امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
217) زيارة الإمام الحسين عليه السلام والشهداء

(217)

زيارة الإمام الحسين عليه السلام والشهداء

قال السيّد الأجلّ في مصباح الزائر : نذكر منها بعض مصائب يوم الطف ، يُزار بها الحسين صلوات اللَّه عليه وسلامه ، زار بها المرتضى علم الهدى رضوان اللَّه عليه ، وسأذكرها على الوصف الّذي أشار هو إليه .

    قال المحدّث القمي رحمه الله : نقل العلاّمة المجلسي رحمه الله هذه الزيارة عن مصباح الزائر وقال بعد نقله : المظنون أنّ الزيارة من مؤلّفات السيّد مرتضى رحمه الله ألّفها من فقرات الزيارة الناحية المقدّسة ، وأضاف إليها شي‏ء . ولهذا الظنّ لم ينقل الزيارة في تحفة الزائر .

    ولمّا كان غالب العوام لاينظرون إلى الآداب والسنن سوى ما رواه العلاّمة المجلسي رحمه الله ، ولايعتنون بكلام غيره صاروا محرومين من فيض هذه الزيارة .

    نقل هذه الزيارة في مزار القديم وقال في أوّله : زيارة اُخرى تختصّ بالحسين صلوات اللَّه عليه ، وهي مرويّة بأسانيد ، وهي أوّل زيارت زار بها المرتضى علم الهدى رضوان اللَّه عليه وعليه السلام ، فإذا بلغت المقتل ...  .

    فلا إشكال في جواز قرائة هذه الزيارة الشريفة المرويّة المعتبرة في أيّ وقت ، ولا أصل لما ظنّه العلاّمة المجلسي رحمه الله ، ولايناسب مرام السيّد المرتضى رحمه الله .(33)

    أقول : على ما قاله المحدّث القمى رحمه الله أنّ هذه الزيارة غير مألّفة من فقرات الزيارة الناحية ، وليست من مؤلّفات السيّد مرتضى رحمه الله ، فمن الممكن أن تكون نسخة ثانية للزيارة الناحية المقدّسة ، ولهذا الإحتمال نذكرها في الكتاب.

    قال السيّد الأجلّ : إذا أردت الخروج من بيتك ، فقل :

أَللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ اسْتَعَنْتُ، وَوَجْهَكَ طَلَبْتُ، وَلِزِيارَةِ ابْنِ نَبِيِّكَ اَرَدْتُ، وَلِرِضوانِكَ تَعَرَّضْتُ . أَللَّهُمَّ احْفَظْني في سَفَري وَحَضَري ، وَمِنْ بَيْنَ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفي ، وَعَنْ يَميني وَعَنْ شِمالي، وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحتي، وَأَعُوذُ بَعَظَمَتِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ .

أَللَّهُمَّ احْفَظْني بِما حَفِظْتَ بِهِ كِتابَكَ الْمُنَزَّلِ عَلى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ، يا مَنْ قالَ وَهُوَ أَصْدَقُ الْقائِلينَ «إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ»(34).

    وإذا بلغت المنزل تقول :

«رَبِّ أَنْزِلْني مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلينَ»(35) ، «رَبِّ أَدخِلْنى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأخْرِجنى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لى مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً»(36) ، اَللَّهُ أَكْبَرُ ، اَللَّهُ أَكْبَرُ ، اَللَّهُ أَكْبَرُ .

    أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ وَخَيرَ أَهْلِها، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّها وَشَرِّ أَهْلِها . أَللَّهُمَّ حَبِّبْني إِلى خَلْقِكَ، وَأفِضْ عَلَيَّ مِنْ سَعَةِ رِزْقِكَ ، وَوَفِّقْني لِلْقِيامِ بِأَداءِ حَقِّكَ، بِرَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَمَنِّكَ وَإَحْسانِكَ يا كَريمُ .

    فإذا رأيت القبّة فقل :

«اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفى ءَاَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ»(37) ، «سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ × وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ»(38) ، وَ«سَلامٌ عَلَى آلِ يس × إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنينَ»(39) ، وَالسَّلامُ عَلَى الطَّيّبينَ الطَّاهِرينَ، اَلْأَوْصِياءِ الصَّادِقينَ، اَلْقائِمينَ بِأَمْرِ اللَّهِ وَحُجَجِهِ ، اَلدَّاعينَ إِلى سَبيلِ اللَّهِ، اَلْمُجاهِدينَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، اَلنَّاصِحينَ لِجَميعِ عِبادِهِ، اَلْمُسْتَخْلَفينَ في بِلادِهِ، اَلْمُرشِدينَ إِلى هِدايَتِهِ وَرَشادِهِ ، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ .

    فإذا قربت من المشهد فقل :

أَللَّهُمَّ إِلَيْكَ قَصَدَ الْقاصِدُونَ، وَفي فَضْلِكَ طَمَعَ الرَّاغِبُونَ ، وَبِكَ اعْتَصَمَ الْمُعْتَصِمُونَ ، وَعَلَيكَ تَوَكَّلَ الْمُتَوَكِّلُونَ . وَقَدْ قَصَدْتُكَ وافِداً، وَإلى سِبْطِ نَبِيِّكَ وارِداً، وَبِرَحْمَتِكَ طامِعاً، وَلِعِزَّتِكَ خاضِعاً ، وَلِوُلاةِ أَمْرِكَ طائِعاً، وَلِأَمْرِهِمْ مُتابِعاً، وَبِكَ وَبِمَنِّكَ عائِذاً، وَبِقَبْرِ وَلِيِّكَ مُتَمَسِّكاً، وَبِحَبْلِكَ مُعْتَصِماً.

أَللَّهُمَّ ثَبِّتْني عَلى مَحَبَّةِ أَوْلِيائِكَ ، وَلاتَقْطَعْ أَثَري عَنْ زِيارَتِهِمْ ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِم ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِم .

    فإذا بلغت موضع القتل فقل :

«أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَديرٌ»(40) ، «وَلاتَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلُوا فى سَبيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ × فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ × يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لايُضيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنينَ»(41) .

    «قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فى ما كانُوا فيهِ يَخْتَلِفُونَ»(42) ، «وَلاتَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فيهِ الْأَبْصارُ × مُهْطِعينَ مُقْنِعى رُءُوسِهِمْ لايَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ ×  وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلَى أَجَلٍ قَريبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ × أَوَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِن زَوالٍ × وَسَكَنْتُمْ فى مَساكِنِ الَّذينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ × وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ ×  فَلاتَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ ذُو انْتِقامٍ»(43) ، «وَسَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ»(44)، «مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْديلاً»(45) .

    عِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُ مُصيبتَنا في سِبْطِ نَبِيِّنا وَسَيِّدِنا وَإِمامِنا، إِعْزِزْ عَلَيْنا يا أَبا عَبْدِاللَّهِ بِمَصْرَعِكَ هذا فَريداً وَحيداً قَتيلاً، غَريباً عَنِ الْأَوْطانِ ، بَعيداً عَنِ الْأَهْلِ وَالْإِخْوانِ، مَسْلُوبَ الثِّيابِ، مُعَفَّراً فِي التُّرابِ، قَدْ نُحِرَ نَحْرَكَ، وَخُسِفَ صَدْرُكَ، وَاسْتُبيحَ حَريمُكَ، وَذُبِحَ فَطيمُكَ، وَسُبِيَ أَهْلُكَ، وَانْتُهِبَ رَحْلُكَ، تُقَلِّبُ يَميناً وَشِمالاً، وَتَتَجَرَّعُ مِنَ الغُصَصَ أَهْوالاً .

    لَهْفي عَلَيْكَ لَهْفانُ وَأَنْتَ مُجَدَّلٌ عَلى الرَّمْضآءِ ظَمْانٌ لاتَسْتَطيعُ خِطاباً، وَلاتَرُدُّ جَواباً، قَدْ فُجِعَتْ بِكَ نِسْوانُكَ وَوُلْدُكَ، وَاحْتُزَّ رَأْسُكَ مِنْ جَسَدِكَ.

    لَقَدْ صُرِعَ بِمَصْرَعِكَ الْإِسْلامُ، وَتَعَطَّلَتِ الْحُدُودُ وَالْأَحْكامُ، وَأَظْلَمَتِ الْأَيَّامُ، وَانْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، وَأَظْلَمَ الْقَمَرُ، وَاحْتَبَسَ الْغَيْثُ وَالْمَطَرُ، وَاهْتَزَّ الْعَرْشُ وَالسَّمآءُ، وَاقْشَعَرَّتِ الْأَرْضُ وَالْبَطْحآءُ، وَشَمِلَ الْبَلآءُ، وَاخْتَلَفَتِ الْأَهْوآءُ، وَفُجِعَ بِكَ الرَّسُولُ، وَأُزْعِجَتِ الْبَتُولُ، وَطاشَتِ الْعُقُولُ.

    فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلى مَنْ جارَ عَلَيْكَ وَظَلَمَكَ، وَمَنَعَكَ الْمآءَ وَاهْتَظَمَكَ، وَغَدَرَ بِكَ وَخَذَلَكَ، وَأَلَّبَ عَلَيْكَ وَقَتَلَكَ، وَنَكَثَ بَيْعَتَكَ وَعَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، وَأَخْلَفَ ميثاقَكَ، وَأَعانَ عَلَيكَ ضِدَّكَ، وَأغْضَبَ بِفِعالِهِ جَدَّكَ .

    وَسَلامُ اللَّهِ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكَ، وَعَلَى الْأَزْكِياءِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، وَالنُّجَباءِ مِنْ عِتْرَتِكَ، إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ .

    ثمّ تدخل القبة الشريفة وتقف على القبر الشريف وتقول :

اَلسَّلامُ عَلى ادَمَ صِفْوَةِ اللَّهِ في خَليقَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى شَيْثٍ وَلِيِّ اللَّهِ وَخِيَرَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى إِدْريسَ الْقآئِمِ [للَّهِِ] بِحُجَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى نُوحِ‏نِ الْمُجابِ في دَعْوَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى هُودِنِ الْمُؤيَّدِ مِنَ اللَّهِ بِمَعُونَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى صالِحِ‏نِ الَّذي وَجَّهَهُ اللَّهُ بِكَرامَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى إِبْراهيمَ الَّذي حَباهُ اللَّهُ بِخُلَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى إِسْماعيلَ الَّذي فَداهُ اللَّهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ .

    اَلسَّلامُ عَلى إِسْحاقَ الَّذي جَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى يَعْقُوبَ الَّذي رَدَّ اللَّهُ بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى يُوسُفَ الَّذي نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ .

    اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى الَّذي فَلَقَ اللَّهُ لَهُ الْبَحْرَ لَهُ بِقُدْرَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى هارُونَ الَّذي خَصَّهُ اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى شُعَيْبٍ الَّذي نَصَرَهُ اللَّهُ عَلى اُمَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى داوُدَ الَّذي تابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ خَطيئَتِهِ .

    اَلسَّلامُ عَلى سُلَيْمانَ الَّذي ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ بِعِزَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى أَيُّوبَ الَّذي شَفاهُ اللَّهُ مِنْ عِلَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى يُونُسَ الَّذي أَنْجَزَ اللَّهُ لَهُ مَضْمُونَ عِدَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى زَكَرِيَّا الصَّابِرِ عَلى مِحْنَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى العُزَيْرِ الَّذي أَحْياهُ اللَّهُ بَعْدَ ميتَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى يَحْيَى الَّذي أَزْلَفَهُ اللَّهُ بِشَهادَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى الَّذي هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ .

    اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ وَصِفْوَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى أَميرِالْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ الْمَخْصُوصِ بِكَرامَتِهِ وَبِاُخُوَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ ابْنَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَصِيِّ أَبيهِ وَخَليفَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الَّذي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ أَطاعَ اللَّهَ في سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ جَعَلَ اللَّهُ الشِّفاءَ في تُرْبَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ الْإِجابَةُ تَحْتَ قُبَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ .

    اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ خاتَمِ الْأَنْبِياءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سَيِّدِ الْأَوْصِياءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ خَديجَةَ الْكُبْرى ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ جَنَّةِ الْمَأْوى ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفا .

    اَلسَّلامُ عَلَى الْمُرَمَّلِ بِالدِّماءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَهْتُوكِ الْخِباءِ ، اَلسَّلامُ عَلى خامِسِ أَصْحابِ الْكِساءِ ، اَلسَّلامُ عَلى غَريبِ الْغُرَباءِ ، اَلسَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَداءِ ، اَلسَّلامُ عَلى قَتيلِ الْأَدْعِياءِ ، اَلسَّلامُ عَلى ساكِنِ كَرْبَلاءَ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّماءِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ذُرِّيَّتُهُ الْأَزْكِياءُ .

    اَلسَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدّينِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنازِلِ الْبَراهينِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ السَّاداتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْجُيُوبِ الْمُضَرَّجاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الشِّفاهِ الذَّابِلاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى النُّفُوسِ الْمُصْطَلَماتِ(46) ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَرْواحِ الْمُخْتَلَساتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَجْسادِ الْعارِياتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْجُسُومِ الشَّاخِباتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الدِّماءِ السَّائِلاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَعْضاءِ الْمُقَطَّعاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُشالاتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى النِّسْوَةِ الْبارِزاتِ .

    اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرينَ الْمُسْتَشْهَدينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ذُرِّيَّتِكَ النَّاصِرينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُضاجِعينَ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْقَتيلِ الْمَظْلُومِ ، اَلسَّلامُ عَلى أَخيهِ الْمَسْمُومِ ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيٍّ الْكَبيرِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّضيعِ الصَّغير .

    اَلسَّلامُ عَلَى الْأَبْدانِ السَّليبَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْعِتْرَةِ الْغَريبَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُجَدَّلينَ فِي الْفَلَواتِ ، اَلسَّلامُ عَلَى النَّازِحينَ عَنِ الْأَوْطانِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَدْفُونينَ بِلا أَكْفانٍ ، اَلسَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُفَرَّقَةِ عَنِ الْأَبْدانِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُحْتَسَبِ الصَّابِرِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَظْلُومِ بِلا ناصِرٍ ، اَلسَّلامُ عَلَى ساكِنِ التُّرْبَةِ الزَّاكِيَةِ ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْقُبَّةِ السَّامِيَةِ .

    اَلسَّلامُ عَلى مَنْ طَهَّرَهُ الْجَليلُ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَشَّرَ(47) بِهِ جَبْرَئيلُ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ناغاهُ فِي الْمَهْدِ ميكائيلُ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ وَذِمَّةُ حَرَمِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ انْتُهِكَتْ حُرْمَةُ الْإِسْلامِ في إِراقَةِ دَمِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُغَسَّلِ بِدَمِ الْجِراحِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُجَرَّعِ بِكَأْساتِ مِراراتِ الرِّماحِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُسْتَضامِ الْمُسْتَباحِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَهْجُورِ فِي الْوَرى ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُنْفَرِدِ بِالْعَرآءِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ تَوَلّى دَفْنَهُ أَهْلُ الْقُرى ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَقْطُوعِ الْوَتينِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُحامي بِلا مُعينٍ .

    اَلسَّلامُ عَلَى الشَّيْبِ الخَضيبِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْخَدِّ التَّريبِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّليبِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضيبِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْوَدَجِ الْمَقْطُوعِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّأْسِ الْمَرْفُوعِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الشِّلْوِ(48) الْمَوْضُوعِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

    ثمّ تحوّل إلى عند الرأس وقل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِاللَّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْرآءِ سَيِّدَةِ نِسآءِ الْعالَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَكَتْ في مُصابِهِ السَّماواتُ الْعُلى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَكَتْ لِفَقْدِهِ الأَرَضُونَ السُّفْلى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَريعَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ الْعَبْرى ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُذيبَ الكَبِدِ الحَرَّى .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ يَعْسُوبِ الدّينِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْمُتَّقينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الْمُهْتَدينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّة اللَّهِ الْكُبْرى .

    اَلسَّلامُ عَلَى الْإِمامِ الْمَفْطُومِ مِنَ الزَّلَلِ ، اَلْمُبَرَّءِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ(49) ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ الرَّسُولِ وَقُرَّةِ عَيْنِ الْبَتُولِ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ يُناغيهِ جَبْرَئيلُ وَيُلاعِبُهُ ميكائيلُ ، اَلسَّلامُ عَلَى التّينِ وَالزَّيْتُونِ ، اَلسَّلامُ عَلى كَفَّتَيِ الْميزانِ ، اَلْمَذْكُورِ في سُورَةِ الرَّحْمانِ ، اَلْمُعَبَّرِ عَنْهُما بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجانِ ، اَلسَّلامُ عَلى أُمَناءِ الْمُهَيْمِنِ الْمَنَّانِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

    اَلسَّلامُ عَلَى المَقْتُولِ الْمَظْلُومِ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَمْنُوعِ مِنْ مآءِ الْفُراتِ ، اَلسَّلامُ عَلى سَيِّدِ السَّاداتِ ، اَلسَّلامُ عَلى قآئِدِ الْقاداتِ ، اَلسَّلامُ عَلى حَبْلِ اللَّهِ الْمَتينِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ وَأَبا حُجَجِهِ .

    أَشْهَدُ لَقَدْ طَيَّبَ اللَّهُ بِكَ التُّرابَ ، وَأَوْضَحَ بِكَ الْكِتابَ ، وَأَعْظَمَ بِكَ الْمُصابَ ، وَجَعَلَكَ وَجَدَّكَ وَأَباكَ ، وَأُمَّكَ وَأَخاكَ(50) عِبْرَةً لِأُولِى الْأَلْبابِ .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خِيَرَةِ الْأَخْيارِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عُنْصُرِ الْأَبْرارِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ قَسيمِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ بَقِيَّةِ النَّبِيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ صالِحِ الْمُؤمِنينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ .

    أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ في أَرْضِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذينَ خالَفُوكَ ، وَأَنَّ الَّذينَ قَتَلُوكَ ، وَالَّذينَ خَذَلُوكَ ، وَأَنَّ الَّذينَ جَحَدُوا حَقَّكَ ، وَمَنَعُوكَ إِرْثَكَ ، مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى .

    لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْاخِرينَ ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَليمَ ، عَذاباً لايُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمينَ .

    ثمّ انكب على الضريح ، وقبّل التربة وقل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَوَّلَ مَظْلُومِ‏نِ انْتُهِكَ دَمُهُ ، وَضُيِّعَتْ فيهِ حُرمَةُ الْإِسْلامِ ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، أَشْهَدُ أَنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمْتَ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبْتَ ، مُبْطِلٌ لِما أَبْطَلْتَ ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقتَ ، فَاشفَعْ لي عِنْدَ رَبّي وَرَبِّكَ في خَلاصِ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، وَقَضآءِ حَوآئِجي فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهُ وَبَرَكاتُهُ .

    ثمّ تحوّل إلى جانب القبر ، وتستقبل القبلة ، وترفع يديك وتقول :

أَللَّهُمَّ إِنَّ اسْتِغْفاري إِيَّاكَ وَأَنَا مُصِرٌّ عَلى ما نَهَيْتَ قِلَّةُ حَيآءٍ ، وَتَرْكِيَ الْإِسْتِغْفارَ مَعَ عِلْمي بِسِعَةِ حِلْمِكَ تَضييعٌ لِحَقِّ الرَّجآءِ .

    أَللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبي تُؤْيِسُني أَنْ أَرْجُوكَ ، وَإنَّ عِلْمي بِسِعَةِ رَحْمَتِكَ يُؤْمِنُني أَنْ أَخْشاكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَحَقِّقْ رَجائي لَكَ ، وَكَذِّبْ خَوْفي مِنْكَ ، وَكُنْ لي عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنّي بِكَ ، يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمينَ ، وَأَيِّدْني بِالْعِصْمَةِ ، وَانْطِقْ لِساني بِالْحِكْمَةِ ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَنْدَمُ عَلى ما صَنَعَهُ في أَمْسِهِ .

    أَللَّهُمَّ إِنَّ الْغَنِيُّ مَنِ اسْتَغْنى عَنْ خَلْقِكَ بِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْنِني يا رَبِّ عَنْ خَلْقِكَ ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ لايَبْسُطُ كَفَّهُ إِلّا إِلَيْكَ .

    أَللَّهُمَّ إِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ قَنَطَ وَأَمامَهُ التَّوْبَةُ وَخَلْفَهُ الرَّحْمَةُ ، وَإِنْ كُنْتُ ضَعيفَ الْعَمَلِ فَإِنّي في رَحْمَتِكَ قَوِيُّ الْأَمَلِ ، فَهَبْ لي ضَعْفَ عَمَلي لِقُوَّةِ أَمَلي .

    أَللَّهُمَّ أَمَرْتَ فَعَصَيْنا ، وَنَهَيْتَ فَمَا انْتَهَيْنا ، وَذَكَّرْتَ فَتَناسَيْنا ، وَبَصَّرْتَ فَتَعامَيْنا ، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّيْنا ، وَما كانَ ذلِكَ جَزآءُ إِحْسانِكَ إِلَينا ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِما أَعْلَنَّا وَما أَخْفَيْنا ، وَأَخْبَرُ بِما نَأْتي وَما أَتَيْنا ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلاتُؤاخِذْنا بِما أَخْطَأْنا فيهِ وَنَسينا ، وَهَبْ لَنا حُقُوقَكَ لَدَيْنا ، وَتَمِّمْ إِحْسانَكَ إِلَيْنا ، وَأَسْبِغْ رَحْمَتَكَ عَلَيْنا .

    إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهذَا الصِّدّيقِ الْإِمامِ ، وَنَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذي جَعَلْتَهُ لَهُ وَلِجَدِّه رَسُولِكَ، وَلِأَبَوَيْهِ عَلِيٍّ وَفاطِمَةَ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ ، إِدْرارَ الرِّزْقِ، اَلَّذي بِهِ قَوامُ حَياتِنا ، وَصَلاحُ أَحْوالِ عِيالِنا ، فَأَنْتَ الْكَريمُ الَّذي تُعْطي مِنْ سِعَةٍ ، وَتَمْنَعُ عَنْ قُدْرَةٍ ، وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ ما يَكُونُ صَلاحاً لِلدُّنْيا ، وَبَلاغاً لِلْاخِرَةِ ، وَاتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْاخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النَّارِ .

    ثمّ تحوّل إلى عند الرّجلين وقل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِاللَّهِ ، وَعَلى مَلآئِكَةِ اللَّهِ الْمَرْفُوفينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ ، اَلْحافّينَ بِتُرْبَتِكَ ، اَلطَّآئِفينَ بِعَرْصَتِكَ ، اَلْوارِدينَ لِزِيارَتِكَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فَإِنّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ ، وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيْكَ .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ الْعارِفِ بِحُرْمَتِكَ ، اَلْمُخْلِصِ في وِلايَتِكَ ، اَلْمُتَقَرِّبِ إِلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ ، اَلْبَري‏ءِ مِنْ أَعْدآئِكَ ، سَلامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصابِكَ مَقْرُوحٌ ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ ، سَلامَ الْمَفْجُوعِ الْمَحْزُونِ ، اَلْوالِهِ الْمِسْكينِ ، سَلامَ مَنْ لَوْ كانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقاكَ بِنَفْسِهِ مِنْ حَدِّ السُّيُوفِ ، وَبَذَلَ حُشاشَتَهُ دُونَكَ لِلْحُتُوفِ ، وَجاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَنَصَرَكَ عَلى مَنْ بَغى عَلَيْكَ ، وَفَداكَ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ وَمالِهِ وَوَلَدِهِ ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ الْفِداءُ ، وَأَهْلُهُ لِأَهْلِكَ وِقاءٌ .

    فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ ، وَعاقَني عَنْ نُصْرَتِكَ الْمَقْدُورُ ، وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حارَبَكَ مُحارِباً ، وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَداوَةَ مُناصِباً ، فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَباحاً وَمَساءً ، وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً ، حَسْرَةً عَلَيْكَ ، وَتَأَسُّفاً وَتَحَسُّراً عَلى ما دَهاكَ ، وَتَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ الْمُصابِ ، وَغُصَّةِ الْإِكْتِئابِ .

    وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْعُدْوانِ ، وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَما عَصَيْتَهُ ، وَتَمَسَّكْتَ بِحَبْلِهِ فَارْتَضَيْتَهُ وَخَشَيْتَهُ ، وَراقَبْتَهُ وَاسْتَحَيْتَهُ ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ ، وَأَطْفَأْتَ الْفِتَنَ ، وَدَعَوْتَ إِلَى الرَّشادِ ، وَأَوْضَحْتَ سُبُلَ السَّدادِ ، وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الْجِهادِ .

    وَكُنْتَ للَّهِِ طائِعاً ، وَلِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ تابِعاً ، وَلِقَوْلِ أَبيكَ سامِعَاً ، وَإِلى وَصِيَّةِ أَخيكَ مُسارِعاً ، وَلِعِمادِ الدّينِ رافِعاً ، وَلِلطُّغْيانِ قامِعاً ، وَلِلطُّغاةِ مُقارِعاً ، وَلِلْاُمَّةِ ناصِحاً ، وَفي غَمَراتِ الْمَوْتِ سابِحاً ، وَلِلْفُسَّاقِ مُكافِحاً ، وَبِحُجَجِ اللَّهِ قائِماً ، وَلِلْإِسْلامِ عاصِماً ، وَلِلْمُسْلِمينَ راحِماً ، وَلِلْحَقِّ ناصِراً ، وَعِنْدَ الْبَلاءِ صابِراً ، وَلِلدّينِ كالِئاً ، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرامِياً ، وَعَنِ الشَّريعَةِ مُحامِياً .

    تَحُوطُ الْهُدى وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ ، وَتَنْصُرُ الدّينَ وَتُظْهِرُهُ ، وَتَكُفُّ الْعابِثَ وَتَزْجُرُهُ ، تَأْخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وَتُساوي فِي الْحُكْمِ بَيْنَ الْقَوِيِّ وَالضَّعيفِ .

    كُنْتَ رَبيعَ الْأَيْتامِ ، وَعِصْمَةَ الْأَنامِ ، وَعِزَّ الْإِسْلامِ ، وَمَعْدِنَ الْأَحْكامِ ، وَحَليفَ الْإِنْعامِ ، سالِكاً [في] طَريقَةِ جَدِّكَ وَأَبيكَ ، مُشْبِهاً فِي الْوَصِيَّةِ لِأَخيكَ ، وَفِيَّ الذِّمَمِ ، رَضِيَّ الشِّيَمِ ، [ظاهِرَ الْكَرَمِ] ، مُجْتَهِداً فِي الْعِبادَةِ في حنْدسِ الظُّلَمِ ، قَويمَ الطَّرايِقِ ، عَظيمَ السَّوابِقِ ، شَريفَ النَّسَبِ ، مُنيفَ الْحَسَبِ ، رَفيعَ الرُّتَبِ ، كَثيرَ الْمَناقِبِ ، مَحْمُودَ الضَّرائِبِ ، جَزيلَ الْمَواهِبِ ، حَليماً شَديداً ، عَليماً رَشيداً ، إِماماً شَهيداً ، أَوَّاهاً مُنيباً ، جَواداً مُثيباً ، حَبيباً مَهيباً .

    كُنْتَ لِلرَّسُولِ وَلَداً ، وَلِلْقُرْآنِ سَنَداً ، وَلِلْاُمَّةِ عَضُداً ، وَفِي الطَّاعَةِ مُجْتَهِداً ، حافِظاً لِلْعَهْدِ وَالْميثاقِ ، ناكِباً عَنْ سَبيلِ الفُسَّاقِ ، تَنأوّه تأوّه الْمَجْهُود ، طَويلَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ .

    زاهِداً فِي الدُّنْيا زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْها ، ناظِراً إِلَيْها بِعَيْنِ الْمُسْتَوْحِشِ مِنْها ، آمالُكَ عَنْها مَكْفُوفَةٌ ، وَهِمَّتُكَ عَنْ زينَتِها مَصْرُوفَةٌ ، وَلِحاظُكَ عَنْ بَهْجَتِها مَطْرُوفَةٌ ، وَرَغْبَتُكَ فِي الْآخِرَةِ مَعْرُوفَةٌ .

    حَتَّى إِذَا الْجَوْرُ مَدَّ باعَهُ ، وَأَسْفَرَ الظُّلْمُ قِناعَهُ ، وَدَعَا الْغَيُّ أَتْباعَهُ ، وَأَنْتَ في حَرَمِ جَدِّكَ قاطِنٌ ، وَلِلظَّالِمينَ مُبايِنٌ ، جَليسُ الْبَيْتِ وَالْمِحْرابِ ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالْأَحْبابِ ، تُنْكِرُ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِكَ وَلِسانِكَ ، عَلى حَسَبِ طاقَتِكَ وَإِمْكانِكَ ، ثُمَّ اقْتَضاكَ الْعِلْمُ لِلْإِنْكارِ ، وَأَلْزَمَكَ أَنْ تُجاهِدَ الْكُفَّارَ ، فَسِرْتَ في أَوْلادِكَ وَأَهاليكَ ، وَشيعَتِكَ وَمَواليكَ ، وَصَدَعْتَ بِالْحَقِّ وَالْبَيِّنَةِ ، وَدَعَوْتَ إِلَى اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، وَأَمَرْتَ بِإِقامَةِ الْحُدُودِ ، وَطاعَةِ الْمَعْبُودِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْخِيانَةِ وَالطُّغْيانِ ، فَواجَهُوكَ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ .

    فَجاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الْإيعادِ إِلَيْهِمْ ، وَتَأْكيدِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ ، فَنَكَثُوا ذِمامَكَ وَبَيْعَتَكَ ، وَأَسْخَطُوا رَبَّكَ ، وَأَغْضَبُوا جَدَّكَ ، وَأَنْذَرُوكَ بِالْحَرْبِ ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ ، وَطَحْطَحْتَ جُنُودَ الْكُفَّارِ ، وَشَرَّدْتَ جُيُوشَ الْأَشْرارِ ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبارِ ، مُجالِداً بِذِي الْفِقارِ ، كَأَنَّكَ عَلِيٌّ الْمُخْتارُ .

    فَلَمَّا رَأَوْكَ ثابِتَ الْجَأْشِ ، غَيْرَ خائِفٍ وَلا خاشٍ ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمْ، وَقاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمْ وَشَرِّهِمْ ، وَأَجْلَبَ اللَّعينُ عَلَيْكَ جُنُودَهُ ، وَمَنَعُوكَ الْماءَ وَوُرُودَهُ ، وَناجَزُوكَ الْقِتالَ ، وَعاجَلُوكَ النِّزالَ ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهامِ، وَبَسَطُوا إِلَيْكَ الْأَكُفَّ لِلْإِصْطِلامِ ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ الذِّمامَ ، وَلا راقَبُوا فيكَ الْأَنامَ ، وَفي قَتْلِهِمْ أَوْلِياءَكَ ، وَنَهْبِهِمْ رِحالَكَ ، وَأَنْتَ مُقَدَّمٌ فِي الْهَبَواتِ، مُحْتَمِلٌ لِلْأَذِيَّاتِ ، وَقَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّماواتِ .

    وَأَحْدَقُوا بِكَ مِنْ كُلِّ الْجَهاتِ ، وَأَثْخَنُوكَ بِالْجِراحِ ، وَحالُوا بَيْنَكَ‏وَبَيْنَ ماءِ الْفُراتِ ، وَلَمْ يَبْقَ لَكَ ناصِرٌ ، وَأَنْتَ مُحْتَسِبٌ صابِرٌ ، تَذُبُّ عَنْ نِسْوانِكَ وَأَوْلادِكَ ، فَهَوَيْتَ إِلَى الْأَرْضِ طَريحاً ، ظَمْآنٌ جَريحاً ، تَطَؤُكَ الْخُيُولُ بِحَوافِرِها ، وَتَعْلُوكَ الطُّغاةُ بِبَواتِرِها .

    قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبينُكَ ، وَاخْتَلَفَتْ بِالْإِنْبِساطِ وَالْإِنْقِباضِ شِمالُكَ وَيَمينُكَ ، تُديرُ طَرْفاً مُنْكَسِراً إِلى رَحْلِكَ ، وَقَدْ شَغَلْتَ بِنَفْسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأَهْلِكَ ، وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شارِداً ، وَإِلى خِيامِكَ قاصِداً ، مُحَمْحِماً باكِياً ، فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّسآءُ جَوادَكَ مَخْزِيّاً ، وَأَبْصَرْنَ سَرْجَكَ مَلْوِيّاً ، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ ، لِلشُّعُورِ ناشِراتٌ ، وَلِلْخُدُودِ لاطِماتٌ ، وَلِلْوُجُوهِ سافِراتٌ ، وَبِالْعَويلِ داعِياتٌ ، وَبَعْدَ الْعِزِّ مُذَلَّلاتٌ ، وَإِلى مَصْرَعِكَ مُبادِراتٌ .

    وَالشِّمْرُ جالِسٌ عَلى صَدْرِكَ ، مُولِغٌ سَيْفَهُ في نَحْرِكَ ، قابِضٌ شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، وَقَدْ سَكَنَتْ حَواسُّكَ ، وَخَمَدَتْ أَنْفاسُكَ ، وَوَرَدَ عَلَى الْقَناةِ رَأْسُكَ ، وَسُبِىَ أَهْلُكَ كَالْعَبيدِ ، وَصُفِّدُوا فِي الْحَديدِ ، فَوْقَ أَقْتابِ الْمَطِيَّاتِ ، تَلْفَحُ وَجُوهَهُمْ حَرُورَ الْهاجِراتِ ، يُساقُونَ فِي الْفَلَواتِ ، أَيْديهِمْ مَغْلُولَةٌ إِلَى الْأَعْناقِ ، يُطافُ بِهِمْ فِي الْأَسْواقِ .

    فَالْوَيْلُ لِلْعُصاةِ الْفُسَّاقِ ، لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الْإِسْلامَ ، وَعَطَّلُوا الصَّلاةَ وَالصِّيامَ ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالْأَحْكامَ ، وَهَدَمُوا قَواعِدَ الْإيمانِ ، وَحَرَّفُوا آياتِ الْقُرْآنِ ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْيِ وَالْعُدْوانِ .

    لَقَدْ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ أَجْلِكَ مَوْتُوراً ، وَعادَ كِتابُ اللَّهِ مَهْجُوراً ، وَغُودِرَ الْحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً ، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبيرُ وَالتَّهْليلُ ، وَالتَّحْريمُ وَالتَّحْليلُ ، وَالتَنْزيلُ وَالتَّأْويلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْييرُ وَالتَّبْديلُ ، وَالْإِلْحادُ وَالتَّعْطيلُ ، وَالْأَهْواءُ وَالْأَضاليلُ ، وَالْفِتَنُ وَالْأَباطيلُ .

    وَقامَ ناعيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، فَنَعاكَ إِلَيْهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ ، قائِلاً يا رَسُولَ اللَّهِ قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتاكَ ، وَاسْتُبيحَ أَهْلُكَ وَحِماكَ ، وَسُبِيَ بَعْدَكَ ذَراريكَ ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَبَنيكَ .

    فَنَزَعَ الرَّسُولُ الرِّداءَ ، وَعَزَّاهُ بِكَ الْمَلائِكَةُ وَالْأَنْبِياءُ ، وَفُجِعَتْ بِكَ اُمُّكَ فاطِمَةُ الزَّهْراءُ ، وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ ، تُعَزّي أَباكَ أَميرَالْمُؤْمِنينَ ، وَاُقيمَتْ عَلَيْكَ الْمَآتِمُ فِي أَعْلا عِلِّيّينَ ، تَلْطِمُ عَلَيْكَ فيهَا الْحُورُ الْعينُ ، وَتُبْكيكَ السَّماواتُ وَسُكَّانُها ، وَالْجِبالُ وَخُزَّانُها ، وَالسَّحابُ وَأَقْطارُها ، وَالْأَرْضُ وَقيعانُها ، وَالْبِحارُ وَحيتانُها ، وَمَكَّةُ وَبُنْيانُها ، وَالْجِنانُ وَوِلْدانُها ، وَالْبَيْتُ وَالْمَقامُ ، وَالْمَشْعَرُ الْحَرامُ ، وَالْحَطيمُ وَزَمْزَمُ ، وَالْمِنْبَرُ الْمُعَظَّمُ ، وَالنُّجُومُ الطَّوالِعُ ، وَالْبُرُوقُ اللَّوامِعُ ، وَالرُّعُودُ الْقَعاقِعُ ، وَالرِّياحُ الزَّعازِعُ ، وَالْأَفْلاكُ الرَّوافِعُ .

    فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَسَلَبَكَ ، وَاهْتَضَمَكَ وَغَصَبَكَ ، وَبايَعَكَ فَاعْتَزَلَكَ ، وَحارَبَكَ وَساقَكَ ، وَجَهَزَ الْجُيُوشُ إِلَيْكَ ، وَوَثَبَ الظَّلَمَةُ عَلَيْكَ ، أَبْرَءُ إِلَى اللَّهِ سُبْحانَهُ مِنَ الْامِرِ وَالْفاعِلِ وَالْغاشِمِ وَالْخاذِلِ .

    أَللَّهُمَّ فَثَبَّتَني عَلَى الْإِخْلاصِ وَالْوِلاءِ ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِ أَهْلِ الْكَساءِ ، وَانْفَعْني بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِمْ ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِمْ ، إِنَّكَ وَلِيُّ ذلِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

 

    ذكر زيارة عليّ بن الحسين عليهما السلام:

    ثمّ تحوّل إلى عند رجلي الحسين عليه السلام فقف على عليّ بن الحسين عليهما السلام وقل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدّيقُ الطَّيِّبُ الطَّاهِرُ ، وَالزَّكِيُّ الْحَبيبُ الْمُقَرَّبُ ، وَابْنُ رِيْحانَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهيدٍ مُحْتَسِبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

    ما أَكْرَمَ مَقامَكَ ، وَأَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ ، أَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ اللَّهُ سَعْيَكَ ، وَأَجْزَلَ ثَوابَكَ ، وَأَلْحَقَكَ بِالذَّرْوَةِ الْعالِيَةِ حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفُ ، فِي الْغُرَفِ السَّامِيَةِ فِي الْجَنَّةِ فَوْقَ الْغُرَفِ ، كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ ، وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً ، وَاللَّهِ ما ضَرَّكَ الْقَوْمُ بِما نالُوا مِنْكَ وَمِنْ أَبيكَ الطَّاهِرِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُما ، وَلاثَلَمُوا مَنْزِلَتَكُما مِنَ الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ ، وَلا وَهَنْتُما بِما أَصابَكُما في سَبيلِ اللَّهِ ، وَلا مُلْتِما إِلَى الْعَيْشِ فِي الدُّنْيا ، وَلاتُكَرِّهْتُما مُباشِرَةَ الْمَنايا ، إِذْ كُنْتُما قَدْ رَأَيْتُما مَنازِلَكُما فِي الْجَنَّةِ قَبْلَ أَنْ تَصيرا إِلَيْها ، وَاخْتَرْتَماها قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلا إِلَيْها ، فَسُرِرْتُمْ وَسَرَرْتُمْ .

    فَهَنيئاً لَكُمْ يا بَني عَبْدِ الْمُطَلِّبِ ، اَلتَّمَسُّكُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بِالسَّيِّدِ السَّابِقِ حَمْزَةَ ابْنَ عَبْدِالْمُطَلِّبِ ، وَقَدِّمْتُما عَلَيْهِ وَقَدْ أُلْحِقْتُما بِأَوْثَقِ عُرْوَةٍ وَأَقْوى سَبَبٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدّيقُ الشَّهيدُ الْمُكَرَّمُ ، وَالسَّيِّدُ الْمُقَدَّمُ ، اَلَّذي عاشَ سَعيداً ، وَماتَ شَهيداً ، وَذَهَبَ فَقيداً ، فَلَمْ تَتَمَتَّعْ مِنَ الدُّنْيا إِلّا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَلَمْ تَتَشاغَلْ إِلّا بِالْمَتْجَرِ الرَّابِحِ .

    أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنَ الْفَرِحينَ »بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَنْ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ«(51) ، وَتِلْكَ مَنْزِلَةُ كُلِّ شَهيدٍ فَكَيْفَ مَنْزِلَةُ الْحَبيبِ إِلَى اللَّهِ ، اَلْقَريبِ إِلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، زادَكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ في كُلِّ لَفْظَةٍ وَلَحْظَةٍ ، وَسُكُونٍ وَحَرَكَةٍ ، مَزيداً يَغْبِطُ وَيَسْعَدُ أَهْلُ عِلِّيّينَ بِهِ .

    يا كَريمَ النَّفْسِ ، يا كَريمَ الْأَبِ ، يا كَريمَ الْجَدِّ إِلى أَنْ يَتَناهى ، رَفَعَكُمُ اللَّهُ مِنْ أَنْ يُقالَ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، وَافْتَقَرَ إِلى ذلِكَ غَيْرُكُمْ مِنْ كُلِّ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ .

    ثمّ تقول :

صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرِضْوانُهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ . فَاشْفَعْ لي أَيُّهَا السَّيِّدُ الطَّاهِرُ إِلى رَبِّكَ في حَطِّ الْأَثْقالِ عَنْ ظَهْري ، وَتَخْفيفِها عَنّي ، وَارْحَمْ ذُلّي وَخُضُوعي لَكَ ، وَلِلسَّيِّدِ أَبيكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُما .

    ثمّ انكب على القبر وقل :

زادَ اللَّهُ في شَرَفِكُمْ فِي الْاخِرَةِ كَما شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيا ، وَأَسْعَدَكُمْ كَما أَسْعَدَ بِكُمْ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَعْلامُ الدّينِ وَنُجُومُ الْعالَمينَ .

 

    زيارة الشهداء رضوان اللَّه عليهم

    ثمّ تتوجّه إلى البيت الّذي عند رجلي عليّ بن الحسين عليهما السلام وتقول :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنِ ، سَلاماً لايُفْنى أَمَدُهُ ، وَلايُنْقَطَعُ مَدَدُهُ ، سَلاماً تَسْتَوْجِبُهُ بِاجْتِهادِكَ ، وَتَسْتَحِقُّهُ بِجِهادِكَ ، عِشْتَ حَميداً ، وَذَهَبْتَ فَقيداً ، لَمْ يَمِلْ بِكَ حُبُّ الشَّهَواتِ ، وَلَمْ يُدَنِّسْكَ طَمَعَ النَّزَهاتِ ، حَتَّى كَشَفَتْ لَكَ الدُّنْيا عَنْ عُيُوبِها ، وَرَأَيْتَ سُوءَ عاقِبَتِها وَقُبْحَ مَصيرِها ، فَبِعْتَها بِالدَّارِ الْاخِرَةِ ، وَشَرَيْتَ نَفْسَكَ شِرآءَ الْمُتاجَرَةِ ، فَأَرْبَحْتَها أَكْرَمَ الْأَرْباحِ ، وَلَحَقْتَ بِهَا »الَّذينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً × ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَليماً«(52) .

    اَلسَّلامُ عَلَى الْقاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ حَبيبِ اللَّهِ ،  اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللَّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ حَبيبٍ لَمْ يَقْضِ مِنَ الدُّنْيا وَطَراً ، وَلَمْ يَشْفِ مِنْ أَعْدآءِ اللَّهِ صَدْراً ، حَتَّى عاجَلَهُ الْأَجَلُ ، وَ فاتَهُ الْأَمَلُ ، فَهَنيئاً لَكَ يا حَبيبُ حَبيبِ رَسُولِ اللَّهِ ، ما أَسْعَدَ جَدُّكَ ، وَأَفْخَرَ مَجْدُكَ ، وَأَحْسَنَ مُنْقَلَبُكَ .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَوْنَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبي طالِبٍ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ النَّاشي في حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَالْمُقْتَدي بِأَخْلاقِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَالذَّابِّ عَنْ حَريمِ رَسُولِ اللَّهِ صَبِيّاً ، وَالذَّآئِدِ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ ، مُباشِراً لِلْحُتُوفِ ، مُجاهِداً بِالسُّيُوفِ ، قَبْلَ أَنْ يَقْوى جِسْمُهُ ، وَيَشْتَدَّ عَظْمُهُ ، وَيَبْلُغَ أَشُدُّهُ .

    ما زِلْتَ مِنَ الْعَلآءِ مُنْذُ يَفَعْتَ ، تَطْلُبُ الْغايَةُ الْقُصْوى فِي الْخَيْرِ مُنْذُ تَرَعْرَعْتَ ، حَتَّى رَأَيْتَ أَنْ تَنالَ الْحَظَّ السَّنِيَّ فِي الْاخِرَةِ بِبَذْلِ نَفْسِكَ في سَبيلِ اللَّهِ ، وَالْقِتالِ لِأَعْدآءِ اللَّهِ ، فَتَقَرَّبَتْ وَالْمَنايا دانِيَةٌ ، وَزَحَفْتَ وَالنَّفْسُ مُطْمَئِنَّةٌ طَيِّبَةٌ ، تَلْقي بِوَجْهِكَ بَوادِرَ السِّهامِ ، وَتُباشِرُ بِمُهْجَتِكَ حَدَّ الْحِسامِ ، حَتَّى وَفَدْتَ إِلَى اللَّهِ تَعالى بِأَحْسَنِ عَمَلٍ، وَأَرْشَدِ سَعْيٍ إِلى أَكْرَمِ مُنْقَلَبٍ، وَتَلَقَّاكَ ما أَعَدَّهُ لَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي يَزيدُ وَلايُبيدُ، وَالْخَيْرِ الَّذي يَتَجَدَّدُ وَلايَنْفَدُ ، فَصَلَواتُ اللَّهُ عَلَيْكَ تَتْرى تَتَّبِعُ اُخْراهُنَّ الْاُولى .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَبْدَالرَّحْمنِ بْنِ عَقيلِ بْنِ أَبي طالِبٍ ، صِنْوِ الْوَصِيِّ أَميرِالْمُؤْمِنينَ ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكَ وَعَلى أَبيكَ ، ما دَجى لَيْلٌ وَأَضآءَ نَهارٌ ، وَما طَلَعَ هِلالٌ وَما أَخْفاهُ سِرارٌ ، وَجَزاكَ اللَّهُ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ وَالْإِسْلامِ أَحْسَنَ ما جَزَى الْأَبْرارَ الْأَخْيارَ ، اَلَّذينَ نابَذُوا الْفُجَّارَ ، وَجاهَدُوا الْكُفَّارَ ، فَصَلَواتُ اللَّهُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ ابْنِ عَمٍّ ، زادَكَ اللَّهُ فيما اتاكَ حَتَّى تَبْلُغَ رِضاكَ كَما بَلَغْتَ غايَةَ رِضاهُ، وَجاوَزَ بِكَ أَفْضَلَ ما كُنْتَ تَتَمَنَّاهُ .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ عَقيلِ بْنِ أَبي طالِبٍ ، سَلاماً يَقْضي حَقَّكَ في نَسَبِكَ وَقَرابَتِكَ وَقَدْرِكَ في مَنْزِلَتِكَ ، وَعَمَلِكَ في مُواساتِكَ ، وَمُساهِمَتِكَ ابْنِ عَمِّكَ بِنَفْسِكَ وَمُبالِغَتِكَ في مُواساتِهِ حَتَّى شَرِبْتَ بِكَأْسِهِ ، وَحَلَلْتَ مَحَلَّهُ في رَمْسِهِ ، وَاسْتَوْجَبْتَ ثَوابَ مَنْ بايَعَ اللَّهَ في نَفْسِهِ ، فَاسْتَبْشَرَ بِبَيْعِهِ الَّذي بايَعَهُ بِهِ ، وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمِ ، فَاجْتَمَعَ لَكَ ما وَعَدَكَ اللَّهُ مِنَ النَّعيمِ بِحَقِّ الْمُبايَعَةِ إِلى ما أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ بِحَقِّ النَّسَبِ وَالْمُشارَكَةِ ، فَفُزْتَ فَوْزَيْنِ لايَتَنالَهُما إِلّا مَنْ كانَ مِثْلُكَ في قَرابَتِهِ وَمُكارَمَتِهِ ، وَبَذَلَ مالَهُ وَمُهْجَتَهُ لِنُصْرَةِ إِمامِهِ وَابْنِ عَمِّهِ ، فَزادَكَ اللَّهُ حُبّاً وَكَرامَةً حَتَّى تَنْتَهي إِلى أَعْلى عِلِّيّينَ في جِوارِ رَبِّ الْعالَمينَ .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَبْدَاللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَقيلٍ ، فَما أَكْرَمَ مَقامَكَ في نُصْرَةِ ابْنِ عَمِّكَ ، وَما أَحْسَنَ فَوْزَكَ عِنْدَ رَبِّكَ ، وَلَقَدْ كَرُمَ فِعْلُكَ ، وَأَجَلَّ أَمْرُكَ ، وَأَعْظَمَ فِي الْإِسْلامِ سَهْمُكَ ، رَأَيْتَ الْإِنْتِقالَ إِلى رَبِّ الْعالَمينَ خَيْراً مِنْ مُجاوَرَةِ الْكافِرينَ ، وَلَمْ تَرَ شَيْئاً لِلْإِنْتِقالِ أَكْرَمَ مِنَ الْجِهادِ وَالْقِتالِ ، فَكافَحْتَ الْفاسِقينَ بِنَفْسٍ لاتَحيمُ عِنْدَ النَّاسِ ، وَيَدٍ لاتَلينُ عِنْدَ الْمِراسِ ، حَتَّى قَتَلَكَ الْأَعْداءُ مِنْ بَعْدِ أَنْ رَوَّيَتْ سَيْفَكَ وَسِنانَكَ مِنْ أَوْلادِ الْأَحْزابِ وَالطُّلَقآءِ ، وَقَدْ عَضَّكَ السِّلاحُ ، وَأَثْبَتَكَ الْجِراحُ ، فَغَلَبْتَ عَلى ذاتِ نَفْسِكَ غَيْرَ مُسالِمٍ وَلا مُسْتَأْسِرٍ ، فَأَدْرَكْتَ ما كُنْتَ تَتَمَنَّاهُ ، وَجاوَزْتَ ما كُنْتَ تَطْلُبُهُ وَتَهْواهُ ، فَهَنَّاكَ اللَّهُ بِما صِرْتَ إِلَيْهِ ، وَزادَكَ مَا ابْتَغَيْتَ الزِّيادَةُ عَلَيْهِ .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَبْدَاللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ ، فَإِنَّكَ الْغُرَّةُ الْواضِحَةُ ، وَاللُّمْعَةُ اللّائِحَةُ ، ضاعَفَ اللَّهُ رِضاهُ عَنْكَ ، وَأَحْسَنَ لَكَ ثَوابَ ما بَذَلْتَهُ مِنْكَ ، فَلَقَدْ واسَيْتَ أَخاكَ ، وَبَذَلْتَ مُهْجَتَكَ في رِضا رَبِّكَ .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَبْدَالرَّحْمنِ بْنِ عَقيلِ بْنِ أَبي طالِبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ ، سَلاماً يُرْجيهِ الْبَيْتُ الَّذي أَنْتَ فيهِ أَضَأْتَ ، وَالنُّورُ الَّذي فيهِ اسْتَضَأْتَ ، وَالشَّرَفُ الَّذي فيهِ اقْتَدَيْتَ ، وَهَنَّاكَ اللَّهُ بِالْفَوْزِ الَّذي إِلَيْهِ وَصَلْتَ ، وَبِالثَّوابِ الَّذِي ادَّخَرْتَ ، لَقَدْ عَظُمَتْ مُواساتُكَ بِنَفْسِكَ ، وَبَذَلْتَ مُهْجَتَكَ في رِضا رَبِّكَ وَنَبِيِّكَ وَأَبيكَ وَأَخيكَ فَفازَ قِدْحَكَ ، وَزادَ رِبْحَكَ ، حَتَّى مَضَيْتَ شَهيداً ، وَلَقيتَ اللَّهَ سَعيداً ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى أَخيكَ وَعَلى إِخْوَتِكَ ، اَلَّذينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا بَكْرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ ، ما أَحْسَنَ بَلاءُكَ ، وَأَزْكى سَعْيُكَ ، وَأَسْعَدَكَ بِما نِلْتَ مِنَ الشَّرَفِ ، وَفُزْتَ بِهِ مِنَ الشَّهادَةِ فَواسَيْتَ أَخاكَ وَإِمامَكَ ، وَمَضَيْتَ عَلى يَقينِكَ حَتَّى لَقيتَ رَبَّكَ ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ ، وَضاعَفَ اللَّهُ ما أَحْسَنَ بِهِ عَلَيْكَ .

    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عُثْمانَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ ، فَما أَجَلَّ قَدْرَكَ ، وَأَطْيَبَ ذِكْرَكَ ، وَأَبْيَنَ أَثَرَكَ ، وَأَشْهَرَ خَبَرَكَ ، وَأَعْلى مَدْحَكَ ، وَأَعْظَمَ مَجْدَكَ .

    فَهَنيئاً لَكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ ، وَمَفاتيحَ الْخَيْرِ ، تَحِيَّاتُ اللَّهِ غادَيَةً وَرائِحَةً في كُلِّ يَوْمٍ وَطَرْفَةِ عَيْنٍ وَلَمْحَةٍ ، وَصَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دينِ اللَّهِ ، وَأَنْصارَ أَهْلِ الْبَيْتِ مِنْ مَواليهِمْ وَأَشْياعِهِمْ ، وَلَقَدْ نِلْتُمُ الْفَوْزَ ، وَحَزْتُمُ الشَّرَفَ فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ .

    يا ساداتي يا أَهْلَ الْبَيْتِ وَلِيُّكُمُ الزَّآئِرُ لَكُمْ ، اَلْمُثْني عَلَيْكُمْ بِما أَوْلاكُمْ [اللَّهُ]، وَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ ، اَلْمُجيبُ لَكُمْ بِسايِرِ جَوارِحِهِ ، يَسْتَشْفِعُ بِكُمْ إِلَى اللَّهِ رَبِّكُمْ وَرَبِّهِ في إِحْياءِ قَلْبِهِ وَتَزْكِيَةِ عَمَلِهِ وَإِجابَةِ دُعائِهِ وَتَقَبُّلِ ما يَتَقَرَّبُ بِهِ ، وَالْمَعُونَةِ عَلى أَمْرِ دُنْياهُ وَآخِرَتِهِ ، فَقَدْ سَأَلَ اللَّه تَعالى ذلِكَ ، وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ بِكُمْ وَهُوَ نِعْمَ الْمَسْئُولُ وَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصيرُ .

    ثمّ تسلّم على الشّهداء من أصحاب الحسين عليه وعليهم السلام وتستقبل وتقول :

اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ اللَّهِ ، وَأَنْصارَ رَسُولِهِ ، وَأَنْصارَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ ، وَأَنْصارَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، وَأَنْصارَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، وَأَنْصارَ الْإِسْلامِ ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتُمْ للَّهِِ ، وَجاهَدْتُمْ في سَبيلِهِ ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزاءِ ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ فَوْزاً عَظيماً ، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظيماً ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الشُّهَداءُ ، وَأَنَّكُمُ السُّعَداءُ ، وَأَنَّكُمْ في دَرَجاتِ الْعُلى ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

    ثمّ عد إلى موضع رأس الحسين صلوات اللَّه عليه ، واستقبل القبلة ، وصلّ ركعتين صلاة الزّيارة تقرأ في الاُولى الحمد وسورة الأنبياء ، وفي الثانية الحمد وسورة الحشر أو ما تهيّأ لك من القرآن ، فإذا فرغت من الصّلاة فقل :

 سُبْحانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالْجَبَرُوتِ ، سُبْحانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْمَلَكُوتِ ، سُبْحانَ الْمُسَبِّحِ لَهُ بِكُلِّ لِسانٍ ، سُبْحانَ الْمَعْبُودِ في كُلِّ أَوانٍ ، اَلْأَوَّلُ وَالْاخِرُ ، وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَليمٌ ، ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمينَ ، لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ .

    أَللَّهُمَّ ثَبِّتْني عَلَى الْإِقْرارِ بِكَ ، وَاحْشُرْني عَلَيْهِ ، وَأَلْحِقْني بِالْعُصْبَةِ الْمُعْتَقِدينَ لَهُ ، اَلَّذينَ لَمْ يَعْتَرِضْهُمْ فيكَ الرَّيْبُ ، وَلَمْ يُخالِطْهُمُ الشَّكُّ ، اَلَّذينَ أَطاعُوا نَبِيَّكَ وَوازَرُوهُ ، وَعاضَدُوهُ وَنَصَرُوهُ ، وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذي اُنْزِلَ مَعَهُ ، وَلَمْ يَكُنِ اتِّباعُهُمْ إِيَّاهُ طَلَبَ الدُّنْيَا الْفانِيَةِ ، وَلَا انْحِرافاً عَنِ الْاخِرَةِ الْباقِيَةِ ، وَلا حُبَّ الرِّياسَةِ وَالْإِمْرَةِ ، وَلا ايثارَ الثَّرْوَةِ ، بَلْ تاجَرُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ، وَرَبَحُوا حينَ خَسِرَ الْباخِلُونَ ، وَفازُوا حينَ خابَ الْمُبْطِلُونَ ، وَأَقامُوا حُدُودَ ما أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الْمَوَدَّةِ في ذَوِى الْقُرْبى ، اَلَّتي جَعَلْتَها أَجْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، فيما أَدَّاهُ إِلَيْنا مِنَ الْهِدايَةِ إِلَيْكَ ، وَأَرْشَدْنا إِلَيْهِ مِنَ التَّعَبُّدِ لَكَ وَتَمَسَّكُوا بِطاعَتِهِمْ ، وَلَمْ يَميلُوا إِلى غَيْرِهِمْ .

    أَللَّهُمَّ إِنّي اُشْهِدُكَ أَنّي مَعَهُمْ وَفيهِمْ وَبِهِمْ ، وَلا أَميلُ عَنْهُمْ ، وَلا أَنْحَرِفُ إِلى غَيْرِهِمْ ، وَلا أَقُولُ لِمَنْ خالَفَهُمْ ، هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذينَ آمَنُوا سَبيلاً .

    أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ صَلاةً تُرْضيهِ وَتُحْظيهِ ، وَتُبَلِّغُهُ أَقْصى رِضاهُ وَأَمانِيِّهِ ، وَعَلَى ابْنِ عَمِّهِ وَأَخيهِ الْمُهْتَدي بِهِدايَتِهِ ، اَلْمُسْتَبْصِرُ بِمِشْكاتِهِ ، اَلْقآئِمِ مَقامَهُ في اُمَّتِهِ ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ .

    أَللَّهُمَّ إِنَّ هذا مَقامٌ إِنْ رَبَحَ فيهِ الْقآئِمُ بِأَهْلِ ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الْفائِزينَ ، وَإِنْ خَسِرَ فَهُوَ مِنَ الْهالِكينَ .

    أَللَّهُمَّ إِنّي لا أَعْلَمُ شَيْئاً يُقَرِّبُني مِنْ رِضاكَ في هذَا الْمَقامِ إِلَّا التَّوْبَةَ مِنْ مَعاصيكَ ، وَالْإِسْتِغْفارَ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَالتَّوَسُّلَ بِهذَا الْإِمامِ الصِّدّيقِ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَأَنَا بِحَيْثُ تُنْزِلُ الرَّحْمَةَ ، وَتُرَفْرِفُ الْمَلائِكَةَ ، وَتَأْتيهِ الْأَنْبِيآءَ ، وَتَغْشاهُ الْأَوْصِيآءَ ، فَإِنْ خِفْتُ مَعَ كَرَمِكَ وَمَعَ هذِهِ الْوَسيلَةِ إِلَيْكَ أَنْ تُعَذِّبَني فَقَدْ ضَلَّ سَعْيي ، وَخَسِرَ عَمَلي ، فَيا حَسْرَةَ نَفْسي ، وَإِنْ تَغْفِرْ لي وَتَرْحَمْني فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ .

    ثمّ قبّل الضريح وقل : أَيُّهَا الْإِمامُ الْكَريمُ وَابْنُ الرَّسُولِ الْكَريمِ ، أَتَيْتُكَ بِزِيارَةِ الْعَبْدِ لِمَوْلاهُ ، اَلرَّاجي فَضْلَهُ وَجَدْواهُ ، اَلْامِلُ قَضآءَ الْحَقِّ الَّذي أَظهَرَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَكَيْفَ أَقْضي حَقَّكَ مَعَ عَجْزي وَصِغَرِ جِدّي ، وَجَلالَةِ أَمْرِكَ وَعَظيمِ قَدْرِكَ ، وَهَلْ هِيَ إِلَّا الْمُحافَظَةُ عَلى ذِكْرِكَ ، وَالصَّلاةُ عَلَيْكَ مَعَ أَبيكَ وَجَدِّكَ ، وَالْمُتابَعَةُ لَكَ ، وَالْبَرآءَةُ مِنْ أَعدآئِكَ وَالْمُنْحَرِفينَ عَنْكَ ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ خالَفَكَ في سِرِّهِ وَجَهْرِهِ ، وَمَنْ أَجْلَبَ عَلَيْكَ بِخَيْلِهِ وَرِجْلِهِ ، وَمَنْ كَثَّرَ أَعْدآءَكَ بِنَفْسِهِ وَمالِهِ ، وَمَنْ سَرَّهُ ما ساءَكَ ، وَمَنْ أَرْضاهُ ما أَسْخَطَكَ ، وَمَنْ جَرَّدَ سَيْفَهُ لِحَرْبِكَ ، وَمَنْ شَهَرَ نَفْسَهُ في مُعاداتِكَ ، وَمَنْ قامَ فِي الْمَحافِلَ بِذَمِّكَ ، وَمَنْ خَطَبَ فِي الْمَجالِسِ بِلَوْمِكَ سِرّاً وَجَهْراً .

    أَللَّهُمَّ جَدِّدْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةَ كَما جَدَّدْتَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ . أَللَّهُمَّ لاتَدَعْ لَهُمْ دَعامَةً إِلّا قَصَمْتَها ، وَلا كَلِمَةً مُجتَمِعَةً إِلّا فَرَّقْتَها . أَللَّهُمَّ أَرْسِلْ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَقِّ يَداً حاصِدَةً، تَصْرَعُ قآئِمَهُمْ، وَتُهْشِمُ سُوقَهُمْ وَتَجْدَعُ(53) مَعاطِسَهُمْ(54).

    أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرينَ ، اَلَّذينَ بِذِكْرِهِمْ يَنْجَلِي الظَّلامُ ، وَيَنْزِلُ الْغَمامُ ، وَعَلى أَشْياعِهِمْ وَمَواليهِمْ وَأَنْصارِهِمْ ، وَاحْشُرْني مَعَهُمْ وَتَحْتَ لِوآئِهِمْ .

    أَيُّهَا الْإِمامُ الْكَريمُ ، اُذْكُرْني بِحُرمَةِ جَدِّكَ عِندَ رَبِّكَ ذِكراً يَنْصُرُني عَلى مَنْ يَبْغي عَلَيَّ وَيُعانِدُني فيكَ ، وَيُعاديني مِنْ أَجْلِكَ ، وَاشْفَعْ لي إِلى رَبِّكَ في إِتْمامِ النِّعْمَةِ لَدَيَّ ، وَإِسْباغِ الْعافِيَةِ عَلَيَّ ، وَسَوْقِ الرِّزْقِ إِلَيَّ ، وَتُوَسِّعُهُ عَلَيَّ ، لِأعْوِدَ بِالْفَضْلِ مِنْهُ عَلى مُبْتَغيهِ ، فَما أَسْأَلُ مَعَ الْكَفافِ إِلّا مَا اكْتَسَبَ بِهِ الثَّوابَ ، فَإنَّهُ لا ثَوابَ لِمَنْ لايُشارِكُكَ في مالِهِ ، وَلا حاجَةَ لي فيما يُكْنَزُ فِي الْأَرْضِ ، وَلايُنْفَقُ في نافِلَةٍ وَلا فَرْضٍ .

    أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ وَأبْتَغيهِ مِنْ لَدُنْكَ حَلالاً طَيِّباً ، فَأَعِنّي عَلى ذلِكَ ، وَأَقْدِرْني عَلَيْهِ ، وَلاتَبْتَليني بِالْحاجَةِ ، فَأَتَعَرَّضُ بِالرِّزْقِ لِلْجَهاتِ الَّتي يَقْبَحُ أَمْرُها ، وَيَلْزِمُني وِزْرُها .

    أَللَّهُمَّ وَمُدَّ لي فِي الْعُمْرِ ما دامَتْ الْحَياةُ مَوْصُولَةٌ بِطاعَتِكَ ، مَشْغُولَةٌ بِعِبادَتِكَ ، فَإِذا صارَتِ الْحَياةُ مَرْتَعَةً لِلشَّيْطانِ ، فَاقْبِضْني إِلَيْكَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ إِلَيَّ مَقْتُكَ ، وَيَسْتَحْكِمُ عَلَيَّ سَخَطُكَ .

    أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَيَسِّرْ لِيَ الْعَوْدَ إِلى هذَا الْمَشْهَدِ الَّذي عَظَّمْتَ حُرْمَتَهُ في كُلِّ حَوْلٍ بَلْ في كُلِّ شَهْرٍ ، بَلْ في كُلِّ أُسْبُوعٍ ، فَإِنَّ زِيارَتَهُ في كُلِّ حَوْلٍ(55) مَعَ قُبُولِكَ ذلِكَ بَرَكَةٌ شامِلَةٌ ، فَكَيْفَ إِذا قَرُبَتِ الْمُدَّةُ ، وَتَلاحَقَتِ الْقُدْرَةُ .

    أَللَّهُمَّ إِنَّهُ لا عُذْرَ لي فِي التَّأَخُّرِ عَنْهُ ، وَالْإِخْلالِ بِزِيارَتِهِ ، مَعَ قُرْبِ الْمَسافَةِ إِلَّا الْمَخاوِفَ الْحآئِلَةَ بَيْني وَبَيْنَهُ ، وَلَوْلا ذلِكَ لَتَقَطَّعَتْ نَفْسي حَسْرَةً ، لِانْقِطاعي عَنْهُ أَسَفَاً عَلى ما يَفُوتُني مِنْهُ .

    أَللَّهُمَّ يَسِّرْ لِيَ الْإِتْمامَ ، وَأعِنّي عَلى تَأَدّيهِ وَما أَضْمُرُهُ فيهِ ، وَأَراهُ أَهْلَهُ وَمُسْتَوْجِبُهُ ، فَأَنْتَ بِنِعْمَتِكَ الْهادي إِلَيْهِ ، وَالْمُعينُ عَلَيْهِ . أَللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ فَرْضي وَنَوافِلي وَزِيارَتي ، وَاجْعَلْها زِيارَةً مُسْتَمِرَّةً ، وَعادَةً مُستَقِرَّةً ، وَلاتَجْعَل ذلِكَ مُنقَطِعَ التَّواتِرِ يا كَريمُ .

    فإذا أردت الوداع فصلِّ ركعتين وقل :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ الْأَنامِ لِأَكْرَمِ إِمامٍ وَأَكْرَمِ رَسُولٍ ، وَلِيُّكَ يُوَدِّعُكَ تَوْديعَ غَيْرَ قالٍ وَلا سَئِمٍ لِلْمَقامِ لَدَيْكَ ، وَلا مُؤْثِرٍ لِغَيْرِكَ عَلَيْكَ ، وَلا مُنْصَرِفٍ لِما هُوَ أَنْفَعُ لَهُ مِنْكَ ، تَوْديعَ مُتَأَسِّفٍ عَلى فِراقِكَ ، وَمُتَشَوِّقٍ إِلى عَوْدِ لِقآئِكَ ، وِداعَ مَنْ يَعُدُّ الْأَيَّامَ لِزِيارَتِكَ ، وَيُؤْثِرُ الْغُدُوَّ وَالرَّواحَ إِلَيْكَ ، وَيَتَلَهَّفُ عَلَى الْقُرْبِ مِنْكَ ، وَمُشاهَدَةِ نَجْواكَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ مَا اخْتَلَفَ الْجَديدانِ ، وَتَناوَحَ الْعَصْرانِ ، وَتَعاقَبَ الْأَيَّامُ .

    ثمّ انكب على القبر وقل :

يا مَوْلايَ ما تَرْوَى النَّفْسُ مِنْ مُناجاتِكَ ، وَلا يَقْنَعُ الْقَلْبُ إِلّا بِمُجاوَرَتِكَ ، فَلَوْ عَذَرَتْنِي الْحالُ الَّتي وَرآئي لَتَرَكْتُها وَلَاسْتَبْدَلْتُ بِها جِوارَكَ . فَما أَسْعَدَ مَنْ يُغاديكَ وَيُراوِحُكَ ، وَما أَرْغَدَ عَيْشِ مَنْ يُمَسِّيكَ وَيُصَبِّحُكَ .

    أَللَّهُمَّ احْرُسْ هذِهِ الْاثارِ مِنَ الدُّرُوسِ ، وَأَدِمْ لَها ما هِيَ عَلَيْهِ مِنَ الْأُنْسِ وَالْبَرَكاتِ وَالسُّعُودِ ، وَمُواصَلَةِ ما كَرَّمْتَها بِهِ مِنْ زُوَّارِ الْأَنْبِيآءِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْوافِدينَ إِلَيْها في كُلِّ يَوْمٍ وَساعَةٍ ، وَاعْمُرِ الطَّريقَ بِالزَّائِرينَ لَها ، وَامِنْ سُبُلَها إِلَيْها .

    أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلاتَجْعَلْهُ اخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ ، وَإِتْيانِ مَشاهِدِهِمْ ، إِنَّكَ وَلِيُّ الْإِجابَةِ ، يا  كَريمُ .(56)


33) هديّة الزائرين : 102 .

34) الحجر : 9 .

35) المؤمنون : 29 .

36) الإسراء : 80 .

37) النمل : 59 .

38) الصافّات : 181 و 182 .

39) الصافّات : 130 و 131 .

40) الحجّ : 39 .

41) آل عمران : 169 - 171 .

42) الزّمر : 46 .

43) إبراهيم : 42 - 48 .

44) الشعراء : 227 .

45) الأحزاب : 23 .

46) الإصطلام : الإستئصال .

47) افتخر ، خ  .

48) الشلو : العضو من أعضاء اللحم .

49) وخطل ، خ .

50) وبنيك ، خ .  

51) آل عمران : 170 .

52) النساء : 69 70 .

53) الجدع : قطع الأنف ، وقطع الاُذن أيضاً ، وقطع اليد والشفة .

54) المعطس : الأنف لان العطاس منه يخرج .

55) أثبتناها من نسخة العلّامة المجلسي رحمه الله .

56) مصباح الزائر : 221 - 244 ، بحار الأنوار : 238/101 .

 

 

 

    بازدید : 7543
    بازديد امروز : 61605
    بازديد ديروز : 94259
    بازديد کل : 132574548
    بازديد کل : 91895050