2 ـ التكامل الروحي
يستطيع الانسان من خلال ايجاد حالة الانتظار الكامل أن يوجد في نفسه الخصائص والصفات المميزة في زمن الظهور ـ مثل تطهير القلب ـ وبواسطة الأمل والانتظار ينجّي نفسه وينقذها من الضياع واليأس، وعلى أساس هذا ينقل الإمام الصادق عن آبائه الأطهار عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم اجمعين قائلاً:
أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله( 9) .
لهذا فإنّ الإنسان ومع وجود حالة الانتظار يتمكّن من إيجاد بعض آثار الكمال لزمان الغيبة في نفسه.
ومن أجل شرح هذا الموضوع نلفت نظركم إلى أقوال الإمام السجاد علیه السلام إلى أبي خالد حيث قال علیه السلام:
عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين علیه السلام : تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم والأئمة بعده.
يا أبا خالد ؛ إن أهل زمان غيبته ، القائلون بإمامته ، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان؛ لأنّ الله ـ تعالى ذكره ـ أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنـزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنـزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بالسيف، أولئك المخلصون حقّاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً.
وقال علیه السلام: انتظار الفرج من أعظم الفرج(10 ) .
وإليك مضمون بعض الأشعار الفارسية:
واعجبا من ابتعادي عنك وأنت القريب القريب
اعترف بين يديك: أنّك معي ولكنّي أنا الذي هجرتك.
إنّ المنتظرين الواقعيين والذين وصلوا إلى الكمال عن طريق صراط الانتظار، يحصلون على بعض الحالات والخصائص الفردية في زمن الظهور ـ مثل تطهير القلب ـ كما أشرنا إلى ذلك سابقاً بعد أن هيئوا أنفسهم وبنوها لأجل إمساك زمام أمور الحكومة الإلهية ونشرها في جميع أنحاء العالم، فيصبح يوم الغيبة الداكن عندهم بمثابة يوم الشهود، فاذا لم يكن للانتظار تلك الآثار الايجابية فيهم، فكيف يكون انتظار الفرج أعظم الانتظار؟ الجواب إنّ هؤلاء يربطون حالة الانتظار بين زمان الظهور وفترة الغيبة بأواصر متينة ومحكمة، فبذلك يحصلون على بعض حالات تلك الأيام في زمان الغيبة(11).
(9) بحار الأنوار 52 : 131 .
(10) بحار الأنوار 52 : 122 .
(11) كما بيّنا إن أشخاصاً قلائل هم الذين بإمكانهم الحصول على تلك الحالات من أمثال المرحوم السيد بحر العلوم والمرحوم الشيخ مرتضى الأنصاري أعلى الله مقامهم.
بازديد امروز : 0
بازديد ديروز : 91589
بازديد کل : 135460903
|