ، خ .

21) دمدم على من نصب له وعلى من غشّه ، خ .

22) الكَفرة ، خ .

23) تُبين ، خ .

24) واصطنعته على عينك ، خ .

25) لايضيِّع ، لم يُضع ، خ .

26) المُهتدي ، خ .

27) تقرّ به عينه ، خ .

28) المملكات ، خ .

29) يُجْرِيَ حكمَهُ ، خ .

30) تغلب ، خ .

31) في البحار : القالي ، وهو تصحيف .

32) في البحار : وقوفاً ، وهو تصحيف .

33) كبير ، كثير ، خ .

34) من أمرك ، خ .

35) بين عبادك ، خ .

36) جمال الاُسبوع : 307 ، كتاب في الزيارات والأدعية (المخطوط) : 308 . وفي مصباح المتهجّد : 409 ، المصباح : 726 ، والبلد الأمين : 122 بتفاوت ، و رواه السيّد رحمه الله مع زيادة ونقصان في مصباح الزائر : 457 ، .

37) جمال الاُسبوع : 310 .

 

 

 

    بازدید : 10798
    بازديد امروز : 28822
    بازديد ديروز : 104424
    بازديد کل : 182003898
    بازديد کل : 135335369