قيمة الإنتظار
من أقوال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل التحية والسلام:
«أفْضَلُ عبادَةِ المُؤمِنِ انتِظارُ فَرجِ اللهِ»
الانتظار هو من الخصائص المهمة التي تميز الرجال الذين يخطون في طريق النجاح والسّداد، فمن خلال الروايات والأحاديث الواردة على لسان اهل الوحي والرسالة و التي تتحدث عن سمات شخصية الرجال العظام في زمن الغيبة، توضح وبشكل لا يقبل الشك أنّ المنتظرين الحقيقين للظهور هم خيرة الناس في كل العصور والأزمنة.
ومن هذا المنطلق فان مجموعة ـ من الذين سجّلوا انطباعاً كاملاً عن مسألة الانتظار ـ يرون أنها هي من أهم عوامل الموفقية في هذه الأيام، ويعتقدون ان الانسان يستطيع البحث عن عوامل الكمال في قضية «الانتظار الواقعي» ومن خلاله يكون قادراً على التحليق في سماء المعنويات،وينجّي نفسه من المشاكل والمعضلات الاجتماعية والنفسية.
ان الانتظار بمعناه الصحيح والكامل هو حالة صعبة مستصعبة، وكأنها محاطة بهالة من الأسرار والخفايا، وقليل من الناس المخلصين هم الذين وصلوا إلى الكمال وتخلّصوا من شباك الاعداء(1).
وعلى هذا فان الانتظار في مراحله النهائية والمتقدمة ـ والذي يتجلى في الخواص من اصحاب الإمام ارواحنا له الفداء ـ ياتي بمعنى الاستعداد والمساهمة ـ وذلك بالاستعانة بالطاقات غير العادية ـ من اجل تطبيق الشريعة السماوية السمحاء، والخدمة في ظل الحكومة العادلة للامام بقية الله ارواحنا له الفداء.
وفي أي مرحلة يتحقق فيها الانتظار فهو نوع من الامداد الباطني من قبل عالم الغيب، وهو طريق القربة إلى الله سبحانه وتعالى واذا استمر وتكامل سوف يقضي وبمرور الايام على جميع الصراعات الحاصلة في وجود واعماق الانسان، والتي استقرت بشكل غير محسوس في ضميره ونفسه، ويضيء ويشعل في الباطن النور والضياء ويفتح له طريق الكمال على مصراعيه، لكون الانتظار حاله من الحضور والاستعداد اللازم على جميع الاصعدة والمجالات، ويسوق الباطن إلى عالم من الصفاء والنقاء والمحبة والنورانية، عالم تفنى فيه كل الاساليب والقدرات الشيطانية.
وتسطع الأنوار الإلهية في أعماق ونفوس الانسانية في كل المعمورة.
وعلى اساس هذه الحقيقة نقول: إنّ الشخص الذي وضع قدماه على المراحل المتقدمة من صراط الانتظار هو شخص يعمل بطاقات خارقة للطبيعة؛ لأنّه وكما تعلم فأن حكومة الامام صاحب العصر والزمان ارواحنا له الفداء هي حكومة الهية وملكوتية وغير طبيعية ـ ادراكها الكامل هو خارج عن ـ قدراتنا الفكيرية ـ لذا نراهم يحومون كالفراشة حول الامام علیه السلام وينصرونه في الصفوف الأُولى ويكونون أهلاً للمسؤولية والثبات والقدرة على إطاعة أوامره، والتي تحتاج إلى قدرات وطاقات خارقة للطبيعة(2 ) .
والروايات التي ذكرت أوصاف وخصائص الثلاثمائة وثلاثة عشر من أعوانه وأنصاره كلُّها تشير إلى أنّ لهؤلاء طاقات وقدرات روحية غير طبيعية ـ حتى في زمان الغيبة.
( 1 ) ان الاشخاص الذين يتوسلون بالامام عج ويذكرونه ويحيون مراسيم الانتظار هم كثيرون والحمد لله، وهذه المجالس تزداد وتكثر يوماً بعد آخر، وقصدنا هنا ليس الطعن بهذه المجالس والأشخاص، وانكار حالة الانتظار الموجودة في هؤلاء، باعتبار ان الانتظار له مراحل عديدة، وهم وصلوا إلى قمة مراحل الانتظار ـ مع قلة عددهم ـ وقاموا من بين سائر الناس ولم يقعدوا مكتوفي الأيدي، وسعوا بكل قوة وجاهدوا وتحملوا الصعاب والمرارة في الطريق الذي انتخبوه.
وإليك مضمون شعر نقل من اللغة الفارسية يقول:
لا تخاف من الصحراء وعظمتها فالسالك لا يهـاب الصعاب
(2) صرّحت الروايات المتعددة أنّه يستفاد في ظل حكومة الإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا لمقدمه الفداء من القدرات غير الطبيعية.
بازديد امروز : 0
بازديد ديروز : 91590
بازديد کل : 135460905
|