(27)
الدعاء له صلوات اللَّه عليه بعد صلاة العصر
قال في فلاح السائل : ومن المهمّات بعد صلاة العصر الإقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام في الدعاء لمولانا المهديّ صلوات اللَّه وسلامه وبركاته على محمّد جدّه ، وبلّغ ذلك إليه ، كما رواه محمّد بن بشير الأزدي قال : حدّثنا أحمد بن عمر بن موسى الكاتب قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور القمي ، عن أبيه محمّد بن جمهور ، عن يحيى بن الفضل النوفلي قال :
دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ببغداد حين فرغ من صلاة العصر فرفع يديه إلى السماء وسمعته يقول :
أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، اَلْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ، وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، إِلَيْكَ(23) زِيادَةُ الْأَشْياءِ وَنُقْصانُها ، وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، خَلَقْتَ الْخَلْقَ بِغَيْرِ مَعُونَةٍ مِنْ غَيْرِكَ ، وَلا حاجَةٍ إِلَيْهِمْ ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، مِنْكَ الْمَشِيَّةُ وَ إِلَيْكَ الْبَدْءُ.
أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، قَبْلَ الْقَبْلِ وَخالِقُ الْقَبْلِ ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، بَعْدَ الْبَعْدِ وَخالِقُ الْبَعْدِ ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، تَمْحُو ما تَشاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ اُمُّ الْكِتابِ ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، غايَةُ كُلِّ شَيْءٍ وَوارِثُهُ ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، لايَعْزُبُ(24) عَنْكَ الدَّقيقُ وَلَا الْجَليلُ ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، لايَخْفى عَلَيْكَ اللُّغاتُ ، وَلاتَتَشابَهُ عَلَيْكَ الْأَصْواتُ.
كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ في شَأْنٍ ، لايَشْغَلُكَ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ ، عالِمُ الْغَيْبِ وَأَخْفى ، دَيَّانُ الدّينِ ، مُدَبِّرُ الْاُمُورِ ، باعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، مُحْيِ الْعِظامِ وَهِيَ رَميمٌ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ ، اَلْحَيِّ الْقَيُّومِ ، اَلَّذي لايَخيبُ مَنْ سَأَلَكَ بِهِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ الْمُنْتَقِمِ لَكَ مِنْ أَعْدائِكَ ، وَأَنْجِزْ لَهُ ما وَعَدْتَهُ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
قال : قلت : مَن المدعوّ له ؟ قال :
ذلك المهديّ من آل محمّد عليهم السلام .
قال : بأبي المنبدح (المنفدح) البطن ، المقرون الحاجبين ، أحمش الساقين ، بعيد ما بين المنكبين ، أسمر اللّون ، يعتاده مع سمرته صفرة من سهر اللّيل ، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجداً وراكعاً ، بأبي من لايأخذه في اللَّه لومة لائم مصباح الدجى ، بأبي القائم بأمر اللَّه .
قلت : متى خروجه ؟
قال : إذا رأيت العساكر بالأنبار على شاطئ الفرات والصراة ودجلة ، وهدم قنطرة الكوفة ، وإحراق بعض بيوتات الكوفة ، فإذا رأيت ذلك فإنّ اللَّه يفعل ما يشاء لا غالب لأمر اللَّه ولا معقّب لحكمه .(25)
قال في البحار : بيان : غاية كلّ شيء أي نهايته ، إمّا لانتهاء علل الأشياء إليه تعالى ، أو لأنّه لمّا كان موجوداً بعد فناء كلّ شيء فكأنّه غايته ، فانتهى امتداد وجوده إليه .
ووارثه أي الباقي بعده ، قال في النهاية في أسماء اللَّه تعالى : الوارث هو الّذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم ، وفي القاموس : العزوب الغيبة يعزب ويعزب والذهاب ، وقال البيضاوي في قوله سبحانه وتعالى : «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ»(26) كلّ وقت يحدث أشخاصاً ، ويجدّد أحوالاً على ما سبق به قضاؤه ، وفي الحديث من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرّج كرباً ، ويرفع قوماً ويضع آخرين ، وهو ردّ لقول اليهود : إنّ اللَّه لايقضي يوم السبت .
عالم الغيب أي ما غاب عن الحواسّ ، وأخفى أي ما غاب عن العقول أيضاً وقال الفيروز آبادي : الدين بالكسر : الجزاء والإسلام والعادة ، والعبادة والطاعة والذلّ والحساب والقهر والغلبة والإستعلاء والسلطان والملك ، وإسم لجميع ما يتعبّد اللَّه به ، والديان القهّار ، والقاضي والحاكم والمحاسب والمجازي لايضيع عملاً .
قوله عليه السلام : الحيّ القيّوم يحتمل أن يكون الإسم مقحماً هنا فتجري الأوصاف كلّها على الذات الأقدس ، أو يكون توصيف الإسم بهما على المجاز ، لاتّصاف مسمّاه بهما ، وكون الحيّ القيّوم عطف بيان للإسم بعيد ، والمنتدح : المتّسع ، وفي القاموس : الصراة نهر بالعراق . (27)
23) منك ، خ .
24) لا يعزب : أي لا يغيب عن علمك .
25) فلاح السائل : 199 ، وفي المصباح : 51 والبلد الأمين : 35 بتفاوت .
26) الرحمن : 29 .
27) البحار : 82/86 .
بازديد امروز : 142032
بازديد ديروز : 194999
بازديد کل : 119658172
|