امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
قضاء الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه

  قضاء الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه

  ننقل هنا روايات لها دلالة واضحة على أنّ الإمام صاحب العصر والزّمان عجّل اللَّه تعالى فرجه لايعول في أحكامه على البيّنة أبداً ، كما كان النّبيّ داود عليه السلام من قبل .

  وانظروا إلى هذه الرّوايات :

  في رسالة بعثها حسن بن طريف إلى الإمام العسكري‏ عليه السلام سأل فيها عن كيفيّة صدور قضاء الإمام بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء ، يقول الحسن بن طريف :

 إختلج في صدري مسألتان ، وأردت الكتاب بهما إلى أبي محمّد عليه السلام ، فكتبت أسأله عن القائم عليه السلام بم يقضي ؟

 فجاء الجواب : سألت عن القائم ، إذا قام يقضي بين النّاس بعلمه كقضاء داود عليه السلام ، ولايسأل البيّنة .(20)

   في رواية يقول الإمام الصادق عليه السلام لأبي عبيدة :

يا أبا عبيدة ؛ أنّه إذا قام قائم آل محمّد ، حكم بحكم داود وسليمان ؛ لايسأل النّاس بيّنة .(21)

  ويقول أبان : سمعت من الإمام الصادق عليه السلام يقول :

 لايذهب الدّنيا حتّى يخرج رجل منّي يحكم بحكومة آل داود لايسأل عن بيّنة ، يعطي كلّ نفس حكمها .(22)

ونقلت هذه الرّواية عن أبان أيضاً بهذا المضمون ، فيقول : قال الإمام الصّادق عليه السلام :

 سيأتي في مسجدكم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً - يعني مسجد مكّة - يعلم أهل مكّة أنّه لم يلد (هم) آبائهم ولا أجدادهم ، عليهم السيوف ، مكتوب على كلّ سيف كلمة تفتح ألف كلمة ، فيبعث اللَّه تبارك وتعالى ريحاً فتنادي بكلّ وادٍ : هذا المهديّ يقضي بقضاء داود وسليمان عليهما السلام لايريد عليه بيّنة .(23)

   كذلك يقول حريز : إنّني سمعت عن الإمام الصّادق عليه السلام يقول :

  لن تذهب الدنيا حتّى يخرج رجل منّا أهل البيت يحكم بحكم داود و آل داود ؛ لايسأل النّاس بيّنة .(24)

  وروى عبداللَّه بن عجلان : أنّ الإمام بقيّة اللَّه الأعظم عجّل اللَّه تعالى فرجه لايحتاج في مقام حكومته إلى البيّنة ، وإنّما هو مطّلع على الاُمور الخفيّة الأخرى ، ويخبر كلّ قوم عمّا يخفوه في ضمائرهم .

  يقول الإمام الصادق عليه السلام : 

إذا قام قائم آل محمّد عليهم السلام حكم بين الناس بحكم داود لايحتاج إلى بيّنة ، يلهمه اللَّه تعالى فيحكم بعلمه ، ويخبر كلّ قوم بما استبطنوه ، ويعرف وليّه من عدوّه بالتوسّم .

 قال اللَّه سبحانه : (إِنَّ فى ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمينَ * وَإِنَّها لَبِسَبيلٍ مُقيم)(26). (25)

  وننقل هنا أيضاً رواية صريحة تقول : إنّ الإمام عجّل اللَّه تعالى فرجه يحكم بحكم داود ولم يذكر فيها أنّه يحتاج إلى بيّنة أو عدمها .

  يقول الرّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في رواية :

... ويخرج اللَّه من صلب الحسن عليه السلام قائمنا أهل البيت عليهم السلام يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، له هيبة موسى وحكم داود وبهاء عيسى ، ثمّ تلا صلى الله عليه وآله وسلم : ِ(ذرّيّة بعضها من بعض واللَّه سميع عليم)(28). (27)

  وننقل لكم رواية أخرى لم يصرّح فيها بشي‏ء عن كيفيّة قضاء النّبيّ داود عليه السلام ، ولكنّها صرّحت أنّه عجّل اللَّه تعالى فرجه في قضائه الخاصّة في الموردين المذكورين لايسأل عن البيّنة .

  يقول الإمام الصّادق عليه السلام :

دمان في الإسلام حلال من اللَّه عزّوجلّ لايقضي فيهما أحد بحكم اللَّه حتّى يبعث اللَّه عزّوجلّ القائم من أهل البيت عليهم السلام ، فيحكم فيهما بحكم اللَّه عزّوجلّ لايريد على ذلك بيّنة :  الزاني المحصن يرجمه ، ومانع الزكاة يضرب رقبته .(29)

  إنّ الرّوايات الّتي أوردناها تصرح بأنّ الإمام المهدي عجّل اللَّه تعالى فرجه لايحتاج في قضائه إلى شاهد أو بيّنة ، ويعمل بعلمه ومعرفته ؛ كما كان النّبيّ داود عليه السلام لايسأل في قضائه عن الشّاهد والبيّنة .

  وانتخب المرحوم العلّامة المجلسي هذه العقيدة ودافع عنها حين قال : ثمّ اعلم إنّ الظّاهر من الأخبار أنّ القائم عجّل اللَّه تعالى فرجه إذا ظهر يحكم بما يعلم في الواقعة لا بالبيّنة ، وأمّا من تقدّمه من الأئمّة عليهم السلام فقد كانوا يحكمون بالظّاهر ، وقد كانوا يظهرون ما يعلمون من باطن الأمر بالحيل ، كما كان أميرالمؤمنين عليه السلام يفعله في كثير من الموارد .

  ويقول الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب «المسائل» : للإمام عليه السلام أن يحكم بعلمه كما يحكم بظاهر الشّهادات ، ومتى عرف من المشهود عليه ضدّ ما تضمّنته الشّهادة أبطل بذلك شهادة من شهد عليه ، وحكم فيه بما أعلمه اللَّه تعالى .(30)


20) بحار الأنوار : 320/52 و 264/50 و 31/95 و 66 ، مستدرك الوسائل : 364/17 .

21) بحار الأنوار : 86/23 و 177/26 و 320/52 ، مستدرك الوسائل : 364/17 . نقلت هذه الرّواية في «وسائل الشيعة» عن أبي عبيدة عن الإمام الباقر عليه السلام .

22) بحار الأنوار : 320/52 ، وسائل الشيعة : 168/18 ، مستدرك الوسائل : 364/17 .

23) بحار الأنوار : 286/52 و 369 ، وجاء قسم منها في «مستدرك الوسائل : 365/17» .

24) بحار الأنوار : 319/52 .

25) سورة الحجر ، الآية 75 و 76 .

26) بحار الأنوار : 339/52 ، و جاء قسم منها في «ج : 14/14» .

27) سورة آل عمران ، الآية 34 .

28) بحار الأنوار : 313/36 .

29) كمال الدّين : 671 .

30) بحار الأنوار : 177/26 .

 

 

 

 

 

    بازدید : 10732
    بازديد امروز : 89386
    بازديد ديروز : 104424
    بازديد کل : 182125020
    بازديد کل : 135456498