Imam sadIiq: IF I Percieve his time I will serve him in all of my life days
176) الحرز اليماني ( النسخة الثالثة )

(176)

الحرز اليماني ( النسخة الثالثة )

    قال العلّامة المجلسي رحمه الله : قد اشتهر الحرز اليماني بوجه آخر ، ولم أره - أي بهذا الوجه - في الكتب المأثورة ، لكنّه من الأدعية المشهورة وله فوائد مجرّبة ، فأوردته أيضاً ، وله افتتاح يقرأ قبل الدّعاء وهو : فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، والأسماء التسعة والتسعين بإحدى الرّوايات الّتي سبق ذكرها ، ثمّ يقول :

أَللَّهُمَّ يا لَطيفُ أَغِثْني وَأَدْرِكْني بِحَقِّ لُطْفِكَ الْخَفِيِّ ، إِلهي كَفى عِلْمُكَ عَنِ الْمَقالِ ، وَكَفى كَرَمُكَ عَنِ السُّؤالِ ، يا إِلهَ الْعالَمينَ ، وَيا خَيْرَ النَّاصِرينَ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ أَسْتَغيثُ ، إِلهي مَنْ ذَا الَّذي دَعاكَ فَلَمْ تُجِبْهُ ، وَمَنْ ذَا الَّذِي اسْتَجارَكَ فَلَمْ تُجِرْهُ ، وَمَنْ ذَا الَّذِي اسْتَغاثَ بِكَ فَلَمْ تُغِثْهُ ، واغَوْثاهُ واغَوْثاهُ واغَوْثاهُ ، أَغِثْني يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ .

الدعاء : أَللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، أَنْتَ رَبّي وَأَنَا عَبْدُكَ ، عَمِلْتُ سُوءً ، وَظَلَمْتُ نَفْسي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبي ، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبي فَإِنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلّا أَنْتَ ، يا غَفُورُ يا رَحيمُ يا شَكُورُ يا حَليمُ يا  كرَيمُ .

أَللَّهُمَّ إِنّي أَحْمَدُكَ ، وَأَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ ، عَلى مَا اخْتَصَصْتَني بِهِ مِنْ مَواهِبِ الرَّغآئِبِ ، وَأَوْصَلْتَ إِلَيَّ مِنْ فَضائِلِ الصَّنائِعِ ، وَأَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ إِحْسانِكَ إِلَيَّ ، وَبَوَّأْتَني بِهِ مِنْ مَظَنَّةِ الصِّدْقِ ، وَأَنَلْتَني بِهِ مِنْ مِنَنِكَ الْواصِلَةُ إِلَيَّ ، وَأَحْسَنْتَ إِلَيَّ مِنِ انْدِفاعِ الْبَلِيَّةِ عَنّي ، وَالتَّوْفيقِ لي ، وَالْإِجابَةِ لِدُعآئي حينَ اُناديكَ داعِياً ، وَاُناجيكَ راغِباً ، وَأَدْعُوكَ ضارِعاً مُتَضَرِّعاً مُصافِياً ، وَحينَ أَرْجُوكَ راجِياً ، فَأَجِدُكَ فِي الْمَواطِنِ كُلِّها لي جاراً حاضِراً حَفِيّاً بارّاً ، وَفِي الْاُمُورِ ناصِراً وَناظِراً ، وَلِلْخَطايا وَالذُّنُوبِ غافِراً ، وَلِلْعُيُوبِ ساتِراً ، لَمْ أَعْدَمْ عَوْنَكَ وَبِرَّكَ وَإِحْسانَكَ وَخَيْرَكَ لي طَرْفَةَ عَيْنٍ مُذْ أَنْزَلْتَني دارَ الْإِخْتِبارِ ، وَالْفِكْرَ وَالْإِعْتِبارَ ، لِتَنْظُرَ فيما اُقَدِّمُ إِلَيْك َلِدارِ الْقَرارِ.

فَأَنَا عَتيقُكَ يا إِلهي مِنْ جَميعِ الْمَضالِّ وَالْمَضارِّ ، وَالْمَصائِبِ وَالْمَعائِبِ ، واللَّوازِبِ وَاللَّوازِمِ ، وَالْهُمُومِ الَّتي قَدْ ساوَرَتْني فيهَا الْغُمُومُ ، بِمَعاريضِ أَصْنافِ الْبَلاءِ ، وَضُرُوبِ جُهْدِ الْقَضاءِ ، وَلا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلّاَ الْجَميلَ ، وَلم أَرَ مِنْكَ إِلَّا التَّفْضيلِ .

خَيْرُكَ لي شامِلٌ ، وَصُنْعُكَ بي كامِلٌ ، وَلُطْفُكَ لي كافِلٌ ، وَفَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَواتِرٌ ، وَنِعَمُكَ عِنْدي مُتَّصِلَةٌ ، وَأَياديكَ لَدَيَّ مُتَظاهِرَةٌ . لَمْ تُخْفَرْ [لي] جَواري ، وَصَدَّقْتَ رَجائي ، وَصاحَبْتَ أَسْفاري ، وَأَكْرَمْتَ أَحْضاري ، وَحَقَّقْتَ آمالي ، وَشَفَيْتَ أَمْراضي ، وَعافَيْتَ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ ، وَلَمْ تُشْمِتْ بي أَعْدائي ، وَرَمَيْتَ مَنْ رَماني بِسُوءٍ ، وَكَفَيْتَني شَرَّ مَنْ عاداني .

فَحَمْدي لَكَ واصِبٌ ، وَثَنائي عَلَيْكَ مُتَواتِرٌ دائِمٌ ، مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ ، بِأَلْوانِ التَّسْبيحِ لَكَ وَالتَّحْميدِ وَالتَّمْجيدِ ، خالِصاً لِذِكْرِكَ ، وَمَرْضِيّاً لَكَ بِناصِعِ التَّوْحيدِ ، وَ إِخْلاصِ التَّفْريدِ ، وَإِمْحاضِ التَّمْجيدِ وَالتَّحْميدِ ، بِطُوْلِ التَّعَبُّدِ والتَّعْديدِ .

لَمْ تُعَنْ في قُدْرَتِكَ ، وَلَمْ تُشارَكَ في إِلهِيَّتِكَ ، وَلَمْ تُعْلَمْ لَكَ مائِيَّةً وَماهِيَّةً فَتَكُونَ لِلْأَشْياءِ الْمُخْتَلِفَةِ مُجانِساً ، وَلَمْ تُعايَنْ إِذْ حَبَسْتَ الْأَشْياءَ عَلَى الْعَزائِمِ الْمُخْتَلِفاتِ ، وَلا خَرَقَتِ الْأَوْهامُ حُجُبَ الغُيُوبِ إِلَيْكَ ، فَأَعْتَقِدُ مِنْكَ مَحْدُوداً في عَظَمَتِكَ . لايَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ ، وَلايَنالُكَ غَوْصُ الْفطن ، وَلايَنْتَهي إِلَيْكَ بَصَرُ النَّاظِرينَ في مَجْدِ جَبَرُوتِكَ .

 اِرْتَفَعَتْ عِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقينَ صِفاتُ قُدْرَتِكَ ، وَعَلا عَنْ ذِكْرِ الذَّاكِرينَ كِبْرِياءُ عَظَمَتِكَ ، فَلايَنْتَقِصُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَزْدادَ ، وَلايَزْدادُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَنْتَقِصَ ، وَلا ضِدّ شَهِدَكَ حينَ فَطَرْتَ الْخَلْقَ ، وَلا نِدَّ حَضَرَكَ حينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ .

 كَلَّتِ الْأَلسن عَنْ تَفْسيرِ صِفَتِكَ ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ ، وَكَيْفَ يُوْصَفُ كُنْهُ صِفَتِكَ يا رَبِّ ، وَأَنْتَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ ، اَلَّذي لَمْ تَزَلْ أَزَلِيّاً أَبَدِيّاً سَرْمَدِيّاً دائِماً فِي الْغُيُوبِ ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، لَيْسَ فيها أَحَدٌ غَيْرُكَ ، وَلَمْ يَكُنْ إِلهٌ سِواكَ .

حارَتْ في بِحارِ مَلَكُوتِكَ عَميقاتُ مَذاهِبِ التَّفْكيرِ ، وَتَواضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ بِذِلِّةِ الْإِسْتِكانَةِ لَكَ لِعِزَّتِكَ ، وَانْقادَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ لِعَظَمَتِكَ ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ لِقُدْرَتِكَ ، وَخَضَعَتْ لَكَ الرِّقابُ ، وَ كَلَّ دُونَ ذلِكَ تَحْبيرُ اللُّغاتِ ، وَضَلَّ هُنالِكَ التَّدْبيرُ في تَصاريفِ الصِّفاتِ ، فَمَنْ تَفَكَّرَ في ذلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسيراً ، وَعَقْلُهُ مَبْهُوتاً ، وَتَفَكُّرُهُ مُتَحَيِّراً أَسيراً .

أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثيراً دائِماً مُتَوالِياً مُتَواتِراً مُتَّسِقاً(51) مُسْتَوْثِقاً ، يَدُومُ وَيَتَضاعَفُ وَلايَبيدُ ، غَيْرَ مَفْقُودٍ فِي الْمَلَكُوتِ ، وَلا مَطْمُوسٍ فِي الْمَعالِمِ ، وَلا مُنْتَقِصٍ فِي الْعِرْفانِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى مَكارِمِكَ الّتي لاتُحْصى ، فِي اللَّيْلِ إِذا أَدْبَرَ ، وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ ، وَفِي الْبَرِّ وَالْبِحارِ ، وَالْغُدُوِّ وَالْاصالِ ، وَالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ ، وَالظَّهيرَةِ وَالْأَسْحارِ ، وفي كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزاءِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ .

أَللَّهُمَّ بِتَوْفيقِكَ قَدْ أَحْضَرْتَنِي النّجاة ، وَجَعَلْتَني مِنْكَ في وِلايَةِ الْعِصْمَةِ ، فَلَمْ أَبْرَحْ مِنْكَ في سُبُوغِ نَعْمائِكَ ، وَتَتابُعِ آلائِكَ ، مَحْرُوساً لَكَ فِي الرَّدِّ والإمتناع ، مَحْفُوظاً لَكَ فِي الْمَنْعَةِ وَالدِّفاعِ عَنّي ، وَلَمْ تُكَلِّفْني فَوْقَ طاقَتي ، وَلَمْ تَرْضَ عَنّي إِلّا طاعَتي ، فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، لَمْ تَغِبْ وَلاتَغيبُ عَنْكَ غائِبَةٌ ، وَلاتَخْفى عَلَيْكَ خافِيَةٌ ، وَلَنْ تَضِلَّ عَنْكَ في ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضالَّةٌ ، إِنَّما أَمْرُكَ إِذا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .

أَللَّهُمَّ إِنّي أَحْمَدُكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، وَأَضْعافَ ما حَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ ، وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ ، وَسَبَّحَكَ بِهِ الْمُسَبِّحُونَ ، وَهَلَّلَكَ بِهِ الْمُهَلِّلُونَ ، وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ ، وَوَحَّدَكَ بِهِ الْمُوَحِّدُونَ ، حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِنّي وَحْدي في كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ ، وَأَقَلَّ مِنْ ذلِكَ مِثْلُ حَمْدِ جميع الْحامِدينَ ، وَتَوْحيدِ أَصْنافِ الْمُوَحِّدينَ والْمُخْلِصينَ ، وَتَقْديسِ أَجْناسِ الْعارِفينَ ، وَثَناءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ وَالْمُصَلّينَ وَالْمُسَبِّحينَ ، وَمِثْلُ ما أَنْتَ بِهِ عالِمٌ وعارِفٌ وَهُوَ مَحْمُودٌ مَحْبُوبٌ وَمَحْجُوبٌ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ مِنَ الْحَيْواناتِ . وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ في بَرَكَةِ ما أَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ ، فَما أَيْسَرَ ما كَلَّفْتَني بِهِ مِنْ حَقِّكَ ، وَأَعْظَمَ ما وَعَدْتَني به عَلى شُكْرِكَ .

اِبْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَطَوْلاً ، وَأَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلاً ، وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ أَضْعافاً وَمَزيداً ، وَأَعْطَيْتَني مِنْ رِزْقِكَ واسِعاً اخْتِياراً وَرِضاً ، وَسَأَلْتَني مِنْهُ شُكْراً يَسيراً صَغيراً ، إِذْ نَجَّيْتَني وَعافَيْتَني مِنْ جُهْدِ الْبَلاءِ ، وَلَمْ تُسْلِمْني لِسُوءِ قَضائِكَ وبَلائِكَ ، وَجَعَلْتَ مَلْبَسِي الْعافِيَةِ ، وَأَوْلَيْتَنِي الْبَسْطَةَ وَالرَّخاءَ ، وَشَرَعْتَ لي مِنَ الدّينِ أَيْسَرَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ ، وَسَوَّغْتَ لي أَيْسَرَ الصِّدْقِ(52) ، وَضاعَفْتَ لي أَشْرَفَ الْفَضْلَ وَالْمَزيدَ ، مَعَ ما وَعَدْتَني به مِنَ الْمَحَجَّةِ الشَّريفَةِ ، وَبَشَّرْتَني بِهِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ ، وَاصْطَفَيْتَني بِأَعْظَمِ النَّبِيّينَ دَعْوَةً ، وَأَفْضَلِهِمْ شَفاعَةً ، وَأَوْضَحِهِمْ حُجَّةً ، وَأَرْفَعِهِمْ دَرَجَةً ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً ، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى جَميعِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ .

 أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لي ما لايَسَعُهُ إِلّا مَغْفِرَتُكَ ، وَلايَمْحَقُهُ إِلّا عَفْوُكَ ، وَلايُكَفِّرُهُ إِلّا تَجاوُزُكَ وَفَضْلُكَ ، وَهَبْ لي في ساعَتي هذِهِ وَيَوْمي هذا ، وَلَيْلَتي هذِهِ ، وَشَهْري هذا ، وَسَنَتي هذِهِ يَقيناً صادِقاً يُهَوِّنُ عَلَيَّ مَصائِبُ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَأَحْزانَهُما ، وَيُشَوِّقَني إِلَيْكَ ، وَيُرَغِّبَني فيما عِنْدَكَ ، وَاكْتُبْ لي عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ ، وَبَلِّغْنِي الْكَرامَةَ مِنْ عِنْدِكَ ، وَأَوْزِعْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ ، فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الْواحِدُ الْأَحَدُ الْمُبْدِئُ الرَّفيعُ الْبَديعُ السَّميعُ الْعَليمُ ، اَلَّذي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مُدْفِعٌ ، وَلا عَنْ قَضائِكَ مُمْتَنِعٌ .

 أَللَّهُمَّ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ رَبّي وَرَبُّ كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ، اَلْكَبيرُ الْمُتَعالُ .

 أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الْأَمْرِ ، وَالْعَزيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ، وَالشُّكْرَ عَلى نِعَمِكَ ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ تَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ ، وَأَنْتَ عَلّامُ الْغُيُوبِ .

وَأَسْأَلُكَ أَمْناً مِنْ جَوْرِ كُلِّ جائِرٍ ، وَبَغْيِ كُلِّ باغٍ ، وَحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ ، وَظُلْمِ كُلِّ ظالِمٍ ، وَمَكْرِ كُلِّ ماكِرٍ ، وَكَيْدِ كُلِّ كائِدٍ ، وَغَدْرِ كُلِّ غادِرٍ ، وَسِحْرِ كُلِّ ساحِرٍ ، وَشَماتَةِ كُلِّ كاشِحٍ ، بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْداءِ ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو وِلايَةَ الْأَحِبَّآءِ وَالْأَوْلِيآءِ وَالْقُرَنآءِ وَالْأَقْرَبآءِ .

 فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما لا أَسْتَطيعُ إِحْصآءَهُ ، وَلاتَعْديدَهُ مِنْ عَوآئِدِ فَضْلِكَ ، وَعَوارِفِ رِزْقِكَ ، وَأَلْوانِ ما أَوْلَيْتني بِهِ مِنْ إِرْفادِكَ ، فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، اَلْفاشي فِي الْخَلْقِ حَمْدُكَ ، اَلْباسِطُ بِالْجُودِ يَدُكَ ، لاتُضادُّ في حُكْمِكَ ، وَلاتُنازَعُ في سُلْطانِكَ وَمُلْكِكَ وَأَمْرِكَ ، تَمْلِكُ مِنَ الْأَنامِ ما تَشاءُ ، وَلايَمْلِكُونَ مِنْكَ إِلّا ما تُريدُ .

 أَللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ الْقادِرُ الْقاهِرُ الْمُقْتَدِرُ الْقُدُّوسُ في نُورِ الْقُدْسِ ، تَرَدَّيْتَ بِالْمَجْدِ وَالْبَهآءِ ، وَتَعَظَّمْتَ بِالْعِزِّ وَالْعَلآءِ ، وَتَأَزَّرْتَ بِالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيآءِ ، وَتَغَشَّيْتَ بِالنُّورِ وَالضِّيآءِ ، وَتَجَلَّلْتَ بِالْمَهابَةِ وَالْبَهآءِ .

أَللَّهُمَّ لَكَ الْمَنُّ الْقَديمُ ، وَالسُّلْطانُ الشَّامِخُ ، وَالْمُلْكُ الْباذِخُ ، وَالْجُودُ الْواسِعُ ، وَالْقُدْرَةُ الْكامِلَةُ ، وَالْحِكْمَةُ الْبالِغَةُ ، وَالْعِزَّةُ الشَّامِلَةُ ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَعَلْتَني مِنْ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَفْضَلُ بَني آدَمَ ، اَلَّذينَ كَرَّمْتَهُمْ وَحَمَلْتَهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَرَزَقْتَهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ، وَفَضَّلْتَهُمْ عَلى كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقْتَهُمْ مِنْ أَهْلِها تَفْضيلاً .

وَخَلَقْتَني سَميعاً بَصيراً ، صَحيحاً سَوِيّاً سالِماً مُعافاً ، وَلَمْ تَشْغَلْني بِنُقْصانٍ في بَدَني عَنْ طاعَتِكَ ، وَلَمْ تَمْنَعْني كَرامَتُكَ إِيَّايَ ، وَحُسْنُ صَنيعِكَ عِنْدي ، وَفَضْلُ مَنايِحِكَ لَدَيَّ ، وَنَعْمائُكَ عَلَيَّ ، أَنْتَ الَّذي أَوْسَعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيا والآخرة ، وَفَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ تَفْضيلاً .

 فَجَعَلْتَ لي سَمْعاً يَسْمَعُ آياتِكَ ، وَعَقْلاً يَفْهَمُ إيمانَكَ ، وَبَصَراً يَرى قُدْرَتَكَ ، وَفُؤاداً يَعْرِفُ عَظَمَتَكَ ، وَقَلْباً يَعْتَقِدُ تَوْحيدَكَ ، فَإِنّي لِفَضْلِكَ عَلَيَّ حامِدٌ ، وَلَكَ نَفْسي شاكِرَةٌ ، وَبِحَقِّكَ شاهِدَةٌ ، فَإِنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ مَيِّتٍ ، وَحَيٌّ لَمْ تَرِثِ الْحَياةَ مِنْ حَيٍّ ، وَلَمْ تَقْطَعْ خَيْرَكَ عَنّي طَرْفَةَ عَيْنٍ في كُلِّ وَقْتٍ ، وَلَمْ تَقْطَعْ رَجائي ، وَلَمْ تُنْزِلْ بي عُقُوباتِ النِّقَمِ ، وَلَمْ تَمْنَعْ عنَّي دَقائِقَ الْعِصَمِ ، وَلَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ وَثائِقَ الْنِعَمِ .

فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسانِكَ إِلّا عَفْوَكَ عَنّي ، وَالتَّوْفيقَ لي ، وَ الْإِسْتِجابَةَ لِدُعآئي حينَ رَفَعْتُ صَوْتي ، وَرَفَعْتُ رَأْسي ، وَانْطَلَقْتُ لِساني ، وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ بِأَنْواعِ حوَائِجي فَقَضَيْتَها ، وَأَسْأَلُكَ بِتَمْجيدِكَ وَتَحْميدِكَ وَتَوْحيدِكَ وَتَعْظيمِكَ وَتَفْضيلِكَ وَتَكْبيرِكَ وَتَهْليلِكَ ، وَإِلّا في تَقْديرِكَ خَلْقي حينَ صَوَّرْتَني فَأَحْسَنْتَ صُورَتي ، وَإِلّا في قِسْمَةِ الْأَرْزاقِ حينَ قَدَّرْتَها لي ، لَكانَ في ذلِكَ ما يَشْغَلُ شُكْري عَنْ جُهْدي ، فَكَيْفَ إِذا فَكَّرْتَ فِي النِّعَمِ الْعِظامِ الَّتي أَتَقَلَّبُ فيها ، أَوْ لا أَبْلُغُ شُكْرَ شَيْ‏ءٍ مِنْها .

فَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما حَفِظَهُ عِلْمُكَ ، وَعَدَدَ ما وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ ، وَعَدَدَ ما أَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ ، وَأَضْعافَ ما تَسْتَوْجِبُهُ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ . أَللَّهُمَّ فَتَمِّمْ إِحْسانَكَ إِلَيَّ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري ، كَما أَحْسَنْتَ إِلَيَّ فيما مَضى مِنْهُ .

 أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْئَلُكَ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ ، وَتَحْميدِكَ وَتَهْليلِكَ ، وَكِبْرِيائِكَ وَكَمالِكَ وَتَعْظيمِكَ ، وَنُورِكَ وَرَأْفَتِكَ ، وَرَحْمَتِكَ وَعِلْمِكَ ، وَحِلْمِكَ وَعُلُوِّكَ ، وَوَقارِكَ وَمَنِّكَ ، وَبَهآئِكَ وَجَمالِكَ ، وَجَلالِكَ وَسُلْطانِكَ ، وَعَظَمَتِكَ وَقُوَّتِكَ ، وَقُدْرَتِكَ وَإِحْسانِكَ وَغُفْرانِكَ وَامْتِنانِكَ وَرَحْمَتِكَ وَنَبِيِّكَ وَوَلِيِّكَ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ لاتَحْرِمَني رِفْدَكَ وَفَضْلَكَ وَجَمالَكَ وَجَلالَكَ وَفَوائِدَ كَراماتِكَ ، فَإِنَّهُ لايَعْتَريكَ لِكَثْرَةِ ما قَدْ نَشَرْتَ بِهِ مِنَ الْعَطايا عَوائِقُ الْبُخْلِ ، وَلايَنْقُصُ جُودَكَ التَّقْصيرُ في شُكْرِ نِعْمَتِكَ ، وَلاتَنْفَدُ خَزائِنَكَ مَواهِبُكَ الْمُتَّسِعَةُ ، وَلاتُؤَثِّرُ في جُودِكَ الْعَظيمِ مِنَحُكَ الْفائِقَةُ الْجَميلَةُ الْجَليلَةُ ، وَلاتَخافُ ضَيْمَ إِمْلاقٍ فَتُكْدِيَ وَلايَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَيَنْتَقِصَ مِنْ جُودِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ .

أَللَّهُمَّ ارْزُقْني قَلْباً خاشِعاً ، خاضِعاً ضارِعاً ، وَبَدَناً صابِراً ، [وَلِساناً ذاكِراً حامِداً] ، وَيَقيناً صادِقاً ، وَرِزْقاً واسِعاً ، وَعِلْماً نافِعاً ، وَوَلَداً صالِحاً ، وَسِنّاً طَويلاً ، وَامْرَأَةً صالِحَةً ، وَعَمَلاً صالِحاً ، وَعَيْناً باكِيَةً ، وَتَوْبَةً مَقْبُولَةً ، وَأَسْئَلُكَ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً ، وَلاتُؤْمِنّي مَكْرَكَ ، وَلاتُنْسِني ذِكْرَكَ ، وَلاتَكْشِفْ عَنّي سِتْرَكَ ، وَلاتُقَنِّطْني مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَلاتُبْعِدْني مِنْ كَنَفِكَ وجِوارِكَ ، وَأَعِذْني وَلاتُؤْيِسْني مِنْ رَحْمَتِكَ ورَوْحِكَ ، وَكُنْ لي أَنيساً مِنْ كُلِّ رَوْعَةٍ وَوَحْشَةٍ ، وَاعْصِمْني مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ ، وَنَجِّني مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ وَإِهانَةٍ وَذِلَّةٍ وَعِلَّةٍ وَقِلَّةٍ وَمَرَضٍ وَبَرَصٍ وَفَقْرٍ وَفاقَةٍ وَوَبآءٍ وَبَلاءٍ وَزِلْزِلَةٍ وَغَرَقٍ وَحَرَقٍ وَشَرَقٍ وَسَرَقٍ وَحَرٍّ وَبَرَدٍ وَجُوعٍ وَعَطَشٍ وَغَيٍّ وَضَلالَةٍ وَغُصَّةٍ وَمِحْنَةٍ وَشِدَّةٍ فِي الدَّارَيْنِ ، إِنَّكَ لاتُخْلِفُ الْميعادَ .

    أَللَّهُمَّ ارْفَعْني وَلاتَضَعْني ، وَادْفَعْ عَنّي وَلاتَدْفَعْني ، وَأَعْطِني وَلاتَحْرِمْني ، وَأَكْرِمْني وَلاتُهِنّي ، وَزِدْني وَلاتَنْقُصْني ، وَارْحَمْني وَلاتُعَذِّبْني ، وَانْصُرْني وَلاتَخْذُلْني ، وَاسْتُرْني وَلاتَفْضَحْني ، وَآثِرْني وَلاتُؤْثِرْ عَلَيَّ أَحَداً في أَمْرِ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ ، وَفَرِّجْ هَمّي ، وَاكْشِفْ غَمّي ، وَأَهْلِكْ عَدُوّي ، وَاحْفَظْني وَلاتُضَيِّعْني ، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ .

أَللَّهُمَّ ما قَدَّرْتَ لي مِنْ أَمْرٍ وَشَرَعْت فيهِ بِتَوْفيقِكَ وَتَدْبيرك(53) ، فَتَمِّمْهُ لي بِأَحْسَنِ الْوُجُوهِ كُلِّها ، وَأَصْلَحِها وَأَصْوَبِها ، فَإِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَديرٌ ، وَبِالْإِجابَةِ جَديرٌ ، يا مَنْ قامَتِ السَّماواتِ وَالْأَرَضُونَ بِأَمْرِهِ ، يا مَنْ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِهِ ، يا مَنْ أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، فَسُبْحانَ الَّذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً دائِماً أَبَداً فَضْلاً كَثيراً ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ .(54)

    أقول : وللحرز نسخة اُخرى منقولة عن العالم الأجلّ السيّد مهدي بحرالعلوم .


51) متسعاً ، خ .

52) القصد ، خ .

53) تيسيرك ، خ .

54) البحار : 252/95 .

 

 

 

    Visit : 8327
    Today’s viewers : 59848
    Yesterday’s viewers : 94259
    Total viewers : 132571033
    Total viewers : 91893293